رياضة عقلية تطيل العمر... تعرف عليها

أشخاص يمارسون رياضة اليوغا (رويترز)
أشخاص يمارسون رياضة اليوغا (رويترز)
TT

رياضة عقلية تطيل العمر... تعرف عليها

أشخاص يمارسون رياضة اليوغا (رويترز)
أشخاص يمارسون رياضة اليوغا (رويترز)

يرتبط نشاط رياضي عقلي وروحاني بشكل كبير بإطالة العمر، حيث ثبت أن عدداً كبيراً من ممارسيه يعيشون لمدة أطول مقارنة بأقرانهم الذين لا يمارسونه.

وهذا النشاط هو «اليوغا».

ووفقاً لتقرير نشره موقع «ساينس آليرت» العلمي، فهناك الكثير من الأسباب التي تجعل ممارسة اليوغا مفيدة للغاية في سن الشيخوخة.

وتظهر الدراسات أنها يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على الكثير من الأمراض المرتبطة بالعمر عن طريق خفض ضغط الدم ومستويات الدهون في الدم والسمنة.

ويمكن لليوغا أيضاً تخفيف الاكتئاب والتوتر والقلق. وهي ترتبط أيضاً بأسلوب حياة أفضل بشكل عام، مثل اتباع نظام غذائي أكثر صحة.

وكشفت الكثير من الدراسات أيضاً عن أن اليوغا قد تؤثر على الشيخوخة على المستوى الخلوي.

وفي إحدى الدراسات، أظهر المشاركون الذين مارسوا اليوغا زيادة بنسبة 43 في المائة في نشاط إنزيم التيلوميراز، وهو عامل رئيسي في الشيخوخة؛ لأنه يبطئ شيخوخة الخلايا.

ممارسة اليوغا فوق سطح مبنى في مانهاتن (إ.ب.أ)

وتشير الأدلة أيضاً إلى أن اليوغا تساعدنا على الحفاظ على لياقتنا العقلية مع تقدمنا ​​في السن.

ومع التقدم في العمر، نتدهور عقلياً، ويصبح تعلم أشياء جديدة وتكوين ذكريات جديدة أمراً صعباً بشكل متزايد، حيث إن منطقة الحُصين في الدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن تكوين ذكريات جديدة، تفقد قوتها مع تقدم العمر.

إلا أن هناك دراسة فحصت أدمغة ممارسي اليوغا وجدت أن لديهم عموماً كتلة دماغية أكبر مقارنة بالأشخاص من العمر نفسه لا يمارسون هذه الرياضة العقلية.

وكان هذا الاختلاف واضحاً بشكل خاص في الحُصين. ليس هذا فحسب، بل كلما طالت مدة ممارسة الشخص لليوغا، زادت كتلة دماغه.

ووجدت دراسة أخرى أيضاً أن متوسط ​​كتلة الدماغ لدى الأشخاص الذين يمارسون «التأمل» الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و50 عاماً يتوافق مع متوسط ​​كتلة الدماغ لدى أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاماً والذين لا يمارسونه. ويعدّ التأمل جزءاً مهم من اليوغا.

ونظرت إحدى الدراسات بشكل مباشر في العلاقة بين ممارسة اليوغا وطول العمر.

واستخدم فريق هذه الدراسة بيانات من مؤشر الوفيات الوطني ومسح الفحص الوطني للصحة والتغذية - وهو مسح مستمر يمثل الحالة الصحية والتغذوية للسكان في الولايات المتحدة.

وطُرح على المشاركين في الدراسة، البالغ عددهم 22 ألف مشارك، مجموعة من الأسئلة حول عادات نمط حياتهم، بما في ذلك ما إذا كانوا يمارسون اليوغا.

وكانت النتائج مذهلة.

فبعد ثماني سنوات ونصف السنة من إجراء المسح، كان خطر الوفاة أقل بنحو الثلثين بين المشاركين الذين مارسوا اليوغا مقارنة بمن لم يمارسوها.

وعاش الكثير من أشهر ممارسي اليوغا في العالم حياة طويلة وصحية.

