دراسة تحذر: بديل السكر يزيد من مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية

موزع مشروبات غازية في القرية الأولمبية (أ.ف.ب)
موزع مشروبات غازية في القرية الأولمبية (أ.ف.ب)
TT

دراسة تحذر: بديل السكر يزيد من مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية

موزع مشروبات غازية في القرية الأولمبية (أ.ف.ب)
موزع مشروبات غازية في القرية الأولمبية (أ.ف.ب)

أظهرت دراسة حديثة أن تناول بديل السكر «الإريثريتول»، المستخدم في تحلية المنتجات منخفضة الكربوهيدرات، قد يزيد من أخطار الجلطات الدموية؛ مما يعزز احتمالية حدوث نوبات قلبية وسكتات دماغية، حسبما أفادت شبكة «سي إن إن».

الدراسة التي أُجريت على 10 أشخاص أصحاء، أظهرت أن تناول مشروب يحتوي على «الإريثريتول» يزيد من نشاط الصفائح الدموية (التجلط) بمعدل يتجاوز الضعف مقارنة بالمشروبات المحتوية على السكر العادي.

وأوضح الدكتور ستانلي هازن، مدير مركز تشخيص القلب والأوعية الدموية في معهد كليفلاند كلينك، أن تأثير «الإريثريتول» على الصفائح الدموية كان واضحاً لدى جميع المشاركين في الدراسة، فيما لم يظهر الجلوكوز التأثير نفسه.

وأشار إلى أن النتائج تشير إلى ضرورة إعادة تقييم سلامة استخدام هذا البديل السكري.

وعلى الرغم من صغر حجم الدراسة، فإنها أثارت قلقاً بين الأطباء؛ إذ وصفها الدكتور أندرو فريمان بأنها مهمة، مشيراً إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث حول سلامة استخدام «الإريثريتول».

ومن جهة أخرى، دافعت رابطة مراقبة السعرات الحرارية عن استخدام «الإريثريتول»، معتبرةً أن الكميات المستخدمة في الدراسة كانت أكبر بكثير من المستويات المسموح بها في المشروبات الغذائية اليومية.

ومع ذلك، أكد الباحثون أن الكميات المستخدمة تعادل تلك الموجودة في العديد من المنتجات اليومية مثل المشروبات الغازية والآيس كريم.

يُذكر أن «الإريثريتول»، وهو نوع من الكحولات السكرية، يُستخدم على نطاق واسع في المنتجات الخالية من السكر ومنخفضة الكربوهيدرات.

ورغم تصنيفه آمناً من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، فإن هذه الدراسة الأخيرة تدق ناقوس الخطر حول تأثيره المحتمل على صحة القلب والأوعية الدموية.

الدراسة الجديدة هي جزء من سلسلة من الأبحاث التي تربط بين «الإريثريتول» وزيادة مخاطر التجلطات؛ إذ أظهرت دراسات سابقة أن الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من هذه المادة في دمائهم كانوا أكثر عرضةً للإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية بمقدار الضعف.

ويدعو الباحثون إلى المزيد من التحقيقات لتحديد مدى أمان هذا البديل السكري على المدى الطويل، خصوصاً للأشخاص الذين يعانون من عوامل خطر مثل أمراض القلب والسكري.


مقالات ذات صلة

مستشفى سعودي يطوّر بروتوكولاً لتشخيص الأمراض المعدية

صحتك البروتوكول الذي طوّره «التخصصي» يهدف للوصول إلى «صفر» مرض مُعدٍ غير مشخّص (واس)

مستشفى سعودي يطوّر بروتوكولاً لتشخيص الأمراض المعدية

نجح مستشفى الملك فيصل التخصصي في تطوير بروتوكول الميتاجينوم لتشخيص الأمراض المعدية التي تعذَّر تحديد مسبباتها بالوسائل التقليدية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك كبار السن وضعاف المناعة معرضون بشكل خاص للمتغيرات الفرعية الجديدة للفيروس (أرشيفية - رويترز)

ارتفاع كبير في إصابات كوفيد بـ84 دولة... ومخاوف من سلالات خطيرة

يشهد العالم ارتفاعاً في عدد الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد حيث هاجمت موجة صيفية من «كوفيد-19» ما لا يقل عن 84 دولة في الأميركتين وأجزاء من آسيا وأوروبا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
المشرق العربي شعار منظمة الصحة العالمية خارج مبنى المنظمة في جنيف بسويسرا 6 أبريل 2021 (رويترز)

