عقم وإجهاض وعيوب وراثية في الجنين... كيف تهدد الماريغوانا صحة المرأة الإنجابية؟

نبات الماريغوانا (أ.ب)
نبات الماريغوانا (أ.ب)
TT

عقم وإجهاض وعيوب وراثية في الجنين... كيف تهدد الماريغوانا صحة المرأة الإنجابية؟

نبات الماريغوانا (أ.ب)
نبات الماريغوانا (أ.ب)

كشفت دراسة جديدة أن الماريغوانا قد تُلحق ضرراً في خلايا البويضات البشرية بطرق يخشى الباحثون من أنها قد تؤدي إلى العقم والإجهاض وعيوب وراثية محتملة لدى الأجنة.

وخلايا البويضات هي الخلايا التناسلية الأنثوية التي تُنتَج في المبايض، وتحمل نصف العدد الكروموسومي اللازم لتكوين الجنين عند تخصيبها بالحيوان المنوي.

وحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، ارتبطت المستويات المرتفعة من رباعي هيدروكانابينول، وهي مادة كيميائية موجودة في الماريغوانا تُسبب شعوراً بالنشوة، بتغيرات في كيفية نضج البويضات وبزيادة محتملة في تشوهات الكروموسومات.

وحلل الباحثون أكثر من ألف عينة من سوائل المبيض من مريضات يخضعن لعلاج العقم، 62 منهن تعاطين الماريغوانا؛ حيث جاءت نتائج اختبار مادة رباعي هيدروكانابينول لديهن إيجابية.

ووجد فريق الدراسة أنه بالمقارنة بالنساء اللواتي لم يتعاطين الماريغوانا، ارتبطت مجموعة المريضات اللاتي لديهن مستويات عالية من مادة رباعي هيدروكانابينول بزيادة معدل نضج البويضات بشكل أكبر من المعتاد، وانخفاض عدد الأجنة ذات العدد الصحيح من الكروموسومات.

وقالت سينتيا دوفال، المؤلفة الرئيسية للدراسة، وباحثة الدكتوراه في بيولوجيا المبيض بجامعة تورونتو: «للوهلة الأولى، قد يبدو ارتفاع معدل نضج البويضات إيجابياً، ولكن النمو السريع جداً يمكن أن يُسبب مشكلات في كيفية استعداد البويضات للإنجاب».

وأضافت: «تحتاج الكروموسومات إلى وقتٍ لتتلاءم تماماً، لتكون جاهزة للتخصيب بالحيوانات المنوية وتكوين أجنة سليمة. نعم، لدينا عددٌ أكبر من البويضات الناضجة، ولكن ما الثمن إذا لم تكن تحتوي على العدد الصحيح من الكروموسومات؟».

وفحص جزءٌ آخر من الدراسة بويضاتٍ غير ناضجة للغاية في المختبر. وأوضحت دوفال أن هذه البويضات تبرعت بها نساءٌ يخضعن لعلاج الخصوبة، ولم تكن صالحة للاستخدام.

وعند تعرض البويضات غير الناضجة لمادة رباعي هيدروكانابينول لمدة 24 ساعة، أظهرت تغيراً في الهياكل التي تساعد الكروموسومات على الانفصال بشكل صحيح، مما قد يؤدي إلى فشلٍ في النمو الجنيني.

وأكد الباحثون أن هذه النتائج تؤكد ضرورة ابتعاد النساء عن استهلاك الماريغوانا، حفاظاً على صحتهن وصحة أجنتهن.

وسبق أن ربطت دراسات كثيرة استخدام الماريغوانا في أثناء الحمل بالتوحد، وضعف نمو الجنين، وانخفاض وزن المواليد، والولادات المبكرة الخطيرة، وحتى الوفاة.

كما أكدت دراسة أُجريت في فبراير (شباط) 2023، أن استخدام الماريغوانا يومياً يمكن أن يزيد خطر إصابة الشخص بمرض الشريان التاجي بنسبة الثلث، مقارنة بأولئك الذين لم يستخدموها قط.

