عمليات نحت القوام ومقومات نجاحها

أنواعها وتوقيتها ومخاطرها

الدكتور وليد خاطر اختصاصي الجراحة الترميمية
الدكتور وليد خاطر اختصاصي الجراحة الترميمية
TT

عمليات نحت القوام ومقومات نجاحها

الدكتور وليد خاطر اختصاصي الجراحة الترميمية
الدكتور وليد خاطر اختصاصي الجراحة الترميمية

تُعدّ الجراحة الترميمية عنصراً حاسماً في العلاج الشامل للذين خضعوا لفقدان الوزن بإحدى وسائل إدارة السمنة. وقد ازدادت الحاجة، حالياً، إلى نحت الجسم بعد فقدان الوزن، ولم يعد هذا النوع من الجراحة تجميلياً فحسب؛ فهو يعالج الجلد الزائد ويعيد تشكيل الجسم، ما يساعد المريض على تحسين مظهر جسمه، وتعزيز صحته النفسية.

ويمتد الجانب الإيجابي لهذه الجراحة إلى ما هو أبعد من الجانب الجسدي؛ إذ يمكن للإجراءات الترميمية أن تؤثر بشكل كبير في احترام الفرد لذاته ونوعية حياته، وتلعب دوراً حيوياً في نجاح إدارة الوزن على المدى الطويل.

ترهلات بعد فقدان الوزن

يواجه كثير من الأشخاص تحدياً صعباً وجديداً يتمثّل في الشكل الخارجي لأجسامهم، نتيجة الجلد الزائد والترهلات التي تنتج عن فقدان الوزن، سواء من خلال النظام الغذائي والتمارين الرياضية أو عبر الجراحة البارياترية (bariatric surgery) بأنواعها المختلفة: البالون، وتكميم المعدة، وتغيير المسار. ولا تؤثر هذه المشكلة فقط في المظهر الجمالي، بل يمكن أن تؤدي أيضاً إلى مشكلات صحية، مثل: التهابات الجلد، وصعوبة الحركة، والتهابات المفاصل.

وهنا يأتي دور عمليات نحت القوام من شد وشفط واستئصال، بوصفها حلاً فعّالاً لتحسين جودة الحياة بعد فقدان الوزن الكبير، إذ يُزال فيها الجلد الزائد وتُشد الأنسجة المحيطة، ما يساعد على استعادة الشكل الطبيعي للجسم وتحسين الثقة بالنفس.

ونستعرض هنا أهمية عمليات نحت القوام، وفوائدها الصحية والنفسية، وكيفية التحضير لها لضمان أفضل النتائج. ونناقش أيضاً المخاطر المحتملة وكيفية التعامل معها لتحقيق تجربة آمنة وناجحة.

لقاء طبي

التقت «صحتك» الدكتور وليد خاطر، جراح تجميل وترميم، المتخصص في نحت القوام لما بعد عمليات السمنة، رئيس قسم جراحة التجميل في مستشفى «المانع» بالخبر، أحد المتحدثين في «مؤتمر الصحة والجمال» الذي عُقد أخيراً في المنطقة الشرقية من المملكة، الذي أوضح أن نسبة الدهون الحشوية هي العامل الرئيسي الذي يسبّب السمنة، في حين أن نسبة الدهون الموجودة تحت الجلد تُعدّ ضئيلة جداً، وليس لها وزن بالمعنى الصريح.

لهذا يُنصح مرضى السمنة بتنزيل الوزن أولاً، والتخلص من الدهون الحشوية، والوصول بمعامل كتلة الجسم (BMI) إلى الحد الطبيعي بقدر الإمكان، مع السماح ببقاء زيادة 10 في المائة أو ما شابه، وبعد ذلك يجري عمل نحت القوام الخارجي، مع نتائج مرضية ومستدامة ودون مضاعفات في أثناء الإجراء.

تعديل القوام

• شفط وشد أم استئصال؟ إن تحديد نوع العملية، هل هي شفط، أم شد، أم استئصال للجلد الزائد، يعتمد أولاً على كمية الدهون (بسيطة، ومتوسطة، وشديدة). وثانياً على وجود انفصال عضلي في جدار البطن مثلاً. وأخيراً يعتمد على وجود ترهل في العضلات الطرفية في الذراعين والفخذين مثلاً.

