كيف نتخلص من صرير الأسنان؟

حَقْن البوتوكس قد يكون مفيداً جداً لبعض الذين يعانون من صرير الأسنان (أرشيفية - رويترز)
حَقْن البوتوكس قد يكون مفيداً جداً لبعض الذين يعانون من صرير الأسنان (أرشيفية - رويترز)
TT

كيف نتخلص من صرير الأسنان؟

حَقْن البوتوكس قد يكون مفيداً جداً لبعض الذين يعانون من صرير الأسنان (أرشيفية - رويترز)
حَقْن البوتوكس قد يكون مفيداً جداً لبعض الذين يعانون من صرير الأسنان (أرشيفية - رويترز)

الفك المؤلم والأسنان المتهالكة والصداع الغامض كلها علامات دالة على صرير الأسنان، وهي مشكلة تؤثر في نحو واحد من كل 10 أشخاص في المملكة المتحدة في أثناء النوم. ووفق تقرير نشرته صحيفة «التليغراف»، فإن كثيراً من الناس لا يدركون أنهم يفعلون ذلك، حتى يذكِّرهم طبيب الأسنان بذلك خلال موعد روتيني، أو يشير شريكهم في الفراش إلى الأصوات الصادرة من الفم.

إليكم أسباب صرير الأسنان في أثناء الليل وكيفية التقليل من الضرر الذي يلحق بالأسنان:

ما صرير الأسنان؟

يتخذ صرير الأسنان عدة أشكال مختلفة، أحدها هو «صرير الأسنان العلوية والسفلية معاً»، كما تقول الدكتورة أديتي ديساي، طبيبة أسنان النوم ورئيسة الجمعية البريطانية لطب الأسنان والنوم.

وتضيف: «هناك أيضاً صرير الأسنان، حيث تكون أسنانك ثابتة ومثبتة معاً في الفك، والتي لها أسباب مختلفة، أحدها الإجهاد، ويمكن أن يحدث في النهار أو في الليل». يمكن أن يكون لصرير الأسنان أسباب وراثية أيضاً.

وفقاً للدكتورة ديساي، يمكن لبعض اضطرابات النوم مثل انقطاع النفس الانسدادي في أثناء النوم، أو حركة الأطراف الدورية أو الارتجاع المعدي أن تسبب أيضاً نشاطاً لعضلات الفك وتؤدي إلى صرير الأسنان خلال النوم.

يقول الدكتور توم كروفورد كلارك، مؤسس «Luceo dental»، إن صرير الأسنان هو « عملية الضغط ولكن أيضاً تحريك الأسنان إلى اليسار واليمين والأمام والخلف». يؤثر صرير الأسنان المزمن أو المنتظم بشكل شائع على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و44 عاماً، ولكن الكثير منا يصرون أو يصرون بأسنانهم أحياناً.

ما أسباب صرير الأسنان؟

يقول الدكتور كلارك إن السبب الأكثر شيوعاً لصرير الأسنان هو الإجهاد. ويضيف: «معظم المرضى الذين أراهم هم من المهنيين الشباب الذين يعملون في وسط لندن في وظائف مرهقة للغاية».

وتقول الدكتورة ديساي إن اضطرابات النوم الأخرى مثل انقطاع النفس خلال النوم -حيث يتوقف التنفس ويبدأ في أثناء النوم- يمكن أن تسبب أيضاً صرير الأسنان «لأن هذا يمكن أن يحدث عندما يحاول الجسم فتح مجاري الهواء».

يسبِّب بعض مضادات الاكتئاب الحديثة من نوع «SSRI» صرير الأسنان لنحو ربع الأشخاص الذين يتناولونها. تقول الدكتورة ديساي: «لن أنصح الأشخاص أبداً بالتوقف عن تناول مضادات الاكتئاب لأنهم يطحنون أسنانهم. بدلاً من ذلك، من الأفضل بكثير أن تنظر في كيفية إدارة الأعراض وتقليل صرير الأسنان».

كيف نوقف صرير الأسنان؟

1- الاسترخاء قبل النوم

تقول الدكتورة ديساي: «أي شيء يساعد على إبعاد العقل عن التوتر من شأنه أن يساعد على الحد من الضرر الناتج عن صرير الأسنان. التأمل والتنفس العميق قبل النوم، وممارسة اليوغا في النهار، كلها أشياء يمكن أن تساعد على تعزيز الاسترخاء». يقول الدكتور كروفورد كلارك: «حاول أن تقلِّل من عوامل التشتيت قبل النوم، لذا تجنب إرسال رسائل البريد الإلكتروني من المنزل قبل أن تنام أو البقاء مستيقظاً حتى وقت متأخر لمشاهدة مقاطع الفيديو على هاتفك، لتقليل التوتر».