ووجدت دراسة أخرى، أجريت في العام نفسه، أن تناول الماريغوانا قبل الخضوع لعملية جراحية، قد يزيد خطر حدوث مضاعفات بعد الجراحة، بما في ذلك جلطات الدم والسكتة الدماغية وصعوبات التنفس ومشكلات الكلى، كما يزيد فرص الوفاة بشكل كبير.

وذكرت دراسة واسعة النطاق أجريت في يونيو (حزيران) الماضي أن تعاطي الماريغوانا يُضاعف خطر الوفاة بأمراض القلب.


مقالات ذات صلة

تعرف على تأثير التهاب البروستاتا على باقي الجسم

صحتك أكثر من مليونَي رجل يراجعون الطبيب سنوياً بسبب أعراض التهاب البروستاتا (رويترز)

تعرف على تأثير التهاب البروستاتا على باقي الجسم

التهاب البروستاتا هو حالة تصيب غدة البروستاتا قد يُسبب ألماً في منطقة الفخذ أو الحوض أو الأعضاء التناسلية، ويؤثر علي باقي الجسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم حشوات أسنان المستقبل... «مواد حيوية ذكية» لإنتاج عاج جديد

حشوات أسنان المستقبل... «مواد حيوية ذكية» لإنتاج عاج جديد

لطالما اعتدنا أن تكون حشوات الأسنان مجرد مادة جامدة، دورها الوحيد إغلاق الفجوة وحماية السن من غزو البكتيريا.

د. عميد خالد عبد الحميد (الرياض)
صحتك مجموعة من  أدوية «GLP-1» (رويترز)

دراسة: أدوية إنقاص الوزن قد تطيل عمر بعض مرضى السرطان

يقترح بحث جديد أن مرضى سرطان القولون قد يعيشون مدة أطول إذا تناولوا أدوية «GLP - 1»، مثل «أوزمبيك» و«يغوفي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الأطعمة فائقة المعالجة غالباً ما تكون غنية بالدهون غير الصحية والملح (رويترز)

ماذا يحدث لجسمك عند تقليل تناول الأطعمة فائقة المعالجة؟

أظهرت دراسة حديثة أن الحد من تناول الأطعمة فائقة المعالجة قد يكون مفيداً لجسمك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك فيروس

بعد تفشيه في بلد أفريقي... ماذا نعرف عن فيروس «ماربورغ»؟

ينشأ فيروس «ماربورغ» في الخفافيش، وينتشر بين الناس عن طريق الاتصال الوثيق بالسوائل الجسدية للأشخاص المصابين.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تعرف على تأثير التهاب البروستاتا على باقي الجسم

أكثر من مليونَي رجل يراجعون الطبيب سنوياً بسبب أعراض التهاب البروستاتا (رويترز)
أكثر من مليونَي رجل يراجعون الطبيب سنوياً بسبب أعراض التهاب البروستاتا (رويترز)
TT

تعرف على تأثير التهاب البروستاتا على باقي الجسم

أكثر من مليونَي رجل يراجعون الطبيب سنوياً بسبب أعراض التهاب البروستاتا (رويترز)
أكثر من مليونَي رجل يراجعون الطبيب سنوياً بسبب أعراض التهاب البروستاتا (رويترز)

التهاب البروستاتا هو حالة تصيب غدة البروستاتا، وغالباً ما ترتبط بتورم وتهيج يُسمى التهاباً. قد يُسبب التهاب البروستاتا ألماً أو صعوبة في التبول. كما قد يُسبب ألماً في منطقة الفخذ أو الحوض أو الأعضاء التناسلية. تُسبب العدوى البكتيرية بعض حالات التهاب البروستاتا، وليس كلها.

تقع غدة البروستاتا، بحجم حبة الجوز تقريباً، أسفل المثانة مباشرةً لدى الذكور عند الولادة. تُحيط بالجزء العلوي من الأنبوب الذي يُصرّف البول من المثانة، ويُسمى الإحليل. تُنتج البروستاتا والغدد الجنسية الأخرى السائل الذي يحمل الحيوانات المنوية أثناء القذف، ويُسمى هذا السائل المنوي، وفقاً لما ذكره موقع «مايو كلينك» المعنى بالصحة.

