ليس هلوسة ولا عنفاً... 5 خرافات عن الفصام

يصاب واحد من كل 300 شخص بالفصام في جميع أنحاء العالم (مجلة ديسكوفر)
يصاب واحد من كل 300 شخص بالفصام في جميع أنحاء العالم (مجلة ديسكوفر)
TT

ليس هلوسة ولا عنفاً... 5 خرافات عن الفصام

يصاب واحد من كل 300 شخص بالفصام في جميع أنحاء العالم (مجلة ديسكوفر)
يصاب واحد من كل 300 شخص بالفصام في جميع أنحاء العالم (مجلة ديسكوفر)

يصاب واحد من كل 300 شخص بالفصام في جميع أنحاء العالم، بحسب منظمة الصحة العالمية، ومع ذلك فإن الاضطراب العقلي هذا يظل موصوماً إلى حد كبير ويساء فهمه.

وفي تقرير لشبكة «فوكس نيوز»، تقول بروك كيمبف، وهي ممرضة للصحة العقلية والنفسية في ولاية إنديانا الأميركية، إن هناك نقصاً عاماً في المعرفة حول مرض انفصام الشخصية أو الفصام.

وأوضحت أنه «قد يرى الناس شخصاً ما يهلوس ويظنون أن هذا هو الفصام، في حين أن المرض أكثر من ذلك بكثير»، مشيرة إلى أنه «من المهم أن يدرك الناس أن الفصام هو حالة طبية يمكن تشخيصها وعلاجها».

وبمناسبة اليوم العالمي للفصام الذي يصادف اليوم الجمعة، شاركت كيمبف بعضاً من الخرافات والمفاهيم الخاطئة الأكثر شيوعاً المحيطة بهذا الاضطراب.

الخرافة الأولى: الأشخاص المصابون بالفصام عنيفون

بحسب كيمبف، فإن إحدى أعظم الخرافات وأكثرها ضرراً هي فكرة أن الأشخاص الذين يعانون انفصام الشخصية مخيفون أو عنيفون.

وقالت: «هناك تاريخ طويل من الخلط بين شخصيات التلفزيون أو السينما الذين يتصرفون بطرق غريبة أو مربكة أو مخيفة مع تشخيص مرض الفصام، ومع ذلك، علينا أن نتذكر أن هذه المواقف مختلقة. وتشخيص الفصام ليس له أي علاقة بما نراه على الشاشة».

عندما يعاني مرضى الفصام من نوبة حادة، ربما يعانون من أوهام أو سماع أصوات، وقد يتصرفون بشكل مختلف عما يفعلون عادة، فيبدون في بعض الأحيان غاضبين أو عنيفين.

ووفق كيمبف، من المحتمل أن يعاني الشخص من شيء ما داخل نفسه قد يتجادل حوله أو يستجيب له، لكنه لا يستهدف أي شخص آخر». وأضافت: «من المرجح أن يكونوا ضحية لجريمة عنيفة أكثر من مرتكبها».

الخرافة الثانية: المصابون بالفصام لديهم شخصيات متعددة

وأشارت كيمبف إلى أن هناك اعتقاداً خاطئاً بأن الأشخاص المصابين بالفصام لديهم شخصيات متعددة، وقد يكون ذلك بسبب أن الكلمة اليونانية «انفصام الشخصية» تعني «العقل المنقسم»، إلا أن المصابين بالفصام ليس لديهم شخصيات منقسمة.

وأوضحت أنه «قد يكون لديهم خصائص سلوكية مختلفة عندما يكونون مرضى، ويعانون من نوبة، ولكن ليس بسبب أن لديهم شخصية منقسمة».

الخرافة الثالثة: الأشخاص المصابون بالفصام ليسوا أذكياء

هذا الافتراض خاطئ تماماً، وفقاً لكيمبف. وقالت: «إذا لم تتم إدارة المرض بشكل جيد واستمر في التقدم، أو إذا تعرضوا لانتكاسات متكررة، فسوف يفقد المرضى المادة الرمادية في أدمغتهم، وقد تتراجع وظائفهم الإدراكية. لكن هذا لا يعني أنهم ليسوا أذكياء».

