أحدث منافع «أوزمبيك»... دواء إنقاص الوزن الشهير قد يساعد في الإقلاع عن التدخين

قد يساعد «أوزمبيك» في الإقلاع عن التدخين (رويترز)
قد يساعد «أوزمبيك» في الإقلاع عن التدخين (رويترز)
TT

أحدث منافع «أوزمبيك»... دواء إنقاص الوزن الشهير قد يساعد في الإقلاع عن التدخين

قد يساعد «أوزمبيك» في الإقلاع عن التدخين (رويترز)
قد يساعد «أوزمبيك» في الإقلاع عن التدخين (رويترز)

قد لا تساعدك أدوية إنقاص الوزن الشهيرة، مثل «أوزمبيك»، في كبح الشهية فحسب، بل والإقلاع عن التدخين أيضاً.

وبحسب تقرير لصحيفة «التايمز»، وجدت دراسة أن الأشخاص الذين استخدموا «أوزمبيك» لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، كانوا أقل عرضة للعلاج من مشاكل مرتبطة بالتبغ.

وتتوافق النتائج، التي جاءت من تحليل لأكثر من 200 ألف مريض، مع أدلة قصصية أخرى تفيد بأن أدوية «سيماغلوتيد»، مثل «أوزمبيك» و«ويغوفي»، يمكن أن يكون لها تأثير على إدمانات أخرى مثل إدمان الكحول.

ومع ذلك، حذر الباحثون الذين اكتشفوا النتيجة، التي نُشرت في مجلة «Annals of Internal Medicine»، من أنهم سيحتاجون إلى انتظار نتائج التجارب المناسبة للتأكد من أن الأدوية تساعد في الإقلاع عن التدخين.

وتأتي أحدث البيانات من مقارنة أولئك الذين تم وضعهم على أشكال مختلفة من أدوية السكري لأول مرة بين عامي 2018 و2023 بالولايات المتحدة. ومن بين 223 ألف شخص عولجوا، تم إعطاء نحو 6 آلاف منهم أدوية «سيماغلوتيد».

علبة من دواء «أوزمبيك» (رويترز)

وعلى الرغم من حقيقة أن الدواء وصف لهم على أساس إصابتهم بالسكري، فإن هؤلاء الـ6 آلاف كانوا أقل عرضة لزيارة العيادة بسبب التدخين. ووفق الدراسة، كان الفارق صغيراً ولكنه مهم.

فبعد عام، تحدث نحو 20 في المائة من الذين تناولوا دواء «سيماغلوتيد»، مثل «أوزمبيك» و«ويغوفي»، إلى طبيب بسبب مخاوف بشأن التدخين، مقارنة بنحو 25 في المائة من الذين تناولوا أدوية أخرى.

وهناك تفسيرات عدة محتملة، وفق الدراسة، أحدها أن المجموعتين كانتا مختلفتين. فقد يكون من تناولوا دواء «سيماغلوتيد» أقل عرضة للتدخين لأسباب أخرى. بل وربما كان من المرجح أن يدخنوا بالقدر نفسه، ولكنهم أقل ميلاً إلى طلب المساعدة.

وقالت الدكتورة رونغ شو من كلية الطب بجامعة كيس ويسترن ريزيرف في أوهايو: «ليس لدينا حقاً البيانات التي توضح عدد العبوات التي يدخنها الناس كل يوم، وعدد المدخنين وغير المدخنين»، ولكنها أضافت: «افتراضنا هو أن الناس إذا ذهبوا إلى الطبيب، فإنهم يواجهون مشكلة أكبر».

وهناك تفسير محتمل آخر هو أن أولئك الذين تناولوا العقار قللوا من تدخينهم لأسباب أخرى. وكان أحد الاقتراحات التي طرحتها شو وزملاؤها هو التأثيرات التخسيسية لـ«سيماغلوتيد». فالتدخين يثبط الشهية، مما يجعل بعض الناس مترددين في الإقلاع عن التدخين، ولكن إذا علم الناس أنهم يتناولون أيضاً دواء لقمع الشهية، مثل «أوزمبيك» أو «ويغوفي» فقد يكونون أكثر استعداداً للقيام بذلك.

ولكن من الممكن أيضاً أن يكون هناك رابط حقيقي على المستوى الكيميائي الحيوي، بحسب الدراسة.

وهذا يتوافق مع الأدلة المزدادة على حالات أخرى، وقالت شو في هذا المجال: «نحن على يقين تام بأن (سيماغلوتيد) يصيب أهدافاً متعددة، بالنسبة لمرض السكري وفقدان الوزن، فإن هذا الهدف في الأمعاء والبنكرياس. ولكننا نعتقد أن (سيماغلوتيد) له أيضاً هدف في نظام المكافأة بالدماغ. وهذا يتحكم في كثير من الإدمانات، وليس فقط التبغ».

وأظهرت التجارب على القوارض أنه يمكن فطامها عن إدمان النيكوتين باستخدام «سيماغلوتيد».

وتم تطوير «أوزمبيك» و«ويغوفي» في الأصل كوسيلة للسيطرة على مرض السكري، ولكن أولئك الذين استخدموه وجدوا كأثر جانبي أنهم فقدوا الوزن أيضاً.

ومنذ ترخيصه دواء لإنقاص الوزن، كان الباحثون مهتمين بإيجاد روابط، بعضها الآن تم التحقق من صحته بشكل جيد نسبياً، بحالات أخرى. ويبدو أن «أوزمبيك» و«ويغوفي» يحميان من أمراض القلب، بصرف النظر عن فقدان الوزن الذي يسببه. ووجدت دراسة أخرى نشرت أمس، أن «سيماغلوتيد» قد يمنع أيضاً الإصابة بمرض أل زهايمر.

وإذا كان «أوزمبيك» يكافح التدخين بالفعل، فإن مؤلفي أحدث الأبحاث قالوا إن تأثيراته الأخرى المعروفة قد تكون مكملة.


مقالات ذات صلة

كيف تقتل الحرارة بعض الأشخاص؟

صحتك تُعدّ الحرارة الشديدة أخطر أنواع الطقس المتطرّف (أ.ب)

كيف تقتل الحرارة بعض الأشخاص؟

تُعدّ الحرارة الشديدة أخطر أنواع الطقس المتطرّف، وفقاً لما أكّده عديد من العلماء، الذين أشاروا إلى أنها قد تقتل بعض الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التمدّد يساعدك على أن تكون أكثر مرونة ويحسّن نطاق الحركة في مفاصلك (أ.ب)

قبل الرياضة أم بعدها... متى يجب عليك ممارسة تمارين التمدّد؟

يحاول كثير من الأشخاص ممارسة تمارين التمدّد وسط نشاطاتهم البدنية، ولكن النصائح المختلفة حول متى يجب عليك ممارسة هذه التمارين، تخلق بعض الارتباك.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك رجل أصلع (أرشيفية - رويترز)

دراسة: السكر قد يحدث طفرة طبية في علاج الصلع الوراثي

كشف علماء من جامعة شيفيلد البريطانية، بالتعاون مع زملائهم في باكستان، أن السكر الموجود بشكل طبيعي في جسم الإنسان يمكن أن يكون علاجاً للصلع.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
صحتك النظام الغذائي يؤثر على الصحة وطول العمر (رويترز)

تعرَّف على النظام الغذائي المثالي لمكافحة الشيخوخة

تختلف وجهات نظر العلماء بشأن النظام الغذائي الأفضل للصحة ولإطالة العمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التهاب الدماغ الفيروسي يتسبب في حمى شديدة ويؤثر في كثير من الحالات على الدماغ (رويترز)

بشهر واحد... التهاب الدماغ الفيروسي يقتل 56 شخصاً في الهند

تسبب التهاب الدماغ الفيروسي في وفاة 56 شخصا على الأقل في ولاية جوجارات في غرب الهند ما دفع السلطات لتكثيف المراقبة للمرض الناجم عن عدوى فيروسية.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

دراسة: فقدان شخص عزيز يسرّع التقدم في العمر

فقدان أحد الأحباء قد يسرّع تقدم الأشخاص في العمر (رويترز)
فقدان أحد الأحباء قد يسرّع تقدم الأشخاص في العمر (رويترز)
TT

دراسة: فقدان شخص عزيز يسرّع التقدم في العمر

فقدان أحد الأحباء قد يسرّع تقدم الأشخاص في العمر (رويترز)
فقدان أحد الأحباء قد يسرّع تقدم الأشخاص في العمر (رويترز)

أكدت دراسة جديدة أن فقدان أحد الأحباء قد يسرّع تقدم الأشخاص في العمر.

ووفق صحيفة الـ«إندبندنت» البريطانية، فإن التأثيرات الضارة للفقد على الصحة تكون أكثر حدة حين يحدث الفقد في أثناء الطفولة أو أوائل مرحلة البلوغ.

واستخدم الباحثون بيانات من دراسة أميركية كبيرة بدأت في عامي 1994 و1995، وتابعت الأشخاص من سنوات المراهقة إلى مرحلة البلوغ.

ونظرت الدراسة في الخسائر التي تعرضوا لها وحالات الفقد التي عاشوها خلال الطفولة أو المراهقة (حتى سن 18 عاماً) والبلوغ (من 19 إلى 43 عاماً).

وجرى تقييم العمر البيولوجي للمشاركين بناءً على مستويات «مثيلة الحمض النووي»؛ وهو نوع من التعديل الكيميائي للحمض النووي يستخدم لتقدير «العمر البيولوجي».

وتقدم «العمر البيولوجي» يعني تدهور أعضاء الأشخاص وخلاياهم وأنسجتهم وتقدمها في العمر أسرع مما يجب أن تكون عليه. وهو يختلف عن «العمر الزمني» الفعلي للشخص.

ووفق النتائج، فقد عانى نحو 40 في المائة من المشاركين في الدراسة من خسارة شخص واحد من أحبائهم على الأقل في مرحلة البلوغ بين سن 33 و43 عاماً.

وكان فقدان الوالدين أكثر شيوعاً في مرحلة البلوغ (27 في المائة) مقارنة بالطفولة والمراهقة (6 في المائة).

كما وجدت الدراسة أن نسبة أكبر من السود (57 في المائة) واللاتينيين (41 في المائة) في الدراسة عانوا من خسارة واحدة على الأقل من أحبائهم مقارنة بنظرائهم البيض (34 في المائة).

وأشارت النتائج إلى أن الأشخاص الذين عانوا من خسارتين أو أكثر كانت لديهم «أعمار بيولوجية أكبر» مقارنة بغيرهم.

وأكد الباحثون في دراستهم أن الخسائر المتكررة للمقربين يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة والخرف.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة أليسون أييلو، من «كلية ميلمان للصحة العامة» بجامعة كولومبيا: «تُظهر دراستنا روابط قوية بين فقدان الأحباء عبر مسار الحياة من الطفولة إلى مرحلة البلوغ، وسرعة الشيخوخة البيولوجية».

وأكدت أييلو على ضرورة أن تركز الأبحاث المستقبلية على إيجاد طرق للتصدي لهذه المشكلة ومعالجتها.