شيخوخة صحية وآمنة... 4 نصائح للعيش حتى مائة عام

مجموعة من كبار السن في الصين (أرشيفية - رويترز)
مجموعة من كبار السن في الصين (أرشيفية - رويترز)
TT

شيخوخة صحية وآمنة... 4 نصائح للعيش حتى مائة عام

مجموعة من كبار السن في الصين (أرشيفية - رويترز)
مجموعة من كبار السن في الصين (أرشيفية - رويترز)

ارتفع عدد المعمرين حول العالم من 151 ألفاً في عام 2000 إلى 573 ألفاً في عام 2021. يعيش الأشخاص لفترة أطول، وتشير الدراسات إلى أنه يمكن التوقع أن نرى المزيد من الناس يصلون إلى سن 100 عام في السنوات القادمة.

في تقرير قدمته شبكة «أيه بي سي» الأميركية عن العوامل التي تساهم على وجه التحديد في العيش حتى سن المائة في شيخوخة ناجحة آمنة، بالرغم من أنه غالباً ما يعاني كبار السن من الأمراض المزمنة، راجع التقرير نمط الحياة والعادات الصحية للمعمرين (الذين تتراوح أعمارهم بين 95 و99 عاماً) في جميع أنحاء العالم. وتضمن مراجعة 34 دراسة مراقبة نُشرت منذ عام 2000.

وفيما يلي نعرض أربعة عوامل رئيسية وجد أنها تساهم في طول العمر:

1. نظام غذائي متنوع مع تناول كميات معتدلة من الملح

يتبع المعمرون الذين يقتربون من سن المائة نظاماً غذائياً متوازناً ومتنوعاً. وقد وجد أنهم يستهلكون في المتوسط ​​ما بين 57 و65 في المائة من استهلاكهم للطاقة من الكربوهيدرات، و12 إلى 32 في المائة من البروتين، و27 إلى 31 في المائة من الدهون.

وتضمنت أنظمتهم الغذائية الأطعمة الأساسية (مثل الأرز والقمح)، والفواكه والخضراوات، والأطعمة الغنية بالبروتين مثل الدواجن والأسماك والبقول، مع استهلاك معتدل للحوم الحمراء.

ويرتبط هذا النمط الغذائي بانخفاض مخاطر ضعف الوظائف البدنية والوفاة.

كما فضل معظم المعمرين اتباع نظام غذائي منخفض الملح. في حين قامت دراسة واحدة فقط بقياس متوسط ​​تناول الصوديوم اليومي، ووجدت أنه 1.6 غرام، ويشمل هذا توصية منظمة الصحة العالمية بأقل من 2 غرام من الصوديوم يومياً (أي ما يعادل نحو 5 غرامات من الملح).

يحتوي النظام الغذائي التقليدي في أوكيناوا اليابانية، أكبر مكان للمعمرين، على أنهم يستهلكون نحو 1.1 غرام من الصوديوم.

ووجد التقرير أن تناول الملح بكميات أكبر، لهؤلاء الذين يفضلون الطعام المالح أو يضيفون ملحاً إضافياً إلى الوجبات، يعرضهم لخطر متزايد بنسبة 3.6 ضعف لضعف الوظائف الجسدية مقارنة بأولئك الذين لا يفضلون الملح.

وينصح بتضمين الكثير من الحبوب الكاملة والخضراوات الجذرية والفاصوليا والبقوليات والفواكه والخضراوات في النظام الغذائي، وتقليل استهلاك اللحوم الحمراء واختيار الدواجن الخالية من الدهون، والأسماك والبروتين النباتي، ومراقبة الملح في الطعام.

2. استخدام قليل للأدوية

لا تخلو حياة المعمرين من الإصابة بالأمراض المزمنة، لكنهم يصابون بها عادة في وقت متأخر من العمر عن البالغين العاديين. وقد عانى أكثر من نصف الأشخاص الذين شملهم التقرير من مشكلات شائعة مثل ارتفاع ضغط الدم، أو الخرف، أو ضعف الإدراك.

لقد وُجد أن الأشخاص الذين شملهم التقرير كانت أكثر الأدوية استخداماً عندهم هي أدوية ضغط الدم وأدوية أمراض القلب. ووجدت دراسة كبيرة قائمة على سجل صحي في إسبانيا أن المعمرين تناولوا في المتوسط ​​4.9 دواء. أما غير المعمرين في هذه الدراسة فقد تناولوا 6.7 دواء في المتوسط.

ويشير التقرير إلى أن المعمرين الذين يتناولون عدداً أقل من الأدوية يتمتعون بصحة أفضل. ومع ذلك، فإن البيانات المتعلقة باستخدام الأدوية غالباً ما تكون ذاتية وحالات فردية، وبالتالي قد لا تكون دقيقة تماماً، وخاصة بين أولئك الذين يعانون من ضعف الإدراك.

3- النوم الجيد

تؤثر جودة النوم وكميته على الجهاز المناعي، وهرمونات التوتر، ووظائف القلب والأيض مثل السمنة، وارتفاع ضغط الدم، والسكري. يرتبط النوم الجيد بسنوات طويلة من الصحة الجيدة وانخفاض مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

وفي التقرير الذي رصدته «إم بي سي» الأميركية، فإن 68 في المائة من المعمرين راضون عن جودة نومهم.

وفي دراسة استقصائية حول رضا البالغين عن النوم في 13 دولة في عام 2020، تراوحت نسبة رضاهم عن النوم من 29 إلى 67 في المائة.

وتتراوح مدة النوم المثالية بين سبع وثماني ساعات في الليلة. ويُنصح للحصول على نوم أفضل، بالحفاظ على روتين نوم منتظم، وخلق بيئة مريحة، وممارسة الرياضة بانتظام، وإدارة الشعور بالتوتر.

4-البيئة التي تعيش فيها

أكثر من 75 في المائة من المعمرين الذين شملهم البحث كانوا يعيشون في مناطق ريفية مثل أوكيناوا في اليابان، وسردينيا في إيطاليا، وشبه جزيرة نيكويا في كوستاريكا، وإيكاريا في اليونان.

قد يكون هذا مرتبطاً جزئياً بالصلة بين الطبيعة والصحة والرفاهية. على سبيل المثال، ارتبط التعرض للمساحات الخضراء بانخفاض مستويات التوتر والاكتئاب وضغط الدم ومرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب، مما قد يؤدي إلى زيادة متوسط ​​العمر.


مقالات ذات صلة

كيف يمكن لكلبك أن يلعب دور معالجك النفسي؟

صحتك فائدة وفعالية الكلاب في تخفيف عدد من المشكلات النفسية المرتبطة بالقلق أمر راسخ (رويترز)

كيف يمكن لكلبك أن يلعب دور معالجك النفسي؟

كشفت بعض الأبحاث الجديدة عن علاج غير تقليدي، فقد يكون أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها لتحسين صحتك العقلية والنفسية هو شراء كلب أليف لنفسك.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشخير قد يكون ناجماً عن اضطراب ليلي غير ضار أو يشير إلى حالة صحية كامنة (إكس)

7 علاجات للتخلص من الشخير

يحدث الشخير إذا لم يتمكن الهواء من المرور عبر الفم والأنف. عادة ما يسدّ شيء ما مجرى الهواء مما يمنع تدفق الهواء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أفراد من «شعب تسيماني» (رويترز)

أصحاب «أصح القلوب في العالم»... ماذا نعرف عن «شعب تسيماني»؟

في أعماق غابات الأمازون المطيرة، على بُعد 600 كيلومتر شمال لاباز، أكبر مدينة في بوليفيا، يوجد «أصحاب أصح القلوب في العالم»، الذين يُعرَفون باسم «شعب تسيماني».

«الشرق الأوسط» (لاباز )
يوميات الشرق الاحتراق النفسي أكثر من مجرد حالة مزمنة (أرشيفية - موقع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أميركا)

3 إشارات من جسدك تحذّر من الاحتراق النفسي

قد يحذرك جسمك من أن الاحتراق النفسي على وشك الحدوث.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق هيمان بيكيلي «تايم»

مراهق صنع صابوناً للوقاية من سرطان الجلد يحظى بلقب «طفل العام»

مراهق أميركي ابتكر صابوناً يمكنه «تحويل علاج سرطان الجلد»، ليكون طفل العام 2024.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