ومن بين أولئك الأشخاص، ديزي تايلور، وهي معمرة من تشيلمسفورد بإنجلترا، قالت في مقابلة حديثة مع شبكة «بي بي سي» البريطانية، في عيد ميلادها الـ105، إنها تعزو حياتها الطويلة والصحية إلى اليوغا، إلى جانب تفاؤلها وتقديرها للأشياء الصغيرة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أحد أشهر معلمي اليوغا، وهو بي كيه إس أيينجار، كان قد قيل له في طفولته إنه لن يعيش سوى بضع سنوات بعد إصابته بالملاريا والتيفوئيد والسل في وقت واحد. ثم اكتشف اليوغا وبدأ في ممارستها لمدة عشر ساعات في اليوم. ولم ينجُ من مرضه لبضع سنوات فحسب، بل عاش حتى بلغ الخامسة والتسعين من عمره.


مقالات ذات صلة

نظام غذائي يقلل من خطر الوفاة المبكرة

يوميات الشرق يركز النظام الغذائي على الخضراوات النباتية مع كمية متواضعة من اللحوم والطيور والألبان (جامعة كاليفورنيا - ديفيس)

نظام غذائي يقلل من خطر الوفاة المبكرة

وجدت دراسة جديدة أن النظام الغذائي الصحي الذي يركز على الأطعمة النباتية غير المصنعة يمكن أن يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 30 في المائة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق يتسبب جزيء الكولسترول الضار في تراكم الرواسب الدهنية بجدران الشرايين القلبية (جورجيا تك)

تقنية متطورة تفسر علاقة الكولسترول بالنوبات القلبية

توصل باحثو المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة إلى اكتشاف مهم يسمح للباحثين للمرة الأولى برؤية كيف يتراكم الكولسترول «الضار».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الهوس بالطعام الصحي قد يؤدي إلى اضطرابات الأكل والأمراض العقلية (أ.ف.ب)

هوسك بالأكل الصحي قد يصيبك بالأمراض العقلية

حذر مجموعة من الباحثين من أن الهوس بالأكل الصحي قد يؤدي إلى اضطرابات الأكل والأمراض العقلية.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
صحتك يمكن أن يتسبب تلف الدماغ في إدمان المرضى للنكات السخيفة أو الطفولية (رويترز)

«متلازمة ويتزلسوكت»... تلف للدماغ يتسبب في إدمان النكات السخيفة

يمكن أن يتسبب تلف الدماغ في حدوث تغييرات كبيرة في الشخصية، وفي بعض الحالات النادرة قد يتسبب في إدمان المرضى للنكات السخيفة أو الطفولية

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك قد يكون النوم صعباً في الشتاء لأن قلة التعرض لأشعة الشمس يؤثر في ساعتك البيولوجية (أ.ف.ب)

وجبات خفيفة تتناولها مساءً حين يصيبك الأرق

يمكن أن تساعدك بعض الوجبات الخفيفة قبل النوم أيضاً على الحصول على قسط من النوم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

كيف نبطئ إحساسنا بتسارع السنوات مع تقدمنا ​​في العمر؟

 إدراكنا لمدى سرعة مرور الوقت يتسارع حقًا مع تقدمنا ​​​​في العمر (رويترز)
إدراكنا لمدى سرعة مرور الوقت يتسارع حقًا مع تقدمنا ​​​​في العمر (رويترز)
TT

كيف نبطئ إحساسنا بتسارع السنوات مع تقدمنا ​​في العمر؟

 إدراكنا لمدى سرعة مرور الوقت يتسارع حقًا مع تقدمنا ​​​​في العمر (رويترز)
إدراكنا لمدى سرعة مرور الوقت يتسارع حقًا مع تقدمنا ​​​​في العمر (رويترز)

مع بداية العام الجديد، قد يشعر البعض بسرعة مرور العام الماضي. وتُظهر الأبحاث باستمرار أن إدراكنا لمدى سرعة مرور الوقت يتزايد بالفعل مع تقدمنا ​​​​في العمر.

ووفقاً لدراسة حديثة أجرتها جامعة «ليفربول جون مورس» البريطانية، فقد شعر الغالبية العظمى من الناس في بريطانيا بأن أعياد الميلاد جاءت بشكل أسرع هذا العام.

ويقول أدريان بيغان، أستاذ الهندسة الميكانيكية مؤلف كتاب «الوقت والجمال: لماذا يمر الوقت ولا يموت الجمال أبداً»: «الوقت الذي تدركه ليس هو نفسه الوقت الذي يدركه شخص آخر؛ فالوقت المادي ليس وقت العقل»، وفقاً لما ذكره تقرير لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية.

