لقاح لحماية المصابين بالسكري من الأمراض المعدية

لقاحات «كوفيد - 19» الحالية ليست فعالة جداً لدى مرضى السكري من النوع الأول (رويترز)
لقاحات «كوفيد - 19» الحالية ليست فعالة جداً لدى مرضى السكري من النوع الأول (رويترز)
TT

لقاح لحماية المصابين بالسكري من الأمراض المعدية

لقاحات «كوفيد - 19» الحالية ليست فعالة جداً لدى مرضى السكري من النوع الأول (رويترز)
لقاحات «كوفيد - 19» الحالية ليست فعالة جداً لدى مرضى السكري من النوع الأول (رويترز)

أظهرت دراسة أميركية أن لقاحاً يبلغ عمره 100 عام، يحمي المصابين بداء السكري من النوع الأول من «كوفيد - 19» وغيره من الأمراض المعدية.

وأوضح الباحثون، خلال النتائج التي نُشرت، (الأربعاء)، في دورية «سيل ريبورتس ميديسن» أن لقاح «BCG» تم تطويره في الأصل للوقاية من مرض السل.

ويتكون لقاح السل، الذي تم تطويره في عام 1921، من سلالة ضعيفة من بكتيريا السل البقري، التي لا تسبب المرض للإنسان، ولكنها تساعد جهاز المناعة على تطوير مقاومة ضد البكتيريا المسببة لمرض السل.

ووفق الفريق، فإن المصابين بداء السكري من النوع الأول معرضون بشدة للإصابة بالأمراض المعدية أكثر من غيرهم، وكانت حالتهم الصحية أسوأ عندما أُصيبوا بفيروس «SARS-CoV-2» المسبب لمرض «كوفيد - 19».

وخلال التجارب التي أُجريت على 141 مصاباً بداء السكري من النوع الأول، تلقى 93 شخصاً 5 أو 6 جرعات من لقاح «BCG»، في حين تلقى 48 شخصاً، لقاحاً وهمياً لا يحتوي على مادة فعالة.

وتمت متابعة المشاركين لمدة 36 شهراً لالتقاط المتغيرات الجينية المتنوعة لـ«كوفيد - 19» وعديد من حالات التعرض للأمراض المعدية.

وأظهرت التجارب أن لقاح «BCG» المكون من 5 أو 6 جرعات كان فعالاً في حماية المشاركين من الإصابة بـ«كوفيد - 19» وأمراض معدية أخرى، وكانت الحماية فعالة ضد أنواع عدة من الفيروسات والبكتيريا والفطريات، مقارنة بالمجموعة التي تلقت الدواء الوهمي.

وأشار الباحثون إلى أن لقاح «BCG» يمكن أن يمنح الحماية مدى الحياة تقريباً ضد أنواع فيروسات «كورونا»، والإنفلونزا كلها، والفيروس المخلوي التنفسي، والأمراض المعدية الأخرى.

وأضافوا أن هذا اللقاح يمكن أن يوفر حماية طويلة الأمد، ربما لعقود، وهي ميزة واضحة مقارنةً بلقاحات «كوفيد - 19» ولقاحات الأمراض المعدية الأخرى مثل الإنفلونزا، التي تستمر فاعليتها لبضعة أشهر فقط.

وتابعوا أن لقاحات «كوفيد - 19» المتاحة حالياً لم تحمِ الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الأول من «كوفيد - 19»، ولكن لم يكن هناك أي ضرر من أخذ لقاح «BCG» مع لقاحات «كوفيد - 19» المتاحة.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة في كلية الطب بجامعة هارفارد الأميركية، الدكتور دينيس فاوستمان: «أظهرت دراسات سابقة أن لقاحات (كوفيد - 19) الحالية مثل (فايزر)، و(موديرنا)، و(جونسون آند جونسون) ليست فعالة جداً في حماية مرضى السكري من النوع الأول، لكن دراستنا أظهرت أن لقاح (BCG) يمكن أن يحمي هؤلاء المرضى من (كوفيد - 19) وأمراض معدية أخرى».

وأضاف عبر موقع الجامعة أن «الدراسة أظهرت أيضاً أن لقاح (BCG) لم يكن ضاراً لأولئك الذين تلقوا لقاحات (كوفيد - 19) الأخرى، ومع استمرار تطور الوباء، ستكون من المثيرة للاهتمام معرفة ما إذا كان بإمكاننا العمل مع إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) للسماح بحصول مرضى السكري من النوع الأول على لقاح السل».


مقالات ذات صلة

بريطانيا: أكثر من وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات «ستكون بسبب السرطان»

صحتك بحث يؤكد أن حالات الوفاة بالسرطان بين البريطانيين في ازدياد (رويترز)

بريطانيا: أكثر من وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات «ستكون بسبب السرطان»

خلص تقرير جديد إلى أن أكثر من حالة وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات في المملكة المتحدة ما بين الآن وعام 2050 ستكون بسبب السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك شعار برنامج الدردشة الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» (رويترز)

دراسة: «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض

كشفت دراسة علمية جديدة، عن أن روبوت الدردشة الذكي الشهير «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض؛ الأمر الذي وصفه فريق الدراسة بأنه «صادم».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم بولينا براندبرغ قالت على «إكس» إنها تعاني من «أغرب رهاب للموز في العالم» (رويترز)

غرف خالية من الموز بسبب «فوبيا» وزيرة سويدية

تسببت فوبيا تعاني منها وزيرة سويدية في دفع مسؤولين حكوميين إلى طلب إخلاء الغرف من الفاكهة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الإصابة بحصوات الكلى والنقرس من الحالات الشائعة (المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة)

أدوية للسكري تخفّض خطر الإصابة بحصوات الكلى

أظهرت دراسة جديدة أنّ نوعاً من أدوية علاج مرض السكري من النوع الثاني قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بحصوات الكلى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك علب من أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» المضادة للسكري تكبح التدهور المعرفي المرتبط بألزهايمر

كشف فريق من الباحثين الأميركيين أن عقار سيماغلوتيد، الذي يتم تسويقه تحت اسمي «أوزمبيك» و«ويغوفي» من شأنه أن يحسن بشكل ملحوظ استهلاك الدماغ للسكر.

«الشرق الأوسط» (باريس)

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.