دراسة حللت جينات سوريين: الصدمات النفسية تغير حمضنا النووي لأجيال

الصدمات الشديدة تترك «ندوباً» وراثية على الحمض النووي تستمر لأجيال (أ.ف.ب)
الصدمات الشديدة تترك «ندوباً» وراثية على الحمض النووي تستمر لأجيال (أ.ف.ب)
TT
20

دراسة حللت جينات سوريين: الصدمات النفسية تغير حمضنا النووي لأجيال

الصدمات الشديدة تترك «ندوباً» وراثية على الحمض النووي تستمر لأجيال (أ.ف.ب)
الصدمات الشديدة تترك «ندوباً» وراثية على الحمض النووي تستمر لأجيال (أ.ف.ب)

لطالما تحدث العلماء عن الآثار قصيرة المدى للصدمات النفسية، وأهمها الصداع، وتغيرات الشهية أو النوم، والخوف، والقلق، ومشاكل التركيز.

إلا أن هناك دراسة جديدة كشفت عن أثر طويل الأمد للصدمات الشديدة، حيث أشارت إلى أنها تترك «ندوباً» وراثية على الحمض النووي تستمر لأجيال، بحسب ما نقلته صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية.

وقام فريق الدراسة بتحليل الحمض النووي لـ48 عائلة سورية، خلال النزاعات العنيفة في سوريا التي وقعت في أوائل الثمانينات وفي عام 2011.

وتمت مقارنة الحمض النووي لعشر عائلات تعرضت للعنف في الثمانينات و22 عائلة تعرضت له في عام 2011، بالحمض النووي لـ16 عائلة غادرت سوريا قبل عام 1980، متجنبةً عقوداً من الاضطرابات.

وتضمن المشاركون الذين تم جمع حمضهم النووي 82 طفلاً و47 أماً، وجدّتين.

ووجد فريق الدراسة أن الصدمات النفسية تسببت في تغير في 21 منطقة جينية لدى الأمهات والأطفال الذين تعرضوا للعنف بشكل مباشر.

كما أظهرت النتائج تغيرات في 14 منطقة جينية لدى أحفاد النساء الناجيات من هجوم الثمانينات.

وأفاد الباحثون أيضاً بأن أولئك الذين شهدت أمهاتهم أحداث العنف أثناء الحمل بهم بدوا يتقدمون في السن بشكل أسرع على المستوى الخلوي.

وقالت كاثرين بانتر بريك، عالمة الأنثروبولوجيا في جامعة ييل، التي شاركت في الدراسة: «تقدم نتائجنا أول دليل على الإطلاق على أن العنف يمكن أن يترك علامات جينية تستمر لأجيال».

ودعا فريق الدراسة إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول الآثار الدائمة للعنف بشكل عام، سواء كان عنف منزلي، أو جنسي، أو مسلح، على الأشخاص.


مقالات ذات صلة

العمل عن بُعد يُعرّض الموظفين «لمخاطر نفسية واجتماعية جديدة»

يوميات الشرق البُعد عن الإدارة يمكن أن «يعيق التواصل» (رويترز)

العمل عن بُعد يُعرّض الموظفين «لمخاطر نفسية واجتماعية جديدة»

يوفّر العمل عن بُعد الذي أصبح عنصراً ثابتاً منذ جائحة «كوفيد-19» حسنات عدة للموظفين، لكنه يعرّضهم في الوقت نفسه لـ«مخاطر نفسية واجتماعية ناشئة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك الإرهاق متلازمة مرتبطة بالعمل (الجامعة النرويجية)

استنزاف جسدي ونفسي... كيف تتغلب على الاحتراق الوظيفي وضغوط العمل؟

يشكو كثير من الأشخاص حول العالم يعملون في وظائف مختلفة من ضغوط العمل، ولا يعدّ الاحتراق الوظيفي حالةً طبيةً، إلا أنه يُصنف ظاهرةً شائعةً في مكان العمل.

يوميات الشرق بعض العبارات المهدئة تميل إلى جعلنا أكثر انزعاجاً (رويترز)

ابتعد عن استخدام كلمة «اهدأ»... كيف تتعامل مع شخص غاضب؟

لا يرغب معظم الناس بالعادة في التعامل مع شخص غاضب، ومواجهته، لكن ذلك من المرجح أن يحدث عاجلاً أم آجلاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق عندما يُسبب حدثٌ مُزعجٌ تفكيراً مُفرطاً في عقلنا فإن عملية إيقاف هذا النظام لا تحدث فجأةً (رويترز)

كيف تتوقف عن التفكير المفرط؟ 6 طرق لاستعادة السيطرة على مشاعرك

يعرف كل شخص قلق بطبيعته شعور وقوع حدث يدفع عقله المُفكّر إلى حالة من الجنون حيث يحس بانزعاج عميق ومُنهك وكأن الحدث يُسيطر عليه

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق كثرة المقارنات على وسائل التواصل الاجتماعي ترتبط بانخفاض تقدير الذات (رويترز)

كيف يمكن لمواقع التواصل أن تقتل ثقتك بنفسك؟

تُشير الدراسات إلى أن كثرة المقارنات على وسائل التواصل الاجتماعي ترتبط بانخفاض تقدير الذات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة تربط بين السكري من النوع الثاني والإصابة ببعض أنواع السرطان

