كيف يمكن لكلبك أن يلعب دور معالجك النفسي؟

فائدة وفعالية الكلاب في تخفيف عدد من المشكلات النفسية المرتبطة بالقلق أمر راسخ (رويترز)
فائدة وفعالية الكلاب في تخفيف عدد من المشكلات النفسية المرتبطة بالقلق أمر راسخ (رويترز)
TT

كيف يمكن لكلبك أن يلعب دور معالجك النفسي؟

فائدة وفعالية الكلاب في تخفيف عدد من المشكلات النفسية المرتبطة بالقلق أمر راسخ (رويترز)
فائدة وفعالية الكلاب في تخفيف عدد من المشكلات النفسية المرتبطة بالقلق أمر راسخ (رويترز)

يمر الناس بالكثير من الأوقات العصيبة، ويواجهون بشكل شبه يومي ضغوطات تسبب لهم القلق، بما في ذلك القضايا المالية، والصعوبات العائلية، والمشاكل الشخصية، على سبيل المثال. ونتيجة لذلك تتدهور صحتنا النفسية والعاطفية.

ووفقاً لأحدث الإحصائيات الصادرة عن المعهد الوطني للصحة العقلية في الولايات المتحدة (NIMH)، تشير التقديرات إلى أن واحداً من كل 5 بالغين أميركيين عانى من أعراض أحد أشكال اضطراب القلق في العام الماضي. كما تشير الإحصائيات إلى أن نحو 31 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة سيعانون من شكل أو آخر من أشكال القلق، أو المشاكل العاطفية، أو الاضطرابات المرتبطة بالتوتر في وقت ما من حياتهم.

وما يزيد الأمر سوءاً هو أن التقديرات تشير إلى أن أقل من نصف هؤلاء سيحصلون بالفعل على علاج نفسي. والسبب وراء ذلك يعود إلى تكلفة العلاج النفسي العالية، أو الخوف من الوصمة التي لا يزال يشعر بها الكثير من الناس بشأن طلب المساعدة النفسية.

وفي هذا السياق، كشفت بعض الأبحاث الجديدة عن علاج غير تقليدي، فقد يكون أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها لتحسين صحتك العقلية والنفسية هو شراء كلب أليف لنفسك، وفقاً لما ذكره موقع «سيكولوجي توداي» المعني بالصحة النفسية والعقلية والعلوم السلوكية.

الكلاب كمعالجين نفسيين

إن فائدة وفعالية الكلاب في تخفيف عدد من المشكلات النفسية المرتبطة بالقلق أمر راسخ. فمنذ عام 2000، ظهرت الطبعة الأولى من دليل العلاج بمساعدة الحيوان. وقد لخص عدد كبير من الدراسات التي توضح الفوائد النفسية للكلاب. وبمرور الوقت والطبعات أثبتت مئات الدراسات الجديدة قيمة الكلاب العلاجية وأصبحت فؤاد الكلاب في الحد من القلق مقبولة علمياً.

وأشار استطلاع جديد إلى أن «مجرد وجود كلب أليف كمرافق» أدى إلى تحسين الصحة العاطفية لدى 39 في المائة من البالغين الأميركيين، كما أفاد 69 في المائة من أصحاب الكلاب أن كلابهم حسنت صحتهم العقلية والعاطفية من خلال تهدئتهم عندما كانوا حزينين، وأبلغ 45 في المائة عن تحسنهم لأن كلبهم اهتم بهم واستمع إليهم عندما احتاجوا إلى التنفيس.

وأشار أصحاب الكلاب إلى أن حيواناتهم الأليفة تحسّن مزاجهم بمعدل تسع مرات كل يوم عن طريق جعل أصحابها يضحكون (73 في المائة)، أو عن طريق اللعب (68 في المائة)، أو عن طريق احتضانهم (67 في المائة). ومن اللافت للنظر أن 61 في المائة من المشاركين قيموا الوقت الذي يقضونه مع كلبهم بأنه «أفضل جزء من يومهم».

وأشار أكثر من ثُلث المشاركين في الاستطلاع إلى أن كلابهم «تتصرف مثل الاختصاصيين النفسيين» بسبب الطريقة التي تدعم بها الكلاب الصحة العقلية لأصحابها وتعديلها لمزاجهم.

أكثر من العلاج النفسي

أفاد 25 في المائة من المشاركين في الاستطلاع بأن كلابهم حسنت صحتهم الجسدية والعاطفية أيضاً. وهذا يكرر النتائج السابقة التي مفادها أن امتلاك كلب يحفز الشخص على الانخراط في المزيد من النشاط البدني (من خلال المشي اليومي على سبيل المثال)، الذي ثبت بدوره أنه يحسن الصحة العامة.

وفي عام 2013، أصدرت جمعية القلب الأميركية تقريراً أعدته لجنة من الخبراء الذين قاموا بمسح مئات الدراسات العلمية وخلصوا إلى أن ملكية الكلاب تعمل على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية بشكل كبير.


مقالات ذات صلة

7 علاجات للتخلص من الشخير

صحتك الشخير قد يكون ناجماً عن اضطراب ليلي غير ضار أو يشير إلى حالة صحية كامنة (إكس)

7 علاجات للتخلص من الشخير

يحدث الشخير إذا لم يتمكن الهواء من المرور عبر الفم والأنف. عادة ما يسدّ شيء ما مجرى الهواء مما يمنع تدفق الهواء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مجموعة من كبار السن في الصين (أرشيفية - رويترز)

شيخوخة صحية وآمنة... 4 نصائح للعيش حتى مائة عام

تقرير قدمته شبكة «أيه بي سي» الأميركية عن العوامل التي تساهم على وجه التحديد في العيش حتى سن المائة في شيخوخة ناجحة آمنة

يوميات الشرق أفراد من «شعب تسيماني» (رويترز)

أصحاب «أصح القلوب في العالم»... ماذا نعرف عن «شعب تسيماني»؟

في أعماق غابات الأمازون المطيرة، على بُعد 600 كيلومتر شمال لاباز، أكبر مدينة في بوليفيا، يوجد «أصحاب أصح القلوب في العالم»، الذين يُعرَفون باسم «شعب تسيماني».

«الشرق الأوسط» (لاباز )
يوميات الشرق الاحتراق النفسي أكثر من مجرد حالة مزمنة (أرشيفية - موقع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أميركا)

3 إشارات من جسدك تحذّر من الاحتراق النفسي

قد يحذرك جسمك من أن الاحتراق النفسي على وشك الحدوث.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق هيمان بيكيلي «تايم»

مراهق صنع صابوناً للوقاية من سرطان الجلد يحظى بلقب «طفل العام»

مراهق أميركي ابتكر صابوناً يمكنه «تحويل علاج سرطان الجلد»، ليكون طفل العام 2024.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

اختبار دم بالذكاء الاصطناعي يتنبّأ بمخاطر 18 مرضاً للشيخوخة

اختبار دم يكشف الإصابة بأمراض مرتبطة بالشيخوخة (جامعة أوبسالا)
اختبار دم يكشف الإصابة بأمراض مرتبطة بالشيخوخة (جامعة أوبسالا)
TT

اختبار دم بالذكاء الاصطناعي يتنبّأ بمخاطر 18 مرضاً للشيخوخة

اختبار دم يكشف الإصابة بأمراض مرتبطة بالشيخوخة (جامعة أوبسالا)
اختبار دم يكشف الإصابة بأمراض مرتبطة بالشيخوخة (جامعة أوبسالا)

طوّر باحثون أميركيون اختباراً جديداً للدم يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتحليل أكثر من 200 بروتين في الجسم، بهدف تقدير معدل التقدم البيولوجي في العمر.

وأوضح الباحثون بكلية الطب في جامعة «هارفارد» أن الاختبار يمكن من خلاله التنبؤ بخطر الإصابة بـ18 مرضاً مرتبطاً بالشيخوخة، وكذلك خطر الوفاة المبكرة، وفق النتائج التي نُشرت، الجمعة، في دورية «Nature Medicine».

ويشير التقدم البيولوجي في العمر إلى التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في الجسم مع الوقت، والتي قد لا تتماشى دائماً مع العمر الزمني للشخص.

وتتسبّب هذه التغيرات في تدهور وظائف الخلايا والأنسجة، ما يفاقم احتمال الإصابة بالأمراض المرتبطة بالشيخوخة، مثل: القلب والسكري والسرطان. ويساعد فهم التقدم البيولوجي في العمر على توقع هذه الأمراض واتخاذ تدابير وقائية للحفاظ على الصحة.

ووفق الباحثين، فإن دراستهم الجديدة تؤكد دور البروتينات الموجودة في الجسم، بوصفها أداة دقيقة لقياس العمر البيولوجي، من خلال تحليل كيفية عمل الخلايا بدلاً من الاعتماد على العمر الزمني فقط.

وقدّمت النتائج رؤى مهمة حول المسارات البيولوجية التي تؤدي إلى تطوّر الأمراض المرتبطة بالشيخوخة. كما فتحت الباب لفهم أعمق لكيفية تفاعل الجينات والبيئة في عملية الشيخوخة؛ ما قد يساعد الباحثين على تطوير علاجات للأمراض المرتبطة بالعمر وتقييم فاعليتها.

وانطلق الباحثون للإجابة عن سؤال محدد، هو: هل يمكن تطوير ساعة بيولوجية تعتمد على البروتينات للتنبّؤ بخطر الإصابة بالأمراض الشائعة للشيخوخة؟

ومن خلال استخدام تقنيات التعلم الآلي تمكنوا من تطوير نموذج يعتمد على المعلومات البروتينية في الدم لتقدير العمر البيولوجي لدى أكثر من 45 ألف شخص، تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عاماً من البنك الحيوي في بريطانيا.

اختُبِر هذا النموذج في مجموعتين أخريين من المشاركين من الصين وفنلندا؛ إذ أظهرت النتائج دقة مماثلة في تقدير العمر البيولوجي بين هؤلاء المشاركين.

وتوصّل الباحثون إلى 204 بروتينات يمكنها التنبّؤ بالعمر الزمني بدقة، بالإضافة إلى تحديد مجموعة من 20 بروتيناً مرتبطاً بالشيخوخة التي تمثّل 91 في المائة من دقة التنبؤ.

وأظهرت الدراسة أن العمر البيولوجي المرتبط بالبروتينات كان مرتبطاً بتطوّر 18 مرضاً مزمناً، مثل: القلب والكبد والكلى والرئة والسكري وألزهايمر والسرطان، بالإضافة إلى خطر الوفاة وجميع أسبابها.

وقدّمت هذه الدراسة دليلاً شاملاً على أن التقدم البيولوجي المرتبط بالبروتينات يمثّل علامة بيولوجية مشتركة بين عدد من الأمراض المزمنة. كما أن النتائج قد تكون قابلة للتعميم على مختلف الفئات السكانية ذات الخلفيات الجينية والجغرافية المتنوعة.

وعلى الرغم من أن الاختبار يقتصر حالياً على البحث العلمي في المختبرات، يعمل الفريق على تطويره ليصبح متاحاً للاستخدام في العيادات الطبية.