هل يقلل تناول الكاكاو من خطر الإصابة بأمراض القلب حقا؟

هل يقلل تناول الكاكاو من خطر الإصابة بأمراض القلب حقا؟
TT

هل يقلل تناول الكاكاو من خطر الإصابة بأمراض القلب حقا؟

هل يقلل تناول الكاكاو من خطر الإصابة بأمراض القلب حقا؟

من منا لا يحب الشوكولاتة؟ فالجميع يتوقون إليها، ولكن في الوقت نفسه، يخشى الكثيرون منها بسبب آثارها الصحية؛ فهي معروفة في الغالب بمحتواها العالي من السكر والدهون، والتي لا يمكن أن تؤثر على وزننا فحسب، بل تزيد أيضًا من خطر الإصابة بحالات مختلفة مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية (CVDs) ومشاكل الجهاز الهضمي وغيرها. لكن ماذا لو اكتشفنا أن ليس كل أنواع الشوكولاتة ضارة بالصحة، وأن بعضها الذي يحتوي على الكاكاو قد يفيد جسمنا بالفعل، خاصة صحة القلب والأوعية الدموية؟

وفي حين أن الأبحاث لا تزال غير حاسمة والعديد من الباحثين يدرسون فوائد ومخاطر مسحوق الكاكاو، إلا أن هناك دراسات تشير إلى أن الشوكولاتة الداكنة، الغنية بالكاكاو، مصدر جيد لمضادات الأكسدة التي يمكن أن تحسن صحة القلب وربما تعزز وظائف المخ. .

من أجل ذلك يشرح الدكتور سوكريتي بهالا استشاري أمراض القلب بـAakash Healthcare بنيودلهي، حقيقة فوائد مسحوق الكاكاو للقلب. وذلك وفق تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

فوائد مسحوق الكاكاو

تصنع الشوكولاتة من حبوب الكاكاو، وهي بذور موجودة على شجرة الكاكاو. تتمتع هذه البذور بمظهر غذائي قوي يحتوي على الألياف التي تعمل على تحسين صحة الجهاز الهضمي، ومركبات مضادة للأكسدة تسمى الفلافانول، والتي تساعد في مكافحة الالتهاب وقد تقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة كأمراض القلب والسرطان.

علاوة على ذلك، يُعتقد أيضًا أن مادة الفلافانول الموجودة في مسحوق الكاكاو تعمل على تحسين الذاكرة والتعلم والتركيز.

وفي حين أن مسحوق الكاكاو يحتوي على بعض السعرات الحرارية، إلا أنه يمكن أن يساعد أيضًا في تنظيم الشهية وتقليل الرغبة الشديدة للأكل؛ إذ يحتوي على مواد كيميائية تعزز الحالة المزاجية مثل أنانداميد وفينيل إيثيل أمين، والتي يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على الحالة المزاجية وقد تساعد أيضًا في مكافحة أعراض الاكتئاب.

هل يمكن لمسحوق الكاكاو أن يقلل بالفعل من خطر الإصابة بأمراض القلب؟

وفقا للدكتور بهالا، قد يكون لمسحوق الكاكاو غير المحلى بعض الفوائد الصحية للقلب.

وقد توصلت دراسة نشرتها جامعة كامبريدج الى ان الأشخاص الذين تناولوا فلافانول الكاكاو، الموجود في الشوكولاتة الساخنة الداكنة، أظهروا تحسينات في العديد من علامات صحة القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك تدفق الدم، وضغط الدم، ومرونة الأوعية الدموية، ومستويات الكوليسترول.

كما وجدت دراسة لنتائج مكملات الكاكاو والفيتامينات المتعددة، أو COSMOS، وهي دراسة كبيرة أجريت عام 2022 ونشرت بالمجلة الأميركية للتغذية السريرية، أن مكملات مستخلص الكاكاو اليومية التي تحتوي على الفلافانول يمكن أن تقلل من أمراض القلب ومخاطر السكتة الدماغية لدى كبار السن.

وفي حين أن المعدل الإجمالي للنوبات القلبية والسكتات الدماغية وغيرها من أمراض القلب والأوعية الدموية لم ينخفض بشكل ملحوظ، إلّا ان الدراسة وجدت فائدة مفاجئة تجلت بانخفاض بنسبة 27 % في الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية بين أولئك الذين يتناولون مستخلص الكاكاو.

وبأوائل عام 2023، أعطت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) أيضًا الضوء الأخضر لاستخدام بعض فلافانول الكاكاو بمسحوق الكاكاو عالي الفلافانول؛ وقالت إنها «قد تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية» لكن، مع ذلك، خلصت الادارة إلى أن هناك أدلة علمية محدودة للغاية على هذا الادعاء.

