صداع الكمبيوتر... 4 أسباب شائعة

استراتيجيات للوقاية من تأثيراته

صداع الكمبيوتر... 4 أسباب شائعة
TT

صداع الكمبيوتر... 4 أسباب شائعة

صداع الكمبيوتر... 4 أسباب شائعة

بعد الملابس التي نلبسها، تُعتبر اليوم الأجهزة الكمبيوترية ذات الشاشات الشيء الثاني الأكثر قرباً مكانياً وزمنياً من أجسامنا. وهذا الأمر ليس خاصاً بالبالغين أو الذين تتطلب أعمالهم الوظيفة الالتصاق بقرب الكمبيوترات، بل إنه أمسى اليوم أكثر حصولاً لدى فئة المراهقين والأطفال، سواء كانت تلك الأجهزة هواتف محمولة أو شاشات لوحية أو كمبيوترات شخصية أو مكتبية.

صداع الكمبيوتر

ولكن يظل الثمن الذي قد يدفعه البعض هو الصداع الناتج عن استخدام تلك الأجهزة الكمبيوترية Computer Screen Headache. ويقول أطباء كليفلاند كلينك: «تُسهّل أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الرقمية الأخرى الحياة بطرق عديدة، لكنها قد تُرهق عينيك، خاصةً إذا كنت تقضي وقتاً طويلاً في استخدامها». ويضيفون: «متلازمة رؤية الكمبيوتر Computer Vision Syndrome شائعة جداً. وقبل ظهور جائحة «كوفيد - 19»، كانت متلازمة رؤية الكمبيوتر تُصيب ما لا يقل عن 50 في المائة من البالغين. ولكن خلال الجائحة، ازداد اعتماد الناس على الأجهزة الرقمية في العمل والتواصل الاجتماعي. ونتيجةً لذلك، ارتفعت نسبة البالغين المصابين بها إلى 78 في المائة. كما تسبب الوباء في إصابة المزيد من الأطفال بمتلازمة رؤية الكمبيوتر. ووفقاً لبعض الأبحاث، عانى ما بين 50 في المائة و60 في المائة من الأطفال من هذه الحالة خلال الجائحة».

ولذا فإن غالبية الناس بحاجة إلى معرفة أعراض صداع الكمبيوتر، وإدراك أسباب المعاناة منه، وكذلك هم بحاجة إلى معرفة كيفية وضع استراتيجيات شخصية للوقاية وللتغلب عليه.

ويعتبر تقليل وقت استخدام الشاشة أفضل طريقة لتجنب صداع شاشات الكمبيوتر، حيث يقول أطباء كليفلاند كلينك: «قلل من وقت استخدامك للأجهزة الرقمية ذات الشاشات. حاول استخدامها لأقل من أربع ساعات يومياً». غير أن هذا قد لا يكون ممكناً دائماً لكل الناس دون معرفتهم أسباب نشوء ذلك الصداع. وحينئذ يُمكنهم أخذ زمام المبادرة في تطبيق خطوات بسيطة لتقليل أو القضاء على صداع الشاشة.

أسباب شائعة

وإليك هذه الأسباب الشائعة لصداع الكمبيوتر وكيفية التعامل معها:

1. إجهاد العين. ليس صحيحاً أن التركيز على شاشة الأجهزة الكمبيوترية عملية سهلة وبسيطة، بل هي معقدة للغاية من النواحي الفيزيائية المتعلقة بشاشات الأجهزة تلك وما يصدر عنها من طاقة ضوئية، وكذلك معقدة في كيفية تكيف وضعية الجسم مع ثبات الشاشة وثبات لوحة المفاتيح، وأيضاً معقدة في مدى صغر وكبر حجم الشاشة وبعدها عن العين ودرجة ارتفاعها بالنسبة للجسم. وكذلك فإنها معقدة من النواحي الفسيولوجية البدنية لكيفية قيام العينين بالرؤية وتحليل المشهد في العينين والدماغ، وهي أيضاً معقدة في كيفية تفاعل الرقبة والظهر واليدين والأصابع وجفون العينين، من أجل إتمام العمل على الكمبيوتر لفترات طويلة وفي ظروف مختلفة.

