دراسة: الكرياتين قد لا يساعد في بناء مزيد من العضلات

قاعة تمارين رياضية (أرشيفية-رويترز)
قاعة تمارين رياضية (أرشيفية-رويترز)
TT
20

دراسة: الكرياتين قد لا يساعد في بناء مزيد من العضلات

قاعة تمارين رياضية (أرشيفية-رويترز)
قاعة تمارين رياضية (أرشيفية-رويترز)

الكرياتين مكمل غذائي شائع يُستخدم للمساعدة في بناء العضلات، لكن الباحثين في أستراليا يشككون في مدى فاعليته.

ووفق تقريرٍ نشرته شبكة «فوكس نيوز»، توصلت دراسةٌ أجراها باحثون من جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني إلى أن الأفراد الذين تناولوا الكرياتين، أثناء أداء برنامج رفع الأثقال لمدة ثلاثة أشهر، اكتسبوا كمية العضلات نفسها مثل أولئك الذين لم يتناولوا المكمل أثناء رفع الأثقال.

وقالت الدكتورة ماندي هاغستروم، الباحثة الرئيسية في مجال العلوم الرياضية من كلية العلوم الصحية بجامعة نيو ساوث ويلز، في بيان صحافي عن الدراسة: «لقد أظهرنا أن تناول 5 غرامات من مكملات الكرياتين يومياً لا يُحدث أي فرق في كمية كتلة العضلات التي يكتسبها الأشخاص أثناء تدريب المقاومة».

أُجريت التجربة السريرية على 54 مشاركاً يتمتعون بصحة جيدة نسبياً تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاماً، وجرى تقسيمهم إلى مجموعتين.

وأكملت المجموعتان تدريبات المقاومة نفسها لمدة 12 أسبوعاً.

تناولت مجموعة الكرياتين، قبل أسبوع واحد من بدء نظام التدريب، واستمرت في تناول الجرعة البالغة 5 غرامات، كل يوم، لمدة إجمالية تبلغ 13 أسبوعاً أثناء أداء روتين التمرين.

ولم تتلقَّ المجموعة الثانية الكرياتين أو دواء وهمياً أثناء فترة التمرين.

وقالت هاغستروم: «هذه هي أول دراسة للكرياتين تستخدم مرحلة ما قبل التمرين، وهذا يسمح بفصل تأثير مكمل الكرياتين عن تأثير تدريب المقاومة».

وقام الباحثون بفحص كتلة العضلات في كلتا المجموعتين في البداية، ثم بعد فترة التدريب التي استمرت سبعة أيام، وبعد الانتهاء من برنامج رفع الأثقال الذي استمر لمدة 12 أسبوعاً.

في حين أظهرت المجموعة التي تناولت مكملات الكرياتين (وخاصة النساء) زيادة في كتلة الجسم الهزيلة بنحو رطل واحد، مقارنة بالمجموعة التي لم تتناول المكملات عند علامة اليوم السابع، وأظهرت كلتا المجموعتين زيادة قدرها 4.4 رطل، بعد أداء برنامج تدريب المقاومة لمدة 12 أسبوعاً.

ولم يكن هناك فرق بين المجموعتين عندما يتعلق الأمر بنمو كتلة الجسم، وفقاً للدراسة.

وقالت هاغستروم: «لاحظ الأشخاص الذين يتناولون مكملات الكرياتين تغييرات، حتى قبل أن يبدأوا ممارسة التمارين الرياضية، مما يقودنا إلى اعتقاد أن الأمر لم يكن نمواً حقيقياً للعضلات، بل ربما كان احتباساً للسوائل».

وأضافت أنه بمجرد أن بدأ المشاركون ممارسة التمارين الرياضية، لم يروا أي فائدة إضافية من الكرياتين، «وهو ما يشير إلى أن 5 غرامات يومياً ليست كافية، إذا كنت تتناوله لغرض بناء العضلات».

ولم يقم المشاركون بمرحلة تحميل الكرياتين النموذجية، والتي تتضمن تناول 20 - 25 غراماً يومياً لمدةٍ تصل إلى أسبوع، لمحاولة تشبع مخزون الكرياتين في العضلات، وفقاً لما ذكره مؤلفو الدراسة في البيان الصحافي.

ورغم أنه من الشائع البدء بجرعة مرحلة التحميل، لكنها قد تُسبب مشاكل في الجهاز الهضمي، كما لاحظوا.

وقال فريق هاغستروم إن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث؛ لتحديد ما إذا كانت هناك حاجة لجرعة أعلى، مثل 10 ملغ، لتحقيق تأثير نمو كتلة الجسم المطلوب.

وقال هاغستروم: «توصَّل بحثنا إلى أن مكملات الكرياتين ليست فعالة في بناء كتلة الجسم مع تدريب القوة عند تناولها بالجرعة الموصى بها، لكن هناك عدداً من الفوائد الأخرى للكرياتين التي لم يجرِ تقييمها في دراستنا».


