فقدان الأحباء يسرّع عملية الشيخوخة

تجربة فقدان أحد الأحباء قد تؤدي إلى تسريع عملية الشيخوخة (رويترز)
تجربة فقدان أحد الأحباء قد تؤدي إلى تسريع عملية الشيخوخة (رويترز)
TT

فقدان الأحباء يسرّع عملية الشيخوخة

تجربة فقدان أحد الأحباء قد تؤدي إلى تسريع عملية الشيخوخة (رويترز)
تجربة فقدان أحد الأحباء قد تؤدي إلى تسريع عملية الشيخوخة (رويترز)

أكدت دراسة جديدة أن تجربة فقدان أحد الأحباء لا تؤثر في الشخص عاطفياً فحسب، بل قد تؤدي أيضاً إلى تسريع عملية الشيخوخة لديه.

وبحسب شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، فقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين عانوا من فقدان أحد أفراد الأسرة المقربين، مثل أحد الوالدين أو الطفل أو الشقيق، يبدو أن لديهم عُمْراً بيولوجياً أكبر مقارنة بأولئك الذين لم يتعرَّضوا لذلك.

ويشير العُمْر البيولوجي للشخص إلى حالة جسده وصحته، بخلاف العُمْر الزمني الفعلي الذي يشير إلى المدة التي عاشها.

وجمع فريق الباحثين التابع لجامعة كولومبيا بيانات من دراسة وطنية أميركية طويلة المدى لصحة المراهقين إلى البالغين، بدأت في عام 1994.

وتم تتبع أكثر من 20 ألف مشارك تتراوح أعمارهم بين 12 و19 عاماً لمدة 24 عاماً، حتى عام 2018.

وسجَّل الباحثون أي خسائر للأقارب أو الأحباء لدى جميع المشاركين. ووجدوا أن نحو 40 في المائة من المشاركين عانوا من خسارة واحدة على الأقل في مرحلة البلوغ.

ووافق 4500 من المشاركين على الخضوع لفحوص منزلية واختبارات دم إضافية.

وتمّ البحث عن بعض علامات الحمض النووي في عينات الدم لتحديد العُمْر البيولوجي للأشخاص.

وعلى الرغم من أن خسارة شخص واحد مقرب أثبتت أنها تسرِّع الشيخوخة البيولوجية، فإن خسارتين أو أكثر في مرحلة البلوغ كان لها تأثير أكثر وضوحاً، وفقاً لما وجده الباحثون.

وكتب الباحثون في دراستهم، التي نُشرت في مجلة «جاما» العلمية: «ربطت الدراسات السابقة صدمة فقدان أحد الوالدين أو الأشقاء بالفعل بكثير من أنواع المشكلات الصحية، حيث أثبتت أن الحزن والضغط النفسي مرتبطان بنتائج صحية سلبية، وأن الخسارة عامل ضغط رئيسي في الحياة، وغالباً ما ترتبط بمشكلات الصحة العقلية والتدهور المعرفي وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب ومعدلات الوفيات».

وأضافوا أن «آثار مثل هذه الخسائر قد لا تظهر على الفور، لكنها قد تظهر بمرور الوقت. وعلى الرغم من أن الخسارة يمكن أن تسبب هذه الآثار الصحية في أي عُمْر، فإنها قد تكون أكثر عمقاً خلال أوقات معينة في حياة الشخص».

وأكملوا: «لقد وجدنا أن أولئك الذين فقدوا الأحباء خلال مرحلة البلوغ المبكرة - حتى أوائل الأربعينات - شهدوا زيادة أكبر في الشيخوخة البيولوجية مقارنة بأولئك الذين فقدوا أحباءهم في أثناء الطفولة أو المراهقة».

وأكد الباحثون أنهم بحاجة إلى مزيد من البحث لفهم التأثيرات الفورية وطويلة الأمد لخسارة الأحباء على الشيخوخة البيولوجية بشكل أفضل، والبحث في استراتيجيات التأقلم الفعالة بعد فقدان أحد الأحباء.


مقالات ذات صلة

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)
تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)
TT

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)
تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

أكد طبيب أميركي أن النظام الغذائي السيئ هو المحرك الرئيسي لـ«مرض الكبد الدهني»، وأن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة ورقائق البطاطس والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في تفاقم المشكلة خلال السنوات الأخيرة.

ويعد مرض الكبد الدهني أكثر أمراض الكبد شيوعاً على مستوى العالم. وقديما كان يفترض الكثير من العلماء أنه يرجع في الأساس إلى استهلاك الكحول.

إلا أن الدكتور بين غالاردت، المتخصص في الطب الوظيفي في مدينة فورت كولينز بولاية كولورادو، أكد لموقع «نيوزويك» أن العديد من مرضاه المصابين بمرض الكبد الدهني هم من القصر الذين لا يشربون الكحول على الإطلاق، الأمر الذي دفعه للبحث في النظام الغذائي والصحي لأولئك المرضى جنبا إلى جنب مع النظر في نتاج الدراسات السابقة لمعرفة السبب الرئيسي وراء هذا المرض.

وقامت إحدى هذه الدراسات بتحليل بيانات من أكثر من 4600 مراهق وشاب بالغ تتراوح أعمارهم بين 12 و29 عاماً، تم جمعها بين عامي 2007 و2016. وكشفت نتائجها أن حوالي 18.5 في المائة من هذه المجموعة مصابون بمرض الكبد الدهني وأن العامل المشترك بينهم هو وجود خلل بالتمثيل الغذائي لديهم نتيجة اتباع نظام غذائي غير صحي وارتفاع نسبة السكر في دمائهم.

وقال الدكتور غالاردت: «مرض الكبد الدهني هو مرض مرتبط بخلل في التمثيل الغذائي. وهذا يؤكد على فكرة أنه مرض قائم على سكر الدم».

ولفت إلى أن الأمر الذي زاد من انتشار هذا المرض في السنوات الأخيرة هو سهولة الوصول إلى الأطعمة غير الصحية عالية الدهون والسكر، وخاصة في المناطق ذات الدخل المنخفض.

وأوضح غالاردت، الذي يمارس الطب الوظيفي منذ 25 عاماً: «أصبح الأطفال وصغار السن يصابون بمرض الكبد الدهني بمعدل متزايد بسبب الخيارات الغذائية السيئة. وتؤدي المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة ورقائق البطاطس والأطعمة شديدة المعالجة إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم ثم انخفاضها لاحقاً. وهذا يدفع الجسم إلى تخزين الغلوكوز في الكبد وإطلاقه لاحقاً حسب الحاجة».

ويُعرف مرض الكبد الدهني بأنه مرض صامت مع أعراض قليلة أو معدومة، وقد يكون من الصعب اكتشافه.

وقال غالاردت: «الطريقة الصحيحة الوحيدة لتشخيص الإصابة بمرض الكبد الدهني هي الموجات فوق الصوتية».

وتقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية، بدءا من إزالة السموم من المواد الضارة واستقلاب العناصر الغذائية إلى إنتاج الصفراء للهضم.

وقد يؤدي مرض الكبد الدهني إلى خلل في هذه الوظائف وضعف إزالة السموم، الأمر الذي قد يتسبب بمشاكل صحية خطيرة وقد يهدد الحياة.

وأشار غالاردت إلى أن أول شيء يمكن للناس القيام به من أجل منع مرض الكبد الدهني هو الحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم قدر الإمكان.

وأكد إمكانية تحقيق ذلك من خلال الحفاظ على نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والبقاء رطباً عن طريق شرب الكثير من الماء، وتقليل المشروبات السكرية والتأكد من الحصول على قسط كافٍ من النوم.