* نقطة راحة التكيّف. وبداية تُسمى المسافة بين مقدمة الشاشة وأعيننا بمسافة العمل. ومن المثير للاهتمام أن أعيننا ترغب في الاسترخاء عند نقطة أبعد عن الشاشة، تُسمى هذه النقطة بنقطة راحة التكيف RPA. ولكن لرؤية ما يُعرض على شاشة الكمبيوتر، يتعين على الدماغ توجيه عضلات العين لإعادة ضبط التركيز باستمرار بين نقطة راحة التكيف وأمام الشاشة. وهذا «الصراع» بين المكان الذي ترغب أعيننا في التركيز عليه والمكان الذي يجب أن تركز عليه (لأداء الأعمال الكمبيوترية) يمكن أن يؤدي إلى إجهاد العين Eyestrain وإرهاق العين Eye Fatigue، وكلاهما قد يُسبب الصداع.

* قاعدة «20-20-20». ولتقليل إجهاد العين الناتج عن استخدام الكمبيوتر علينا تذكر أن «معظم» حالات إجهاد العين الناتج عن استخدام الكمبيوتر لا تتطلب تدخلاً طبياً، بل يمكن التخفيف منها باتباع ممارسات وقائية جديدة. ومن أبسطها اتباع قاعدة «20-20-20» التي أقرتها الجمعية الأميركية لعلم البصريات، التي تشمل أنه يتعين عليك كل 20 دقيقة، أن تتوقف لتأخذ استراحة لمدة 20 ثانية للنظر إلى شيء أخر يبعد عنك نحو 20 قدماً (نحو 6 أمتار). علاوة على ذلك، يُنصح بإعطاء عينيك راحة تامة لمدة 15 دقيقة بعد ساعتين من الاستخدام المتواصل للكمبيوتر.

وإذا كنت تقرأ نصاً على ورقة أثناء العمل على الكمبيوتر، فلا تضع الورقة بجانب لوحة المفاتيح، بل ارفع الصفحة إلى أعلى بجانب الشاشة لتقليل المسافة التي تقطعها عيناك بين الورقة والشاشة، وتقليل إعادة التركيز، وتقليل فرص إجهاد العين.

واحرص على العناية المنتظمة بالعينين. قد لا تحتاج إلى نظارات طبية للأنشطة اليومية، ولكن يمكنك الاستفادة من ارتداء النظارات الطبية عند استخدام الكمبيوتر.

2. الإضاءة الزائدة. يمكن أن ينشأ الصداع الناتج عن استخدام الكمبيوتر عن العمل في بيئة ساطعة. وتشمل الإضاءة في العديد من المكاتب النوافذ المشمسة، ومصابيح الفلورسنت العلوية ذات اللون الأبيض الفاقع، ومصابيح المكتب الجانبية ذات الضوء الساطع. وإضافةً إلى ذلك، قد لا يقتصر الأمر على وهج جهاز الكمبيوتر فحسب، بل يشمل أيضاً وهج جميع أجهزة الكمبيوتر الأخرى التي من حولك في الغرفة. ويمكن أن يؤدي هذا النوع من السطوع الضوئي المفرط أو الإضاءة الزائدة، إلى أنواع عديدة من الصداع، بما في ذلك الصداع النصفي.

* لضبط وهج شاشة الكمبيوتر نفسها، يوضح أطباء كليفلاند كلينك بالقول: «اضبط سطوع الشاشة وتباينها. يجب أن يكون سطوع شاشتك مساوياً تقريباً لمستوى سطوع الغرفة المحيطة بك. وقد يعني هذا أنك بحاجة إلى ضبط سطوع الشاشة حسب الوقت. يُفترض أن يكون تباين الشاشة بين 60 في المائة و70 في المائة مريحاً لعينيك».

وقد يسأل البعض، هل تمنع نظارات الضوء الأزرق صداع الشاشة؟ وللإجابة، تُظهر الأبحاث أدلة قليلة على أن نظارات الضوء الأزرق يمكن أن تُقلل من إجهاد العين وصداع الشاشة. وفي حين أن دراسة أجريت عام 2021 وجدت أن العدسات التي تحجب الضوء الأزرق Blue-Blocking Lenses لم تُجدِ نفعاً في إجهاد العين، إلا أنه وفي نفس الوقت لم تُبلّغ عن أي آثار جانبية لارتدائها. ولذا فالأمر لك.

* ولمعالجة مشكلات الإضاءة الزائدة، فإنك ببساطة يمكنك:

- خفّض إضاءة السقف لتقليل الوهج.

- استخدم ستائر على النوافذ ومصابيح إضاءة منخفضة الطاقة.

- إذا كنت تعمل على شاشة CRT قديمة الطراز، فقد يكون من المفيد أيضاً استخدام فلتر وهج Anti-Glare يُثبّت في مقدمة الشاشة.

- كبّر النص. لا تحاول قراءة الخطوط الصغيرة جداً. إذا لم يكن حجم الخط 12 على الأقل، فكبّر. اضبط إعداداتك، إن أمكن، بحيث تقرأ نصاً داكناً على خلفية فاتحة.

وضعية الجسم وخصائص الكمبيوتر

3. وضعية الجسم السيئة. إذا وجدت نفسك منحنياً أو متكئاً على شاشة الكمبيوتر عند الشعور بالصداع، فقد تكون وضعية جسمك هي المشكلة. إن انحناء الرقبة السيئ يُعد أمراً شائعاً لدى مستخدمي الكمبيوتر الذين يشكون من الصداع. ويُعرف هذا النوع من الصداع بالصداع العنقي Cervicogenic Headache، وقد يكون موضعه في قاعدة الجمجمة ويمتد إلى جانب واحد من الرأس.

* جفاف العينين. وأحد تداعيات الوضعية السيئة للجسم، هو جفاف العينين. ويقول أطباء كليفلاند كلينك: «يركز العلاج على ترطيب عينيك لمساعدتها على الشعور بالتحسن. قد يوصي طبيبك باستخدام قطرات العين التي تُصرف دون وصفة طبية لترطيب عينيك. كما سينصحك بالعمل على رمش الجفون بشكل أكثر تكراراً. قد لا تُدرك كم تُحدّق في الشاشة دون أن ترمش حتى تُدرك أن هناك مشكلة. وبذل جهد واعي للرمش أكثر يُمكن أن يُساعد دموعك الطبيعية على تهدئة عينيك».

* ولتحسين وضعية الجسم السيئة، هناك بعض الأمور التي يمكنك القيام بها لتحسين وضعية جسمك، مثل:

- ضع لوحة المفاتيح والكمبيوتر بحيث لا يكون رأسك مائلاً ويكون عمودك الفقري في وضع محايد. يجب أن يكون مركز الشاشة على بُعد نحو 10 سنتيمترات أسفل مستوى العين، وعلى بُعد 50 إلى 70 سنتيمترا من العين.

- تحقق من وضعية كتفيك أثناء الكتابة وحاول إرخائهما.

- لا تسند معصميك على لوحة المفاتيح أثناء الكتابة.

- اجلس على كرسي مكتب مُبطّن جيداً ومريح. واضبط ارتفاع الكرسي بحيث تكون قدميك مُستويتين على الأرض.

4. خصائص الكمبيوتر. يُطرح كثيراً أن الإشعاع هو سبب الصداع الناتج عن شاشات الكمبيوتر. ولكن في الواقع، ووفق ما تفيد به بعض المصادر الطبية، لا يعتبر ذلك صحيحاً. والحقيقة أن مستويات الإشعاع الصادرة عن أجهزة الكمبيوتر لا تختلف كثيراً عن مستويات الإشعاع الصادرة عن أجهزة التلفزيون ذات الشاشات المسطحة، وقد اختفت أشعة الكاثود تقريباً مع أجهزة التلفزيون ذات الصمام المفرغ القديمة. ومع ذلك قد لا يُعاني الكثيرون من صداع شاشات التلفزيون، بمقدار معانتهم من صداع الكمبيوتر.

والمجالات الكهرومغناطيسية أمر آخر يتم طرحه عند الحديث عن صداع الكمبيوتر. وتشير الأبحاث إلى أن التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية منخفضة التردد RF-EMF، من خلال استخدام الهواتف المحمولة وشبكات الواي فاي، قد يكون مرتبطاً بنوبات صداع نصفي أكثر تكراراً وشدةً.

