5 مكملات غذائية عليك تجنُّبها إذا كنت تعاني من متلازمة التمثيل الغذائي

متلازمة التمثيل الغذائي هي مجموعة من الحالات الصحية التي تشمل ارتفاع ضغط الدم ونسب السكر والكوليسترول والدهون الثلاثية غير الطبيعية في الدم وزيادة الدهون في الجسم حول الخصر (رويترز)
متلازمة التمثيل الغذائي هي مجموعة من الحالات الصحية التي تشمل ارتفاع ضغط الدم ونسب السكر والكوليسترول والدهون الثلاثية غير الطبيعية في الدم وزيادة الدهون في الجسم حول الخصر (رويترز)
TT

5 مكملات غذائية عليك تجنُّبها إذا كنت تعاني من متلازمة التمثيل الغذائي

متلازمة التمثيل الغذائي هي مجموعة من الحالات الصحية التي تشمل ارتفاع ضغط الدم ونسب السكر والكوليسترول والدهون الثلاثية غير الطبيعية في الدم وزيادة الدهون في الجسم حول الخصر (رويترز)
متلازمة التمثيل الغذائي هي مجموعة من الحالات الصحية التي تشمل ارتفاع ضغط الدم ونسب السكر والكوليسترول والدهون الثلاثية غير الطبيعية في الدم وزيادة الدهون في الجسم حول الخصر (رويترز)

يمكن أن تكون المكملات الغذائية طريقة فعالة لإدخال العناصر الغذائية المهمة في نظامنا الغذائي، إلا أنها ليست مناسبة للجميع، حسب تقرير لصحيفة «نيويورك بوست» الأميركية.

فأولئك الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي (وهي مجموعة من الحالات الصحية التي تشمل: ارتفاع ضغط الدم، ونِسَب السكر والكوليسترول والدهون الثلاثية غير الطبيعية في الدم، وزيادة الدهون في الجسم حول الخصر) يجب أن يكونوا حذرين بشكل خاص بشأن المكملات، وفق التقرير.

وكشفت اختصاصية التغذية، إيزابيل فاسكيز، عن أن المكملات الغذائية الخمسة التي يجب عليك عدم تناولها إذا كنت تعاني من متلازمة التمثيل الغذائي، هي: الكروم، والنياسين، والشاي الأخضر، والحنظل، وشوك الحليب.

الكروم (Chromium)

الكروم هو معدن أساسي موجود في الأطعمة، مثل عصير العنب والبروكلي. ويتناوله البعض مكملاً غذائياً لتنظيم نسبتَي السكر والكوليسترول في الدم، أو لتحسين الأداء الرياضي، على الرغم من محدودية الأدلة على فعاليته.

وقالت ميشيل روثنشتاين، اختصاصية التغذية الوقائية من أمراض القلب: «بينما تشير بعض الدراسات إلى أن بيكولينات الكروم قد تحسن حساسية الإنسولين، فإن الأدلة غير حاسمة وغير متسقة».

وأضافت: «قد يتفاعل الكروم أيضاً مع الإنسولين والأدوية المضادة لمرض السكر، ما يسبب آثاراً جانبية غير مرغوب فيها».

وأوضحت أن «الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى آثار جانبية سلبية، مثل تلف الكلى، ومشكلات الجهاز الهضمي».

النياسين (Niacin)

يساعد النياسين -المعروف أيضاً باسم فيتامين «B3»- الجسم على تحويل الطعام إلى طاقة، ويحافظ على صحة الجهاز العصبي والجهاز الهضمي والجلد، وفقاً لـ«مايو كلينيك».

ويتناول الأشخاص النياسين بوصفة طبية لخفض نسبة الكوليسترول لديهم، أو لتقليل خطر الإصابة بنوبة قلبية.

لكن فاسكيز حذرت من تناول مكملات النياسين من قبل الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي، وأوضحت أن «دراسة حديثة وجدت أنه بالنسبة للمشاركين الذين يتناولون أدوية الستاتين التي تخفض نسبة الكوليسترول، فإن إضافة مكملات النياسين تزيد من مستوى الكوليسترول الجيد».