الخرافة الرابعة: أعراض الفصام تشمل الهلوسة والأوهام فقط

ولفتت كيمبف إلى أن الفصام يتكون مما يسمى سريرياً بالأعراض الإيجابية والسلبية.

وشرحت أن الأوهام والهلوسة، وكذلك التغيرات في السلوك والأفكار، تعدّ من الأعراض الإيجابية، موضحة أن المرضى الذين يعانون من هذه الأعراض قد يسمعون أصواتاً أو تكون لديهم أفكار إضافية أو أوهام أو معتقدات خاطئة ثابتة.

وأضافت: «الهلوسة لا تقتصر على سماع الأصوات فقط، يمكن أن تحدث بطرق متعددة بناءً على حواسنا الرؤية أو السمع أو الشم أو الشعور بالأشياء».

الأعراض السلبية هي عندما يفقد الناس الاهتمام بالعالم من حولهم، أو ينسحبون أو لا يهتمون بالتفاعلات الاجتماعية اليومية، وفقاً لكيمبف.

وقالت: «قد يتم تصنيف المرضى المصابين بالفصام على أنهم كسالى، أو لا يبدو أنهم متماسكون. لكن الأمر لا يتعلق بالكسل. فعقل الشخص لا يربط بين هذه الأشياء بوصفها مهمة».

الخرافة الخامسة: يحتاجون إلى دخول المستشفى مدى الحياة

عادة ما تكون مدة الإقامة في المستشفى للشخص الذي يعاني من أعراض الفصام الحادة قصيرة جداً، وفقاً لكيمبف.

وقالت: «في حالة المرضى الداخليين، بالنسبة لشخص يعاني من نوبة انفصام في الشخصية، قد يكون متوسط مدة الإقامة نحو خمسة أيام. وإذا لم يستجب المريض للأدوية، ولا يستطيع العمل بأمان بمفرده، فقد يضطر إلى الذهاب إلى بيئة أعلى مستوى على المدى الطويل».

وقالت كيمبف: «يستمر بعض المرضى في العيش مع أفراد أسرهم، وقد يعيش البعض الآخر في منزل جماعي».


مقالات ذات صلة

تناول الحديد مع الفيتامين «C»... كيف تدمج العناصر الغذائية لأكبر قدر من الاستفادة؟

صحتك كيف نحصل على أكبر قدر من العناصر الغذائية؟ (رويترز)

تناول الحديد مع الفيتامين «C»... كيف تدمج العناصر الغذائية لأكبر قدر من الاستفادة؟

من المهم جداً اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة والعناصر الغذائية، لكن كيفية تناول هذه العناصر الغذائية تلعب دوراً في الحصول على أكبر فائدة ممكنة منها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق تعرف على أفضل 10 دول في العالم من حيث جودة الحياة (رويترز)

الدنمارك رقم 1 في جودة الحياة... تعرف على ترتيب أفضل 10 دول

أصدرت مجلة «U.S. News and World Report» مؤخراً تصنيفها لأفضل الدول في العالم بناءً على جودة الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة

السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة

تُعد السمنة من أبرز التحديات الصحية في العصر الحديث، حيث تتزايد معدلاتها بشكل ملحوظ في جميع أنحاء العالم، وتلقي بتأثيراتها السلبية على الصحة العامة.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (الخبر - المنطقة الشرقية)
صحتك فوائد ألعاب المحاكاة في تنمية مهارات الأطفال الصغار

فوائد ألعاب المحاكاة في تنمية مهارات الأطفال الصغار

مع بدء العام الدراسي، سلط العلماء في جامعة فلوريدا أتلانتيك، الضوء على أهمية ألعاب المحاكاة في تنمية مهارات الطفل الإبداعية والفكرية في مرحلة ما قبل الدراسة.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك عضلات جسمك تؤلمك... 9 أسباب قد تغيب عنك

عضلات جسمك تؤلمك... 9 أسباب قد تغيب عنك

عند استخدام لغة الأرقام، فإن حالات آلام العضلات تمثل مشكلة صحية واسعة الانتشار.