أنواع التهاب البروستاتا

توجد أربعة أنواع رئيسية من التهاب البروستاتا، وهي كالتالي: التهاب البروستاتا الجرثومي الحاد: حيث تسبب الجراثيم هذه العدوى التي تصيب البروستاتا. وغالباً ما يكون لها أعراض مفاجئة وخطرة.

التهاب البروستاتا الجرثومي المزمن: وهو عدوى جرثومية مزمنة أو متكررة. وغالباً ما تكون الأعراض أقل خطورة من أعراض التهاب البروستاتا الجرثومي الحاد.

التهاب البروستاتا المزمن: يُسمى أيضاً متلازمة آلام الحوض المزمنة. تُسبب هذه الحالة ألماً في الحوض وأعراضاً في المسالك البولية مزمنة أو متكررة. لكن لا توجد علامة على وجود عدوى.

التهاب البروستاتا عديم الأعراض: وتظهر في هذه الحالة علامات التهاب البروستاتا دون وجود أعراض على الجهاز البولي.

أعراض التهاب البروستاتا

تعتمد أعراض التهاب البروستاتا عادةً على نوعها. وقد تشمل الشعور بألم أو حرقان أثناء التبول، ويسمى عسر التبول.، وكذلك مشاكل في التبول، مثل التنقيط، أو مشكلة في بدء تدفق البول أو الاستمرار فيه. وأيضاً التبول المتكرر، وخاصة في الليل، ويسمى التبول الليلي. بالإضافة إلى الشعور بحاجة مُلِحَّة إلى التبول، وكذلك من الأعراض بول غائم ووجود دم في البول.

ومن الأعراض أيضاً الشعور بألم في البطن أو الأُربية أو أسفل الظهر. والشعور بألم في المنطقة الموجودة بين كيس الصفن والمستقيم، ويُسمى العِجان. وكذلك الشعور بألم أو انزعاج في القضيب أو الخُصيتين. والشعور بألم أثناء القذف.

ويقول الخبراء إن من الأعراض أيضاً الحمى والقشعريرة وآلام العضلات، وغيرها من الأعراض التي تشبه أعراض الإنفلونزا في حالة التهاب البروستاتا البكتيري الحاد.

ما هي مضاعفات التهاب البروستاتا؟

قد يُصاب الأشخاص المصابون بالتهاب البروستاتا البكتيري الحاد بتسمم الدم. وهو عدوى واسعة الانتشار تهدّد الحياة في الجسم، وتتطلب علاجاً طبياً فورياً. قد تشمل المضاعفات الأخرى ما يلي: الضعف الجنسي. والتهاب ينتشر إلى الأعضاء المجاورة للبروستاتا.

هل التهاب البروستاتا علامة على سرطان البروستاتا؟

التهاب البروستاتا الحميد (ليس سرطانياً). ولا يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. ولكن، قد يرفع الالتهاب الناتج منه أحياناً مستوى مستضدات البروستاتا النوعية (PSA) في الدم - تماماً كما يفعل سرطان البروستاتا. يمكن أن تساعد الفحوص الإضافية في تحديد سبب ارتفاع مستويات مستضدات البروستاتا النوعية، وفقاً لما ذكره موقع «عيادة كليفلاند» المعنى بالصحة.

متى يجب زيارة الطبيب؟

يمكن أن تسبب الكثير من الحالات المرضية أعراضاً تشبه أعراض التهاب البروستاتا. لذا؛ احصل على التشخيص والعلاج في أقرب وقت ممكن. واطلب الرعاية الطبية الفورية في الحالات التالية: كنت غير قادر على التبول. أو مصاباً بالحمى مع صعوبة في التبول أو ألم أثناء التبول، وأيضاً عند ظهور دم في البول. أو كنت مصاباً بانزعاج أو ألم شديد في منطقة الحوض أو الأعضاء التناسلية.

كيف يُعالج التهاب البروستاتا؟

تختلف علاجات التهاب البروستاتا باختلاف السبب والنوع. لا يتطلب التهاب البروستاتا غير البكتيري علاجاً.