أدمغتنا كتاب مصوَّر

ويشرح بيغان: «يتلقى الدماغ عدداً أقل من الصور مما تم تدريبه على تلقيه عندما كان صغيراً».

ويفترض أن معدل معالجة المعلومات البصرية يتباطأ مع تقدمنا ​​في العمر، ومع زيادة حجم شبكات الخلايا العصبية في أدمغتنا وتعقيدها، يجب أن تقطع الإشارات الكهربائية مسافات أكبر، مما يؤدي إلى معالجة الإشارات بشكل أبطأ. والنتيجة أننا ندرك عدداً أقل من «الإطارات في الثانية»، مع تقدّمنا ​​في السن. وبالتالي نشعر بأن الوقت يمر بشكل أسرع. إنه مثل كتاب مصور؛ كلما كان عدد الصور أقل، تمكنت من الوصول إلى النهاية بشكل أسرع».

ويضيف: «غالباً ما يندهش الناس من مدى ما يتذكرونه من أيام بدت وكأنها تدوم إلى الأبد في شبابهم؛ ليس الأمر أن تجاربهم كانت أعمق أو أكثر أهمية، بل إنها كانت تتم معالجتها بسرعة كبيرة».

ومن بين الأسباب الأخرى التي تجعلنا نشعر بأن الوقت أصبح أطول عندما نكون أصغر سناً أن الدماغ مبرمج على التمسك بالتجارب الجديدة، كما يقول بيغان، وعندما نكون صغاراً، نخوض تجارب جديدة طوال الوقت.

ويشير إلى أنه كلما تقدمنا ​​في العمر، زادت احتمالية أن نكتسب خبرات جديدة أقل فأقل مع كل عام يمر. ويرجع هذا جزئياً إلى أنه كلما زادت خبراتنا، قَلَّ ما نملك من خبرات جديدة. لكن جزءاً من هذا يرجع إلى الطبيعة البشرية؛ فمع تقدمنا ​​في العمر، قد نصبح عالقين بشكل متزايد في عادات قديمة، ونشعر بالراحة المفرطة مع المألوف، وغير راغبين في متابعة الجديد أو تحدي أنفسنا للدخول إلى المجهول. حتى تجربة طعام جديد قد تبدو وكأنها جسر بعيد جداً.

لكن إذا كنا نفعل نفس الأشياء أسبوعاً بعد أسبوع، فإننا لا نقدم لأدمغتنا أي شيء مثير أو ملحوظ للتعلق به.

ومع قلة الذكريات الجديدة، تمتزج الأسابيع مع الأشهر، وتمتزج مع السنوات، مع القليل من التمييز بينها.

تغيير الروتين

وفقاً لسيندي لوستيج، أستاذة علم النفس بجامعة ميشيغان، يقول إنه، وعلى العكس من ذلك؛ عندما نتذكر فترة مليئة بالأحداث «فإنها تجعلنا نشعر وكأن الوقت يمتد... ويبدو طويلاً للغاية».

وقال إن الروتين هو العدو الذي يمنعك من توسيع وقتك؛ لذا فإن تغيير الأمور، سواء كان مجرد السير في طريق جديد إلى المتجر، أو ممارسة هواية جديدة، أو الاستماع إلى نوع مختلف من الموسيقى، قد يكون المفتاح لإطالة كل عام، بدلاً من النظر إلى الوراء بضبابية متزايدة.

ويقول بيغان: «أبطئ قليلاً، وأجبر نفسك على القيام بأشياء جديدة للابتعاد عن الروتين»، مضيفاً: «دلِّل نفسك بالمفاجآت. افعل أشياء غير عادية، اسأل مَن حولك: هل سمعت نكتة جيدة؟ أخبرني! هل لديك فكرة جديدة؟ افعل شيئاً. اصنع شيئاً. قل شيئاً».

ويوصي بيغان بأن التفكير المستمر في أخطاء الماضي أو القلق بشأن المشاكل المحتملة في المستقبل يضمن لك تفويت أهم جزء من حياتك يحدث الآن! وقال إن «ضمان قضاء جزء من العيش في اللحظة الحالية والوجود عمداً في الحاضر، أمر أساسي للعيش لأطول فترة ممكنة في الوقت الذي لدينا».

وأضاف: «لا أحد منا يعرف مقدار الوقت الذي لدينا، ولكن من المثير للاهتمام أننا نملك في الواقع قدراً كبيراً من السيطرة على كيفية تجربتنا لهذا الوقت».