وأضافت: «هذا عادة يكون جيداً، ففي نهاية المطاف، ومع ذلك، في هذه الحالة، ارتفعت مستويات (HDL) بشكل كبير، مما أدى في الواقع إلى زيادة خطر الإصابة بتصلب الشرايين (تراكم اللويحات في الشرايين)».

الشاي الأخضر (Green tea)

وحذرت فاسكيز من أنه يمكن للناس عادة شرب من 6 إلى 8 أكواب من الشاي الأخضر يومياً بأمان؛ لكن المكملات الغذائية قد تجلب مخاطر صحية؛ خصوصاً بالنسبة لأولئك الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي.

يمكن العثور على مستخلص الشاي الأخضر في كثير من المكملات الغذائية التي تعزز فقدان الوزن والصحة الأيضية، ولكن من المهم معرفة أن الشاي الأخضر قد ثبت أنه يتفاعل مع بعض الأدوية المستخدمة لعلاج مشكلات القلب والأوعية الدموية.

وبعض الأشخاص الذين تناولوا مكملات مستخلص الشاي الأخضر لإنقاص الوزن، أصيبوا بإصابة نادرة في الكبد، حسبما أفاد المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية (he National Center for Complementary and Integrative Health).

الحنظل (Bitter melon)

تم ربط الحنظل بانخفاض مستويات السكر في الدم، وفقاً لـ«هيلث لاين».

تحتوي الفاكهة على مواد كيميائية يبدو أنها تحاكي الإنسولين. وأشارت فاسكيز إلى أن الطهي باستخدام الحنظل أمر جيد؛ لكن تناول مكملات الحنظل قد لا يكون آمناً أو فعالاً في علاج مرض السكري، وخصوصاً على المدى الطويل.

وأشارت فاسكيز إلى دراسة وجدت أن الحنظل ساعد على خفض نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني، الذين تناولوه على مدى 12 أسبوعاً. ومع ذلك، تم اختبار هذه الدراسة فقط على المدى القصير.

شوك الحليب (Milk thistle)

شوك الحليب هو مكمل آخر يتم الإعلان عنه للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أو ارتفاع نسبة السكر في الدم.

ومع ذلك، لا توجد بيانات كافية لدعم النظرية القائلة بأن ذلك مفيد.

وقالت لورين ماهيسري، اختصاصية التغذية: «ببساطة لا يوجد دليل على فعاليته في علاج متلازمة التمثيل الغذائي، أو المساعدة في صحة الكبد».

إضافة إلى ذلك، قد يعاني الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه نباتات مثل عشبة الرجيد أو القطيفة أو الأقحوان، من حساسية تجاه شوك الحليب؛ لأنه نبات مشابه.

توصيات

ويدعم الخبراء اتباع نظام غذائي صحي ومتكامل، يتكون من كثير من الفواكه والخضراوات والحبوب الصحية، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة ومراجعة الطبيب بانتظام.

وحسب روثنشتاين، فإن مراقبة عوامل الخطر المتعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية، عن طريق إجراء فحوصات بدنية منتظمة وفحص ضغط الدم في المنزل، يمكن أن تساعدك على مراقبة تقدمك وإجراء التعديلات حسب الحاجة، وتصميم خطتك للمساعدة في إدارة متلازمة التمثيل الغذائي.


مقالات ذات صلة

روبوتات بحجم المليمتر تنفذ عمليات جراحية دقيقة

يوميات الشرق الفريق أجرى جراحة كهربائية لعلاج انسداد القنوات الصفراوية بواسطة روبوتات مصغرة (المركز الألماني لأبحاث السرطان)

روبوتات بحجم المليمتر تنفذ عمليات جراحية دقيقة

حقّق باحثون في المركز الألماني لأبحاث السرطان إنجازاً جديداً في مجال الجراحة بالمنظار، حيث طوّروا روبوتات مصغرة بحجم المليمتر قادرة على تنفيذ جراحات دقيقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك إجراء بسيط ينقذ الأطفال الخدج من الشلل الدماغي

إجراء بسيط ينقذ الأطفال الخدج من الشلل الدماغي

تجدد النقاش الطبي في جامعة «بريستول» حول إمكانية حماية الأطفال الخدج (المبتسرين) من المضاعفات الخطيرة للولادة المبكرة، أهمها على الإطلاق الشلل الدماغي (CP)