بالنسبة لمتلازمة ألم الحوض المزمن (CPPS)، قد يستخدم مقدم الرعاية الصحية نظاماً يُسمى UPOINT لتصنيف الأعراض إلى ست فئات. يستخدم مقدم الرعاية الصحية علاجات متعددة في الوقت نفسه لعلاج الأعراض التي يعاني منها المريض فقط.

يتحسن نحو 80 في المائة من المصابين بمتلازمة ألم الحوض المزمن باستخدام نظام UPOINT. يركز النظام على الأعراض والعلاجات، بالإضافة إلى الجانبين النفسي والاجتماعي، فممكن أن يُساعد التحكم في التوتر. يستفيد بعض الأشخاص من الاستشارة أو تناول أدوية القلق والاكتئاب.

وقد تُخفف مكملات الكيرسيتين وحبوب لقاح النحل من تورم والتهاب غدة البروستاتا.

وكذلك يستخدم بعض مقدمي الرعاية الصحية المضادات الحيوية جزءاً من علاج متلازمة ألم الحوض المزمن.

هل يمكن أن يزول التهاب البروستاتا من تلقاء نفسه؟

إذا كان التهاب البروستاتا ناتجاً من عدوى بكتيرية، فلن يزول من تلقاء نفسه. ستحتاج إلى دواء للتخلص من العدوى. ولكن، إذا كنت تعاني متلازمة البروستاتا المزمنة (CPPS) أو التهاب البروستاتا غير البكتيري، فقد يزول الالتهاب والألم دون دواء. يمكن لمقدم الرعاية الصحية الخاص بك إخبارك بما يمكن توقعه بناءً على أعراضك.

هل شرب الكثير من الماء يُساعد في علاج التهاب البروستاتا؟

يُساعد شرب كميات كبيرة من السوائل على التبول بشكل أكثر تكراراً؛ ما يُزيل البكتيريا من الجسم. ولكن لا يجب عليك شرب كميات كبيرة من الماء بديلاً للعلاج الطبي. سيُوصي مُقدم الرعاية الصحية الخاص بك بكمية السوائل الإضافية التي يجب عليك شربها يومياً إذا كنت تُعاني التهاب البروستاتا.

ما هو أفضل مشروب لعلاج التهاب البروستاتا؟

المشروبات تفيد الحفاظ على رطوبة الجسم ليس فقط صحة البروستاتا، بل صحتك العامة أيضاً. تُعدّ المشروبات مثل الماء والشاي الأخضر والمشروبات الخالية من الكافيين خيارات جيدة للحفاظ على ترطيب الجسم.


الوقت الذي تستغرقه لتنام قد يكشف مشكلات صحية خفية

الوقت المثالي الذي يحتاج إليه الجسم للنوم يختلف من شخص لآخر (أرشيفية - رويترز)
الوقت المثالي الذي يحتاج إليه الجسم للنوم يختلف من شخص لآخر (أرشيفية - رويترز)
TT

الوقت الذي تستغرقه لتنام قد يكشف مشكلات صحية خفية

الوقت المثالي الذي يحتاج إليه الجسم للنوم يختلف من شخص لآخر (أرشيفية - رويترز)
الوقت المثالي الذي يحتاج إليه الجسم للنوم يختلف من شخص لآخر (أرشيفية - رويترز)

بعد يوم طويل، قد يبدو النوم بسرعة نعمة حقيقية. فالحصول على القدر الكافي من النوم مهمة صعبة بحد ذاتها — خصوصاً إذا كنت تعاني ممّا يُعرف بـ«تأجيل وقت النوم الانتقامي».

لكن، وفقاً لاختصاصيي النوم، فإن النوم بسرعة كبيرة (أو ببطء شديد) قد يكون علامة على مشكلة أكبر. الزمن الذي يستغرقه الشخص للانتقال إلى النوم يُعرف طبياً باسم «كمون بدء النوم» (sleep latency)، ورغم أنه لا يوجد وقت «طبيعي» أو «صحي» محدّد يجب أن تستغرقه لتغفو، فإن هناك إرشادات عامة.

