تقرير: 2200 إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة في ألمانيا خلال 2023

يتناول المعرضون لخطر الإصابة بفيروس (إتش آي في) يومياً قرصاً يحتوي على مواد فعالة تمنع تكاثر الفيروس بالجسم (أرشيفية)
يتناول المعرضون لخطر الإصابة بفيروس (إتش آي في) يومياً قرصاً يحتوي على مواد فعالة تمنع تكاثر الفيروس بالجسم (أرشيفية)
TT

تقرير: 2200 إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة في ألمانيا خلال 2023

يتناول المعرضون لخطر الإصابة بفيروس (إتش آي في) يومياً قرصاً يحتوي على مواد فعالة تمنع تكاثر الفيروس بالجسم (أرشيفية)
يتناول المعرضون لخطر الإصابة بفيروس (إتش آي في) يومياً قرصاً يحتوي على مواد فعالة تمنع تكاثر الفيروس بالجسم (أرشيفية)

أشار تقدير جديد لمعهد «روبرت كوخ» الألماني لأبحاث الفيروسات إلى أن من المحتمل إصابة نحو 2200 شخص في ألمانيا بفيروس نقص المناعة البشرية (إتش آي في) العام الماضي.

وبحسب وكالة «الأنباء الألمانية»، نوه المعهد إلى أن هذه الأعداد تشبه تلك التي كانت موجودة قبل جائحة كورونا.

يذكر أن العدوى بفيروس (إتش آي في) إذا تركت دون علاج يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).

ويقوم معهد روبرت كوخ بتقدير الأعداد كل عام حيث يؤخذ في الاعتبار الإصابات الجديدة، والأشخاص المتحدرين من أصول ألمانية الذين يصابون في الخارج.

وهناك بين الإصابات الجديدة نحو 1200 رجل مثليّ. في هذه المجموعة، انخفض العدد مقارنة بعام 2019، وأوضح المعهد أن من المحتمل أن العلاج الوقائي «بي آر إي بي» قبل التعرض لفيروس نقص المناعة البشرية (إتش آي في) حال دون حدوث العديد من الإصابات الجديدة بين هؤلاء الرجال.

يشار إلى أن العلاج الوقائي «بي آر إي بي» يتم استخدامه بشكل شبه حصري من قبل المنتمين إلى هذه المجموعة.

وفي إطار هذه الوقاية، يأخذ الأشخاص المعرضون لخطر متزايد للإصابة بفيروس (إتش آي في) يومياً قرصاً يحتوي على مادتين فعالتين تمنعان تكاثر الفيروس في الجسم.

من جانبه، قال سفين فارمينسكي، عضو مجلس إدارة الجمعية الألمانية لمكافحة الإيدز: «نسبة النجاح بين الرجال مشجعة، لكنها يمكن أن تكون أكبر».

وأوضح المعهد في تقريره أن 380 إصابة جديدة حدثت عن طريق حقن مخدرات بالإبر.

وتشير التقديرات إلى أن الأعداد الناتجة عن هذا الاستخدام للمخدرات ترتفع ببطء ولكن بشكل مطرد منذ عام 2010، وأوضح فارمينسكي أن الارتفاع (في الإصابات) بين الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات مقلق ويستدعي بشكل عاجل اتخاذ تدابير في مجال الوقاية، مشيراً إلى أن من المهم توفير كمية كافية من الحقن المعقمة وغيرها من الأدوات لهؤلاء الأشخاص.

ووفقاً لتقديرات معهد روبرت كوخ، أصيب نحو 620 شخصاً العام الماضي من خلال الاتصال الجنسي التقليدي (بين رجل وامرأة). وسجل عدد حالات الإصابة بين أفراد هذه الفئة ارتفاعاً أيضاً مقارنة بمستواه في الفترة قبل الجائحة.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق ما هو التفكير المُفرط

«كفأرٍ يركض على عجلة»... 15 عادة تؤدي للإفراط في التفكير

هل شعرت يوماً أن عقلك عبارة عن فأر يركض على عجلة، ولا يتوقف أبداً للراحة؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص نائم  (د.ب.أ)

نصائح للاستغراق في النوم خلال الليالي الحارة

يعد النوم الجيد أمراً ضرورياً للصحة العقلية والجسدية، ولكن عندما يكون الجو حاراً يمكن أن يتأثر نومنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الأدلة تزداد على أن الروائح قد تؤثر بشكل مباشر على الحالة المزاجية (رويترز)

باحثون يربطون بين حاسة الشم والاكتئاب... ما العلاقة؟

هناك ظاهرة أقل شهرة مرتبطة بالاكتئاب، وهي ضعف حاسة الشم، وفقاً لتقرير لموقع «سايكولوجي توداي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تمارين تساعدك على زيادة سعة الرئة

تمارين تساعدك على زيادة سعة الرئة

تلعب الرئة دوراً مهماً في صحة الجهاز التنفسي واللياقة البدنية بشكل عام، وتشير سعة الرئة إلى الحد الأقصى من كمية الهواء التي يمكن أن تحتويها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

الصورة النمطية للذكورة وأثرها النفسي على المراهقين

الصورة النمطية للذكورة وأثرها النفسي على المراهقين
TT

الصورة النمطية للذكورة وأثرها النفسي على المراهقين

الصورة النمطية للذكورة وأثرها النفسي على المراهقين

كشفت أحدث دراسة نفسية نُشرت في منتصف شهر يوليو (تموز) من العام الحالي في مجلة علم التنمية Developmental Science عن الضغوط المجتمعية التي يتعرض لها المراهقون الذكور فيما يتعلق بالنظرة النمطية للذكورة stereotypically masculine وضرورة الحفاظ على السمات العامة للصورة المتخيلة عن الرجولة، وأثرها على الحالة النفسية والعاطفية للأولاد في بداية فترة المراهقة، خاصة للمراهقين الموجودين في بيئات معينة ذات معايير نمطية صارمة فيما يتعلق بالجنس.

قيم ذكورية مجتمعية

وجدت الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين في علم النفس بقيادة الدكتور آدم ستانالاند في جامعة نيويورك New York University بالولايات المتحدة أن الأولاد في الفترة العمرية من منتصف إلى أواخر سن البلوغ الذين يتعرضون لضغوط مجتمعية خارجية تدفعهم للتصرفات الذكورية أكثر عرضة لأن يصبحوا عدوانيين، وميالين إلى العنف في تصرفاتهم، خاصة عندما يشعرون بأن رجولتهم مهددة تبعاً لنظرة مجتمعهم.

وقال الباحثون إن الأولاد المراهقين ضحية المجتمعات ذات الصورة النمطية عن الذكورية مثلهم مثل الإناث. إذ في الكثير من الأحيان ربما تتعارض التصرفات الذكورية التي يقوم بها المراهق مع رغبته الحقيقية ولكن الخوف من النظرة المجتمعية يجعل تصرفاته تتسم بالقسوة والغلظة. وعلى سبيل المثال فإن المجتمعات التي ترى أن بكاء الطفل الذكر وتعبيره عن الحزن بشكل صريح نوعاً من الضعف لا يليق بالرجل، تدفع الطفل إلى كبت مشاعره ما يؤدي إلى إصابته بالاكتئاب وصعوبة التواصل الإنساني مع الآخرين ويؤثر بالسلب على شخصيته.

خطر على المجتمع

أوضحت الدراسة أن القيم الذكورية تمثل خطراً على المجتمع بشكل كامل لأنها ترتبط بالعديد من السلوكيات السلبية والمعادية للآخرين بشكل عام تتجاوز التمييز على أساس الجنس وتمتد لتشمل التمييز العرقي والديني والعنف مع الفرد الأضعف على المستوى البدني. وهذه السلوكيات الخاطئة تكون متوارثة من الآباء وأفراد المجتمع جميعهم بما فيهم الإناث (رغم كونهن ضحايا لهذه القيم) لأن هذه المجتمعات تؤثر بالسلب على جميع أفرادها حتى الذين يعانون منها وبالتالي تكون الصورة المثالية للمراهق الذكر التي تنال رضا الفتيات وإعجابهن هي التي تتسم بالسلوك العدواني والقسوة في التعامل مع الأنثى.

وقام الباحثون بإجراء التجربة على أكثر من 200 مراهق في الولايات المتحدة وأحد والديهم. وتم سؤال الأولاد عن الأسباب التي تدفعهم ليكونوا ذكوريين وهل هي داخلية نابعة من رغبتهم في عمل فعل معين أو التحكم في شخص آخر أم نتيجة للرغبة في الحصول على موافقة الآخرين وإعجابهم أو العكس لتجنب الرفض المجتمعي والبعد عن الصورة الذهنية الضعيفة.