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 6 معلومات عن كيفية التعامل مع «ثبات منحنى» فقدان الوزن

6 معلومات عن كيفية التعامل مع «ثبات منحنى» فقدان الوزن

ها قد بذلتَ جهداً جادّاً وكبيراً في بدء ممارسة الرياضة بصورة يومية، ووضعتَ برنامجاً صارماً لكمية طعامك اليومي ومحتواه بصورة منخفضة جداً في السعرات الحرارية

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك الدكتور وليد خاطر اختصاصي الجراحة الترميمية

عمليات نحت القوام ومقومات نجاحها

تُعدّ الجراحة الترميمية عنصراً حاسماً في العلاج الشامل للذين خضعوا لفقدان الوزن بإحدى وسائل إدارة السمنة.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك تمارين التأمل فعالة بشكل ملحوظ في تقليل التوتر (أ.ف.ب)

كيف تتخلص من الألم في 20 دقيقة؟

دراسة حديثة تشير إلى إمكانية استخدام التأمل الذهني بوصفها استراتيجية فعّالة لتخفيف الألم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

9 نقاط حول تناول التمر ومريض السكري

9 نقاط حول تناول التمر ومريض السكري
TT

9 نقاط حول تناول التمر ومريض السكري

9 نقاط حول تناول التمر ومريض السكري

التمور مصدر جيد للكربوهيدرات، وتحتوي على كميات عالية من الألياف الصحية، وعديد من الفيتامينات والمعادن، ومع ذلك، نظراً لحلاوة المحتوى الكربوهيدراتي العالي في التمر، فإن أحد الأسئلة التي تتكرّر كل عام مع موسم جني الرطب والتمور هو: هل يمكن لمرضى السكري إضافة التمر إلى نظامهم الغذائي؟

وأساس تكرار طرح هذا السؤال هو النصيحة الطبية الفولكلورية القديمة بضرورة «تجنّب» أو «امتناع» مريض السكري عن تناول التمر أو الرطب، وأن تناول التمر أو الرطب سيتسبّب «لا محالة» باضطرابات في ضبط سكر الدم.

بضع تمرات لوجبة خفيفة

التمرة أو الرطبة ليست «قطعة» حلوى عامرة بالسكريات فقط، بل التمرة أو الرطبة هي ثمرة مكوَّنة من أجزاء، ولها مراحل في النضج، وتحتوي على مزيج من الألياف والسكريات والمعادن والفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة، ولفيف من المركبات الكيميائية الصحية، إضافةً إلى الماء. والسكريات الموجودة في التمرة أو الرطبة ليست غلوكوزاً فقط، بل ثمة أنواع أخرى من السكريات التي تأخذ مسارات منفصلة عن الغلوكوز في الهضم والامتصاص، وفي آلية تَلقّي الخلايا لها، وفي كيفية استهلاكها لإنتاج الطاقة.

هذا بالإضافة إلى أن التمور اليوم أصبحت «فاكهة عالمية»، وليست فقط «محلية»، وهي تحتاج من الباحثين الطبيّين مزيداً من الدراسات حول مكونات الأنواع المختلفة منها، وفوائدها الصحية، وكيفية الحصول على تلك الفوائد، وانتقاء أنواع منها، دون التسبّب بأي اضطرابات واضحة في ضبط سكر الدم لدى مرضى السكري.

ولذا يمكن لتوزيع تناول «بضع تمرات» خلال اليوم، أن يكون «وجبة خفيفة» آمنة ومناسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري. وبالاعتدال في تناول هذه التمرات أو الرطبات، ووفق عدة ضوابط سيتم ذكرها لاحقاً، من غير المحتمل أن يتسبّب ذلك بارتفاع كبير في نسبة السكر في الدم، أو اضطراب في ضبط معالجة حالات مرض السكري.