2- تجنَّبْ المنشطات

يستهلك معظمنا أنواعاً مختلفة من المنشطات كل يوم. يقول الدكتور كلارك إن «الكافيين الموجود في القهوة والشاي يمكن أن يجعلك تطحن وتشد أسنانك أكثر». وفي الوقت نفسه، «قد يجعلك النيكوتين الموجود في التدخين أكثر انفعالاً» ويزيد من احتمالية طحن أسنانك.

وتقول الدكتورة ديساي إن الأدوية مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية يمكن أن «تحفز» صرير الأسنان في المقام الأول، ويمكن أن يؤدي كل من الشرب والتدخين إلى تفاقم المشكلة.

3- الحصول على واقي فم جيد

يمكن أن يمنع واقي الفم الذي يغطي الأسنان، من التلف الناتج عن صرير الأسنان في الليل -ولكن فقط إذا اخترت الواقي المناسب. بدلاً من التسرع في شراء واقي الفم عبر الإنترنت، احصل على واقي فم مناسب من إخصائي، وقم بذلك بعد التحدث إلى طبيب أسنان متخصص في النوم أيضاً. يقول الدكتور كلارك: «يمكن أن تكون واقيات الفم مفيدة للغاية لأنها تحمي أسنانك من الصرير». وتشير الدكتورة ديساي إلى أن واقي الفم «يمكن أن يثبت الفك ويمنع تلف الأسنان وعضلات الفك»، ولكن إذا كنت تعاني من انقطاع النفس في أثناء النوم أو حالة أخرى «فإن واقي الفم البسيط يمكن أن يجعل اضطراب النوم أسوأ»، أو حتى يتسبب في حدوثه.

4- عدم مضغ العلكة

إذا كنت تطحن أسنانك، فمن الأفضل تجنب مضغ العلكة، وتقول الدكتورة ديساي: «من غير الجيد عموماً مضغها بشكل منتظم. إنها تُلحق الضرر بالمفصل في الفك، وتصبح عادةً». هناك أيضاً بعض الأدلة على أن المضغ المعتاد في أثناء النهار يمكن أن يتسبب في تحرك الفك أكثر في الليل. يضيف الدكتور كلارك: «من المهم بشكل خاص التوقف عن مضغ العلكة إذا كنت تطحن أسنانك لفترة طويلة، حيث إن أسنانك سوف تتآكل، وبالتالي فإن المضغ المتكرر قد يؤدي إلى مزيد من الضرر». ويضيف: «الأسنان مصمَّمة فقط للالتقاء معاً لمدة 15 إلى 30 دقيقة يومياً، في أثناء تناول الطعام. ومضغ العلكة يزيد من هذا ويسبب احتمالية حدوث مشكلات».

5- حَقْن البوتوكس

حَقْن البوتوكس في العضلة الموجودة في الجزء الخلفي من الفك كان مفيداً جداً لبعض مرضى الدكتورة ديساي. وتقول: «أقترح ذلك عندما يعاني المرضى من صرير الأسنان بشكل منهجي حقاً، ويشعرون بكثير من الانزعاج، مع نمو عضلات المضغ لديهم بشكل مفرط، ويمكن للبوتوكس تخفيف هذه الأعراض». ويوصي الدكتورة كروفورد كلارك أيضاً بهذا العلاج.


مقالات ذات صلة

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

صحتك المكسرات أطعمة غنية بالطاقة وبالعناصر الغذائية والمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة (أرشيفية - رويترز)

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

وجدت دراسة أجريت على أكثر من 50 ألف مشارك في المملكة المتحدة أن الأشخاص الذين يتناولون حفنة من المكسرات كل يوم قد يخفضون من خطر الإصابة بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك معاناة الأطفال من الربو تؤثر في ذاكرتهم على المدى الطويل (رويترز)

دراسة: الربو عند الأطفال يزيد فرص إصابتهم بالخرف في الكبر

ربطت دراسة جديدة بين معاناة الأطفال من الربو وخطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك السمنة هي مشكلة تنتشر بصورة متزايدة ولها تأثير ضار في الصحة وسلامة الجسم (أرشيفية - أ.ف.ب)

دراسة: جزيئات الخلايا المناعية قد توفّر علاجاً للسمنة

توصل باحثون من آيرلندا أن أحد جزيئات الخلايا المناعية تؤدي دوراً تنظيمياً في عملية اختزان الدهون.