بعد ذلك قام العلماء بسؤال المراهقين خمسة أسئلة نمطية تتعلق بالتصور النمطي عن الذكورة -على سبيل المثال عرض بعض الأدوات الكهربائية والسؤال عن طبيعة الشخص الذي يمتهن هذه المهنة مثل المفك الكهربائي- وأيضاً تم سؤالهم خمسة أسئلة نمطية عن الأنوثة، على سبيل المثال طبيعة الشخص المحب للزهور.

وقام الباحثون بشكل عشوائي بإخبارهم بأن أجابتهم كانت إما غير نمطية بالنسبة لجنسهم بمعنى أنها تختلف عن معظم إجابات زملائهم الذكور وإلى حد ما تشبه إجابة الفتيات ما يمثل تهديداً لرجولتهم أو أن الإجابة تُعد نموذجية بالنسبة لجنسهم وتتوافق مع نفس إجابات الأولاد الآخرين وبالتالي لا يوجد تهديد لذكوريتهم كما سألوا أولياء الأمور المشاركين عن معتقداتهم المتعلقة بالفروق بين الجنسين.

قياس العدوانية

لجأ العلماء إلى مؤشر شائع الاستخدام لقياس مدى العدوانية لدى المراهقين وقاموا بالطلب منهم أن يكملوا كلمات معينة ينقصها بعض الحروف لمعرفة أول شيء يتبادر لذهن كل طالب (في الأغلب يكون معبراً عن التفكير بشكل عام).

وعلى سبيل المثال تم عرض حرفين باللغة الإنجليزية GU وهما حرفان مشتركان في عدة كلمات منها مثلاً كلمة (مسدس GUN) وأيضاً كلمة (رجل GUY) وأيضاً كلمة (القناة الهضمية GUT) وكان المؤشر الرئيسي لدرجة العنف هو نسبة إكمال الكلمات بعبارات عدوانية وعنيفة وقوية مثل المسدس.

حاول الباحثون معرفة هل لبداية البلوغ تأثير مباشر على السلوك العنيف الذي يتسم بالعدوانية ولذلك قاموا بسؤال الأولاد (بموافقة الوالدين) عن مقاييس قياسية معينة ترصد عملية البلوغ مثل: التغيرات في الصوت ونمو شعر الوجه والعانة.

وتم تصنيف البلوغ تبعاً لهذا المقياس إلى أربع درجات الأولى (الذين لم يبدأوا البلوغ بعد) والثانية (الذين بدأوا بالكاد) والثالثة (الذين بدأوا بالفعل) والرابعة (الذين وصلوا للبلوغ الكامل). ونظراً لحساسية هذا المقياس فقد سُمح للمشاركين باختيارات مثل (لا أعرف) أو (أفضل عدم الإجابة) لأي مقياس.

وأخذت الدراسة في الاعتبار التركيبة السكانية للأولاد المشاركين وطبيعة كل مجتمع والبيئة التي يمكن أن تضغط على المراهقين لدفعهم للسلوك الذكوري ومنها الضغط النفسي من الأقران وأولياء الأمور.

أظهرت النتائج أن الاستجابة العدوانية في سلوكيات المراهقين لاحتمالية التهديد الذكوري كانت بشكل أساسي في فترة منتصف وأواخر سن البلوغ (وليس قبل ذلك). ولاحظ الباحثون أن الدافع للسلوك العدواني لم يكن نابعاً من داخل المراهقين ولكن بسبب الضغوط المجتمعية الخارجية من الآخرين سواء الأقران أو تبعاً للتصورات الجمعية عن الذكورية.

وكان معظم الذكور الذين عبروا عن الضغوط المفروضة عليهم من الأسر التي تؤيد النظرة النمطية للذكورية كمعيار للتمييز بين الجنسين. وأكد الباحثون ضرورة توضيح مفاهيم الرجولة الحقيقية للأطفال في بداية فترة المراهقة وإيضاح الفرق الكبير بين الذكورية والرجولة والتخلص من المفاهيم المجتمعية المغلوطة عن التمييز على أساس جنسي.

• استشاري طب الأطفال