إذا كانت كمية الدهون بسيطة يجري تعديل القوام دون تدخل جراحي، وإذا كانت شديدة يجري عمل الشفط، مثلما يحصل بعد عملية التكميم؛ إذ يحصل ترهل في الجدار العضلي للبطن من الأمام، ومن الظهر في منطقة محيط البطن ومحيط الحوض، حيث تقل الكتلة العضلية وتصبح العضلات رقيقة، تستلزم عمل شد وأحياناً تستلزم استخدام شبكة تُثبّت بمثابة جدار صناعي يدعم جدار البطن الضعيف، وبعدها يجري عمل استئصال للجلد المترهل، حيث لا توجد أي تقنية لإعادة انكماش الجلد دون جراحة، وتكون النتيجة هي الحصول على محيط خصر قوي وصغير.

• التعامل مع الندبات. أوضح الدكتور وليد خاطر أنه لتلافي حدوث ندبات ظاهرة بعد العملية، يجري اختيار مكان ندبات مخفية، وهو خط طبيعي موجود بين البطن والحوض يُسمى «بكيني لاين». والندبات التي قد تظهر بعد العملية استجابة إلى سلوك الجسم لزيادة الالتئام وتكوين ألياف، وتصبح ندبة نافرة فوق سطح الجلد، يتم التعامل معها؛ إما بحقن الكورتيزون وإما بتقنيات الليزر وإما بمقشرات الجلد. بالنسبة إلى الندبات المصبغة، يُستخدم لها نوع يسمى «فراكشنل ليزر» مع إبر التفتيح.

• الانفصال العضلي بجدار البطن. الانفصال العضلي بجدار البطن الأمامي أمر وارد نتيجة استهلاك هذه العضلات، وهذا يحدث بسبب الحمل المتكرر الذي لا يعطي وقتاً لجدار البطن العضلي أن يتعافى، كما يمكن أن يحدث نتيجة فقدان نسبة كبيرة من الوزن في وقت قصير، وبالتالي ينتج فقدان الكتلة العضلية. يحدث هذا غالباً في منطقة ما فوق السرة أو حولها، ويمكن إصلاحه في أثناء عملية شد البطن.

التدخين وعمليات التجميل

أكد الدكتور وليد خاطر أن التدخين آفة يجب التخلص منها، خصوصاً قبل العمليات الجراحية. للتدخين تأثير كبير في نتيجة أي عملية، ومن الممكن أن يتسبّب في مضاعفات خطيرة. بالنسبة إلى عمليات التجميل مثل عملية شد البطن أو الشد الحزامي وغيرهما، فإن التدخين:

- يضعف الدورة الدموية الطرفية للجلد فيؤدي إلى عدم التئامه، بسبب تجمع السوائل تحت الجلد، وأخيراً يؤدي إلى «استماتة» الجلد واسوداده بسبب عدم كفاية الدورة الدموية الطرفية للجلد، وبالتالي تتأثر نتيجة العملية بسبب هذه المضاعفات، وبدلاً من خروج المريض إلى منزله معافى يجري نقله إلى قسم العناية المركزة أو أن يظل يتابع في العيادة لعمل غيارات الجرح لمدة طويلة.

- طبيعة جلد المدخن جافة، وستكون النتيجة ندبة واضحة قبيحة تؤثر في نتيجة العملية.

- لدى المدخن القدرة على تكوين جلطات أكثر من غير المدخن، وبالتالي يمكن أن تحصل بعد العملية جلطات دموية أو جلطات دهنية تؤدي إلى الوفاة.

الواجب إيقاف التدخين على الأقل شهراً قبل العملية، وشهرين بعد العملية، لضمان التئام كامل المنطقة؛ لأن الجروح في هذا النوع من الجراحة تُعد جروح منطقة، وليس خط الجلد الذي عُملت فيه الغرز. فمثلاً، التئام منطقة الجلد على طبقة غلاف العضلة سيتسبّب في تجمع سوائل بينهما، وهذه تُعد بيئة جيدة جداً لظهور تجمعات سوائل وكدمات صديد.