د. عبير مبارك (الرياض)

الملوثات الكيميائية مصدر قلق متزايد على صحة القلب

الملوثات الكيميائية مصدر قلق متزايد على صحة القلب
TT

الملوثات الكيميائية مصدر قلق متزايد على صحة القلب

الملوثات الكيميائية مصدر قلق متزايد على صحة القلب

عادة ما يثير الاتصال بالمواد الكيميائية السامة، والتلوث الناجم عنها، المخاوف بخصوص الإصابة بالسرطان أو مشكلات عصبية. إلا أنه بجانب ذلك، ثبت تورط المواد الخطرة في البيئة كذلك في السبب الرئيس للوفاة على مستوى البلاد، أمراض القلب والأوعية الدموية.

كشف حديث لدور الملوثات

في هذا الصدد، شرح د. فيليب لاندريغان، الأستاذ المساعد للصحة البيئية في كلية تي إتش تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد، وزميل قسم الصحة العالمية والطب الاجتماعي في كلية الطب بجامعة هارفارد، أن «إدراك أن الملوثات الكيميائية يمكن أن تساهم في أمراض القلب يعدّ أمراً حديثاً، لكنه حقيقي تماماً». وأوضح أنه حتى وقت قريب، كان خطر التلوث البيئي يتوارى تحت وطأة عوامل خطر كلاسيكية أخرى مرتبطة بأمراض القلب.

وأضاف: «حقّق أطباء القلب تقدماً غير عادي في تحديد ودراسة هذه المخاطر. واليوم، تراجعت معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب أكثر مما كانت عليه في خمسينات القرن الماضي. والآن، بعد أن انخفضت أعداد المدخنين، وأصبحت لدى مزيد من الناس قدرة أفضل على السيطرة على مستويات الكوليسترول وضغط الدم، بدأت خطورة التعرض للملوثات البيئية تحظى باهتمام أكبر».

مصادر التلوث

تتضمن الملوثات الكيميائية السموم الموجودة في الهواء والماء والتربة. وهنا، أوضح د. لاندريغان أن تلوث الهواء يعد التهديد الرئيس لصحة القلب والأوعية الدموية.

من بين الملوثات الأخرى المثيرة للقلق، المعادن الثقيلة، (خاصة الرصاص)، ومواد بيرفلورو ألكيل (perfluoroalkyl) وبولي فلورو ألكيل (polyfluoroalkyl)، المعروفة باسم الفاعلات بالسطح الفلورية (PFAS)، علاوة على المبيدات الحشرية، طبقاً لمقال نشرته دورية «سيركيوليشن ريسرتش» (Circulation Research).

والآن، أين توجد هذه المواد؟ وكيف يمكنها الإضرار بالقلب؟

• الرصاص. أوضح د. لاندريغان أن أي شخص ولد قبل منتصف سبعينات القرن العشرين، تعرض للرصاص عبر استنشاق عوادم السيارات، التي تعمل بالغاز المحتوي على الرصاص. علاوة على ذلك، تظل بقايا الطلاء المحتوي على الرصاص موجودة بالمنازل وغيرها من الهياكل التي بنيت قبل عام 1978.

كما يمكن أن يؤدي تآكل أنابيب الرصاص (خاصة بالمنازل التي يعود تاريخ بنائها في أميركا إلى قبل عام 1986) إلى تلويث مياه الشرب. أضف إلى ما سبق أن هوايات مثل الرسم الزيتي وصناعة الزجاج الملون، تُعرض الأفراد إلى الرصاص.

ورغم أن الجسم يتخلص من بعض الرصاص عبر البول، فإن جزءاً منه يترسب في العظام، حيث يمكن أن يبقى لعقود. ومع ذلك، تعمل أنسجة العظام على إعادة تشكيل نفسها باستمرار، ما يتيح إعادة إطلاق الرصاص المخزن مرة أخرى في مجرى الدم، مع تقدم الناس في السن. وعلى ما يبدو، يزيد الرصاص خطر الإصابة بأمراض القلب عبر إضعافه لوظائف الكلى، ما يسفر بدوره عن رفع ضغط الدم.

