دواء لعلاج ضغط الدم يخفف رعاش مرضى «باركنسون»

الرعاش الذي يصيب عادة اليدين والأطراف من أبرز أعراض مرض «باركنسون» (جامعة فلوريدا)
الرعاش الذي يصيب عادة اليدين والأطراف من أبرز أعراض مرض «باركنسون» (جامعة فلوريدا)
TT

دواء لعلاج ضغط الدم يخفف رعاش مرضى «باركنسون»

الرعاش الذي يصيب عادة اليدين والأطراف من أبرز أعراض مرض «باركنسون» (جامعة فلوريدا)
الرعاش الذي يصيب عادة اليدين والأطراف من أبرز أعراض مرض «باركنسون» (جامعة فلوريدا)

كشفت دراسة أجراها باحثون في المركز الطبي لجامعة رادبود في هولندا، عن فاعلية عقار «بروبرانولول»، المعروف لعلاج ضغط الدم، في تقليل الرعاش لدى مرضى «باركنسون»، بما في ذلك خلال التوتر.

وأوضح الباحثون أن الدواء يوفر خياراً إضافياً لعلاج الرعاش في حالات مرضى «باركنسون»، الذين لا يستجيبون للعلاج التقليدي، وقد نُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «Annals of Neurology».

ويعد مرض «باركنسون»، المعروف أيضاً بـ«الشلل الرعاش»، اضطراباً عصبيّاً تدريجيّاً يؤثر بشكل رئيسي في الحركة؛ نتيجة لتدمير الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في الدماغ؛ ما يسبب صعوبةً في التحكم بالحركة.

ومن أبرزِ أعراضِ المرضِ، الرعاشُ الذي يصيب عادة اليدين والأطراف، بالإضافة إلى صعوبةٍ في المشي والتوازن، وتيبس العضلات. ورغم أن العلاجات الحالية المعتمدة - مثل «ليفودوبا (Levodopa)» - تساعد على تخفيف الأعراض، فإنها قد تصبح أقل فاعلية مع مرور الوقت، أو في بعض الحالات الخاصة.

وأجرى الفريق دراسته لرصد فاعلية عقار «بروبرانولول (Propranolol)» المعتمد لعلاج ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب، في تقليل الرعاش لدى مرضى «باركنسون».

وراقب الباحثون 27 مريضاً يعانون من الرعاش، حيث تم إعطاؤهم «بروبرانولول» في يوم، ودواء وهمياً في يوم آخر، مع قياس نشاط الدماغ باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي خلال فترات الراحة، والتوتر الناتج عن إجراء حسابات رياضية صعبة.

وأظهرت النتائج أن «بروبرانولول» يخفِّف من شدة الرعاش سواء خلال الراحة أو تحت التوتر. كما أظهرت صور الرنين المغناطيسي أن «بروبرانولول» يقلل نشاط الدائرة الدماغية المسؤولة عن الرعاش، مما يشير إلى تأثيره المباشر في مسارات الحركة في الدماغ.

وأثبتت الدراسة أن هرمون التوتر «نورأدرينالين» يعمل على زيادة شدة الرعاش في منطقة الحركة بالدماغ، بينما يقوم «بروبرانولول» بتثبيط هذا التأثير، مما يخفف من الأعراض.

ورغم أن دواء «ليفودوبا» يظل العلاج الأكثر فاعلية لمرض «باركنسون»، فإن نحو 40 في المائة من المرضى لا يستجيبون للرعاش بشكل جيد له؛ ما يجعل «بروبرانولول» بديلاً محتملاً، مع مراعاة الآثار الجانبية المحتملة لهذا الدواء مثل انخفاض ضغط الدم، وفق الفريق.

وأشار الباحثون إلى أن النظام العصبي المرتبط بالتوتر قد يكون نشطاً أحياناً لدى مرضى «باركنسون» حتى في أثناء الراحة؛ مما يؤدي إلى تقلبات عشوائية في شدة الرعاش.

ويعمل الفريق البحثي حالياً على دراسة تغييرات نمط الحياة التي قد تفيد مرضى «باركنسون»، مثل تقنيات الاسترخاء واليقظة العقلية لتقليل تأثير التوتر على الرعاش.


مقالات ذات صلة

سماعة طبية جديدة قد تحدث ثورة في علاج أمراض القلب

يوميات الشرق تشهد التقنيات الطبية القابلة للارتداء تطوراً كبيراً (جامعة جنوب أستراليا)

سماعة طبية جديدة قد تحدث ثورة في علاج أمراض القلب

كشف باحثون من جامعة «سيتي هونغ كونغ» في الصين، عن سماعة طبية تعد الأحدث ضمن «أجهزة استشعار صوت القلب القابلة للارتداء».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق وجد الباحثان أن عدد الإخوة والأخوات الذين يكبر الشخص معهم يؤثر أيضاً على شخصيته (جامعة بروك)

الطفل الأوسط أكثر صدقاً وتعاوناً

توصّل اثنان من علماء النفس إلى أدلة تشير إلى أن الطفل الأوسط الذي يكبر مع أشقاء متعددين يميل إلى أن يكون أكثر صدقاً وتعاوناً من الأطفال الذين يكبرون دون أشقاء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

كيف يؤثر سكر الدم على صحة الدماغ؟

تحدث الدكتور أوستن بيرلموتر، أستاذ الطب الباطني في جامعة ميامي، مع موقع «سايكولوجي توداي»، عن كيفية تأثير سكر الدم على صحة الدماغ والمشاكل التي يسببها للمخ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تقليل الوجبات بواقع 500 سُعر حراري يومياً هو بداية جيدة لإنقاص الوزن (رويترز)

إنقاص 500 سُعر حراري خلال اليوم يساعد في خفض الوزن

أكد باحثون في الولايات المتحدة أن تقليل حجم الوجبات الغذائية التي يتناولها الشخص كل يوم هو المفتاح الرئيس لإنقاص الوزن بشكل عام

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

أطباء يحددون كمية الفاكهة التي يفضل تناولها للتمتع بصحة جيدة

الفاكهة مهمة للصحة (رويترز)
الفاكهة مهمة للصحة (رويترز)
TT

أطباء يحددون كمية الفاكهة التي يفضل تناولها للتمتع بصحة جيدة

الفاكهة مهمة للصحة (رويترز)
الفاكهة مهمة للصحة (رويترز)

استشهدت صحيفة نيويورك بوست الأميركية بمَثل قديم يقول إن تناول تفاحة في اليوم يغنيك عن زيارة الطبيب، وذلك تعليقاً على إعلان أطباء الكمية التي يفضَّل تناولها من الفاكهة لتحسين الصحة.

وذكرت أنه على مدار عقد، قام باحثون من مستشفى يانغتسي في الصين، بتتبع 2184 رجلاً وامرأة في منتصف العمر يعانون ارتفاع ضغط الدم.

ونشر الفريق، في مجلة «Frontiers in Nutrition»، أن أولئك الذين تناولوا ثلاث إلى أربع تفاحات في الأسبوع كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 39 في المائة من أولئك الذين لم يتناولوا التفاح، أو تناولوا أقل من تفاحة واحدة في الشهر.

الفاكهة والخضراوات مهمة لأنها غنية بكثير من الفيتامينات المتنوعة (رويترز)

كذلك وجد العلماء أن تناول الفاكهة ثلاث مرات إلى ست مرات في الأسبوع يقلل خطر الوفاة المبكرة بنسبة تقل قليلاً عن 30 في المائة.

وقالت الصحيفة إن ويل بولسيويتش، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي ومؤلف كتاب «The Fiber Fueled Cookbook» الأكثر مبيعاً في «نيويورك تايمز»، سبق أن أوضح فوائد التفاح، حيث قال إن التفاح مصدر رائع للألياف، حيث تحتوي التفاحة متوسطة الحجم على نحو 4.4 غرام من الألياف، وكمية «مجنونة» من المواد الكيميائية التي يمكن أن تساعد في منع الأمراض المزمنة.

وذكر أن التفاح ذا القشور الحمراء أو الأرجوانية الداكنة، مثل التفاح الأحمر، غالباً ما يحتوي على مستويات أعلى من مضادات الأكسدة، مقارنة بالتفاح ذي القشور فاتحة اللون.

ووجدت دراسة سابقة أن النساء اللاتي تناولن تفاحة واحدة أو أكثر، يومياً، كان لديهن خطر أقل بنسبة 28 في المائة للإصابة بمرض السكري من النوع 2، مقارنة بمن لم يتناولن أياً منها.

التفاح بشكل عام مصدر رائع للألياف الغذائية والفيتامينات ومضادات الأكسدة (رويترز)

ولفتت الدراسة إلى فوائد الموز؛ حيث يحتوي على 12 في المائة من القيمة اليومية المطلوبة من فيتامين سي، و10 في المائة من القيمة اليومية للبوتاسيوم، و8 في المائة من القيمة اليومية للمغنسيوم وهو مصدر ممتاز للبوتاسيوم، الذي يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم وتقليل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وأيضاً مصدر للدوبامين وكاتيشين، اللذين يمكن أن يمنعا الإجهاد الذي يسبب الشيخوخة.

وتوصي جمعية القلب الأميركية بتناول الفاكهة والخضراوات من أربع إلى خمس مرات يومياً.