أسرار التعامل مع عادات الأكل الانتقائي عند الأطفال

السمنة بين الأطفال (جامعة موناش)
السمنة بين الأطفال (جامعة موناش)
TT

أسرار التعامل مع عادات الأكل الانتقائي عند الأطفال

السمنة بين الأطفال (جامعة موناش)
السمنة بين الأطفال (جامعة موناش)

يشكو كثيرٌ من الآباء من أن أوقات الوجبات مع أطفالهم تتحول إلى ما يشبه جلسات تفاوض يومية، أكثر منها فرصة للتغذية. وحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS)، فإن أكثر من نصف الأطفال يُظهرون في مرحلة ما من حياتهم سلوكيات انتقائية في الأكل، الأمر الذي يثير قلق العائلات حول تأثير ذلك على نموهم وصحتهم، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

وتؤكد خبيرة تغذية الأطفال والرضع شارلوت ستيرلينغ ريد، في حديثها إلى الخط الساخن للآباء عبر قناة «سي بيبيز» (CBeebies)، أن هذه الظاهرة «طبيعية تماماً»، وتمر بها معظم العائلات، مشددةً على أهمية ألا يحمل الأهل أنفسهم اللوم.

دعهم يختارون

وتنصح الخبيرة بمنح الطفل مساحة من الحرية في الاختيار، حتى وإن بدا ذلك غير منطقي. فإعطاؤه الحق في تقرير ما يريد تناوله يمنحه شعوراً بالاستقلالية، وغالباً ما يجعله أكثر استعداداً لتجربة أطعمة جديدة. كما شددت على أهمية عدم إطالة وقت الوجبة، والسماح للطفل بمغادرة المائدة إذا رغب، لتجنّب تصاعد التوتر.

تجنب وصف الأطعمة بـ«جيدة» أو «سيئة»

وترى ستيرلينغ ريد أن تصنيف الأطعمة بشكل صارم إلى «جيدة» أو «سيئة» يترك أثراً سلبياً في علاقة الطفل مع الطعام. وبدلاً من اللجوء إلى المكافأة أو العقاب، توصي بتقديم مفهوم التوازن والاعتدال من خلال القدوة، وبطريقة بعيدة عن الضغط المباشر.

الأطعمة الغنية بأحماض «أوميغا - 3» تسهم في وقاية الأطفال من قِصر النظر (جامعة هارفارد)

المائدة... مساحة للمتعة

وتشدد الخبيرة على ضرورة تحويل وقت المائدة إلى تجربة ممتعة عبر الدردشة أو قراءة كتاب قصير، مؤكدةً أن «إبعاد التركيز المفرط عن الطعام ذاته» قد يساعد الطفل على الاسترخاء ويشجعه على الأكل.

راقبوا شهيتهم

وتوضح ستيرلينغ ريد أن انخفاض شهية الطفل بعد عامه الأول أمر طبيعي نتيجة تباطؤ وتيرة النمو. وهنا يأتي دور الأهل في تحديد مواعيد ونوعية الوجبات، فيما يُترك للطفل قرار الكمية التي يرغب في تناولها، وأضافت: «إذا كان الطفل نشيطاً وينمو بشكل طبيعي، فلا داعي للقلق. أما إذا ظهرت شكوك حول مشكلات غذائية أو حسية، فاستشارة الطبيب تبقى الخيار الأفضل».

أشركهم في التحضير

وترى الخبيرة أن إشراك الطفل في إعداد الطعام، سواء من خلال ترتيب المائدة أو المشاركة في التسوق أو تحريك المكونات، يفتح أمامه الباب لتقبل أطعمة جديدة. كما أن تعريفه تدريجياً بأنواع متنوعة من المكونات يعزز تقبله لها مع مرور الوقت.

وتنصح باستخدام وصفات بسيطة وسريعة تجمع بين القيمة الغذائية وسهولة التحضير، مثل إضافة العدس والخضار إلى صلصات المعكرونة، أو الاعتماد على الفاكهة والخضار المجمدة والبذور المطحونة.