بشكل عام، لا تزال الصلة الدقيقة بين المجالات الكهرومغناطيسية والصداع النصفي غير واضحة. ومع ذلك، يُعدّ الحد من التعرض غير الضروري لمصادر المجالات الكهرومغناطيسية منخفضة التردد هدفاً منطقياً، خاصةً إذا كان التعرض مرتبطاً بنوبات صداع أكثر شدة.

وكذلك قد يعزو البعض نوبات صداع الكمبيوتر إلى الأنماط والصور. ولكن من المثير للاهتمام أنه لا يوجد دليل قوي على أن الصور الفعلية على شاشة الكمبيوتر تُسبب الصداع.

ومع ذلك إذا كنت تشك في أن أنماط الشاشة تُسبب الصداع لك، فاستشر طبيب العيون، فقد يكون هذا علامة على نوع من الاضطرابات العصبية، الذي يُسمى الصرع الحساس للضوء Photosensitive Epilepsy.

ارتفعت نسبة البالغين المصابين بمتلازمة رؤية الكمبيوتر إلى 78 في المائة

«متلازمة رؤية الكمبيوتر»... معايير للتشخيص الطبي

توضح المصادر الطبية أن صداع شاشة الكمبيوتر هو أحد أعراض حالة تُعرف طبياً باسم «متلازمة رؤية الكمبيوتر»، المعروفة أيضاً باسم «إجهاد العين الرقمي» Digital Eye Strain. وهذه المتلازمة المرضية لها أعراض محددة، قد يُصاب ببعض أعراضها البعض، بينما البعض الأخر قد يُعاني من جميعها. وتشمل الأعراض تلك:

- صداع في الرأس، قد يكون لدى البعض مؤلماً بشكل حاد، ولدى آخرين خفيفاً.

- مشكلات في الرؤية مثل عدم وضوح الرؤية أو ازدواج الرؤية.

- مشكلات في العين مثل ألم في العينين وحولهما أو تعب العينين.

- مشكلات في العين مثل حرقة، واحمرار، وجفاف/ شعور برمل، أو سيلان الدموع.

- ألم أو تصلب في أعلى الظهر أو الرقبة.

- صعوبة في التركيز عن قرب.

- رؤية هالات حول الأشياء.

- حساسية للضوء.

ووفق ما تشير إليه المصادر الطبية تلك، فإن ظهور ستة أعراض أو أكثر من هذه الأعراض قد يعني إصابتك بـ«متلازمة رؤية الكمبيوتر». وإذا كنت تشك في إصابتك بمتلازمة رؤية الكمبيوتر، فاستشر اختصاصي طب العيون للحصول على التشخيص.

ويضيف أطباء كليفلاند كلينك: «يُنصح بزيارة اختصاصي عيون مرةً سنوياً. يمكنه فحص صحة عينيك العامة ومعالجة أي مشكلات لديك. ولكن اتصل بمقدم الرعاية الصحية (لا تنتظر موعدك السنوي) إذا ظهرت عليك أعراض جديدة لمتلازمة رؤية الكمبيوتر، أو إذا تفاقمت الأعراض رغم العلاج».

* استشارية في الباطنية.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق الفواكه والخضراوات تساعد على انتظام عملية الهضم خلال الشتاء (جامعة ماريلاند)

أطعمة ضرورية في الشتاء لتعزيز المناعة وصحة الأمعاء

غالباً ما يرتبط فصل الشتاء بالأطعمة المريحة والعادات الهادئة، وأحياناً ببعض السلوكيات غير الصحية. ومع ذلك، يُعد هذا الموسم فرصة مثالية لإعادة التركيز.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)

هل تُحسّن حمامات «الساونا» الصحة فعلاً؟

عند تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، قد يتبادر إلى ذهنك أن حمامات الساونا والغطس في الماء البارد أشبه بعلاج سحري، يُعزز المناعة، ويحرق الدهون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)

الأمعاء الصحية تساعد في إدارة القلق... كيف؟

يعاني كثير من الأشخاص من قلق شديد، مصحوب بأعراض تتراوح بين تسارع الأفكار والأرق، وصولاً إلى نوبات الهلع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك أحماض أوميغا 3 الموجودة في  السردين تساعد في المحافظة على مستويات السكر في الدم (بيكسباي)

دور السردين في المحافظة على مستويات السكر في الدم

تعرف الفوائد الصحية للسردين والأسماك الدهنية على نطاق واسع، فمحتواها العالي من الدهون غير المشبعة يُساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

من الطقس البارد إلى المباريات الرياضية... 14 سبباً غير متوقع للنوبات القلبية

الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم (رويترز)
الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم (رويترز)
TT

من الطقس البارد إلى المباريات الرياضية... 14 سبباً غير متوقع للنوبات القلبية

الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم (رويترز)
الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم (رويترز)

يعاني العديد من الأشخاص حول العالم يومياً من النوبات القلبية، وقد تكون أسباب ذلك متوقعة، مثل ارتفاع ضغط الدم المتكرر وأمراض القلب والكولسترول، وحتى نمط الحياة المليء بالتوتر والقلق وعادات مثل التدخين والأنماط الغذائية السيئة.

ولكن تبرز أيضاً أسباب غير متوقعة للنوبات القلبية، أبرزها، حسب موقع «ويب ميد»:

1- قلة النوم

ستشعر بالضيق والتعب إذا لم تحصل على قسط كافٍ من النوم بانتظام، ولكن ذلك قد يزيد أيضاً من خطر إصابتك بنوبة قلبية. في إحدى الدراسات، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين ينامون عادةً أقل من 6 ساعات في الليلة كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية بمقدار الضعف مقارنةً بمن ينامون من 6 إلى 8 ساعات. لا يعرف الأطباء السبب الدقيق لذلك، لكنهم يعلمون أن قلة النوم قد ترفع ضغط الدم وتؤدي إلى التهابات، وكلاهما ضار بصحة القلب.

2- الصداع النصفي

الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم مقارنةً بمن لا يعانون منه. ويبدو أن الصداع النصفي المصحوب بهالة - أي رؤى أو أصوات أو أحاسيس غريبة تبدأ قبل بدء الصداع - يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمشاكل القلب.

3- الطقس البارد

يُشكّل البرد صدمةً للجسم. فالتواجد في الخارج خلال أشهر الشتاء قد يُؤدي إلى تضييق الشرايين، مما يُصعّب وصول الدم إلى القلب. إضافةً إلى ذلك، يضطر القلب إلى بذل جهد أكبر للحفاظ على دفء الجسم. إذا كنت قلقاً بشأن ذلك، فتوخَّ الحذر في درجات الحرارة المنخفضة، وقلّل من النشاط البدني الشاق، مثل جرف الثلج.

4- تلوث الهواء

تزداد احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية مع ارتفاع مستويات تلوث الهواء. فالأشخاص الذين يتنفسون هواءً ملوثاً بانتظام أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب. وقد يكون الجلوس في زحام المرور خطيراً بشكل خاص؛ لأنه قد يجمع بين عوادم السيارات والغضب أو الإحباط.

5- وجبة دسمة وكبيرة

فكّر ملياً قبل تناول المزيد، فقد لا يقتصر ضررها على زيادة محيط خصرك فقط. فتناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة يرفع مستويات هرمون النورأدرينالين، وهو هرمون التوتر، في الجسم. وهذا بدوره قد يرفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وقد يُسبب نوبات قلبية لدى البعض. كما أن الوجبات الدسمة جداً قد تُسبب ارتفاعاً مفاجئاً في نسبة نوع معين من الدهون في الدم، مما قد يُلحق ضرراً مؤقتاً ببعض الأوعية الدموية.

6- المشاعر القوية: سلبية كانت أم إيجابية

يُعرف الغضب والحزن والتوتر بأنها عوامل مُحفزة لمشاكل القلب، ولكن قد تؤدي الأحداث السعيدة أحياناً إلى نوبة قلبية أيضاً. ويمكن أن تُحفزها المشاعر المصاحبة لحفلة عيد ميلاد مفاجئة، أو حفل زفاف، أو ولادة حفيد.

7- الإجهاد المفاجئ أو الشديد

يُساعد الحفاظ على لياقتك البدنية على حماية قلبك على المدى الطويل، ولكن الإفراط في ذلك قد يكون خطيراً. نحو 6 في المائة من النوبات القلبية تحدث نتيجة الإجهاد البدني الشديد. ورغم أنك ربما سمعت أن الرياضة وسيلة جيدة لتخفيف التوتر، فمن المهم جداً عدم الإفراط فيها عند الشعور بالغضب أو الانزعاج.

8- الزكام أو الإنفلونزا

عندما يقاوم جهازك المناعي جرثومة، قد يُسبب ذلك التهاباً يُلحق الضرر بالقلب والشرايين. في إحدى الدراسات، كان الأشخاص المصابون بعدوى الجهاز التنفسي أكثر عرضةً للإصابة بنوبة قلبية بمقدار الضعف. لكن مستوى الخطر لديهم عاد إلى طبيعته بعد شفائهم من العدوى ببضعة أسابيع. كما ترتفع معدلات الإصابة بالنوبات القلبية خلال فترات تفشي الإنفلونزا، وهذا سبب وجيه آخر لتلقي لقاح الإنفلونزا.

9- الربو

تزداد احتمالية إصابتك بنوبة قلبية بنسبة 70 في المائة تقريباً إذا كنت تعاني من هذا المرض الرئوي. حتى مع استخدامك لجهاز الاستنشاق للسيطرة عليه، يبقى خطر إصابتك أعلى من المعتاد. بسبب الربو، قد تميل أيضاً إلى تجاهل ضيق الصدر، الذي قد يكون علامة مبكرة على نوبة قلبية. لا يعرف الأطباء ما إذا كانت مشاكل التنفس تُسبب النوبات القلبية أم أنها ببساطة ناتجة عن سبب مشترك: الالتهاب.

10- النهوض من السرير صباحاً

تزداد احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية في الصباح؛ إذ يُفرز الدماغ كمية كبيرة من الهرمونات في الجسم لتنشيطه، مما يُشكل ضغطاً إضافياً على القلب. كما قد يُعاني الشخص من الجفاف بعد نوم طويل، مما يزيد من جهد القلب.

11- الكوارث

أظهرت الدراسات أن معدلات الإصابة بالنوبات القلبية ترتفع بعد الكوارث الكبرى كالزلازل والهجمات الإرهابية، ليس فقط مباشرةً بعدها، بل حتى بعد مرور بضع سنوات. قد لا يكون بالإمكان تجنب هذه المواقف، ولكن يمكن اتخاذ خطوات لإدارة التوتر بعد وقوعها، كالحرص على الحصول على قسط كافٍ من الراحة وممارسة الرياضة.

12- الرياضات الجماهيرية

قد تؤدي ممارسة الرياضة، وكذلك مشاهدتها، إلى الإصابة بنوبة قلبية. ففي عام 2006، ارتفعت حالات النوبات القلبية في ألمانيا بشكل ملحوظ خلال مباريات المنتخب الوطني في كأس العالم لكرة القدم. وبعد مباراة السوبر بول عام 1980، زادت حالات النوبات القلبية المميتة في لوس أنجلوس عقب خسارة فريق رامز.

13- الكحول

الإفراط في شرب الكحول قد يؤدي إلى رفع ضغط الدم، ويزيد من أنواع معينة من الكولسترول الضار، ويؤدي إلى زيادة الوزن، وكلها عوامل تضر بالقلب. كما أن هناك عواقب قصيرة المدى؛ فقد أظهرت إحدى الدراسات أن ليلة واحدة من الإفراط في الشرب قد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية خلال الأسبوع التالي.

14- القهوة

للقهوة فوائدها ومضارها. يرفع الكافيين ضغط الدم لفترة وجيزة، مما قد يُسبب نوبة صرع، خاصةً إذا لم تكن تشربها بانتظام أو كنت مُعرضاً لخطر الإصابة بها لأسباب أخرى. عموماً، لا يبدو أن شرب كوب أو كوبين يومياً ضار.


هل تُحسّن حمامات «الساونا» الصحة فعلاً؟

الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)
الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)
TT

هل تُحسّن حمامات «الساونا» الصحة فعلاً؟

الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)
الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)

عند تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، قد يتبادر إلى ذهنك أن حمامات الساونا والغطس في الماء البارد أشبه بعلاج سحري، يُعزز المناعة، ويحرق الدهون، ويُعالج كل شيء من آلام المفاصل إلى تقلبات المزاج.

لكن الحقيقة، كما يقول الخبراء، أكثر تعقيداً.

أفادت الدكتورة هيذر ماسي، الأستاذة المشاركة في علم البيئة القاسية وعلم وظائف الأعضاء بجامعة بورتسموث البريطانية: «هناك الكثير ممن يُؤمنون بفاعلية التعرض للحرارة والبرودة، لكننا لا نملك حتى الآن أدلة كافية تُؤكد فوائدها بشكل قاطع».

وتُوضح أن أجسامنا «مذهلة» في الحفاظ على استقرار درجة حرارتها الداخلية، التي تتراوح عادةً بين 36.5 و37 درجة مئوية.

وفي حياتنا اليومية، نادراً ما نُعرّض هذا النظام للخطر؛ إذ نقضي فترات طويلة في أماكن مُدفأة أو مُكيّفة.

وتُضيف أن تسخين الجسم أو تبريده يُسبب ضغطاً طفيفاً، قد يُحفز استجابات تكيفية أو وقائية، حسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

العلم وراء الساونا

تكمن جاذبية الساونا في هذه الفكرة، حيث نادراً ما تخلو منها الصالات الرياضية والمنتجعات الصحية هذه الأيام.

بالنسبة للبعض، تُعدّ الساونا مكافأة بعد التمرين، بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي للبعض الآخر، ويُقسم الكثيرون بفوائدها، مُقتنعين بأنّ 15 دقيقة من الحرارة الشديدة تُحدث فرقاً كبيراً في صحة الجسم والعقل.

ولا شكّ في أنّها تُشعِر بالراحة.

قالت الدكتورة ماسي: «عندما تجلس في الساونا وتتعرّق، قد تشعر بمزيد من الاسترخاء والحرية، وتزداد مرونتك، وقد تخفّ آلامك قليلاً... إذن، هناك بالتأكيد بعض الفوائد لاستخدام الساونا، لكن السؤال هو: هل هذه فائدة صحية طويلة الأمد أم أنها فائدة نفسية في المقام الأول؟».

أوضحت ماسي أن دراسة حديثة أجريت على أشخاص خضعوا لجلسات متكررة في أحواض المياه الساخنة، وأظهرت النتائج تغيرات في مستويات الأنسولين وضغط الدم.

وأضافت: «بدأنا بدراسة ما إذا كان تسخين الجسم قد يُفيد الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة».

مع ذلك، تحثّ على توخي الحذر عند إطلاق ادعاءات صحية جريئة؛ إذ لا تزال الأدلة العلمية الموثوقة محدودة.

شرحت: «لم نُجرِ تجربة سريرية حقيقية للساونا. أعتقد أننا سنكتشف فوائد في المستقبل، لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد».

وأكدت أنه من المعقول حالياً الاستمتاع بهذه العادة لما تُضفيه من شعور، دون افتراض أنها طريق مختصر ومضمون لتحسين الصحة.

وإذا قررت تجربة الساونا أو أحواض المياه الساخنة، تنصح الدكتورة ماسي بالحذر، والبدء تدريجياً، واستشارة طبيبك أولاً إذا كنت تعاني من أي أمراض مزمنة أو كنتِ حاملاً.

ماذا عن السباحة في الماء البارد؟

يُفضّل البعض تجربة عكس ذلك تماماً.

تزداد شعبية مجموعات السباحة في الماء البارد، حيث باتت السباحة في الصباح الباكر مشهداً مألوفاً على الشواطئ والبحيرات والأنهار.

تمارس الدكتورة ماسي، التي سبحت في القناة الإنجليزية وشاركت في بطولة العالم للسباحة في الجليد، السباحة في الماء البارد مرة واحدة أسبوعياً، لكنها لا تمكث فيه سوى بضع دقائق.

تجد الأمر «مؤلماً» في البداية، لكن تلك الصدمة الأولية هي ما يسعى إليه الناس.

تشرح قائلة: «عند الغطس لأول مرة، ينتابك شعورٌ بالاختناق اللاإرادي وتسارع في التنفس». يرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم، وتزداد هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين.

وتضيف: «تصل هذه الاستجابة إلى ذروتها بعد نحو 30 ثانية، ثم تتلاشى بسرعة كبيرة».

يُقلل التعرض المتكرر من استجابة الصدمة، وبعد عدة مرات، يمكن تقليلها بنسبة 50 في المائة تقريباً.