مقالات ذات صلة

مراهق بريطاني حوَّله حزنه بطلاً في رفع الأثقال

يوميات الشرق إرادة الحياة أقوى مما نتخيَّل (مواقع التواصل)

مراهق بريطاني حوَّله حزنه بطلاً في رفع الأثقال

استخدم المراهق البالغ 18 عاماً آلامه قوةً دافعةً، وفاز بـ4 ميداليات ذهبية في بطولة الكومنولث لرفع الأثقال بجنوب أفريقيا هذا الشهر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية الرباعة المصرية سارة سمير تحرز فضية وزن 81 كلغ في باريس (رويترز)

«أولمبياد باريس - رفع أثقال»: المصرية سارة سمير تحرز فضية وزن 81 كلغ

أحرزت المصرية سارة سمير (26 عاماً) الميدالية الفضية في وزن 81 كيلو غراماً في رفع الأثقال للسيدات، بعدما رفعت 268 كيلو غراماً في المجموع بأولمبياد باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية علاء حسن (الأولمبية المصرية)

مدرب مصر لرفع الأثقال يتوقع الفوز بميداليتين في أولمبياد باريس

أكد علاء حسن، المدير الفني لمنتخب مصر لرفع الأثقال، جاهزية لاعبيه لخوض دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عربية النجم التونسي المخضرم يأمل تحقيق إنجاز لبلاده في الأولمبياد الحالي (الشرق الأوسط)

بن هنية... فتى تونس الذهبي وأملها الكبير في أولمبياد باريس

يستعد ابن الـ30 عاماً، التونسي كارم بن هنية، لأولمبياد باريس 2024، وهو المنافس في رياضة رفع الأثقال لوزن 73 كغ بعد بطولة كأس العالم التي جرت في بوكيت بتايلاند.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة عربية معتز الجنيدي (الشرق الأوسط)

الأردني معتز الجنيدي... من «المحاسبة» إلى باريس 2024

من قال إن تحقيق الشغف يعيقه عمر، أو يوقفه وضع جسدي، باستعدادات فردية وخطى ثابتة نحو مجد أولمبي جديد، يسعى البطل البارلمبي معتز الجنيدي لخطف ميدالية جديدة.

فاتن أبي فرج (بيروت)

العقل والجسم يتكاملان في معركة الاضطرابات النفسية... دراسة حديثة تكشف

تبيّن الدراسة أن الالتهابات في الدماغ والجسم قد تزيد من خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية (أ.ب)
تبيّن الدراسة أن الالتهابات في الدماغ والجسم قد تزيد من خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية (أ.ب)
TT
20

العقل والجسم يتكاملان في معركة الاضطرابات النفسية... دراسة حديثة تكشف

تبيّن الدراسة أن الالتهابات في الدماغ والجسم قد تزيد من خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية (أ.ب)
تبيّن الدراسة أن الالتهابات في الدماغ والجسم قد تزيد من خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية (أ.ب)

أظهرت دراسة حديثة من جامعة بريستول البريطانية أن اضطرابات الصحة النفسية لا تنبع فقط من الدماغ، بل تتأثر أيضاً بالجسم كله عبر الجهاز المناعي.

فعلى الرغم من أن واحداً من كل أربعة أشخاص يعانون من مرض نفسي في مرحلة ما من حياتهم، يظل العلاج التقليدي يقوم على استهداف ناقلات عصبية مثل السرتونين والدوبامين دون النظر إلى دور الاستجابة المناعية، الأمر الذي يفسر فشل الأدوية لدى نحو ثلث مرضى اضطرابات الصحة النفسية.

قاد البحث كلٌّ من الدكتورة كريستينا درداني والبروفسور غولام خوانداكر، حيث استخدما تحليل «التوزيع العشوائي المندلي» - وهي أداة قيمة لاستكشاف العوامل التي تؤثر على جينات البشر - لاستكشاف العلاقة السببية بين 736 بروتيناً مناعياً موجوداً في الدماغ والدم وسبع حالات نفسية عصبية تشمل الاكتئاب، والفصام، والاضطراب ثنائي القطب، وألزهايمر، وفرط النشاط واضطراب الانتباه، والتوحّد، والقلق. وطبقاً لمنهجية البحث، تمكّن الفريق من ربط 29 بروتيناً بصرامة إحصائية وبيولوجية بهذه الاضطرابات.

من بين هذه البروتينات، وُجد أن 20 منها موجهة بالفعل بأدوية معتمدة أو تحت التجارب لأمراض أخرى، مما يفتح آفاقاً لإعادة استخدام هذه الأدوية لعلاج الأمراض النفسية.

مخاطر الالتهابات

وقال البروفسور غولام خوانداكر: «تبيّن دراستنا أن الالتهابات في الدماغ والجسم قد تزيد من خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية، ما يدحض الفكرة القديمة التي تفصل بين العقل والجسم». ودعا الباحثين إلى تصميم علاجات تراعي الإشارات المناعية في كلٍّ من الدماغ والجسم معاً.

رغم أن تطوير أدوية الأمراض النفسية تقدم ببطء في السنوات الماضية، فإن هذه الدراسة تفتح أبواباً جديدة لاكتشاف علاجات أفضل. فقد وجد الباحثون بروتينات مثل ACE وCD40 تؤثر على أكثر من اضطراب نفسي، ما يعني إمكانية ابتكار أدوية تعالج عدة حالات في آنٍ واحد. ولكن قبل ذلك، يجب التأكد من أن هذه الأدوية تعمل في المكان الصحيح من الجسم لتجنب أي أضرار جانبية. كما يؤكد الفريق على أهمية إجراء تجارب تشمل أناساً من خلفيات عرقية متنوعة، لأن دراستهم الحالية استندت في الغالب إلى بيانات من أشخاص ذوي أصول أوروبية.

نُشرت هذه الدراسة في دورية «موليكولار سايكاياتري» «Molecular Psychiatry»، ويمضي فريق البحث قدماً في اختبار نتائجهم من خلال مراجعة السجلات الطبية، وتجارب حيوانية، وتجارب إكلينيكية، معبرين عن أملهم في أن تفتح هذه الرؤى آفاقاً لعلاجات أكثر فعالية لملايين المرضى النفسيين.