مقالات ذات صلة

صحتك يساعد التوت البري على تخفيف حرقان البول، من خلال منع البكتيريا من الالتصاق ببطانة الجهاز البولي (أرشيفية - رويترز)

6 طرق طبيعية لعلاج حرقان البول في المنزل

يُعدّ الشعور بالحرقان أثناء التبول، أو ما يُعرف طبياً بـ«عسر التبول»، من أكثر الشكاوى الصحية إزعاجاً، وغالباً ما يكون جرس إنذار لوجود التهاب في المسالك البولية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يُساعد الاستحمام بالماء البارد على الشفاء والتعافي والشعور بالراحة بشكل عام خاصة بعد التمرين (أرشيفية - رويترز)

5 فوائد صحية للاستحمام بالماء البارد

نتعرّف على بعض الفوائد المؤثرة في الاستحمام بالماء البارد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الخليج دشّن الجسر بأول حالة جمعت بين فريقين طبيين من الرياض ودمشق (تصوير: تركي العقيلي)

جسر طبي افتراضي بين السعودية وسوريا في تخصص القلب

دشنت السعودية جسراً صحياً افتراضياً، من خلال الربط الرقمي بين مستشفى صحة الافتراضي في السعودية ووزارة الصحة السورية، لتقديم الخدمات الصحية فورياً.

عمر البدوي (الرياض)
صحتك يسبِّب فيروس «أ» التهاب الكبد ويؤثر في قدرته على العمل (أرشيفية - رويترز)

ماذا نعرف عن فيروس الكبد الوبائي «أ»؟

يشير التقرير إلى أبرز ما نعرفه عن فيروس الكبد الوبائي «أ» الذي يحدث نتيجة تلوث المياه والطعام.

سارة ربيع (القاهرة)

ماذا يحدث لجسمك عند تناول الأفوكادو مع البيض يومياً؟

الأفوكادو والبيض يُوفران معاً دهوناً صحية (بيكسيلز)
الأفوكادو والبيض يُوفران معاً دهوناً صحية (بيكسيلز)
TT

ماذا يحدث لجسمك عند تناول الأفوكادو مع البيض يومياً؟

الأفوكادو والبيض يُوفران معاً دهوناً صحية (بيكسيلز)
الأفوكادو والبيض يُوفران معاً دهوناً صحية (بيكسيلز)

يُعتبر الأفوكادو والبيض غذاءَين مهمَّين بحد ذاتهما. فمزجهما لا يُضفي على الطعام مذاقاً لذيذاً فحسب، بل يُزودك أيضاً بالدهون الصحية والبروتين والمغذيات الدقيقة الأساسية لدعم جوانب مختلفة من صحتك، بحسب موقع «فيري ويل هيلث». ومن أبرز فوائدهما معاً:

1- دعم صحة القلب

يُوفر الأفوكادو والبيض معاً دهوناً صحية وبروتيناً عالي الجودة، مما يُعزز صحة القلب.

يحتوي الأفوكادو على دهون أحادية غير مشبعة، وهي نوع من الدهون الصحية. تُساعد الدهون الأحادية غير المشبعة على خفض مستويات الكولسترول الضار، مما يُقلل بدوره من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب.

ورُبط الأفوكادو بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب وأمراض القلب التاجية، فقد وجدت إحدى الدراسات أن تناول حصتين أو أكثر من الأفوكادو (حصة واحدة = نصف حبة أفوكادو) أسبوعياً يُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب وأمراض القلب التاجية. كما ثبت أن استبدال بعض الأطعمة الدهنية بالدهون الصحية غير المشبعة، مثل الأفوكادو، يُقلل من هذا الخطر.

قد يُسهم محتوى البروتين في البيض والأفوكادو في صحة القلب؛ حيث إن اتباع نظام غذائي صحي للقلب غني بالبروتينات يُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.

يُعتبر البيض بروتيناً عالي الجودة لاحتوائه على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة. ويحتوي الأفوكادو أيضاً على البروتين، بنسبة أعلى من أي فاكهة أخرى.

2- الشعور بالشبع لفترة أطول

يساعدك تناول الأفوكادو والبيض معاً على الشعور بالشبع، بفضل الألياف والبروتين.

يُعد الأفوكادو مصدراً جيداً للألياف، التي تُسهّل الهضم وتُساعد على الشعور بالشبع. تحتوي حبة أفوكادو واحدة على ما يقرب من 14 غراماً من الألياف.

كما يُساعد محتوى البروتين في البيض على الشعور بالشبع من خلال تحفيز إنتاج أكبر للهرمونات التي تُشير إلى تناول الجسم ما يكفي من الطعام، وخفض مستويات الهرمون الذي يُشير إلى الجوع. تحتوي بيضة كبيرة واحدة على نحو 6 غرامات من البروتين.