ووفق تقرير نشره موقع «هاف بوست»، تقول كريستين كيسي، الاختصاصية النفسية المرخّصة والمتخصّصة في الأرق: «الوقت المثالي الذي يحتاج إليه الجسم للنوم يختلف فعلاً من شخص لآخر». وتضيف: «المؤسسة الوطنية للنوم تقترح أن الشخص السليم قد يستغرق ما بين 15 و20 دقيقة. لكن الناس معقّدون، وقد تكون لدينا مشكلات تمنعنا من النوم بشكل مريح، وهي غالباً أمور خارجة عن إرادتنا». وتشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معيّنة قد يستغرقون 30 أو حتى 40 دقيقة للنوم.

يمكن لعادات النوم الصحية أن تساعد. يقول عالم الأعصاب والطبيب النفسي الدكتور ديف رابن إنّ من الجيد «قضاء نصف ساعة قبل موعد النوم في تهدئة أنفسنا ونحن لا نزال مستيقظين، والقيام بنوع من روتين ما قبل النوم». ويضيف أن الخلود إلى النوم «خلال نصف ساعة يعدّ هدفاً جيداً».

ماذا يعني أن تغفو بسرعة؟

النوم خلال دقائق من ملامسة رأسك للوسادة ليس دائماً سبباً للقلق، لكنه قد يكون في بعض الحالات إشارة إلى وجود أمر ما. ويختلف السبب الدقيق من شخص لآخر، حتى لو كان لديهم جداول نوم متشابهة أو ينامون في السرير نفسه. إليك أبرز الأسباب المحتملة، وفقاً للخبراء:

- أنت ببساطة بحاجة إلى مزيد من النوم: يقول رابن: «النوم بسرعة شديدة قد يكون علامة على الإرهاق، وعلامة على أننا نجهد أنفسنا أكثر من اللازم، أو أننا نعاني من احتراق نفسي، وبشكل عام هو مؤشر على أننا لا نقضي وقتاً كافياً في التعافي والراحة».

بالإضافة إلى ذلك، قد تنام لوقت كافٍ، لكن نوعية نومك سيئة — ما يُسمّى «النوم الرديء» (junk sleep) — أي نوم غير عميق وغير قادر فعلياً على تغذية الجسم واستعادته لقوته.

معالجة قلّة النوم أسهل قولاً من الفعل؛ لأسباب كثيرة. فكثيرون منا يعيشون انشغالات، أو يعانون القلق الذي يُبقيهم مستيقظين... والقائمة تطول. وبما أن تجربة النوم تختلف من شخص لآخر، فإن كل شخص يحتاج إلى علاج يناسب حالته بالضبط. توصي كيسي بمراجعة الطبيب. وتقول: «نختار العلاج الذي يكون مناسباً طبياً بناءً على سبب مشكلة كمون النوم». وتوضح: «على سبيل المثال، إذا كان شخص ما ينام بسرعة شديدة لأنه يمارس الرياضة بكثرة ويعمل 12 ساعة يومياً، فمن المحتمل أن تكون لديه رغبة نوم عالية جداً. ورغبة النوم هي الحاجة البيولوجية للجسم إلى النوم».

وتابعت كيسي قائلة إنه بالنسبة لهذا المريض، قد يشمل العلاج تخصيص وقت أكبر للنوم، وتعديل مستوى الجهد الذي يبذله خلال اليوم، وإجراء تحاليل مخبرية لدى الطبيب للتأكد من استبعاد جميع الأسباب المحتملة.

- لديك حالة صحية نفسية: سبب آخر محتمل ذكرته كيسي يتعلق بجانب آخر من جوانب صحتك العامة. وتقول: «قد يكون ذلك أيضاً أحد الآثار الجانبية للأدوية أو نتيجة لتشخيصات متعلقة بالصحة النفسية، مثل الاكتئاب». وهنا تظهر المفارقة؛ فالاكتئاب قد يجعلك تشعر بالنعاس، وكذلك تفعل بعض مضادات الاكتئاب.

