كيف يمكننا إبطاء شيخوخة الدماغ ومنع الخرف؟

البروتينات الضارة محرك مهم لشيخوخة الدماغ والتدهور المعرفي المرتبط بالعمر (رويترز)
البروتينات الضارة محرك مهم لشيخوخة الدماغ والتدهور المعرفي المرتبط بالعمر (رويترز)
TT

كيف يمكننا إبطاء شيخوخة الدماغ ومنع الخرف؟

البروتينات الضارة محرك مهم لشيخوخة الدماغ والتدهور المعرفي المرتبط بالعمر (رويترز)
البروتينات الضارة محرك مهم لشيخوخة الدماغ والتدهور المعرفي المرتبط بالعمر (رويترز)

تعكس مجموعة من المراجعات الجديدة في مجلة «نورون» (Neuron) المتخصصة بطب الأعصاب، التقدم المحرز في فهم تأثير الشيخوخة على الدماغ.

فما الذي يسبب شيخوخة الدماغ؟ وكيف يمكن إبطاء ذلك ومنع الخرف؟

قال كوستانتينو ياديكولا، طبيب الأعصاب في كلية طب وايل كورنيل بالولايات المتحدة، الذي قاد مراجعة حول كيفية تأثير نظام الأوعية الدموية في الدماغ على الشيخوخة: «نحن نفهم التفاصيل الدقيقة للشيخوخة. في السنوات الخمس والعشرين الماضية، تم تحديد المحركات الحاسمة من خلال الدراسات الجزيئية». وفقاً لهذه المراجعات، فإن الأسباب الرئيسية لشيخوخة الدماغ جسدية وبيولوجية.

يؤدي التقدم في السن إلى تغيير الدماغ جسدياً من خلال فقدان الحجم والتغيرات في شكل الطيات البنيوية -حيث يتقلص حجم أدمغتنا حرفياً.

العوامل البيولوجية التي تسهم في تدهور الصحة الإدراكية تشمل تلف الحمض النووي، وما أسماه الطبيب ياديكولا «الالتهاب على مستوى القاعدة» في جميع أنحاء الدماغ. وقد سلّطت دراسة أخرى الضوء على كيفية بدء تحوّل الجهاز المناعي في الدماغ إلى أقل «لياقة» في سن الشيخوخة، مما يؤدي إلى تدهور صحة الدماغ.

في إحدى الدراسات، أظهر عالم الأعصاب ديفيد روبينزتين، من جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، أن البروتينات الضارة محرك مهم لشيخوخة الدماغ والتدهور المعرفي المرتبط بالعمر.

فمع تقدمنا ​​في العمر، تصبح خلايا دماغنا أقل كفاءة في إزالة البروتينات الضارة، التي تلحق الضرر بالخلايا وتعطل وظائف المخ. بروتين تاو هو أحد هذه البروتينات الضارة المرتبطة بالعديد من الأمراض العصبية التنكسية، بما في ذلك مرض ألزهايمر والخرف والقضايا المرتبطة بالصدمات مثل اعتلال الدماغ الرضحي المزمن (CTE).

وقال عالم الأعصاب روبينزتين لشبكة «دويتشه فيله» الألمانية: «يتسبب تراكم بروتين تاو في مرض ألزهايمر التنكسي العصبي، لذلك هناك روابط واضحة بين آليات إزالة البروتين والأمراض العصبية التنكسية. لكننا نعرف القليل عن كيفية تأثير ذلك على التدهور المعرفي الطبيعي في الشيخوخة».

لا يزال لدى العلماء العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها حول كيفية شيخوخة الدماغ (متداولة)

نصائح لإبطاء شيخوخة الدماغ

أوضح العالم روبينزتين أن جزءاً من المشكلة التي تواجه مجال معرفة شيخوخة الدماغ، هو التركيز المفرط على دراسة التدهور المعرفي الواضح الناجم عن أمراض مثل السكتة الدماغية أو مرض ألزهايمر أو مرض باركنسون، بدلاً من كيفية تطور هذه المشاكل في الأدمغة السليمة.

وينصح المتخصصون بمجموعة من خيارات نمط الحياة التي تقلل من خطر الإصابة بالخرف والتدهور المعرفي المرتبط بالعمر، وتشمل هذه الخيارات: تشجيع ممارسة الرياضة والنظام الغذائي الصحي، تقليل تعرّض الناس لتلوث الهواء والتدخين، التأكد من أن الناس ليسوا معزولين اجتماعياً أو وحيدين، علاج فقدان البصر والسمع. ويزعم علماء أيضاً أن الجينات تلعب الدور الرئيسي في تحديد كيفية تقدم أدمغتنا في السن منذ لحظة الحمل بالطفل.

قال الطبيب ياديكولا: «النظام الغذائي وممارسة الرياضة والتخلص من السموم عن طريق الإقلاع عن التدخين لها تأثير كبير على كيفية تقدمنا ​​في السن. ومع ذلك، فإن الجينات هي العامل الأساسي الذي يحدد كيفية تقدمنا ​​في السن». وأضاف: «يمكنك جعل الشيخوخة أسوأ من خلال المخاطرة مثل التدخين، ولكن لا يمكنك جعلها أفضل قليلاً إلا من خلال تجنب هذه المخاطر». وهذا يعني في الأساس أن نمط الحياة الصحي لا يمكن أن يغير الاستعداد لشيخوخة الدماغ، ولكن نمط الحياة السيئ يمكن أن يسرع عملية الشيخوخة.