3- تحسين وظائف الدماغ

يحتوي كل من الأفوكادو والبيض على عناصر غذائية يُمكن أن تدعم صحة الدماغ وقد تُساعد في إبطاء التدهور المعرفي:

- قد يُحسّن الأفوكادو الوظائف الإدراكية: وجدت إحدى الدراسات أن كبار السن الذين تناولوا الأفوكادو خلال 24 ساعة التي سبقت إجراء استبيان غذائي حققوا نتائج أفضل بكثير في الاختبارات الإدراكية، بما في ذلك اختبارات الذاكرة.

- قد يحمي البيض وظائف الدماغ لدى النساء: وجدت إحدى الدراسات أن النساء الأكبر سناً اللائي تناولن المزيد من البيض أسبوعياً كان لديهن انخفاض أقل في الذاكرة الدلالية (الذاكرة طويلة المدى للمعارف العامة) والوظيفة التنفيذية على مدى أربع سنوات. ومع ذلك، لم يُلاحظ هذا الفرق لدى الرجال الأكبر سناً.

- يُحسّن البيض الذاكرة لدى الرجال: وجدت دراسة أخرى أن تناول المزيد من البيض يرتبط بتحسن الأداء في اختبارات التذكر الكلي، والذاكرة قصيرة المدى، والذاكرة طويلة المدى لدى الرجال الأكبر سناً، ولكن ليس لدى النساء الأكبر سناً.

- يحتوي كلاهما على عناصر غذائية تُعزز وظائف الدماغ: يحتوي الأفوكادو على فيتامين هـ، واللوتين، وفيتامينات ب، والأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، والتي ربما ساهمت في ارتفاع النتائج المعرفية في الأبحاث. يحتوي البيض أيضاً على عناصر غذائية أخرى تُعزز صحة الدماغ، بما في ذلك البروتين، والأحماض الأمينية، والكولسترول، والكولين، والكاروتينات (اللوتين والزياكسانثين).

4- صحة البشرة والشعر

تُساهم الدهون الصحية والفيتامينات الأساسية الموجودة في الأفوكادو والبيض في صحة البشرة والشعر.

الأفوكادو غني بفيتامين هـ، الذي يدعم صحة البشرة. يساعد فيتامين هـ على حماية البشرة من أضرار أشعة الشمس الناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية. كما تدعم الدهون الصحية الموجودة في الأفوكادو صحة البشرة.

يُعد البيض مصدراً ممتازاً للبيوتين، المعروف بفوائده لصحة البشرة والشعر. ومع ذلك، شكك الخبراء في فوائد البيوتين لصحة الشعر والبشرة، مشيرين إلى أنه قد يكون مفيداً لبعض مشاكل الشعر، ولكنه ليس مفيداً للأشخاص الذين يتمتعون بشعر صحي أو لا يعانون من نقص البيوتين.

من ناحية أخرى، يُعد البيوتين أساسياً لإنتاج الكيراتين، وهو بروتين وقائي يُشكل غالبية الجلد والشعر والأظافر، ويساعد في الحفاظ على صحة البشرة والشعر.

قد يساعد تناول البيض على تعزيز إنتاج الكيراتين في الجسم.

5- توازن سكر الدم

يساعد محتوى البروتين في البيض، إلى جانب الدهون الصحية والألياف الموجودة في الأفوكادو، على الشعور بالشبع والاستمرار فيه لفترة أطول. وهذا مهم للتحكم في سكر الدم؛ إذ إن تجنب الإفراط في تناول الطعام يُخفض مستويات الجلوكوز في الدم ويُحسّن حساسية الإنسولين.

ومع ذلك، فبينما ثبت أن تناول الأفوكادو يُساعد في التحكم في سكر الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني، فإن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم تأثير تناول البيض على التحكم في سكر الدم.

6- تحسين امتصاص العناصر الغذائية

يُحسّن تناول الأفوكادو والبيض معاً امتصاص العناصر الغذائية. يحتوي صفار البيض عموماً على جميع الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون: أ، د، هـ، ك. تُمتص هذه الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون بشكل أفضل عند تناولها مع الدهون الغذائية، مثل الدهون الموجودة في الأفوكادو. بإضافة الأفوكادو، تُساعد جسمك على امتصاص العناصر الغذائية المهمة من البيض.