ومع ذلك، وبالنظر إلى أن الاكتئاب غير المعالج يمكن أن يكون خطيراً، فمن الأفضل التعامل معه مباشرة. ومن مضادات الاكتئاب التي يُعتقد أنها أقل تسبباً بالنعاس، وفقاً للتجارب السريرية: بوبروبيون، وريبوتيوكسين، وفينلافاكسين.

- قد تعاني من انقطاع النفس أثناء النوم: قد يكون انقطاع النفس النومي — وهو أكثر شيوعاً بين كبار السن — أحد الأسباب المحتملة أيضاً. وتوضح اختصاصية النوم تيريزا شنورباخ: «انقطاع النفس أثناء النوم هو اضطراب نوم مزمن يُسدّ فيه مجرى الهواء العلوي كلياً أو جزئياً أثناء النوم، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الأكسجين في الدم وتقطّع النوم».

إذا كنت تعاني من هذه المشكلة، فقد تلاحظ أيضاً تعباً خلال النهار وضعفاً في الوظائف الإدراكية، كما أشارت. أما بالنسبة للعلاج، فنصحت باتباع جدول نوم منتظم والتوقف عن التدخين — إن كان ذلك ينطبق عليك.

ماذا يعني أن تغفو ببطء؟

المثير للاهتمام أن بعض الأسباب قد تكون نفسها. وتوضح كيسي: «صعوبة البدء في النوم قد تكون عرضاً للأرق، أو الألم المزمن، أو حالة نفسية أو طبية». وتضيف: «غالباً ما يكون الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في النوم ليلاً قلقين، أو يعانون من الألم، أو لديهم انخفاض في (دافع النوم) لديهم في المساء».

بعض الأسباب الإضافية التي قد تفسّر صعوبة النوم:

- روتين نوم سيئ: مع الجداول المزدحمة، قد يحتاج الالتزام بروتين يسبق النوم — بدلاً من مجرد الاستلقاء على السرير — إلى جهد... لكنه يستحق العناء. ورغم صعوبة التعامل مع بعض الجوانب، فإن كثيراً منها قابل للتغيير.

تقول كاثرين يو، ممرضة ممارِسة في الصحة النفسية ومتخصّصة في الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم: «عدم الالتزام بموعد نوم ثابت، والعادات السيئة للنوم، والعمل بنوبات غير تقليدية (كالليلية أو المتناوبة)، والحالات الصحية غير المشخّصة أو غير المُدارة مثل التوتر، الاكتئاب، القلق، مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، أو النوم على سطح غير مريح — جميعها قد تساهم في تأخّر النوم».

وتشير إلى أسباب أخرى مثل: تناول الكثير من الكافيين أو شربه بعد الساعة الثانية ظهراً والنظر إلى الشاشات قبل النوم بساعة والنوم خلال النهار وتناول أدوية مزيلة للاحتقان والأكل أو ممارسة الرياضة مباشرة قبل النوم

ورغم أنك قد لا تستطيع تغيير مواعيد عملك أو بعض الحالات الصحية، يمكنك التفكير في تناول العلاج المناسب، أو التأمل قبل النوم، أو الالتزام بعدم الذهاب للفراش في وقت متأخر عن الضروري.

- التوتر: يشدد رابن على الجانب النفسي: «تقريباً كل اضطراب نفسي يبدأ غالباً بصعوبة في النوم». ويضيف: «هذا لا يعني أن أي شخص يعاني من صعوبة في النوم لديه اضطراب نفسي، لكنه يعني أن الجسم يواجه شيئاً يجعله يشعر بعدم الأمان أو غير قادر على الهدوء بما يكفي لدخول مراحل النوم — خصوصاً النوم العميق».

وتتفق معه شنورباخ، مشيرة إلى أن التوتر والقلق والمشكلات العاطفية الأخرى قد تسبّب الأرق من خلال تنشيط الجهاز العصبي الودّي المسؤول عن استجابة «القتال أو الهروب» وإفراز هرمون التوتر (الكورتيزول). وتذكر أيضاً الطبيعة الدائرية لذلك: «الأرق قد يؤدي إلى الاكتئاب، والاكتئاب قد يفاقم الأرق. الحل؟ طلب المساعدة الطبية».