مقالات ذات صلة

«تعفن الدماغ»... ما علاقته باستخدام الإنترنت ومواقع التواصل؟

صحتك قضاء ساعات طويلة في تصفح الإنترنت قد يصيبك بـ«تعفن الدماغ» (رويترز)

«تعفن الدماغ»... ما علاقته باستخدام الإنترنت ومواقع التواصل؟

تُعرف «أكسفورد» تعفن الدماغ بأنه «التدهور المفترض للحالة العقلية أو الفكرية للشخص»

ماري وجدي (القاهرة)
يوميات الشرق التدهور المفترض للحالة العقلية أو الفكرية للشخص في العصر الحديث يحدث نتيجة الإفراط في استهلاك الإنترنت وفقاً لـ«أكسفورد» (أ.ب)

«تعفن الدماغ»... كلمة عام 2024 من جامعة أكسفورد

اختيرت كلمة «تعفن الدماغ» لتكون كلمة عام 2024 في «أكسفورد».

«الشرق الأوسط» (لندن)

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)
تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)
TT

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)
تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الأقدام يمكن أن تساعد على التنبيه على وجود مشاكل صحية، حيث إن أمراضاً، مثل القلب والسكتات الدماغية، يمكن أن تؤثر على القدمين والأظافر.

وأضافت أنه يمكن أن تكون القدم نافذة على الحالة الصحية ولا ينبغي تجاهلها، ويمكن لأطباء أمراض القدم اكتشاف مجموعة واسعة من المشاكل الصحية الخطيرة غالباً بمجرد النظر إلى قدميك.

وتؤكد إيما ماكوناتشي، المتحدثة باسم الكلية الملكية لطب القدم: «يذهب أطباء أمراض القدم إلى أبعد من التعامل مع أظافر القدم الغائرة في اللحم، بالإضافة إلى إجراء جراحات بسيطة، والعمل على منع البتر وإعطاء أدوية مثل المضادات الحيوية، مما يمكنهم من اكتشاف مجموعة واسعة من المشاكل الصحية، من خلال علامات في قدميك بالتعمق في بعض الأشياء التي قد تحاول قدماك إخبارك بها».

وسلطت ماكوناتشي الضوء على بعض المشاكل الصحية التي قد تظهر في القدم.

1- مشاكل الدورة الدموية

إذا لاحظت تغيراً حديثاً في قدميك وكاحليك مثل التورم الواضح أو اللون المبقع، فقد يكون ذلك علامة على مشاكل بالدورة الدموية.

وتوضح ماكوناتشي: «قد تحدث التغييرات في طرف واحد فقط أو في كليهما، وإذا لاحظت أي تغييرات في حجم أو لون قدميك وكاحليك، فاتصل بطبيبك أو اختصاصي أمراض القدم».

وتقول إن القدمين غالباً ما تكونان أكثر برودة خلال أشهر الشتاء مع انخفاض درجة الحرارة، لذا فإن التأكد من عزل قدميك وساقيك بملابس دافئة سيساعد في تقليل ذلك.

وأضافت: «هناك العديد من حالات الدورة الدموية التي يمكن أن تسبب أيضاً تغييراً في درجة حرارة أطرافك السفلية، لذا إذا لاحظت تغيراً مفاجئاً ومطولاً في درجة حرارة إحدى قدميك وساقيك أو كليهما، فتحدث إلى اختصاصي أمراض القدم أو طبيبك العام لفحص المشكلة».

2- أمراض القلب أو السكري أو الحالات العصبية

يمكن أن تكون التغيرات في الإحساس في قدميك، مثل الوخز أو الخدر، علامة على العديد من المشكلات الصحية المختلفة.

وتقول ماكوناتشي إن مشاكل الدورة الدموية الناجمة عن حالات مثل القلب أو السكري، أو من خلال التدخين المفرط أو تناول الكحول، يمكن أن تتسبب في توقف النهايات العصبية عن العمل بشكل صحيح.

قدمان (أرشيفية - رويترز)

وأضافت ماكوناتشي أن الحالات العصبية والصدمات يمكن أن تؤثران أيضاً على طريقة عمل الأعصاب، وتابعت: «هذا يجعلك غير قادر على معرفة ما إذا كنت مصاباً أو لديك جرح، مما يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالعدوى والبتر».

وتقترح: «حاول ملاحظة مكان حدوث التغييرات في قدميك، وما إذا كان أي شيء يجعل قدميك أسوأ أو أفضل، وكيف تصف الشعور وكم مرة يحدث؟ يمكن أن يساعد هذا طبيب الأقدام الخاص بك في تقييم مشاكلك والعمل على التشخيص».