الأمعاء الصحية تساعد في إدارة القلق... كيف؟

الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)
الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)
TT

الأمعاء الصحية تساعد في إدارة القلق... كيف؟

الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)
الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)

يعاني كثير من الأشخاص من قلق شديد، مصحوب بأعراض تتراوح بين تسارع الأفكار والأرق، وصولاً إلى نوبات الهلع. وبينما تُعتبر العلاجات النفسية وتغييرات نمط الحياة، وأحياناً الأدوية، عناصر أساسية في إدارة القلق، فإن صحة الأمعاء تُعدُّ جانباً غالباً ما يُغفل عنه.

وتزداد الأدلة التي تُشير إلى أن توازن البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الأخرى في الأمعاء -المعروفة باسم الميكروبيوم المعوي- يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية، ولا سيما حالات القلق والاكتئاب، وفقاً لموقع «هيلث لاين».

وعلى سبيل المثال، أظهرت البحوث أن الأفراد الذين يعانون من القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات، واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء.

وعندما يختل توازن الأمعاء، قد يُساهم ذلك في حدوث التهاب، ويُعطِّل إنتاج النواقل العصبية المنظمة للمزاج، مثل السيروتونين. لذا، فإن دعم صحة الأمعاء قد يُساعد في تخفيف أعراض القلق وتحسين الصحة النفسية العامة.

وفيما يلي بعض الطرق المُستندة إلى الأدلة لتحسين صحة الأمعاء، والتي قد تُساعد أيضاً في دعم التوازن العاطفي:

اختر الأطعمة الكاملة المفيدة للأمعاء

يلعب النظام الغذائي دوراً رئيسياً في صحة ميكروبيوم الأمعاء. فالأطعمة المُصنَّعة بكثرة، والسكريات المُضافة، والدهون المُشبعة، تُغذي البكتيريا الضارة، وتُعزز الالتهابات، وهما عاملان قد يُؤثران سلباً على الصحة النفسية.

فحاول استبدال الأطعمة الكاملة بالأطعمة فائقة المعالجة، والغنية بالسكريات والدهون.

وتشمل هذه الأطعمة:

الأطعمة الغنية بالألياف: البروكلي، والكرنب، والشوفان، والبازلاء، والأفوكادو، والكمثرى، والموز، والتوت، فهي غنية بالألياف التي تُساعد على الهضم الصحي.

الأطعمة الغنية بأحماض «أوميغا 3» الدهنية: سمك السلمون، والماكريل، والجوز، وبذور الشيا، وبذور الكتان، فهي غنية بأحماض «أوميغا 3» التي قد تُساعد على تقليل الالتهابات وتحسين الهضم.

تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك والبريبيوتيك

يعتمد توازن ميكروبيوم الأمعاء على كلٍّ من البروبيوتيك (البكتيريا النافعة) والبريبيوتيك (الألياف التي تغذيها). ويمكن أن يساعد تناول مزيج من كليهما في دعم التنوع الميكروبي، المرتبط بصحة عقلية وهضمية أفضل.

من طرق إدخال البروبيوتيك والبريبيوتيك في نظامك الغذائي ما يلي:

أطعمة غنية بالبروبيوتيك: مخلل الملفوف، والكفير، والكيمتشي، والكومبوتشا، وخل التفاح، والكفاس، والزبادي عالي الجودة.

أطعمة غنية بالبريبيوتيك: الجيكاما، والهليون، وجذر الهندباء البرية، وأوراق الهندباء، والبصل، والثوم، والكراث.

مارِس عادات هضم صحية

لا يقتصر دعم الهضم على ما تأكله فحسب؛ بل تلعب العادات اليومية دوراً أساسياً في صحة الأمعاء والصحة النفسية.

حافظ على رطوبة جسمك: يساعد الماء على تحريك الطعام عبر الجهاز الهضمي، ويدعم امتصاص العناصر الغذائية.

تناول الطعام بوعي: تناول الطعام ببطء وفي جو هادئ يُحسِّن الهضم ويُخفف التوتر.

مارس الرياضة بانتظام: النشاط البدني يدعم انتظام حركة الأمعاء ووظائفها.

احصل على قسط كافٍ من النوم: قلة النوم تُخلُّ بتوازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، وتزيد من القلق. احرص على النوم من 7 إلى 9 ساعات كل ليلة.