تقول كيسي إن زيارة مقدم الرعاية الصحية هي أفضل خطوة. وتضيف: «قد نوصي بالعلاج النفسي لمعالجة القلق إذا كان السبب في صعوبة البدء بالنوم». وتقترح تقنية مفيدة تُسمى «وقت القلق»، وهي تخصيص 10 دقائق يومياً مسموح خلالها فقط بأن تقلق — ولا يُسمح لنفسك بالقلق خارج هذا الوقت.


كيف يؤثر تناول «فيتامين د» على ضغط الدم؟

مجموعة من كبسولات «فيتامين د» (أرشيفية - رويترز)
مجموعة من كبسولات «فيتامين د» (أرشيفية - رويترز)
TT

كيف يؤثر تناول «فيتامين د» على ضغط الدم؟

مجموعة من كبسولات «فيتامين د» (أرشيفية - رويترز)
مجموعة من كبسولات «فيتامين د» (أرشيفية - رويترز)

يُعدّ «فيتامين د» مهماً لعدة جوانب من صحتك، بما في ذلك صحة العظام والجهاز المناعي والعضلات. وتشير بعض الدراسات إلى أن تناول مكملات «فيتامين د» يومياً قد يساعد أيضاً في خفض ضغط الدم، وفق ما أورده موقع «verywellhealth».

ماذا تقول الأبحاث؟

تُظهر الدراسات حول كيفية تأثير مكملات «فيتامين د» على ضغط الدم نتائج متباينة. فقد وجدت بعض الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض في مستويات «فيتامين د» يميلون إلى تسجيل ضغط دم أعلى.

لكن عند دراسة ما يحدث عندما يتناول الأشخاص مكملات «فيتامين د» بانتظام، تكون النتائج مختلطة. فبعض الدراسات تُظهر فائدة بسيطة، بينما لا تُظهر دراسات أخرى أي تغيّر على الإطلاق.

ويبدو أن الاحتمال الأكثر وعداً هو أن «فيتامين د» قد يساعد في خفض ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون ارتفاعاً في ضغط الدم ومستويات منخفضة من «فيتامين د» في الوقت نفسه. في هذه الحالة، يمكن أن يقدم المكمل فائدة بسيطة في إدارة ضغط الدم — لكن حتى هنا، لا يكون التأثير مضموناً دائماً.

وقد يستفيد كبار السن على وجه الخصوص — ممن لديهم نقص في «فيتامين د» ويرتفع لديهم ضغط الدم — من المكملات أكثر من غيرهم. بالنسبة لهؤلاء، قد يساعد تناول «فيتامين د» في تحسين ضغط الدم كجزء من خطة شاملة تشمل نظاماً غذائياً صحياً، وممارسة الرياضة، وربما الأدوية.

كم يجب أن تتناول من «فيتامين د»؟

لا توجد جرعة واحدة تناسب الجميع عندما يتعلق الأمر بـ«فيتامين د» بهدف خفض ضغط الدم. ففي الدراسات، تراوحت الجرعات المستخدمة بين 800 و4000 وحدة دولية يومياً. ومن المثير للاهتمام أن الجرعات الأعلى لا تؤدي دائماً إلى نتائج أفضل فيما يخص ضغط الدم.

إليكم التوصيات اليومية العامة:

- الرضّع (0–12 شهراً): 400 وحدة دولية يومياً

- الأطفال والبالغون (1–70 عاماً): 600 وحدة دولية يومياً

- البالغون فوق 70 عاماً: 800 وحدة دولية يومياً

قد يحتاج بعض الأشخاص إلى جرعات أعلى، خصوصاً الذين لديهم خطر أكبر لنقص «فيتامين د» — مثل من يتعرضون قليلاً للشمس، ذوي البشرة الداكنة، المصابين ببعض الحالات الصحية، أو كبار السن. ويوصي العديد من الخبراء لهؤلاء بتناول ألف إلى ألفي وحدة دولية يومياً.

وإذا لم تكن متأكداً من الجرعة المناسبة لك، فتحدث مع طبيبك، فقد يطلب إجراء فحص دم بسيط لمعرفة مستوى «فيتامين د» لديك.