زيت جوز الهند أم زيت الزيتون: أيهما أفضل لصحة قلبك؟

شخص يعمل في مصنع لزيت الزيتون بجنوب فرنسا (إ.ب.أ)
شخص يعمل في مصنع لزيت الزيتون بجنوب فرنسا (إ.ب.أ)
TT

زيت جوز الهند أم زيت الزيتون: أيهما أفضل لصحة قلبك؟

شخص يعمل في مصنع لزيت الزيتون بجنوب فرنسا (إ.ب.أ)
شخص يعمل في مصنع لزيت الزيتون بجنوب فرنسا (إ.ب.أ)

يُعدّ زيت الزيتون أكثر صحة من زيت جوز الهند لاحتوائه على مستويات أعلى من الدهون الأحادية غير المشبعة وفوائده الصحية للقلب. يحتوي زيت جوز الهند على نسبة عالية من الدهون المشبعة، لذا يُنصح باستخدامه بكميات قليلة، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث».

أي زيت أكثر تغذية؟

في حين يُعدّ كلا الزيتين صحياً نسبياً، يُعدّ زيت الزيتون أكثر صحة من زيت جوز الهند. يحتوي زيت الزيتون وزيت جوز الهند على أنواع مختلفة من الدهون:

- يحتوي زيت الزيتون بشكل رئيسي على أحماض دهنية أحادية غير مشبعة (MUFAS)، والتي ثبت أنها تُعزز صحة القلب.

- يتكون زيت جوز الهند من 80 في المائة إلى 90 في المائة من الدهون المشبعة، وهي لا تُعدّ دهوناً صحية للقلب، ويجب الحد من تناولها في النظام الغذائي.

- يضم زيت جوز الهند الدهون الثلاثية المتوسطة السلسلة (MCT). يتم هضم هذا النوع من الأحماض الدهنية بشكل مختلف، وهذا قد يكون أحد أسباب الترويج له على أنه دهون صحية. تُستخدم الدهون الثلاثية المتوسطة السلسلة مصدراً لطاقة الجسم، ويُعتقد أنها تُساعد على الشعور بالشبع ومنع تخزين الدهون.

أيهما أفضل لصحة قلبك؟

زيت الزيتون هو الزيت والدهون الأساسيان المستخدمان في النظام الغذائي المتوسطي. يركز هذا النظام الغذائي على تناول أطعمة كاملة غير مُصنّعة، مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.

يمكن لهذا النظام الغذائي أن يمنع العديد من الحالات الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والسكتة الدماغية.

بالإضافة إلى ذلك، تُقلل البوليفينولات الموجودة في زيت الزيتون من الالتهابات، ما يُبطئ تطور أمراض القلب والأوعية الدموية، وقد تُوفر حماية من تدهور وظائف الدماغ المرتبط بالعمر.

تُشير الأبحاث إلى أن زيت الزيتون قد:

- يُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة المرتبطة بها.

- يزيد من مستوى الكوليسترول الجيد (HDL).

- يُخفض مستوى الكوليسترول الضار (LDL).

- يحمي وظائف الدماغ مع التقدم في السن.

السلبيات المحتملة لكل منهما

مع أن زيت الزيتون قد لا يكون غذاءً مثالياً، لكن له سلبيات أقل من زيت جوز الهند. يكمن القلق الرئيسي بشأن زيت الزيتون في أنه لا يزال من الدهون، ويجب استهلاكه باعتدال.

من ناحية أخرى، لزيت جوز الهند عيوبٌ أخرى:

- لا يُقدم زيت جوز الهند الخصائص الصحية نفسها التي يُقدمها زيت الزيتون. فهو يحتوي على كمية ضئيلة من الفيتامينات والمعادن، ولا يحتوي على ألياف.

- كما أظهرت الأبحاث أن زيت جوز الهند لم يُقدم فوائد تُذكر فيما يتعلق بمحيط الخصر أو دهون الجسم مُقارنةً بالزيوت النباتية الأخرى.

- لا يقلل جوز الهند من مخاطر الإصابة بأمراض القلب مثل زيت الزيتون، بل قد يزيد من نسبة الكوليسترول الضار (LDL).