الجراحة الترميمية حل فعّال لتحسين جودة الحياة بعد فقدان الوزن الكبير

توقيت عملية نحت القوام ونجاحها

• التوقيت المناسب لإجراء العملية. القاعدة الذهبية لاستبعاد حدوث أي مضاعفات محتملة، أن يجري التخلص من السمنة أو زيادة الوزن قبل إجراء أي عملية جراحية، حتى لو كانت عملية المرارة.

- بالنسبة إلى عمليات نحت القوام، يجب أولاً التخلص من الوزن الزائد والحصول على أقصى ترهل؛ كي يتم الحصول على أقصى شدّ من جراح التجميل مع ضمان دوام النتيجة.

- من المعروف أنه يُفضّل إجراء عمليات نحت القوام في فصل الشتاء عنه في الصيف، لتجنّب التسلخات والتهابات الجرح، وضمان أن المريض نفسه سيحرص على لبس المشد؛ حيث تكون المضايقات أقل منها في الصيف.

• مقومات نجاح العملية. يجب أن يتمتع الجسم بلياقة صحية جيدة قبل العملية؛ عدم وجود فقر دم مثلاً، أو نقص فيتامين «د»، فقوة الالتئام بعد العملية تستهلك مخزون الهيموغلوبين وعناصر أملاح موجودة في البروتينات.

- ضرورة لبس المشد للتقليل من نسبة حدوث جلطات بعد العملية؛ إذ إن أكثر من 50 في المائة من نتيجة العملية متوقف على التزام المريض بلبس المشد لمدة 6 - 8 أسابيع.

إلا أن من مضاعفات المشد نفسه ضعف العضلات وكسلها بعد ارتدائه مدة شهرين، فلا بد من استعادة القوة والكتلة العضلية بعد انتزاع المشد.

-إجراء جلسات التصريف اللمفاوي، وهو نوع من أنواع التدليك العميق الذي يسرّع من التخلص من السوائل تحت الجلد، ما يساعد على تحسين مظهر الجسم، ويجعله يبدو بقوام ممتاز دون تعرجات أو انحناءات غير مرغوب فيها.

- التهوية السليمة، وممارسة تمرينات التنفس.

- من أهم عوامل ضمان استدامة النتيجة، التغذية السليمة وتغيير أسلوب الحياة والحفاظ على الوزن المثالي حتى لا يعود إلى دائرة السمنة مرة أخرى.

نسبة الدهون الحشوية العامل الرئيسي الذي يسبّب السمنة وليس الدهون تحت الجلد

المخاطر المحتملة

-الجلطات، يجري قياس نسبة التجلط والتخثر وسيولة الدم قبل العملية. إعطاء جرعات وقائية لمسيلات الدم لمدة زمنية محددة مع الحركة بعد العملية.

-ندبات ما بعد العملية. ضرورة استبعاد زيادة الوزن والسمنة المرضية، والتدخين، واستبعاد أي أمراض في الأعضاء الحيوية.

-مواجهة حالة استعجال بعض المرضى في إجراء العملية حتى قبل استيفاء الاشتراطات الطبية، تكثر هذه الحالة، خصوصاً من قبل الفتيات عند الارتباط للزواج، غير مدركات أن عملية نحت القوام تحتاج إلى وقت للتحضير قبل العملية وآخر بعد العملية لتمارين تقوية الكتلة العضلية، وعمل التدليك الطبي، وارتداء المشد لشهرين على الأقل. ويجب أن تعي كل فتاة مقبلة على الزواج أنها بحاجة إلى فترة كافية لا تقل عن أربعة إلى ستة أشهر قبل التفكير في أي ارتباطات اجتماعية.

وأخيراً يقول الدكتور خاطر إنه يجب التحكم في السمنة منذ الصغر، ويتم ذلك بتعويد الأطفال من البداية على اتباع نهج وأسلوب حياة صحي، ومنه اختيار وتقنين الأكلات ما بين الوجبات، ومزاولة الرياضة بانتظام واختيار أنواعها؛ سواء الفردية منها أو الجماعية. استشارة الطبيب عند تعرّض الطفل لزيادة الوزن لعمل الإجراء الطبي المناسب مبكراً، وعدم الانتظار إلى مرحلة البلوغ للمحافظة على صحته العامة جسدياً وعقلياً ونفسياً واجتماعياً، ومن ذلك تعرّضه للتنمر من أقرانه.

* استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

دماغ (أ.ف.ب)
دماغ (أ.ف.ب)
TT

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

دماغ (أ.ف.ب)
دماغ (أ.ف.ب)

أكد موقع «هيلث» على أهمية الحفاظ على عقل سليم، لأنه يساعد على تعلُّم المعلومات والاحتفاظ بها واتخاذ القرارات وحل المشكلات والتركيز والتواصل عاطفياً مع الآخرين. وذكر أنه، مع التقدُّم في العمر، قد تصبح حالات، مثل الخرف أو مرض ألزهايمر، مصدر قلق أكبر، وهناك طرق لدعم صحة الدماغ، منها الحصول على قدر كافٍ من التمارين الرياضية والنوم والنظام الغذائي.

ولفت إلى بعض الأشخاص قد يلجأون للمكملات الغذائية لسد الفجوات الغذائية في نظامهم الغذائي وتعزيز صحتهم الإدراكية.

وفي حين يتم تسويق العديد من المكملات الغذائية لصحة الدماغ، حيث تلعب بعض العناصر الغذائية دوراً في الوظيفة الإدراكية، فإن الأدلة التي تدعم استخدام وفعالية المكملات الغذائية لصحة الدماغ لا تزال محدودة. وقدَّم الموقع مجموعة من المكملات الغذائية وصفها بأنها الأفضل لدعم صحة الدماغ:

1. أشواغاندا:

هي عشبة شائعة في الطب التقليدي قد تفيد في علاج العديد من الحالات المرتبطة بالدماغ، بما في ذلك القلق والأرق والتوتر والشيخوخة. ووجدت إحدى الدراسات التي أُجريَت على أشخاص تتراوح أعمارهم بين 65 و80 عاماً أن تناول 600 ملليغرام من أشواغاندا يومياً لمدة 12 أسبوعاً أدى إلى تحسين الصحة العامة وجودة النوم واليقظة العقلية مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوها. ووفقاً للموقع، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم فوائد أشواغاندا للدماغ.

2. فيتامينات «ب»

فيتامينات مثل «ب6» (بيريدوكسين)، و«ب9» (حمض الفوليك)، و«ب12» (كوبالامين) هي فيتامينات أساسية تلعب دوراً في العديد من الوظائف في الجسم والدماغ. وتم ربط مشاكل الوظائف الإدراكية، مثل الذاكرة ومهارات التفكير العامة، بانخفاض مستويات فيتامين «ب»، خصوصاً فيتامين «ب12». ووجد الباحثون أيضاً علاقة بين مستويات فيتامين «ب» والخرف ومرض ألزهايمر، وخلصت إحدى الدراسات إلى أن انخفاض مستويات فيتامين «ب12»، وارتفاع مستويات فيتامين «ب9» مرتبطان بارتفاع خطر ضعف الإدراك. ومع ذلك، لم تجد دراسات أخرى نتائج مماثلة، ولم تتمكن من استنتاج أن مستويات فيتامين «ب» تؤثر على صحة الدماغ. وهناك حاجة إلى دراسات إضافية لفهم دور فيتامينات «ب» في صحة الدماغ. ويمكن تناول فيتامينات «ب»، من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية، والحد الأقصى الموصى به لفيتامين «ب6» 100 ملليغرام يومياً؛ بالنسبة لفيتامين «ب9»، الحد الأقصى هو 1000 ميكروغرام يومياً.

الدراسات السابقة قالت إن المكملات تدعم صحة الدماغ والقلب (رويترز)

3- الكافيين

منبه يوقظك ويعزز الطاقة، ويبدو أن تناوله يحسن القدرة الإدراكية واليقظة العقلية طوال اليوم، ولا يؤثر على الأداء العقلي أو الدقة، ومن المحتمل ألا تكون له فوائد طويلة الأمد لصحة الدماغ. ويمكن تناول الكافيين في المشروبات، مثل القهوة والشاي، ولكن الكافيين متوفر أيضاً في شكل مسحوق أو أقراص. وتتراوح الجرعات غالباً من 50 إلى 260 ملليغراماً يومياً وبالمقارنة، يوفر كوب واحد من القهوة عادة 95 إلى 200 ملليغرام من الكافيين.

