كيف يؤثر هاتفك على صحة قلبك؟

سيدة تتحدث عبر الهاتف الجوال (رويترز)
سيدة تتحدث عبر الهاتف الجوال (رويترز)
TT

كيف يؤثر هاتفك على صحة قلبك؟

سيدة تتحدث عبر الهاتف الجوال (رويترز)
سيدة تتحدث عبر الهاتف الجوال (رويترز)

تشير دراسة صينية حديثة إلى وجود صلة بين استخدام الهاتف الجوال وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، وخصوصاً بين المدخنين ومرضى السكر، ويُلقي مؤلفو الدراسة باللوم جزئياً في هذا الارتباط على قلة النوم والإجهاد النفسي.

وحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فقد أجرى الباحثون استطلاع رأي لـ444 ألف شخص بالغ في منتصف العمر حول متوسط عدد الساعات التي يستخدمون فيها هواتفهم بشكل يومي.

وتم تتبّع المشاركين لمدة 12 عاماً تقريباً، حيث قام الباحثون بفحص سجلاتهم الصحية بحثاً عن حالات السكتة الدماغية، وأمراض القلب التاجية، والرجفان الأُذَيني وقصور القلب.

وفي نهاية الدراسة، أُصيب أكثر من 56 ألف مشارك بأمراض القلب والأوعية الدموية، وقد واجه مستخدمو الهواتف المنتظمون، وخصوصاً المدخنين ومرضى السكر، خطراً «أعلى بكثير» في هذا الشأن.

وأرجع الباحثون نحو 11.5 في المائة من الحالات إلى الإجهاد النفسي، و5.1 في المائة إلى قلة النوم، و2.25 في المائة إلى العصبية.

استخدام الهاتف يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب (رويترز)

وقال الباحث المشارك في الدراسة، الدكتور شيانهوي تشين: «قد يؤثر نمط النوم السيئ وضعف الصحة العقلية سلباً على تطوّر أمراض القلب والأوعية الدموية من خلال التسبّب في اضطراب الساعة البيولوجية والمساهمة في دفع الشخص لاتباع نمط حياة غير صحي وزيادة الالتهابات بالجسم».

وتأتي هذه الدراسة بالتزامن مع أخرى أُجريت بتكليف من منظمة «الصحة العالمية»، وخلصت إلى عدم وجود صلة بين استخدام الهاتف الجوال وزيادة خطر الإصابة بسرطان المخ.

ووجدت الدراسة التي نُشرت، الثلاثاء، أنه على الرغم من الزيادة الهائلة في استخدام تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية، فإنه لم تحدث زيادة مقابِلة في حالات الإصابة بسرطان المخ، وينطبق هذا حتى على الأشخاص الذين يُجرون مكالمات هاتفية طويلة، أو يستخدمون الهواتف الجوالة منذ أكثر من عقد.


مقالات ذات صلة

«فنتك 24»... تشريعات النظام المالي السعودي تحفّز الشركات الأجنبية على الاستثمار

الاقتصاد إحدى جلسات اليوم الثاني من مؤتمر التقنية المالية (الشرق الأوسط)

«فنتك 24»... تشريعات النظام المالي السعودي تحفّز الشركات الأجنبية على الاستثمار

أكد مسؤولون مشاركون في «فنتك 24» في الرياض أن البيئة التشريعية في النظام المالي السعودي تحفز الشركات الأجنبية على الاستثمار في السوق المحلية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد عمال على خط تجميع الدراجات الثلجية «بولاريس» في مصنع التصنيع والتجميع في مينيسوتا (رويترز)

القطاع الصناعي الأميركي يتعافى قليلاً لكنه لا يزال ضعيفاً

ارتفع مؤشر قطاع التصنيع في الولايات المتحدة الشهر الماضي من أدنى مستوى له في ثمانية أشهر في يوليو (تموز) وسط بعض التحسن في التوظيف.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رجل يسير أمام مبنى بورصة مومباي في الهند (رويترز)

شركة مدعومة من «سوفت بنك» تخطط لطرح عام أولي في الهند بقيمة مليار دولار

قال أحد كبار المسؤولين التنفيذيين بشركة «أوف بيزنس» المدعومة من «سوفت بنك» إن الشركة تخطط لطرح عام أولي في سوق الأسهم الهندية بقيمة تصل إلى مليار دولار

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
تكنولوجيا علماء النفس يوصون بتسجيل قوائم على تطبيق الملاحظات لتسجيل اللحظات المبهجة والأهداف والتفاصيل الصغيرة (رويترز)

تطبيق الملاحظات على هاتفك... كيف يجعلك أكثر سعادة؟

يوصي علماء النفس باستخدام تطبيق الملاحظات على الهاتف للاحتفاظ بقوام لما يسميه الشاعر روس جاي «المتع» - «تلك الأشياء الصغيرة التي تلاحظها في العالم وتبهجك».