الملوثات الأبدية والمبيدات

• الفاعلات بالسطح الفلورية (PFAS). تعرف باسم الكيميائيات الدائمة (الأبدية)، لأنها تقاوم التحلل الكيميائي والبيولوجي. ويشيع استخدام هذه المواد في حياتنا اليومية، فهي تستخدم في تغليف عبوات الأطعمة والمشروبات وغيرها من المنتجات. وتستخدم الفاعلات بالسطح الفلورية كذلك على نطاق واسع في صناعتي الطيران والسيارات وغيرهما. وتعني النفايات الصناعية الناتجة عن هذه الصناعات أن الفاعلات بالسطح الفلورية غالباً ما ينتهي بها المطاف إلى مياه الشرب وإمدادات الغذاء. وارتبطت المستويات المرتفعة من هذه المواد الكيميائية بارتفاع معدلات الكوليسترول الضار، وتراكم اللويحات داخل الشرايين.

• المبيدات الحشرية. يواجه العاملون في الصناعات الزراعية والكيميائية المستوى الأعلى من المخاطر المرتبطة بهذه المواد الكيميائية. ويمكن كذلك للأشخاص الذين يعيشون بالمناطق الزراعية الريفية أن يتأثروا بانجراف رش المبيدات الحشرية. ويمثل استخدام المبيدات الحشرية داخل المنزل، لمكافحة الأعشاب الضارة والحشرات، سبيلاً آخر محتملاً للتعرض لهذه المواد الكيميائية، وقد يستهلك البعض بقايا مبيدات حشرية في الطعام.

مساهمة الملوثات في أمراض القلب أمر حديث لكنه حقيقي تماماً

خطوات لتقليل المخاطر

يمكن للخطوات الآتية أن تسهم في تقليل المخاطر:

• تفحص مياه الشرب. يلزم القانون الجهات البلدية المعنية بتوفير مياه الشرب، بإطلاع عملائها على تقارير جودة سنوية. وفي العادة، يجري اختبار المياه قبل خروجها من الجهة المعنية بإنتاجها. ونظراً لأن الرصاص يمكن أن يتسرب إلى المياه عبر الأنابيب التي تنقل المياه إلى منزلك، فإنه ينصح بتفحص مياه الصنبور جيداً. وفي هذا الصدد، توفر وكالة حماية البيئة الأميركية إرشادات تفصيلية.

وعليك الاتصال بالوكالة الصحية أو البيئية المحلية، إذا كانت المياه التي تستهلكها تأتي من بئر خاص.

وإذا كانت مياه الشرب تحتوي معادن ثقيلة، أو الفاعلات بالسطح الفلورية، أو ملوثات أخرى، فاعتمد واحدة من العلامات التجارية الرئيسية من مرشحات المياه، واحرص على استبدال المرشح طبقاً للإرشادات.

• اختر منتجات خالية من الفاعلات بالسطح الفلورية. قد تؤدي بقايا وغبار بعض المنتجات الاستهلاكية إلى تعريض أشخاص للفاعلات بالسطح الفلورية، وتتضمن:

- السجاد والمفروشات والأقمشة الأخرى المقاومة للبقع.

- الملابس والأحذية المقاومة للماء.

- منتجات التنظيف.

- منتجات العناية الشخصية، ومستحضرات التجميل، مثل الشامبو، وخيط تنظيف الأسنان، وطلاء الأظافر، ومكياج العيون.

ـ الدهانات والورنيش والمواد المانعة للتسرب.

ابحث عن عبارة «خالٍ من فاعلات بالسطح الفلورية» على الملصقات، وتجنب المنتجات التي تحتوي على مكونات بها اسم «بيرفلورو» أو «فلورو».

• تجنب المبيدات الحشرية قدر الإمكان. ابحث عن طرق بديلة غير كيميائية لمكافحة الآفات في المنزل. وفكّر في شراء الأطعمة العضوية، خاصة الأطعمة التي تتناولها بشكل متكرر.

* رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا».