4 تمارين قد تقلل من خطر الإصابة بالخرف

سيدة مصابة بالخرف (رويترز)
سيدة مصابة بالخرف (رويترز)
TT

4 تمارين قد تقلل من خطر الإصابة بالخرف

سيدة مصابة بالخرف (رويترز)
سيدة مصابة بالخرف (رويترز)

كشفت دراسة نُشرت مؤخراً أن ممارسة التمارين الرياضية بشكل متكرر تمنحك الحماية من الخرف.

فبعد متابعة أكثر من 10 آلاف مشارك في الخمسينات من العمر لمدة 16 عاماً، حدد الباحثون في جامعة الأنديز في كولومبيا أن أولئك الذين يمارسون الرياضة بانتظام كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 10 في المائة بحلول السبعينات من العمر مقارنة بأولئك الذين لم يمارسوا الرياضة على الإطلاق.

ووفقاً لصحيفة «التلغراف» البريطانية، كانت هذه الدراسة هي الأولى التي تتبع الأشخاص على مدار عقود من الزمن لتقييم التأثير الذي يمكن أن يحدثه النشاط البدني على صحتهم العقلية. لكن الخبر الجيد هو أن كمية التمارين الرياضية اللازمة لجني هذه الفوائد ربما تكون أقل كثيراً مما تظن.

ويقول الدكتور غاري أودونوفان، الباحث البريطاني الذي قاد الدراسة: «لقد تبين أن أي شخص يمارس الرياضة مرة أو مرتين على الأقل في الأسبوع لديه هذا الانخفاض في المخاطر».

كما أشار إلى أن أولئك الذين يمارسون الرياضة فقط خلال عطلة نهاية الأسبوع، يستفيدون بنفس القدر الذي يستفيد به الأشخاص الذين يمارسون الرياضة يومياً.

وأكد أن ممارسة التمارين الرياضية ولو بمستويات بسيطة أفضل بكثير لعقلك من عدم ممارستها على الإطلاق، لافتاً إلى أنه يجب على الناس «العثور على نشاط يستمتعون به ويمكنهم الالتزام به».

كيف تؤثر الرياضة على الخرف؟

يقول الدكتور أودونوفان: «ببساطة، فإن التمارين الرياضية مفيدة لصحة دماغك؛ لأنها تعمل على تحسين كيمياء دماغك وحجمه ووظيفته، وكلها مرتبطة بخطر إصابتك بالخرف في وقت لاحق من الحياة».

وتقول ديفي سريدهار، أستاذة الصحة العامة العالمية في جامعة إدنبره: «عندما تمارس الرياضة، تطلق عضلاتك بروتينات صغيرة ومواد كيميائية أخرى تنتقل إلى دماغك وتساعد في الحفاظ على مادة الدماغ التي تميل إلى التدهور مع تقدم العمر».

وتوضح: «هذا ما يسمى بالتفاعل بين الدماغ والعضلات؛ إذ يتواصل الدماغ مع عضلاتك بطريقة معقدة».

وفي الوقت نفسه، تزيد التمارين الرياضية من تدفق الدم والأكسجين إلى دماغك، مما يساعده على الاحتفاظ بحجمه مع التقدم في السن. كما يرتبط التمرين المنتظم بتحسن الحالة المزاجية والنوم، فضلاً عن انخفاض ضغط الدم، ويساعدك على الحفاظ على وزن صحي. وقد ثبت أن التوتر والاكتئاب ونقص النوم المزمن وزيادة الوزن... كلها عوامل تزيد من خطر الإصابة بالخرف.

تمارين قد تقلل من خطر الإصابة بالخرف

1- التمارين الهوائية: ساعة أو ساعتين في الأسبوع

التمارين الهوائية أو تمارين «الكارديو»، كما يطلق عليها غالباً، هي تلك التي تحفز معدَّل ضربات القلب والغُدد العرقية، ومن بينها الجري والسباحة والقفز وركوب الدراجات.

ويقول الباحثون إن ممارسة هذه التمارين لمدة 30 إلى 60 دقيقة في الأسبوع هي فترة كافية لتقليل خطر الإصابة بالخرف.