اختبار دم بالذكاء الاصطناعي يتنبّأ بمخاطر 18 مرضاً للشيخوخة

اختبار دم يكشف الإصابة بأمراض مرتبطة بالشيخوخة (جامعة أوبسالا)
اختبار دم يكشف الإصابة بأمراض مرتبطة بالشيخوخة (جامعة أوبسالا)
TT

اختبار دم بالذكاء الاصطناعي يتنبّأ بمخاطر 18 مرضاً للشيخوخة

اختبار دم يكشف الإصابة بأمراض مرتبطة بالشيخوخة (جامعة أوبسالا)
اختبار دم يكشف الإصابة بأمراض مرتبطة بالشيخوخة (جامعة أوبسالا)

طوّر باحثون أميركيون اختباراً جديداً للدم يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتحليل أكثر من 200 بروتين في الجسم، بهدف تقدير معدل التقدم البيولوجي في العمر.

وأوضح الباحثون بكلية الطب في جامعة «هارفارد» أن الاختبار يمكن من خلاله التنبؤ بخطر الإصابة بـ18 مرضاً مرتبطاً بالشيخوخة، وكذلك خطر الوفاة المبكرة، وفق النتائج التي نُشرت، الجمعة، في دورية «Nature Medicine».

ويشير التقدم البيولوجي في العمر إلى التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في الجسم مع الوقت، والتي قد لا تتماشى دائماً مع العمر الزمني للشخص.

وتتسبّب هذه التغيرات في تدهور وظائف الخلايا والأنسجة، ما يفاقم احتمال الإصابة بالأمراض المرتبطة بالشيخوخة، مثل: القلب والسكري والسرطان. ويساعد فهم التقدم البيولوجي في العمر على توقع هذه الأمراض واتخاذ تدابير وقائية للحفاظ على الصحة.

ووفق الباحثين، فإن دراستهم الجديدة تؤكد دور البروتينات الموجودة في الجسم، بوصفها أداة دقيقة لقياس العمر البيولوجي، من خلال تحليل كيفية عمل الخلايا بدلاً من الاعتماد على العمر الزمني فقط.

وقدّمت النتائج رؤى مهمة حول المسارات البيولوجية التي تؤدي إلى تطوّر الأمراض المرتبطة بالشيخوخة. كما فتحت الباب لفهم أعمق لكيفية تفاعل الجينات والبيئة في عملية الشيخوخة؛ ما قد يساعد الباحثين على تطوير علاجات للأمراض المرتبطة بالعمر وتقييم فاعليتها.

وانطلق الباحثون للإجابة عن سؤال محدد، هو: هل يمكن تطوير ساعة بيولوجية تعتمد على البروتينات للتنبّؤ بخطر الإصابة بالأمراض الشائعة للشيخوخة؟

ومن خلال استخدام تقنيات التعلم الآلي تمكنوا من تطوير نموذج يعتمد على المعلومات البروتينية في الدم لتقدير العمر البيولوجي لدى أكثر من 45 ألف شخص، تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عاماً من البنك الحيوي في بريطانيا.

اختُبِر هذا النموذج في مجموعتين أخريين من المشاركين من الصين وفنلندا؛ إذ أظهرت النتائج دقة مماثلة في تقدير العمر البيولوجي بين هؤلاء المشاركين.

وتوصّل الباحثون إلى 204 بروتينات يمكنها التنبّؤ بالعمر الزمني بدقة، بالإضافة إلى تحديد مجموعة من 20 بروتيناً مرتبطاً بالشيخوخة التي تمثّل 91 في المائة من دقة التنبؤ.

وأظهرت الدراسة أن العمر البيولوجي المرتبط بالبروتينات كان مرتبطاً بتطوّر 18 مرضاً مزمناً، مثل: القلب والكبد والكلى والرئة والسكري وألزهايمر والسرطان، بالإضافة إلى خطر الوفاة وجميع أسبابها.

وقدّمت هذه الدراسة دليلاً شاملاً على أن التقدم البيولوجي المرتبط بالبروتينات يمثّل علامة بيولوجية مشتركة بين عدد من الأمراض المزمنة. كما أن النتائج قد تكون قابلة للتعميم على مختلف الفئات السكانية ذات الخلفيات الجينية والجغرافية المتنوعة.

وعلى الرغم من أن الاختبار يقتصر حالياً على البحث العلمي في المختبرات، يعمل الفريق على تطويره ليصبح متاحاً للاستخدام في العيادات الطبية.