السمنة من عوامل الخطر المعروفة لداء السكري من النوع الثاني (رويترز)
السمنة من عوامل الخطر المعروفة لداء السكري من النوع الثاني (رويترز)
TT
20

دراسة تربط بين السكري من النوع الثاني والإصابة ببعض أنواع السرطان

السمنة من عوامل الخطر المعروفة لداء السكري من النوع الثاني (رويترز)
السمنة من عوامل الخطر المعروفة لداء السكري من النوع الثاني (رويترز)

بدءاً من عام 2021، قدّر الباحثون أن نحو 10.5 في المائة من سكان العالم البالغين مصابون بداء السكري، 90 في المائة من الحالات هي من النوع الثاني.

وتُعتبر السمنة من عوامل الخطر المعروفة لداء السكري من النوع الثاني، ويمكن أن تزيد من احتمالية إصابة الشخص ببعض أنواع السرطان.

أفادت دراسة جديدة عُرضت في المؤتمر الأوروبي للسمنة (ECO) أن الإصابة الجديدة بداء السكري من النوع الثاني قد تزيد من خطر إصابة الشخص ببعض أنواع السرطان المرتبطة بالسمنة، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم والبنكرياس والكبد، وفقاً لموقع «ميديكال نيوز توداي».

ما العلاقة بين داء السكري من النوع الثاني والسرطانات المرتبطة بالسمنة؟

في هذه الدراسة، حلّل الباحثون بيانات من مشاركين في البنك الحيوي البريطاني. تمت مطابقة أكثر من 23 ألف مشارك في الدراسة مصابين حديثاً بداء السكري من النوع الثاني مع أكثر من 71 ألف مشارك آخر غير مصابين بهذه الحالة، بناءً على مؤشر كتلة الجسم (BMI) والعمر والجنس، بمتوسط ​​متابعة 5 سنوات.

بحث العلماء أيضاً عن حالات الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالسمنة، بما في ذلك: سرطان الأمعاء (القولون والمستقيم)، سرطان بطانة الرحم، سرطان المريء، سرطان المرارة، سرطان الكلى، سرطان الكبد، الورم السحائي (ورم في الجهاز العصبي المركزي)، الورم النقوي المتعدد (سرطان الدم)، سرطان المبيض، سرطان البنكرياس، سرطان الثدي بعد انقطاع الطمث، سرطان المعدة، سرطان الغدة الدرقية.

وقال أوين تيبينغ، الباحث في جامعة مانشستر، والمؤلف الرئيسي المشارك لهذه الدراسة، لموقع «ميديكال نيوز توداي»: «أظهرت الأبحاث أن معدل الوفيات المرتبطة بالسرطان آخذ في الازدياد لدى مرضى السكري من النوع الثاني، ونسعى إلى المساعدة في تحديد ما إذا كان داء السكري من النوع الثاني هو المسبب للسرطان، أم أن زيادة حالات السرطان لدى المصابين به ناتجة عن السمنة».

وأوضح تيبينغ: «يمكن أن يساعد هذا في وضع تدابير وقائية جديدة محتملة للسرطان، وتحديد ما إذا كان ينبغي على مرضى السكري الخضوع لفحص السرطان».

وتابع: «قررنا دراسة داء السكري من النوع الثاني والسرطانات المرتبطة بالسمنة، لأن هناك أدلة قوية على وجود علاقة سببية بين السمنة و13 نوعاً من السرطان على الأقل، ولكن هذا ليس واضحاً تماماً بالنسبة لداء السكري من النوع الثاني».

وأشار الباحث إلى ارتباط «داء السكري من النوع الثاني والسمنة بأنواع سرطانية متشابهة، وغالباً ما تتعايش هذه الحالات، مما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان داء السكري من النوع الثاني هو المسبب للسرطان، أم أنه ناتج عن السمنة المصاحبة له».

نتائج الدراسة

وفي ختام الدراسة، وجد تيبينغ وفريقه أن داء السكري من النوع الثاني، حديث الظهور، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان مرتبط بالسمنة بنسبة 48 في المائة لدى الرجال، وزيادة احتمال الإصابة به بنسبة 24 في المائة لدى النساء.

وأوضح تيبينغ: «تكمن أهمية هذا في أن داء السكري من النوع الثاني قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان بشكل مستقل عن السمنة، وليس فقط بسبب السمنة، أي في الحالات التي يتمتع فيها الشخص المصاب بداء السكري بقيمة مؤشر كتلة جسم صحية».

بالإضافة إلى ذلك، وجد العلماء صلة بين داء السكري من النوع الثاني حديث الظهور وزيادة خطر الإصابة بثلاثة من أنواع السرطان المرتبطة بالسمنة التي خضعت للدراسة.

ازداد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 27 في المائة لدى الرجال و34 في المائة لدى النساء، وازدادت احتمالات الإصابة بسرطان الكبد أربع مرات تقريباً لدى الرجال وخمسة أضعاف لدى النساء. وتضاعف خطر الإصابة بسرطان البنكرياس تقريباً لدى النساء وزاد بنسبة 74 في المائة لدى الرجال.