وتقول سريدهار: «أود أن أشجع الناس على التفكير فيما يمكنهم القيام به في الأسبوع ككل، بدلاً مما يمكنهم القيام به كل يوم. يعيش معظمنا حياة مزدحمة، والقيام بقدر كافٍ من التمارين الرياضية باستمرار أمر بالغ الأهمية».

2- اليوغا أو البيلاتس أو «التاي تشي»: حصة واحدة في عطلة نهاية الأسبوع

يمكن أن تكون اليوغا شكلاً من أشكال التمارين الرياضية الواقية من الخرف لدى النساء بشكل خاص.

ووجدت دراسة أُجريت عام 2022 أن دورة يوغا مدتها 12 أسبوعاً تحمي أدمغة النساء من ضمور المادة الرمادية، وهي جزء أساسي مما يتغير في الدماغ عندما يصاب شخص ما بالخرف.

ومن ناحية أخرى، ثبت أن تمارين البيلاتس وفن القتال الصيني «التاي تشي» يحميان من الخرف عن طريق تقليل التوتر والقلق وتحسين الحالة المزاجية، كما يعمل «التاي تشي» أيضاً على تحسين الوظائف الإدراكية والمهارات مثل إدارة الوقت واتخاذ القرار لدى كبار السن المعرضين لخطر الخرف.

وعلاوة على ذلك، تعمل الممارسات الثلاث على تعزيز المرونة، والتي يمكن أن تمنع أو تخفف من الألم المزمن، والذي ارتبط ارتباطاً وثيقاً بتطور الخرف.

3- المشي 4000 خطوة أو 40 دقيقة يومياً

لقد اعتدنا سماع أن 10 آلاف خطوة يومياً هي الحد الأدنى الذي نحتاجه للصحة البدنية والعقلية. ووجدت دراسة أُجريت عام 2022 أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و79 عاماً والذين يمشون ما لا يقل عن 9800 خطوة يومياً كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنحو النصف مقارنة بأولئك الذين يمشون قليلاً جداً. لكن الدراسة وجدت أيضاً أن أولئك الذين يمشون أقل بقليل من 4000 خطوة يومياً كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 25 في المائة.

وأشارت دراسة أخرى من كلية لندن للاقتصاد، نُشرت العام الماضي، إلى أن «خمسة إلى ستة آلاف خطوة يومياً تكفي للوقاية من الخرف».

4- رفع الأثقال: 45 دقيقة مرتين في الأسبوع

ركزت معظم الأبحاث حول تأثيرات التمارين الرياضية على خطر الإصابة بالخرف، على التمارين الهوائية.

وفي حين لا يُعرف الكثير عن تأثيرات تمارين القوة على خطر الإصابة بالخرف، فقد اقترحت بعض الأبحاث أن رفع الأثقال يمكن أن يكون وقائياً بشكل خاص لكبار السن المعرضين لخطر الإصابة بالمرض.

ووجدت دراسة أُجريت عام 2020، من جامعة سيدني في أستراليا، أن ستة أشهر من رفع الأثقال يمكن أن تبطئ أو حتى توقف التنكس في مناطق الدماغ المرتبطة بالخرف.


مقالات ذات صلة

تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

صحتك تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

كشفت دراسة حديثة أن استهداف العصب الذي غالباً ما يكون مبهماً يؤدي إلى تحسين معدل نجاح العلاج بالتبريد والعلاج بالترددات الراديوية لالتهاب الأنف المزمن.

صحتك هل يمكن الوقاية من النوع الأول للسكري؟

هل يمكن الوقاية من النوع الأول للسكري؟

من المعروف أن مرض السكري من النوع الأول يُعد أشهر مرض مزمن في فترة الطفولة. لكن يمكن حدوثه في أي فترة عمرية.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 5 أعضاء مستهدفة بالضرر لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم

5 أعضاء مستهدفة بالضرر لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم

إحدى الحقائق التي يجدر ألّا تغيب بأي حال من الأحوال عن مرضى ارتفاع ضغط الدم، هي أن المشكلة الرئيسية طويلة الأمد لارتفاع ضغط الدم

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك جهاز قياس مستوى السكر بالقرب من أنواع الغذاء الصحي (غيتي)

المخاطر الخفية لـ«ما قبل السكري»

يعاني نحو 98 مليون أميركي -أكثر من واحد من كل ثلاثة- من حالة «ما قبل السكري» (مقدمات السكري - prediabetes)

ماثيو سولان (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك الدكتور هاني جوخدار وكيل وزارة الصحة لـ«الصحة العامة» في السعودية (الشرق الأوسط)

السعودية تدفع لتنفيذ منهجية موحدة لـ«مقاومة مضادات الميكروبات» في العالم

كشف المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات تحت شعار «من الإعلان إلى التنفيذ»، عن تأثير مقاومة «الوباء الصامت» على الاقتصاد.