سكريات ومُحلّيات طبيعية

وإليك النقاط الـ9 التالية المتسلسلة في السرد، حول تناول مريض السكري للتمر أو الرطب:

1.أنواع السكريات والمُحَلّيات الطبيعية... تتوفر «سكريات طبيعية» (Natural Sugars) في أنواع مختلفة من المنتجات الغذائية الطبيعية، كالعسل والتمر وعموم الفواكه، وهنا تمتزج هذه السكريات مع حزمة أخرى من العناصر الغذائية الصحية المفيدة جداً، مثل الألياف والفيتامينات ومضادات الأكسدة، ومركبات مضادة للميكروبات، ومعادن، مثل: الحديد والزنك والكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم.

وبالمقابل هناك «مُحَلّيات طبيعية» (Natural Sweeteners)، كالسكر الأبيض (أو السكر البني) المستخلَص من القصب أو الشمندر أو غيره، ويُسمى «السكر المُضاف». والإشكالية الصحية اليوم هي في تداعيات استهلاك كميات كبيرة من «السكر المُضاف»، الذي ليس له أي فوائد غذائية؛ نظراً لخلوّه من العناصر الغذائية الصحية المرافقة، وتتفاقم الإشكالية في نفس الوقت بتدنّي تناول الفواكه الطبيعية للحصول على السكريات الطبيعية، المتوفرة مع عناصر غذائية مفيدة في العسل أو التمر أو الفواكه الأخرى، كما أن بعض مرضى السكري، وعند رفعهم لتناول الفواكه الطبيعية كالتمر، لا يُخفّضون من تناولهم للسكر الأبيض، أو للمصادر الأخرى للكربوهيدرات، كالخبز أو المعجّنات أو الأرز أو المعكرونة وغيرها.

2.تناول السكر وتأثيراته... بالنسبة للأفراد الذين يعانون من مرض السكري، تلعب الخيارات الغذائية دوراً حاسماً في الحفاظ على مستويات السكر في الدم بحالة مستقرة ومستهدفة علاجياً، ولذا فإن «ضبط» تناول «السكريات الطبيعية» و«المُحلّيات الطبيعية» أمر مهم في معالجة مَن لديهم بالفعل مرض السكري.

وبالمقابل، فإن تناول «السكريات والمُحلّيات الطبيعية» لا علاقة له بشكل «مباشر» بتعرّض الأصحاء من الناس (الذين ليس لديهم مرض السكري) للإصابة بمرض السكري، ولا يوجد أي دليل علمي وإكلينيكي على أن مرض السكري سينتج «مباشرة» عن تناول السكر، وتقول «جمعية السكري البريطانية»: «إننا نعلم أن السكر لا يسبّب مرض السكري من النوع 2 بشكل مباشر، إلا أنك أكثر عُرضةً للإصابة به إذا كنت تعاني من زيادة الوزن، ويزداد وزنك عندما تتناول الأطعمة والمشروبات السكرية، المحتوية على الكثير من السعرات الحرارية». من جهتها توضّح «جمعية القلب الأميركية»: «لا تُسهم السكريات المضافة بأي مواد مُغذّية (مفيدة للجسم)، ولكن غالباً ما تحتوي على سعرات حرارية مضافة، يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن أو السمنة»، وتُوصي قائلة: «يجب الحد من السكريات المضافة بما لا يزيد عن 6 في المائة من السعرات الحرارية يومياً»، أي بالنسبة للنساء حوالي 6 ملاعق صغيرة، وللرجال حوالي 9 ملاعق صغيرة من السكر.

التمر ومرضى السكري

3.الاعتدال في تناول التمر... يمكن للتمر، بسبب محتواه العالي من السكر الطبيعي، أن يؤثر بشكل كبير على نسبة السكر في الدم. ومع ذلك فهو يوفر أيضاً عدداً من العناصر الغذائية الأساسية الصحية والألياف التي يمكن أن تخفّف من بعض الآثار السلبية لتناوله. ويظل الأساس هو فهم كيفية تأثير التمر على مستويات السكر في الدم لدى مريض السكري، وكيفية دمج تناوله في نظام غذائي مناسب لمريض السكري.