«الصحة العالمية»: نواجه تحدياً لوجيستياً لتوزيع 1.2 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال في غزة

أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم (الأربعاء) أنها سترسل أكثر من مليون لقاح ضد شلل الأطفال إلى قطاع غزة حيث اكتُشف الفيروس في مياه الصرف الصحي.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
رياضة عالمية ماريا فان كيرخوف مديرة شؤون الاستعداد والوقاية من الأوبئة في المنظمة (رويترز)

«الصحة العالمية»: إصابة 40 رياضياً في الألعاب الأولمبية بـ«كوفيد 19»

أعلنت «منظمة الصحة العالمية»، الثلاثاء، أن 40 رياضياً مشاركاً في الألعاب الأولمبية على الأقل ثبتت إصابتهم بـ«كوفيد»، لكنها رأت أن الأمر ليس مستغرباً.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق رجل يأخذ استراحة تحت رذاذ المياه بينما أصدرت الحكومة اليابانية تحذيرات من ضربات الشمس في طوكيو (رويترز)

ما خطورة الإفراط في شرب الماء وتأثيراته على الصحة؟

تسمم الماء، المعروف أيضاً بنقص صوديوم الدم، يمكن أن يسبب أعراضاً تشمل: الارتباك، والغثيان، والقيء، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي إلى نوبات أو حتى الوفاة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

اكتشاف علاجات جديدة من جوانب إيجابية لبعض الآثار الجانبية للأدوية

المركب الدوائي للفياغرا طور اساسا لعلاج الذبحة الصدرية
المركب الدوائي للفياغرا طور اساسا لعلاج الذبحة الصدرية
TT

اكتشاف علاجات جديدة من جوانب إيجابية لبعض الآثار الجانبية للأدوية

المركب الدوائي للفياغرا طور اساسا لعلاج الذبحة الصدرية
المركب الدوائي للفياغرا طور اساسا لعلاج الذبحة الصدرية

يشير تعريف الآثار الجانبية للأدوية إلى الآثار غير المقصودة التي يمكن أن تحدث نتيجة تناول دواء ما. وتشمل هذه الآثار الأعراض المزعجة أو غير المرغوب فيها التي يمكن أن تظهر خلال الاستخدام العلاجي. ومن المهم فهم هذه الآثار بشكل جيد لتقليل المخاطر المحتملة، وتحسين نوعية الرعاية الصحية بشكل عام. وتعد الآثار الجانبية للأدوية موضوعاً مهماً يجب أخذه بعين الاعتبار في مجال الرعاية الصحية والطب.

وهنالك أمر لا يقل أهمية في موضوع الأدوية، وهو الجانب الإيجابي لبعض الآثار الجانبية للأدوية الذي قد يكون ذا تأثير مهم على العلاج والتشخيص الصحيح. وغالباً ما يُنظر إلى الآثار الجانبية للأدوية بشكل سلبي، لأنها يمكن أن تسبب للمرضى عدم الراحة وأعراضاً ومضاعفات أخرى غير متوقعة. ومع ذلك، هناك حالات، حيث يمكن أن يكون للآثار الجانبية للأدوية فيها نتائج إيجابية.

سوف نستكشف في هذا المقال كثيراً من الجوانب الإيجابية للآثار الجانبية للأدوية، وكيف يمكن أن تكون مفيدة في مواقف معينة من تحسين الرعاية الصحية.

جوانب إيجابية للآثار الجانبية للأدوية

لقد تم تحقيق كثير من التطورات الطبية الرائدة عندما لاحظ الباحثون ومتخصصو الرعاية الصحية تأثيرات إيجابية غير مقصودة لبعض الأدوية التي تم تطويرها في الأصل لأغراض أخرى. وعلى سبيل المثال، تم تطوير عقار السيلدينافيل في البداية لعلاج الذبحة الصدرية، ولكن تبين لاحقاً أن له تأثيراً جانبياً مفيداً على ضعف الانتصاب، ما أدى إلى تطوير الفياغرا. أحدث هذا الاكتشاف غير المتوقع ثورة في علاج ضعف الانتصاب، وتحسين نوعية الحياة لكثير من الأفراد. وهكذا وفي بعض الحالات، يمكن أن توفر الآثار الجانبية للأدوية علاجاً إضافياً.

هناك كثير من الفوائد التي يمكن أن توفرها الأدوية لكثير من الأشخاص، فقد أسهم كثير منها من خلال الجوانب الإيجابية لآثارها الجانبية (السلبية) في علاج عدد من الأمراض، نذكر منها ما يلي:

- علاج الأمراض والإصابات.

- التخفيف من الألم.

- تحسين جودة الحياة للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.

- منع العدوى والأمراض الخطيرة.

- تقليل خطر الإصابة بمضاعفات المرض.

- تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.

- تحسين وظائف الجهاز الهضمي والكلي.

- تحسين الوظائف العقلية والعاطفية.

- المساعدة في التحكم في ضغط الدم ومستويات السكر في الدم.

- تحسين الأداء البدني والرياضي.

توظيف فوائد الآثار الجانبية

فيما يلي نورد بعض الأمثلة عن كيفية أن تكون الآثار الجانبية الدوائية إيجابية! وكيف يمكن استخدامها لتحسين العلاج والرعاية الصحية:

- يمكن أن تساعد الآثار الجانبية للدواء في تشخيص المشكلات الصحية المحتملة للمريض.

- قد تعمل بعض الآثار الجانبية كأنها إشارة تحذيرية لمنع استمرار تناول الدواء.

- يمكن أن تكون الآثار الجانبية دليلاً على تفاعل الجسم مع الدواء.

- بعض الآثار الجانبية قد تؤدي إلى تحسين حالة صحية أخرى غير المشكلة التي يتم علاجها بالدواء.

- تسهل بعض الآثار الجانبية الالتزام بالعلاج وتنظيمه بشكل أفضل.

- قد تؤدي بعض الآثار الجانبية إلى تخفيف أعراض أو مضاعفات المرض الأساسي.

- قد تساعد الآثار الجانبية المحتملة في تحسين خيارات العلاج واختيار الدواء المناسب.

- تساعد في تقليل الجرعة المطلوبة من الدواء بناءً على الآثار الجانبية المرتبطة.

- يمكن أن تقود الآثار الجانبية إلى اكتشاف فوائد غير متوقعة للدواء.

- يمكن أن تحفز الآثار الجانبية على البحث والابتكار لتطوير علاجات أفضل وأكثر فاعلية.

أدوية شهيرة مستخدمة حالياً

تم اكتشاف إيجابية بعض الآثار الجانبية للأدوية في أوقات مختلفة وبطرق متنوعة، غالباً من خلال الملاحظة والتجارب السريرية. وهناك كثير من الأدوية الشهيرة التي تستخدم حالياً في علاج حالات مرضية معروفة، تم اكتشافها بفضل الآثار الجانبية التي لوحظت عند استخدام أدوية أخرى.

فيما يلي بعض الأمثلة البارزة على كيفية تأثير المصادفة في تقدم الأبحاث الدوائية، واكتشاف علاجات جديدة بناءً على آثار جانبية غير متوقعة، ونورد أيضاً تفاصيل اكتشاف بعض الأدوية الشهيرة التي اكتشفت آثارها الجانبية المفيدة:

- فياغرا (سيلدينافيل sildenafil): كان يُجرى تطوير السيلدينافيل أصلاً ليكون دواء لعلاج الذبحة الصدرية (ألم الصدر الناجم عن أمراض القلب). أثناء التجارب السريرية، لاحظ الباحثون أن المشاركين يعانون من آثار جانبية غير متوقعة تتعلق بتحسين القدرة على الانتصاب. وأدى هذا الاكتشاف إلى تحول تركيز الأبحاث لاستخدام الدواء في علاج ضعف الانتصاب، ومن ثمّ أدى إلى تطوير الفياغرا ليصبح أول علاج فعّال لضعف الانتصاب. وتمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) في عام 1998 تحت الاسم التجاري «فياغرا».

- مينوكسيديل (Minoxidil): تم اكتشاف تأثيره في السبعينات، حيث كان يُجرى تطويره في الأصل بوصفه دواء لعلاج ارتفاع ضغط الدم، حيث كان يسبب توسع الأوعية الدموية. ولكن، لاحظ الأطباء أن المرضى الذين كانوا يتناولونه قد نما لديهم شعر في أماكن غير متوقعة. بناءً على هذه الملاحظة، تم تطويره ليكون دواء لعلاج تساقط الشعر. وتمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA في عام 1988 تحت الاسم التجاري «روجين».