4- الكولين

عنصر غذائي يساعد دماغك على إنتاج الأستيل كولين، وهو ناقل عصبي ضروري لإشارات الخلايا والذاكرة والمزاج والإدراك. وقامت إحدى الدراسات بتقييم تناول الكولين من خلال النظام الغذائي والمكملات الغذائية والوظيفة الإدراكية لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً في الولايات المتحدة. ووجد الباحثون أن تناول 188 - 399 ملليغراماً من الكولين يومياً يقلل من خطر انخفاض الوظيفة الإدراكية بنحو 50 في المائة مقارنةً بتناول أقل من 188 ملليغراماً. وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم العلاقة بين تناول الكولين والوظيفة الإدراكية. وتبلغ مستويات الكمية الكافية اليومية من الكولين لدى البالغين 550 ملليغراماً لدى الذكور والمرضعات، و425 ملليغراماً لدى الإناث، و450 ملليغراماً لدى الحوامل.

والحد الأقصى المسموح به للكولين لدى البالغين هو 3500 ملليغرام. ويوصى بهذه المستويات بناءً على خطر تلف الكبد وانخفاض ضغط الدم ورائحة الجسم السمكية التي تظهر مع مستويات تناول أعلى. ويحتوي البيض واللحوم والدجاج ومنتجات الألبان بشكل طبيعي على الكولين، وتتوفر أيضاً مكملات غذائية، تتراوح عادة من 10 إلى 250 ملليغراماً.

5- الكرياتين

هو حمض أميني يوجد بشكل طبيعي في أنسجة العضلات والدماغ، وهو مهم للطاقة والوظائف الخلوية. وغالباً ما يُستخدم الكرياتين كمكمل للمساعدة في بناء العضلات الهيكلية. تشير الأبحاث الحديثة إلى أنه قد يحسن أيضاً صحة الدماغ. ووجدت مراجعة للدراسات أن مكملات الكرياتين أثبتت أنها تعمل على تحسين الذاكرة والإدراك والاكتئاب، فضلاً عن وظائف الدماغ بعد الارتجاج أو الإصابة. هناك فائدة محدودة تُرى في الأمراض التي تؤثر على الدماغ، مثل مرض باركنسون أو التصلُّب المتعدد. والجرعة الأكثر استخداماً من الكرياتين في الدراسات هي 20 غراماً يومياً لمدة 5 - 7 أيام، تليها 2.25 - 10 غرام يومياً لمدة تصل إلى 16 أسبوعاً.

6- بيلوبا

مكمل شائع نشأ في الطب الصيني التقليدي، وقد وجدت دراسات أن مستخلص أوراق الجنكة قد يحسن الذاكرة والدماغ.

دماغ (رويترز)

7. المغنيسيوم

معدن أساسي موجود في الأطعمة والمكملات الغذائية، ويلعب دوراً في صحة الدماغ، ويساعد في نقل الإشارات عبر الأعصاب والدماغ. وتشير بعض الأدلة إلى أن انخفاض مستويات المغنيسيوم يرتبط بالتهاب الدماغ وارتفاع خطر الإصابة بضعف الإدراك والأمراض العصبية. وهناك تقارير متضاربة حول ما إذا كان تناول المغنيسيوم بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكثر مرتبطاً بتحسين الوظيفة الإدراكية. وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيف يمكن للمغنيسيوم أن يفيد صحة الدماغ. ويمكن العثور على المغنيسيوم بشكل طبيعي في الأطعمة، مثل الخضراوات الورقية الخضراء والحبوب الكاملة والمكملات الغذائية متوفرة أيضاً. وتتراوح الكمية اليومية الموصى بها من المغنيسيوم للبالغين من 310 إلى 420 ملليغراماً بناءً على العمر والجنس وما إذا كنت حاملاً أو مرضعة، والحد الأقصى لمكملات المغنيسيوم للبالغين هو 350 ملليغراماً.

النظام الغذائي المتوازن هو الأفضل لصحة الدماغ (أ.ف.ب)

8. أحماض «أوميغا 3» الدهنية

تلعب أحماض «أوميغا 3» الدهنية دوراً في العديد من وظائف الجسم التي تدعم صحة الدماغ، فعلى سبيل المثال، تساعد الأحماض الدهنية في بناء الخلايا ولها خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة.

وتشير الدراسات إلى أن دمج أحماض «أوميغا 3» الدهنية في نظامك الغذائي أو روتين المكملات الغذائية قد يساعد في صحة الدماغ، بما في ذلك الحالة المزاجية والذاكرة. وارتبطت الأنظمة الغذائية الغنية بأحماض «أوميغا 3» الدهنية بانخفاض خطر الإصابة بالخرف وضعف الإدراك. وتحتوي الأسماك الدهنية (مثل السلمون) وفول الصويا والمكسرات على أحماض «أوميغا 3» الدهنية، ويتوفر أيضاً مكملاً غذائياً، وغالباً ما يكون في شكل كبسولات.

9- البروبيوتيك والبريبايوتيك

يتواصل الجهاز الهضمي والدماغ لمراقبة وظائف الجسم، بما في ذلك الجوع وحركة محتويات الطعام عبر الجهاز الهضمي. يعتقد الباحثون أن الأمعاء الصحية تساعد في تعزيز وظائف المخ الصحية.

تساعد البروبيوتيك والبريبايوتيك في تنظيم محور الأمعاء والدماغ عن طريق تقليل الالتهاب وزيادة كمية البكتيريا المفيدة في الجسم.

قد تمنع البروبيوتيك والبريبايوتيك المشكلات المعرفية الخفيفة أو تعكسها. ووجدت العديد من الدراسات أن كلا المكملين يمكن أن يحسن الوظيفة الإدراكية والمزاج. وتحدث هذه النتائج بشكل أقل شيوعاً لدى كبار السن الأصحاء والنشطين جسدياً والأفراد الأصغر سناً الذين لا يعانون من حالات صحية.

10- الثيانين

حمض أميني طبيعي موجود في الشاي قد يحسِّن الأداء العقلي، خصوصاً عند دمجه مع الكافيين، ويحتوي الشاي الأخضر بشكل طبيعي على الثيانين والكافيين. ووجدت دراسة أن جرعة واحدة من الثيانين بمقدار 100 ملليغرام تعمل على تحسين الانتباه ومع ذلك، عندما تم إعطاء المشاركين 200 ملليغرام من الثيانين يومياً لمدة أربعة أسابيع، لم يُلاحظ أي تحسن في الذاكرة أو سرعة الحركة أو اتخاذ القرار أو المهارات اللفظية. وتأثيرات الثيانين على التدهور المعرفي المرتبط بالعمر والانتباه ومرض ألزهايمر ليست واضحة، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات. وجد بعض الباحثين أن تناول الثيانين والكافيين معاً يحسن اليقظة والدقة، ولكنه لا يحسِّن وقت رد الفعل. ومن غير الواضح ما إذا كان الثيانين أو الكافيين يسبِّب هذا التحسن. ويعتبر الثيانين آمناً بجرعات تصل إلى 900 ملليغرام يومياً لمدة 8 أسابيع، يمكن العثور عليه في الشاي أو الأقراص أو المسحوق.

11- فيتامين «د»

هو فيتامين أساسي مهم لصحة العظام والعضلات والأعصاب، وقد يلعب أيضاً دوراً كبيراً في صحة الدماغ. وربطت العديد من الدراسات بين انخفاض مستويات فيتامين «د» وارتفاع خطر الإصابة بالتدهور المعرفي والخرف. وقامت إحدى الدراسات بتقييم مستويات فيتامين «د» في أدمغة الأشخاص بعد وفاتهم. وارتبطت المستويات الأعلى في الدماغ بانخفاض احتمالات الإصابة بالخرف أو ضعف الإدراك بنسبة 25 – 33 في المائة. وخلص الباحثون إلى أن تركيزات فيتامين «د» الأعلى في الدماغ كانت مرتبطة بصحة الدماغ والوظيفة الإدراكية الأفضل. ويمكنك الحصول على فيتامين «د» من التعرض المباشر لأشعة الشمس أو من خلال بعض الأطعمة، مثل الأسماك الدهنية، مثل السلمون والفطر والحليب. وللحصول على تناول فيتامين «د» بشكل ثابت، يمكنك تناول كبسولة أو مسحوق أو مكمل سائل. والجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين «د» هي 15 ميكروغراماً، للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و70 عاماً، بما في ذلك الأشخاص الحوامل أو المرضعات. ويجب أن يحصل الأشخاص فوق سن 70 عاماً على 20 ميكروغراماً.