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا شعار شركة «ميتا» يظهر خلف تطبيقات «فيسبوك» و«واتساب» و«إنستغرام» (د.ب.أ)

في ولاية أميركية... قانون يطلب موافقة الوالدين لانضمام الأطفال إلى مواقع التواصل

دخل قانون جديد حيز التنفيذ في ولاية تكساس الأميركية، يتطلب موافقة الوالدَين على إنشاء الطفل حساباً على وسائل التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

لماذا نأكل عندما نشعر بالملل؟ وكيف نتخلص من تلك العادة؟

البعض يتناول الطعام سعياً لملء الفراغ وإيجاد بعض الإلهاء (أرشيفية- رويترز)
البعض يتناول الطعام سعياً لملء الفراغ وإيجاد بعض الإلهاء (أرشيفية- رويترز)
TT

لماذا نأكل عندما نشعر بالملل؟ وكيف نتخلص من تلك العادة؟

البعض يتناول الطعام سعياً لملء الفراغ وإيجاد بعض الإلهاء (أرشيفية- رويترز)
البعض يتناول الطعام سعياً لملء الفراغ وإيجاد بعض الإلهاء (أرشيفية- رويترز)

لا يأكل الناس فقط عند شعورهم بالجوع؛ إذ أفاد تقرير بأن البعض يأكل بسبب الملل، أو لتشتيت الانتباه، أو لنقص الأنشطة الممتعة أو التحفيز. فكيف يمكننا التخلص من هذه العادة؟

لقد مررنا جميعاً بهذه التجربة. أنت في المنزل بمفردك، تتصفح القنوات دون أن يلفت انتباهك أي شيء. أنت لست جائعاً حقاً، ولكن هناك شعور مستمر بالفراغ؛ حيث تتوجه إلى المطبخ وتمسك بيدك حفنة من رقائق البطاطس أو الحلوى، سعياً لملء الفراغ وإيجاد بعض الإلهاء. هذا هو تناول الطعام بسبب الملل.

يعمل تناول الطعام بسبب الملل على تشتيت الانتباه عن الشعور بأن الحياة تفتقر إلى المعنى بشكل مؤقت. وعلى عكس المشاعر غير المريحة الأخرى، مثل الحزن أو الغضب، يشير الملل إلى حاجة محددة لأنشطة أكثر جاذبية أو ذات مغزى.

وتتمثل إحدى الاستجابات الشائعة لهذا الشعور بالفراغ في الوصول إلى الطعام، وخصوصاً الطعام الذي يشعرك بالسعادة، والذي قد لا يكون جيداً لصحتك، مثل الإسباغيتي أو البطاطس المقلية، أو بعض الحلوى.

وفي الواقع، عندما نشعر بالملل، نكون أكثر عرضة بنسبة 37 في المائة للانخراط في الأكل العاطفي، مقارنة بوقتنا في غير حالة الملل، وفقاً لموقع «هيلث لاين».

ويسلط الموقع الضوء على كثير من الدوافع وراء تناول الطعام بسبب الملل، أبرزها: تحسين الحالة المزاجية، أو البحث عن أحاسيس جديدة، أو إشباع الرغبة في التجديد. وغالباً ما يرتبط هذا السلوك بالاندفاع والافتقار إلى ضبط النفس، مما يؤدي إلى اختيار الأطعمة السريعة أو غير الصحية.

الجوع العاطفي مقابل الجوع الحقيقي

إن إدراك الفرق بين الجوع العاطفي والجوع الجسدي (الحقيقي) أمر بالغ الأهمية. فهو يضمن تلبية احتياجات جسمك الفعلية بدلاً من استخدام الطعام للتعامل مع المشاعر. وغالباً ما يؤدي الجوع العاطفي إلى عادات غذائية غير صحية وزيادة الوزن.

إليك كيفية التمييز بين الاثنين:

الجوع العاطفي: ينشأ الجوع العاطفي بسبب مشاعر، مثل التوتر أو الملل أو الحزن، وقد يؤدي إلى الشعور بالذنب بعد تناول الطعام. وغالباً ما يرتبط برغبات معينة (عادة للأطعمة السريعة).

الجوع الحقيقي: يعتمد الجوع الجسدي على الحاجة الفسيولوجية للطاقة. ويميل إلى التطور تدريجياً، ويمكن إشباعه بأي طعام. وعادة ما يُشعرك تناول الطعام استجابةً للجوع الجسدي بالرضا، ولا يسبب الشعور بالذنب عادة.