- إسيتالوبرام Escitalopram (سيبرالكس Cipralex): تم اكتشاف تأثيره الإضافي في أواخر التسعينات. في البداية، تم تطويره، في الأصل، بوصفه دواء مضاداً للاكتئاب ضمن مجموعة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs). ولكن أثناء استخدامه لعلاج الاكتئاب، لاحظ الباحثون أن المرضى الذين يعانون من اضطرابات القلق يظهرون تحسناً ملحوظاً بسبب تأثيراته الجديدة والمفيدة لعلاج اضطرابات القلق العام. بناءً على هذه الملاحظة، تم اعتماد استخدام الإسيتالوبرام لعلاج اضطرابات القلق أيضاً.

- الثاليدوميد (Thalidomide): تم اكتشاف تأثيره في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، وأعيد اكتشاف فائدته في التسعينات. كان يُستخدم في الأصل دواء مهدئاً لعلاج الغثيان الصباحي عند الحوامل. ولكن تم اكتشاف أنه يسبب تشوهات خلقية شديدة فتم سحبه من السوق لذلك السبب. لاحقاً، اكتشف الباحثون أن الثاليدوميد له تأثير مثبط للجهاز المناعي، كما تم العثور على أن له تأثيرات مفيدة وخصائص مضادة للأورام وفي علاج أنواع معينة من السرطان مثل الورم النخاعي المتعدد، وكذلك في علاج الجذام، فتمت إعادة استخدامه في التسعينات لعلاج الورم النخاعي المتعدد والجذام.

- بوبرينورفين (Buprenorphine): تم اكتشاف تأثيره في الثمانينات. كان يتم استخدامه في الأصل مسكناً للألم، ولكن لاحظ الباحثون أنه يمكن أن يكون فعالاً في علاج إدمان المواد الأفيونية بسبب تأثيره الجزئي على مستقبلات الأفيون، مما أدى إلى تطويره ليصبح علاجاً بديلاً لمدمني الأفيونات. وتم اعتماده في عام 2002 علاجاً لإدمان المواد الأفيونية تحت الاسم التجاري «سابوكسون».

طور «سيلدينافيل» في الفياغرا أصلاً لعلاج الذبحة الصدرية ووجد أنه يحسن القدرة على الانتصاب

فوائد دوائية غير متوقعة

على الرغم من أن الآثار الجانبية للأدوية يُنظر إليها عادة على أنها نتائج غير مرغوب فيها للأدوية، فإنها، كما أوضحنا في هذا المقال، قد يكون لها أحياناً آثار إيجابية في مواقف معينة. فيما يلي بعض الأمثلة التي يمكن أن يكون فيها للآثار الجانبية للأدوية فوائد غير متوقعة:

- استخدامات خارج التسمية (Off - Label Uses): في بعض الحالات، يمكن أن تكون الآثار الجانبية للدواء مفيدة في علاج حالات أخرى. على سبيل المثال، قد يكون للدواء المصمم في الأصل لعلاج حالة معينة آثار جانبية تكون فعّالة في علاج اضطراب مختلف تماماً. تُعرف هذه الظاهرة بالاستخدام «خارج التسمية» للأدوية.

- اكتشافات بالصدفة (Serendipitous Discoveries): تم اكتشاف أو تطوير بعض الأدوية بناءً على الآثار الجانبية التي يعاني منها المرضى الذين يستخدمون أدوية أخرى. على سبيل المثال، مثل تطوير الفياغرا.

- إدارة الأعراض (Symptom Management): في بعض الحالات، يمكن أن تساعد الآثار الجانبية للأدوية في تخفيف أعراض حالات أخرى. على سبيل المثال، يمكن أن يكون للدواء الذي يسبب النعاس أثر جانبي مفيد للمرضى الذين يعانون من الأرق أو القلق.

- مراقبة الصحة (Health Monitoring): يمكن أن تكون الآثار الجانبية في بعض الأحيان بمثابة مؤشرات لمقدمي الرعاية الصحية لمراقبة تقدم العلاج أو اكتشاف المضاعفات المحتملة. على سبيل المثال، إذا واجه المريض تأثيراً جانبياً محدداً، فقد يدفع ذلك اختصاصيي الرعاية الصحية إلى ضبط الجرعة أو التبديل إلى دواء مختلف.

وفي حين أن الأمثلة التي أوردناها سلطت الضوء على بعض الجوانب الإيجابية المحتملة للآثار الجانبية للأدوية، فمن الضروري أن نتذكر أن الهدف الأساسي للأدوية هو علاج الحالة المستهدفة بفاعلية مع الحد الأدنى من الآثار الضارة. لذا يجب على مقدمي الرعاية الصحية دائماً مراقبة الآثار الجانبية وإدارتها؛ لضمان سلامة المرضى.

* استشاري طب المجتمع