إبراهيم القرشي (جدة)

السموم... مورد الطبيعة المخفي لعلاج الأمراض وتطوير الأدوية

علبة من دواء «أوزيمبيك» (رويترز)
علبة من دواء «أوزيمبيك» (رويترز)
TT

السموم... مورد الطبيعة المخفي لعلاج الأمراض وتطوير الأدوية

علبة من دواء «أوزيمبيك» (رويترز)
علبة من دواء «أوزيمبيك» (رويترز)

أصبحت سموم الحيوانات أحد المفاتيح الرئيسية لاكتشاف علاجات طبية جديدة، متجاوزة الحدود التقليدية للعلوم والأبحاث. فقد أدّى اكتشاف السموم الموجودة في حيوانات، مثل: سحالي جيلا، وثعابين الكوبرا، وقواقع المخروط، إلى ثورة في مجال الأدوية، خصوصاً في معالجة أمراض، مثل: السكري، والسمنة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك».

ففي ثمانينات القرن الماضي، بدأ الطبيب الشاب جان بيار روفمان رحلة علمية غير متوقعة بدرس سموم الحيوانات في مختبر أمراض الجهاز الهضمي التابع للمعهد الوطني للصحة. ومن خلال التعاون مع الكيميائي جون بيسانو، توصل إلى اكتشاف مذهل عن سم سحالي جيلا -وهي نوع من السحالي الصحراوية التي تعيش في أميركا الشمالية- الذي أظهر نتائج واعدة لعلاج مرض السكري. هذا السم يحتوي على جزيء يُدعى «إكسيندين - 4»، الذي يعمل مثيلاً طبيعياً لهرمون «GLP - 1»، وهو هرمون يحفّز إنتاج الإنسولين في الجسم.

أدى هذا الاكتشاف إلى تطوير عقار «بييتا» الذي حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء عام 2005 لعلاج مرض السكري من النوع الثاني. وفي السنوات التي تلت ذلك، لاحظ الأطباء أن المرضى الذين يستخدمون «بييتا» يفقدون الوزن؛ مما أُلهم لتطوير أدوية مثل: «أوزيمبيك» و«ويغوفي» اللذين حققا نجاحاً كبيراً في خفض الوزن.

لم يكن سم سحالي جيلا وحده محور الاهتمام، فقد استخدم العلماء سم أفعى برازيلية في الستينات لتطوير عقار «كابتوبريل» لخفض ضغط الدم، واستُخدم سم قواقع المخروط في تسكين الآلام الشديدة من خلال عقار «زايكونوتايد» الذي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء في 2004.

يصف العلماء السموم بأنها الجيش السويسري للطبيعة؛ حيث تحتوي على «بيبتيدات» وأحماض أمينية دقيقة يمكنها التأثير بدقة في مستقبلات الخلايا. وبفضل التقدم التكنولوجي، يمكن استخراج هذه السموم ودراستها بكميات قليلة جداً؛ مما يوفّر قاعدة بيانات ضخمة لجزيئات قد تصبح أساساً لأدوية جديدة.

ولكن مع كل هذا التطور، لا تزال هناك تحديات بيئية كبيرة تواجه الباحثين. التغير المناخي والتدمير البيئي يهددان وجود بعض الأنواع السامة، مثل قواقع المخروط التي تعتمد عليها الأبحاث الطبية؛ مما يجعل العثور على هذه الكائنات والحفاظ على تنوعها البيولوجي ضرورة ملحة لتحقيق اكتشافات مستقبلية.

وختم التقرير بقوله، إن السموم توفّر إمكانات هائلة لتطوير علاجات جديدة، ويعد الباحثون أن فهم هذه الموارد الطبيعية النادرة ليس فقط مفتاحاً لتحسين الصحة البشرية، بل إنه تذكير بأهمية حماية البيئة التي توفّر هذه الاكتشافات الثمينة.