«الشرق الأوسط» (دبلن)
صحتك مزارع يقطف محصول فاكهة العنب من إحدى المزارع في منطقة الباحة (واس)

تجربة لاختبار مركب كيميائي في العنب الأحمر قد يقي من سرطان الأمعاء

أطلق علماء بريطانيون تجربة علمية تهدف إلى تقييم فاعلية «الريسفيراترول»، وهو مركب كيميائي موجود بالعنب الأحمر، في الوقاية من سرطان الأمعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي ولو لمدة قصيرة مساءً له فوائد صحية جمّة (رويترز)

من بينها التصدي لسرطان الأمعاء والسكري... الفوائد الصحية للمشي مساءً

كشفت مجموعة من الدراسات العلمية أن المشي ولو لمدة قصيرة مساءً، له فوائد صحية جمّة، من تحسين عملية الهضم إلى تنظيم نسبة السكر في الدم والتصدي للسرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

فيتامين «د» يخفض ضغط الدم لدى المسنين

مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)
مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)
TT

فيتامين «د» يخفض ضغط الدم لدى المسنين

مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)
مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)

أظهرت دراسة دولية أن تناول مكملات فيتامين «د» قد يساعد في خفض ضغط الدم لدى كبار السن المصابين بالسمنة.

وأوضح الباحثون أن نتائج الدراسة تقدم خياراً علاجياً آمناً وبسيطاً مقارنةً بأدوية ضغط الدم التقليدية، ونشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية «Journal of the Endocrine Society».

ويعاني كبار السن المصابون بالسمنة من ارتفاع ضغط الدم نتيجةً لتأثير الوزن الزائد على صحة القلب والأوعية الدموية، حيث يزيد تراكم الدهون من الضغط على الأوعية الدموية ويؤدي إلى زيادة المقاومة التي يواجهها الدم في أثناء تدفقه.

ويضع هذا الوضع عبئاً إضافياً على القلب لضخ الدم بكفاءة، ما يرفع ضغط الدم تدريجياً. كما أن السمنة قد تساهم في الالتهابات والتغيرات الهرمونية التي تزيد من مخاطر ارتفاع ضغط الدم، مما يجعل كبار السن عرضةً لمشاكل صحية أخرى مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية، وفقاً للباحثين.

ويوصي معهد الطب الأميركي بتناول 600 وحدة دولية يومياً من مكملات فيتامين «د» لعلاج نقص هذا الفيتامين، وهو أمر شائع عالمياً ويرتبط بأمراض القلب، وأمراض المناعة، والالتهابات، وحتى بعض أنواع السرطان.

وقد أظهرت دراسات سابقة ارتباط نقص فيتامين «د» بارتفاع ضغط الدم، لكن الأدلة على تأثير مكملات فيتامين «د» في خفض ضغط الدم كانت غير حاسمة.

وأجرى فريق من الباحثين من المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت، بالتعاون مع باحثين من جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية وجامعة الفيصل السعودية، دراسة شملت 221 شخصاً من كبار السن المصابين بالسمنة. وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين؛ تناولت المجموعة الأولى 600 وحدة دولية يومياً من فيتامين «د»، بينما تناولت المجموعة الثانية 3750 وحدة دولية يومياً لمدة عام كامل. وأظهرت النتائج انخفاضاً في ضغط الدم لدى المشاركين، إلا أن الجرعات العالية لم تُظهر فوائد إضافية.

وبناءً على هذه النتائج، أشار الباحثون إلى أن الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين «د» قد تكون كافيةً لتحقيق الفائدة المطلوبة دون الحاجة إلى الجرعات العالية، مما يساعد في تجنب الآثار الجانبية المحتملة للجرعات الزائدة.

وأضافوا أن هذه النتائج تقدم توجيهات جديدة للأطباء في إدارة ضغط الدم، خصوصاً لدى المرضى كبار السن المصابين بالسمنة أو الذين يعانون من نقص فيتامين «د»، ما يقلل من الحاجة لاستخدام الأدوية الخافضة للضغط، ويعزز من دور المكملات الغذائية كإجراء وقائي بسيط وفعّال.