3- مشاكل الكلى أو الكبد أو التغيرات الهرمونية أو مشاكل الجلد

يمكن أن تكون حكة القدمين علامة على إصابتك بعدوى فطرية، أو أنك لم ترطب قدميك بشكل كافٍ، ولكنها قد تشير أيضاً إلى مشاكل صحية أوسع نطاقاً، مثل مشاكل الكلى أو الكبد، أو التغيرات الهرمونية.

كما أن بعض الأدوية الموصوفة طبياً تسبب الحكة في القدمين والساقين مثل أثر جانبي، وقد تكون الآفات الصغيرة المليئة بالسوائل المرتبطة بالحالات الجلدية هي السبب أيضاً.

4- الورم الميلانيني

يحدث تغير لون العديد من الأظافر بسبب الصدمة التي تطلق كمية صغيرة من الدم تحت الظفر، أو عدوى فطرية يمكن أن تسبب تغير لونها إلى اللون البرتقالي البني، وغالباً ما تصبح سميكة وتفتت.

ومع ذلك، تقول ماكوناتشي إن الورم الميلانيني تحت الظفر يمثل ما يصل إلى 3.5 في المائة من جميع الأورام الميلانينية في جميع أنحاء العالم، مع ظهور ما يصل إلى 90 في المائة منها في الإبهام أو إصبع القدم الكبير.

وتابعت: «يمكن أن تؤثر الأورام الميلانينية على أي لون بشرة، وغالباً ما تظهر على شكل تغير لون أغمق تحت الظفر ولا ينمو مع الظفر».

وتوضح: «نظراً لأن أظافر القدم تستغرق ستة أشهر على الأقل حتى تنمو، فقد يجعل هذا من الصعب معرفة ما إذا كانت تتحرك، حيث قد تظهر العلامة على ظفرك لبعض الوقت».

ويجب على أي شخص يشعر بالقلق بشأن تغير لون الظفر التحدث إلى طبيب أمراض القدم.

وتقول ماكوناتشي إن التقاط صورة مقربة لأظافر القدم للرجوع إليها يعد أيضاً فكرة جيدة لمساعدتك في معرفة ما إذا كانت تنمو.

خمسة أسباب محتملة لرائحة القدمين الكريهة (أ.ف.ب)

5- الجفاف وضغط الدم ومشاكل القلب والأوعية الدموية أو الغدة الدرقية

تؤكد ماكوناتشي أن تقشر الجلد أو تشققه على القدمين قد يكون علامة على مشاكل صحية مختلفة: «يمكن أن يتسبب الجفاف في أن يصبح الجلد أقل ليونة، ولكن الحالات الطبية الأساسية مثل مشاكل ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية ومشاكل الغدة الدرقية يمكن أن يكون لها جميعاً تأثير على جلد قدميك وساقيك».

6- الأمراض المناعية الذاتية

يمكن أن تؤثر الأمراض المناعية الذاتية، مثل الصدفية على القدمين والأظافر، وقد يكون لها مظهر مختلف عما تتوقعه نتيجة لذلك.

والعديد من حالات تقشر الجلد أو تشققه تكون ناجمة عن قدم الرياضي أو نقص كريم الترطيب، لكن ماكوناتشي تنصح: «إذا كنت تستخدم مرطباً يومياً لبضعة أسابيع دون تحسن، أو تعاني من الحكة أو الآفات، فتحدث إلى طبيب الأقدام الخاص بك للحصول على تقييم».

7- الحالات العصبية بما في ذلك السكتات الدماغية

يمكن أن تشير التغييرات المفاجئة في شكل القدم أيضاً إلى مشكلة صحية أوسع نطاقاً.

وتقول ماكوناتشي: «عادة ما تكون هذه الحالات حيث تصبح القدم أقرب للمخالب بعد مشكلة صادمة أو عصبية، على سبيل المثال السكتة الدماغية، والتي يمكن أن تتسبب في تغيير شكل القدم فجأة».

ويمكن أن تؤدي الحالات التي تسببت في فقدان الإحساس في القدمين، مثل مرض السكري، إلى تغييرات مفاجئة في شكل القدم.

وتنصح ماكوناتشي: «إذا كان لديك أي تغييرات مفاجئة في شكل قدمك، وخاصة حيث تعاني من حالات صحية أساسية أو مشاكل في الإحساس أو الدورة الدموية، فتحدث إلى طبيب الأقدام الخاص بك على الفور لإجراء التقييم».

8- فقر الدم أو مرض السكري من النوع 2

تحذر ماكوناتشي من أن تكرار الإصابة بالفطريات الجلدية في القدم رغم العلاج، والالتهابات البكتيرية المتكررة، وأحياناً حتى مشاكل أظافر القدم التي لم يتم حلها بالعلاج قد تكون علامة على شيء أكثر انتشاراً.

وتقول: «قد تكون كل هذه علامة على وجود مشكلة أساسية في الجسم وقد يناقش طبيب الأقدام الخاص بك إجراء المزيد من الاختبارات مع طبيبك العام إذا كانت لديه مخاوف بشأن صحتك العامة، وقد تظهر حالات مثل مرض السكري من النوع 2 وفقر الدم الخبيث، حيث قد لا تكون هناك أعراض واضحة أخرى بهذه الطريقة في بعض الأحيان».