أعلن باحثون في مركز «كليفلاند كلينيك» للسرطان في الولايات المتحدة، عن النتائج النهائية للمرحلة الأولى من تجربة سريرية على لقاح جديد يُطوَّر بهدف الوقاية من سرطان الثدي الثلاثي السلبي، وهو أحد أكثر أنواع سرطان الثدي عدوانية وفتكاً.
وأوضحوا أنَّ اللقاح الجديد حقَّق استجابة مناعية ملحوظة لدى غالبية المشارِكات، مع إثبات سلامته وعدم تسجيل أي آثار جانبية خطيرة. ونُشرت النتائج، الخميس، في مجلة «نيتشر ميديسن».
ويُعد سرطان الثدي الثلاثي السلبي أحد أكثر أنواع سرطان الثدي صعوبة في العلاج؛ إذ لا يمتلك المستقبلات الثلاثة التي تستجيب عادة للعلاجات الهرمونية أو العلاجات الموجَّهة، وهي مستقبلات الإستروجين، والبروجستيرون، وبروتين «HER2». ويؤدِّي غياب هذه المستقبلات إلى محدودية الخيارات العلاجية، مما يجعل العلاج يعتمد غالباً على العلاج الكيميائي والمناعي والجراحة.
ويتميَّز هذا النوع بسرعة نموه وانتشاره، وارتفاع احتمالات عودته بعد العلاج، كما أنه أكثر شيوعاً لدى النساء الأصغر سناً وحاملات طفرات في الجين «BRCA1». لذلك يُعد من الأنواع التي تستدعي تطوير أساليب وقائية وعلاجية مبتكرة، مثل اللقاحات المناعية التي يُجرى العمل عليها حالياً.
وأُطلقت التجربة في عام 2021 بهدف تقييم سلامة اللقاح ومراقبة الاستجابة المناعية. وشملت المرحلة الأولى 35 مُشارِكة موزَّعات على 3 مجموعات؛ إذ شملت المجموعة الأولى مريضات أنهين علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي في مراحله المبكرة خلال السنوات الثلاث الماضية، وكنَّ خاليات من الورم لكن معرَّضات لخطر الانتكاس.
أما المجموعة الثانية، فشملت نساء غير مصابات بالسرطان، ولكن يحملن طفرات جينية تزيد من خطر الإصابة، واخترن الخضوع لاستئصال وقائي للثدي، بينما تضمَّنت المجموعة الثالثة مريضات تلقَّين علاجاً كيميائياً ومناعياً قبل الجراحة، وما زلن يحتفظن ببقايا ورمية، مما يجعلهن أكثر عرضة لعودة المرض.
وأظهرت البيانات أنَّ اللقاح التجريبي حفَّز استجابة مناعية لدى 74 في المائة من المُشاركات، كما أثبت سلامته وقدرة الجسم على تحمُّله؛ إذ اقتصرت الآثار الجانبية على التهابات جلدية خفيفة في موضع الحقن.
وعن آلية عمل اللقاح، يشير الباحثون إلى أنه يستند إلى بحوث ركَّزت على استهداف بروتين مرتبط بفترة الإرضاع، يُسمَّى «ألفا- لاكتالبومين»، يختفي من أنسجة الثدي الطبيعية بعد انتهاء الإرضاع، ولكنه يظهر في معظم حالات سرطان الثدي الثلاثي السلبي. ويهدف اللقاح إلى تحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة أي خلايا ورمية قد تتطوَّر مستقبلاً.
وأظهرت الدراسات قبل السريرية في السابق أنَّ استهداف هذا البروتين كان آمناً وفعَّالاً في منع تطوُّر الأورام في الثدي.
وقال الباحثون إن ظهور استجابة مناعية لدى غالبية المُشاركات في التجربة السريرية يُعد خطوة مُشجِّعة على طريق تطوير اللقاح الذي من المأمول أن يتحوَّل إلى وسيلة مبتكرة لمكافحة سرطان الثدي الثلاثي السلبي.