وهذا أمر بالغ الأهمية لأولئك الذين يتطلّعون إلى الاستمتاع بهذه الفاكهة دون المساس بصحتهم، ولذا عند طرح سؤال: هل يأكل مرضى السكري التمر؟ فإن الإجابة: نعم، يمكن لمرضى السكري تناول التمر، وهو صحي لهم، لكن الأمر ليس على إطلاقه، بل الاعتدال في كمية التناول هو المفتاح، ويحتاج مرضى السكري إلى مراقبة أحجام حصصهم الغذائية من التمر الذي يتناولونه، عبر دمج التمر في نظام غذائي متوازِن وفق استشارة مقدِّم الرعاية الصحية.

4.استشارة إخصائي التغذية... قبل إجراء مرضى السكري أي تغييرات كبيرة على نظامهم الغذائي، مثل الإكثار من تناول التمر، يجدر استشارة مقدّم الرعاية الصحية أو إخصائي التغذية المعتمَد، ويمكن لهؤلاء المتخصصين تقديم إرشادات وتوصيات شخصية بناءً على الاحتياجات والأهداف العلاجية الفردية، ووفق مدى انضباط حالة السكري لدى كل مريض، ومدى حصول أي ضرر من مضاعفات السكري على الأعضاء المستهدَفة بالضرر لديهم «Target Organs Damage»، كالقلب والكُلى والأعصاب وشبكية العين، أي أنه يجب على مرضى السكري أن يكونوا على دراية بكمية استهلاكهم الإجمالي للكربوهيدرات طوال اليوم، ووفق تعديل ذلك يمكنهم اتخاذ خيارات مدروسة تمكّنهم من الاستمتاع بالتمر، وإضافته في نظامهم الغذائي، هذا مع مراقبة مستويات السكر في الدم بشكل منتظم، بصفته أمراً ضرورياً للأشخاص المصابين بمرض السكري، بما يسمح لهم بإجراء تعديلات في نظامهم الغذائي وأدويتهم حسب الحاجة.

تناول الطعام بوعي

5.التناول بوعي ذهني... المهم هو «تناول الطعام بوعي» (Mindful Eating)، أي يجب على مرضى السكري ممارسة تناول الطعام بوعي، خصوصاً عند تناول التمور، فبدلاً من تناول كمية كبيرة دفعة واحدة، من الأفضل تناول التمور بكميات محكومة، وهذا يساعد على منع ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل مُفرِط، ويعزّز التحكم بنسبة السكر في الدم بشكل أفضل.

ولذا عندما يقول الطبيب لمريض السكري: يمكنك تناول التمر، فإن الرسالة لا تعني فتح الباب على مصراعيه، وهذا مما لا يقوله الأطباء، بل هو موجَّه لمريض سكري حريص على ضبط معدلات سكر الدم لديه، ولكنه في نفس الوقت «يشتهي» تناول «بضع» تمرات في اليوم، أي مع الحرص على الاعتدال في التناول وفق خفض متوازِن، وفي نفس الوقت يتناول أطعمة أخرى تحتوي على الكربوهيدرات. وأيضاً وفق ضبط وقت التناول، ومدى امتلاء المعدة بالطعام أو خلوّها منه.

6.توزيع تناول التمر... يبلغ حجم الحصة الغذائية النموذجية (Serving Size) من التمر حوالي 2 - 4 ثمرة، حسب الحجم والنوع. ومن الضروري لمرضى السكري أن ينتبهوا إلى حجم الحصص، وتجنّب تناول كميات كبيرة من التمر في جلسة واحدة؛ لأن هذا قد يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر بالدم. وللتأكيد، فبدلاً من تناول التمور دفعة واحدة، وعلى معدة خالية، وفي فترة الصباح قبل تناول الفطور، من الأفضل توزيع استهلاكها على مدار اليوم، وهذا حتماً سيساعد في منع الارتفاع السريع في مستويات السكر بالدم، وسيسمح بالتحكم في نسبة السكر في الدم بشكل أفضل، كما أن تناول التمر مع الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، يمكن أن يساعد في إبطاء امتصاص السكريات، وتعزيز التحكم في نسبة السكر بالدم، كما يوفر هذا المزيج عناصر غذائية إضافية، ويعزّز الصحة العامة.

7.إضافات تعيق امتصاص السكريات... تناوُل التمر مع إضافات تُعيق أو تُبطئ امتصاص السكريات أمر مهم، ولذا ابتداءً، يُنصَح مرضى السكري وغيرهم بتناول الكربوهيدرات المعقّدة والممتزجة بالألياف، كالحبوب الكاملة في الخبز الأسمر أو الشوفان؛ لأن ارتفاع نسبة السكر في الدم نتيجة لتناولها أبطأ، ولا يتسبّب بارتفاعات سريعة وعالية في نسبة سكر الدم، ولذا فإن مزج التمرة بقليل من المكسّرات (التمر المحشو باللوز مثلاً)، أو بقليل من السمسم (حبوب السمسم أو طحينة السمسم مثلاً)، أو بقليل من اللبن (لبن الزبادي أو الأقط)، أو بـ«قليل جداً» من دهون الزبدة أو السمن المباشرة (وبإضافة طحين حبوب القمح الكاملة، كما في الحيسة أو الحنيني)، يتسبّب في بطء إفراغ المعدة من الطعام، وبالتالي بطء وصول سكريات التمر إلى الأمعاء، والنتيجة بطء ارتفاع نسبة السكر في الدم جرّاء تناول التمر، وهنا يجدر حساب كميات السعرات الحرارية في تلك الإضافات الدهنية.

التمر مصدر صحي يمكن لمرضى السكري تناوله بشكل معتدل

أنواع التمور

8.اختلاف كميات السكريات... أنواع التمر ليست سواءً في حجمها، تلك حقيقة، ولكن ربما أيضاً ليست سواءً في محتواها من السكريات، وصحيح أن بعض الدراسات حول محتوى الأنواع المختلفة من التمور أفادت بأنها - وبغض النظر عن حجمها - بالفعل مختلفة في كمية السكريات، ولكن تلك الاختلافات لا تجعل من تناول التمر بالمطلق أمراً لا يتطلّب استشارة المتخصص في التغذية، أو التنبه إلى احتمالات تسبّب الإكثار من تناول التمر باضطرابات في ضبط نسبة الدم. وذكرت أيضاً دراسات أخرى أن النوع الواحد من التمور الذي له اسم محدّد، يختلف في محتواه من السكريات باختلاف المنطقة الجغرافية التي تمت زراعته فيها، ولذا يجدر مراجعة نتائج تحاليل معتمَدة حول محتوى السكريات في أنواع التمور التي توجد في المناطق المختلفة. وبناءً على ذلك يمكن للمرء في بعض الظروف أن ينتقي كمية معتدلة من الأنواع التي يُفضّل تناولها، وهذا وإن كان يجدر بمريض السكري أن يتنبه له بعناية، فإن الأصحاء أيضاً يجدر بهم ذلك.

9.ألياف التمور... أنواع التمور تختلف كذلك في كمية محتواها من الألياف، وهذا أمر مهم للغاية لمريض السكري، وإضافةً إلى دور الألياف في المحافظة على حركة طبيعية للأمعاء، وحفظ صحة جيدة للأمعاء، وتسهيل الإخراج، ودورها في خفض امتصاص الأمعاء للكوليسترول، ودورها في إطالة أمد الشعور بالشبع، والمساهمة في خفض الوزن، فإن الألياف أيضاً تُسهم في ضبط نسبة سكر الدم.

وللتوضيح، فإن أحد أضرار تناول السكريات وهي بهيئة سهلة الامتصاص، هو الارتفاع السريع في نسبة سكر الغلوكوز بالدم. وتكرار حصول هذا الأمر يضرّ بمرضى السكري، وهنا تقدّم لنا الألياف الغذائية الممزوجة بالأطعمة السكرية وسيلةً للوقاية من الارتفاع السريع في نسبة السكر بالدم، ووسيلة لوقاية البنكرياس من الإنهاك، وذلك لأن الألياف تُبطئ من عملية امتصاص الأمعاء للسكريات، وبالتالي لا يحصل الارتفاع السريع في نسبة سكر الغلوكوز بالدم، ولذا فإن انتقاء أنواع التمر أو الرطب الغني بالألياف خطوة ذكية جداً من قِبل مريض السكري، ويمكن بالبحث معرفة أنواع التمور الغنية بالألياف من بين أنواع التمور المتوفرة في محيط الشخص.