قميص ذكي يحمي مرضى الصرع من النوبات المفاجئة

القميص الذكي مزوَّد بمجموعة من الحساسات الدقيقة لرصد نوبات الصرع (دورية Epilepsia Open)
القميص الذكي مزوَّد بمجموعة من الحساسات الدقيقة لرصد نوبات الصرع (دورية Epilepsia Open)
TT

قميص ذكي يحمي مرضى الصرع من النوبات المفاجئة

القميص الذكي مزوَّد بمجموعة من الحساسات الدقيقة لرصد نوبات الصرع (دورية Epilepsia Open)
القميص الذكي مزوَّد بمجموعة من الحساسات الدقيقة لرصد نوبات الصرع (دورية Epilepsia Open)

ابتكر فريق بحثي من جامعة مونتريال الكندية قميصاً طبياً ذكياً قادراً على مراقبة المؤشرات الحيوية للجسم واكتشاف نوبات الصرع في الوقت الحقيقي، ما يتيح التدخل الفوري ويقلل المخاطر على حياة المرضى.

وأوضح الباحثون أن هذا الابتكار يمثل خطوة مهمة نحو المراقبة الذاتية الذكية لمرضى الصرع، في تطورٍ واعد قد يُغيّر حياة ملايين المرضى حول العالم. ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «Epilepsia Open».

ويُعد الصرع أحد أكثر الاضطرابات العصبية المزمنة انتشاراً في العالم، إذ يصيب نحو شخص من كل 100 حول العالم. ويتميز المرض بحدوث نوبات متكررة ناجمة عن تفريغات كهربائية مُفرطة في الدماغ، تؤدي إلى تشنجات وفقدان الوعي، وقد تُسبب أحياناً إصابات جسدية خطيرة أو توقف التنفس.

ويعتمد علاج المرضى عادةً على الأدوية المضادة للنوبات، ورغم فاعليتها لدى معظم الحالات، فإن نحو ثُلث المصابين لا يستجيبون للعلاج، بينما تظل الخيارات الجراحية محدودة النجاح.

ووفق الباحثين، فإن القميص الجديد مزوَّد بمجموعة من الحساسات الدقيقة تشمل أقطاباً كهربائية لقياس نشاط القلب، وأحزمة تنفسية لمراقبة حركة الصدر والبطن، ومُستشعراً ثلاثي المحاور لاكتشاف الحركات غير الطبيعية.

ويقوم النظام بتحليل البيانات، في الوقت الفعلي؛ لتحديد الأنماط الفسيولوجية المرتبطة بالنوبات، مثل تسارع ضربات القلب، واضطرابات التنفس، أو الارتجاف العضلي. وعند رصد نوبة، يمكن للقميص إطلاق تنبيه فوري للمريض أو ذويه أو الأطباء؛ لتقديم المساعدة بسرعة.

وأظهرت الدراسة أن القميص الذكي تمكَّن من اكتشاف نحو 66 في المائة من نوبات الصرع بدقة عالية، وذلك من بين الحالات التي خضعت للاختبار في بيئة سريرية مراقبة. واستخدم الباحثون نظاماً متعدد الحساسات لتحليل التغيرات الفسيولوجية المصاحبة للنوبات، وجرى التحقق من النتائج بمقارنتها مع تسجيلات الفيديو وتخطيط كهربية الدماغ (EEG) للتأكد من دقة الرصد.

وأشارت النتائج إلى أن القميص استطاع تمييز الأنماط الحيوية المميزة للنوبات، مثل الارتفاع المفاجئ بمعدل ضربات القلب، واضطرابات في التنفس تتراوح بين التوقف المؤقت والتنفس السريع، إضافة للحركات الجسدية الإيقاعية التي تُرافق النوبات التشنجية.

أما معدل الإنذارات الكاذبة فكان منخفضاً نسبياً، إذ سُجّل إنذار واحد، كل يومين تقريباً، معظمها ناجم عن حركات بدنية قوية تشبه أنماط النوبات. وبعد تحسين خوارزميات الذكاء الاصطناعي، انخفض المعدل إلى إنذار واحد كل 4 أيام.

ونوّه الفريق بأن التقنية الجديدة قد تُحدث فرقاً كبيراً في جودة حياة المصابين بالصرع وأُسرهم، إذ يمكن للأطفال النوم بأمان دون قلق ذويهم من النوبات الليلية، كما تمنح البالغين استقلالية أكبر، وتخفف العبء عن مقدمي الرعاية لكبار السن.

ولا يقتصر دور القميص الذكي على الصرع، إذ يدرس الباحثون حالياً استخدامه في مراقبة اضطرابات القلب والتنفس، مثل عدم انتظام ضربات القلب وانقطاع النفس أثناء النوم.