تأثير تناول الطعام بسبب الملل

يمكن أن يكون لتناول الطعام بسبب الملل آثار سلبية كبيرة على الصحة الجسدية والعاطفية. غالباً ما تؤدي هذه العادة إلى تناول أطعمة غير صحية وكثيفة السعرات الحرارية، وهي إدمانية بطبيعتها، ويمكن أن تساهم في زيادة الوزن، وزيادة خطر الإصابة بالسمنة والسكري وأمراض مزمنة أخرى.

بالإضافة إلى ذلك، بعد الانغماس في تناول الطعام بدافع الملل، يشعر كثير من الأشخاص بمشاعر الذنب والعار. يمكن أن تخلق هذه المشاعر حلقة مفرغة من الضيق العاطفي، وسلوكيات الأكل غير الصحية الأخرى.

ويمكن أن يؤدي تناول الطعام بدافع الملل إلى ما يلي:

السمنة: تُظهر الأبحاث أن تناول الطعام العاطفي مرتبط بارتفاع مؤشر كتلة الجسم (بي إم آي) ويمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن.

مرض السكري: يؤدي تناول الأطعمة السكرية أو عالية الدهون بدافع الملل إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

ضعف الصحة العقلية: تُظهر الأبحاث أن تناول كثير من الأطعمة غير الصحية يمكن أن يؤدي إلى الالتهاب وزيادة التوتر، مما يؤثر سلباً على الصحة العقلية. وغالباً ما يؤدي الانغماس في تناول الطعام غير الضروري إلى الشعور بالذنب، مما قد يؤدي إلى تراجع الصحة العقلية.

آليات التكيف الضعيفة: إن تناول الطعام من أجل الراحة والشعور بعدم الملل، يمكن أن يعزز عادات الأكل العاطفية، مما يجعل من الصعب العثور على طرق أكثر صحة للتعامل مع التوتر والمشاعر السلبية.

استراتيجيات للتوقف عن تناول الطعام بسبب الملل

إليك عدة استراتيجيات تجب مراعاتها عندما تشعر بالرغبة في تناول الطعام بسبب الملل:

مارِس نشاطاً بدنياً: اذهب في نزهة، أو قم بتمارين سريعة، أو مارس «اليوغا». يمكن للنشاط البدني أن يحول تركيزك من الملل إلى اللياقة البدنية، ويعزز مزاجك.

ابحث عن منافذ إبداعية: حاول الرسم أو الكتابة أو الحرف اليدوية. مارس هوايات تحفز إبداعك وتشغل عقلك.

تواصل اجتماعياً: تواصل مع الأصدقاء أو العائلة للدردشة أو خطِّط للِّقاء. يمكن أن تقلل التفاعلات الاجتماعية من مشاعر العزلة وتوفر تشتيتاً بعيداً عن الملل.

نظِّم الفوضى وتخلص منها: رتب قسماً من منزلك، أو أعد ترتيب غرفة. استخدم الوقت لإنشاء بيئة معيشية أكثر تنظيماً ومتعة.

مارس اليقظة أو التأمل: خصص بضع دقائق كل يوم لليقظة أو التأمل. يمكن أن تساعد تقنيات مثل التنفس العميق أو التخيل الموجه، في إدارة الرغبة في تناول الطعام بسبب الملل.

طور روتيناً: أنشئ جدولاً يومياً يتضمن العمل والتمارين والهوايات والاسترخاء. يساعد اليوم المنظم على تقليل وقت الفراغ، ويقلل من الملل.

استكشف اهتمامات جديدة: جرّب أنشطة جديدة، مثل تعلّم لغة جديدة، أو تعلم آلة موسيقية، أو القراءة. إن إيجاد هوايات جديدة يمكن أن يبقيك منشغلاً ومتحمساً.

اقرأ أو استمع إلى الكتب الصوتية: انغمس في كتاب مقنع، أو استمع إلى كتاب صوتي أثناء القيام بالأعمال المنزلية. يمكن أن يوفر لك هذا مخرجاً، ويثري عقلك، مع إبقائك مشغولاً.

اخبز بمكونات صحية: خذ وقتاً للخبز باستخدام مكونات مغذية، مثل الحبوب الكاملة والفواكه والمكسرات. يمكن أن تكون عملية الخَبز مريحة ومجزية، والاستمتاع بالنتائج يمكن أن يوفر بديلاً صحياً لتناول الوجبات الخفيفة للتخلص من الملل.

شرب الماء: اشرب كوباً من الماء قبل الأكل، للتأكد من أنك لم تخطئ بين عطشك والجوع.

تناول وجبات خفيفة صحية: إذا فشل كل شيء آخر، فحاول تناول وجبات خفيفة صحية، مثل شرائح التفاح، أو الخضراوات مع الحمص، أو حفنة من المكسرات، أو وعاء صغير من الزبادي. هذه الخيارات مغذية وتساعد في كبح الرغبة الشديدة في تناول الطعام، دون سعرات حرارية مفرطة.