هل يُمكن أن يساعد الكافيين أثناء الحمل في منع الشلل الدماغي للمواليد الجدد؟

نتائج تجربة مثيرة للجدل تتعارض مع نصائح الأطباء بعدم تناوله في هذه المرحلة

TT

هل يُمكن أن يساعد الكافيين أثناء الحمل في منع الشلل الدماغي للمواليد الجدد؟

على الرغم من المخاطر الكبيرة لتناول الكافيين أثناء الحمل، خصوصاً في الثلث الأخير منه، فإن أحدث تجربة أُجريت على مجموعة من إناث الأغنام (النعاج)، خلصت نتائجها إلى أن تناول الكافيين في نهاية الحمل للإناث المعرضات لخطر نقص وصول الأكسجين للجنين، وكذلك للمواليد بعد الولادة، ربما يساعد في منع حدوث الشلل الدماغي (cerebral palsy) لدى هؤلاء المواليد.

ومن المعروف أن الشلل الدماغي يُسبب إعاقة حركية للأطفال تلازمهم طيلة حياتهم، ويُعد الإعاقة الأشهر أثناء فترة الطفولة. وتنتشر الإصابة به في الدول الفقيرة.

الكافيين يحفز التنفس لدى الأطفال الخدّج

الدراسة قام بها باحثون من مستشفى بينوف بجامعة «كاليفورنيا» في سان فرنسيسكو (University of California, San Francisco's Benioff Children's Hospital) ونُشرت في مجلة «السكتة الدماغية» (Stroke) في 21 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي، أوضحت أن الكافيين على الرغم من مخاطره، فإنه يعمل على تحفيز مراكز الجهاز التنفسي للأطفال الخدج، ويساعدهم في التنفس بسهولة، على الرغم من عدم نضج جهازهم التنفسي بشكل كامل. وذلك لأنه يعبر بسهولة حاجز الدم في المخ (blood-brain barrier) (وهذا سبب خطورته في الحمل) بجانب كونه مضاداً للأكسدة ومضاداً للالتهابات.

تجربة على النعاج

في التجربة الجديدة أعطيت 30 نعجة من الأغنام العشراء (الحوامل) الأكثر عرضة لنقص الأكسجين، إما جرعة وريدية واحدة من غرام واحد من الكافيين (وهو ما يعادل نحو 10 أكواب من القهوة) أو دواءً وهمياً. وبعد الولادة تم تقسيم النعاج إلى مجموعتين، أيضاً الأولى حصلت على جرعة كبيرة من الكافيين، تليها جرعات أقل لمدة يومين، وتلقت المجموعة الثانية الدواء الوهمي.

وأظهرت النتائج أن النعاج التي تناولت الكافيين تميزت بمستويات أعلى من النشاط الحركي، بما في ذلك القدرة على تناول الطعام والتحرك بشكل أفضل، مقارنة بالحيوانات التي تناولت العلاج الوهمي. كما قلّت دلالات الالتهاب في الجسم (مستويات السيتوكين «cytokine») وكذلك لم تصب خلايا المخ بأي ضرر. وأيضاً كانت صحة النعاج الأمهات جيدة، ولم يحدث لها أي ضرر من تناول الكافيين.

وأعرب الباحثون عن أملهم في أن تؤدي هذه النتائج الإيجابية إلى إجراء التجارب على البشر لحماية الأطفال من خطر الشلل الدماغي، خصوصاً في البلدان الأقل دخلاً.

نقص الأكسجين لدى المواليد

العلاج الحالي للرضيع المصاب بنقص الأكسجين علاج معقد، ويحتاج إلى اهتمام خاص في غرفة عناية مركزة عالية التجهيز، كما أنه متاح أكثر في الدول الغنية. وقد يحصل هذا النقص بسبب انخفاض الأكسجين في المخ في وقت مبكر من الحمل وربما يكون بسبب عدم قدرة المشيمة على توفير التغذية الكافية للجنين.

وقال العلماء المشاركون في الدراسة إن الباحثين في جنوب آسيا قاموا بتطوير خوارزمية معينة لتحديد النساء اللاتي يمكن أن تكون حالات حملهن أكثر عرضة لنقص الأكسجين في المخ، لاختبار الكافيين عليهن في نهاية الحمل وعلى أطفالهن بعد الولادة.

التخطيط لتجارب سريرية

وبالفعل، توجد تجارب سريرية في مراحل التخطيط لاستخدام الكافيين على البشر في كثير من البلدان التي لا تتوفر فيها الطريقة الحالية في العلاج. وفي حالة نجاحه في المستقبل يمكن أن ينقذ آلاف الأطفال.

وقال الباحثون إنهم حاولوا البحث عن أدوية تمنع أو تقلل من خطر نقص الأكسجين، وقاموا بمراجعة أكثر من 1000 عقار، ووجدوا أن الكافيين من أفضل طرق العلاج وأكثرها فاعلية.

وفي النهاية تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة مجرد تجربة علمية، أجريت على الحيوانات، وتحتاج إلى مزيد من الدراسات، ولا يمكن الاعتماد على نتائجها. ولا ننصح مطلقاً بتناول الكافيين أثناء الحمل لخطورته على الجنين.


مقالات ذات صلة

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

يوميات الشرق من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك العوامل المؤثرة على الأعراض الداخلية والخارجية للصدمات النفسية

العوامل المؤثرة على الأعراض الداخلية والخارجية للصدمات النفسية

تأثير الأحداث الحياتية المؤلمة في مرحلة الطفولة.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة ربما يؤدي إلى السكتة الدماغية

الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة ربما يؤدي إلى السكتة الدماغية

انعدام التوافر العاطفي وتجاهل المشاعر في مرحلة الطفولة يتسببان في معاناة ومشكلات صحية عضوية خطيرة لاحقاً في البلوغ.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك توصيات حديثة لوصف الأدوية الأفيونية للأطفال

توصيات حديثة لوصف الأدوية الأفيونية للأطفال

إعطاء أقل جرعة كافية لتسكين الألم لأقصر وقت ممكن لتجنب الإدمان

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
العالم العربي بدء الجولة الثانية من حملة التلقيح ضد شلل الأطفال في وسط قطاع غزة (د.ب.أ)

بدء جولة ثانية من التلقيح ضد شلل الأطفال في قطاع غزة

بدأت جولة ثانية من حملة التلقيح ضد شلل الأطفال رسمياً اليوم الاثنين في وسط قطاع غزة فيما يواصل الجيش الإسرائيلي ضرباته وعملياته.

«الشرق الأوسط» (دير البلح)

مرض السكري قد يسرّع من انكماش المخ

شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)
شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)
TT

مرض السكري قد يسرّع من انكماش المخ

شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)
شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن مرض السكري من النوع الثاني قد يؤدي إلى انكماش المخ بشكل سريع مع التقدم في العمر.

وبحسب موقع «ساينس آليرت» العلمي، فإن الفقدان التدريجي لأنسجة المخ هو جزء طبيعي من الشيخوخة، ولكن الدراسة الجديدة التي تعدّ واحدة من أطول دراسات مسح المخ التي أجريت على الإطلاق، كشفت أن الاتصالات العصبية لدى بعض الأشخاص تتدهور بشكل أسرع من غيرهم بمجرد بلوغهم منتصف العمر، وأن هذا الأمر قد يرجع لإصابتهم بمرض السكري من النوع الثاني.

واستمرت الدراسة عقوداً من الزمان وبدأت في عام 1995، وشملت 185 مشاركاً، لديهم تاريخ عائلي من الخرف، حيث قام العلماء بمسح أدمغة المشاركين بانتظام.

وفي نهاية التجربة، أصيب 60 مشاركاً بضعف إدراكي خفيف (MCI)، بينما أصيب 8 بالخرف.

وتم مسح دماغ كل شخص نحو 5 مرات على فترات متباعدة، وبناءً على هذه الصور، يبدو أنه من الطبيعي مع تقدمك في السن أن تفقد تدريجياً المادة الرمادية القشرية، التي تحتوي على الخلايا العصبية، بالإضافة إلى المادة البيضاء، التي تنقل الرسائل بين الخلايا العصبية.

ومع ذلك، فإن الأمر غير المعتاد هو التدهور السريع للمادة البيضاء، بدءاً من منتصف العمر. وكان المشاركون الذين عانوا من أكبر انخفاض في أحجام المادة البيضاء، من عام إلى عام، أكثر عرضة للإصابة بأعراض ضعف الإدراك الخفيف.

وبالمقارنة مع أولئك الذين لا يعانون من مرض أيضي، فإن المصابين بداء السكري من النوع الثاني يفقدون أجزاء من المادة البيضاء أكثر بكثير بمرور الوقت، بحسب الدراسة.

وقال فريق الدراسة إن نتائجهم تشير إلى أن «السيطرة على مرض السكري قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة».

وكشفت دراسة نشرت قبل أيام أن أكثر من 800 مليون بالغ حول العالم مصابون بمرض السكري، وهو ما يعادل ضعف ما توقعته تقييمات سابقة.

كما أظهرت أن أكثر من نصف المصابين الذين تزيد أعمارهم على 30 عاماً لا يتلقون العلاج.