ويختم الدكتور بهالا حديثه قائلا «على الرغم من أن مسحوق الكاكاو قد يكون له بعض الفوائد الصحية، إلا أنه إذا تم تناوله مع السكر والدهون، فقد لا يكون مفيدًا للقلب. لذلك، ينصح باختيار مسحوق الكاكاو غير المحلى، وتناوله باعتدال، ومراعاة الحساسية أيضًا».


مقالات ذات صلة

كيف تحصل على نوم مثالي؟

صحتك كيف تحصل على نوم مثالي؟

كيف تحصل على نوم مثالي؟

أكد خبراء في النوم على ضرورة الحصول الإنسان على فترة راحة لا تقل عن 7 ساعات يومياً، وذكروا أن النساء بحاجة إلى 20 دقيقة من النوم أكثر من الرجال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
يوميات الشرق عندما يجبر الناس أنفسهم على الاسترخاء يمكن أن يصبحوا أكثر قلقاً (أرشيفية- أ.ف.ب)

كيف تصبح الرغبة في الاسترخاء سبباً لمزيد من القلق والتوتر؟

قد تدفع رغبة بعض الأشخاص للراحة والاسترخاء إلى مزيد من القلق والتوتر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الطاعون الدبلي سببه بكتيريا يرسينيا الطاعونية والتي من المحتمل أنها دخلت أميركا الشمالية عام 1900 من الفئران (رويترز)

تأكيد إصابة شخص بالطاعون في الولايات المتحدة

أكد مسؤولون صحيون في الولايات المتحدة إصابة شخص بالطاعون في مقاطعة بويبلو بولاية كولورادو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جين معين يشكل عاملاً حاسماً في تطور السمنة والمشاكل السلوكية واكتئاب ما بعد الولادة لدى الأمهات

دراسة وراثية تشير إلى الأوكسيتوسين علاجاً محتملاً للسمنة واكتئاب ما بعد الولادة

حددت دراسة حديثة جيناً معيناً بوصفه عاملاً حاسماً في تطور السمنة والمشاكل السلوكية واكتئاب ما بعد الولادة لدى الأمهات.

د. وفا جاسم الرجب (لندن)
صحتك ما الفرق بين «أرفيد» والنزق بالطعام؟ (رويترز)

اضطراب أكل يتعلّق بتركيبة الطعام أو لونه أو رائحته... ماذا نعرف عن «أرفيد»؟

يرهق بعض الأولاد والديهم عندما يتعلّق الأمر بالطعام، فمنهم من لا يتناول إلا أصنافاً محددة جداً، وأحياناً لا يتخطى عددها أصابع اليد الواحدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

دواء للصرع يزيد فاعلية علاج سرطان المعدة

مريض يتلقّى جرعة من العلاج الكيميائي للسرطان (معهد أبحاث السرطان في لندن)
مريض يتلقّى جرعة من العلاج الكيميائي للسرطان (معهد أبحاث السرطان في لندن)
TT

دواء للصرع يزيد فاعلية علاج سرطان المعدة

مريض يتلقّى جرعة من العلاج الكيميائي للسرطان (معهد أبحاث السرطان في لندن)
مريض يتلقّى جرعة من العلاج الكيميائي للسرطان (معهد أبحاث السرطان في لندن)

كشفت دراسة أجراها باحثون في بريطانيا والصين أن دواء يستخدم لعلاج الصرع يمكن أن يساعد في إطالة فاعلية العلاج الكيميائي لسرطان المعدة.

وأوضح الباحثون أن دواء الصرع المسمى «ستيريبنتول» (Stiripentol) يستهدف «اللاكتات»، وهو المنتج الذي يتراكم عندما تُحوِّل الخلايا السرطانية المواد الغذائية إلى طاقة ومصدر غذاء لها بهدف الانتشار في الجسم، وفق نتائج الدراسة التي نُشرت، الخميس، في دورية «نيتشر».

ويهاجم العلاج الكيميائي السرطان عن طريق إتلاف الحمض النووي للخلايا السرطانية؛ لذا تحاول الخلايا إصلاحه بسرعة أثناء محاولتها البقاء ومواصلة النمو والانتشار في الجسم.

وخلال الدراسة التي قادها باحثون من «معهد أبحاث السرطان في لندن» وجامعة «سون يات سين» في الصين، فحص الفريق أنسجة 24 مريضاً بسرطان المعدة، منهم 15 عانوا مقاومة الأنسجة للعلاج الكيميائي، ما أدى لاستمرار نمو الأورام.

ووجد الباحثون أن «اللاكتات» التي تتراكم في الخلايا السرطانية كانت أكثر وفرة في أنسجة السرطان المقاومة للعلاج الكيميائي.

كما وجدوا أيضاً أن «اللاكتات» تلعب دوراً في تغيير هيكل بروتين مهم يشارك في إصلاح الحمض النووي للخلايا السرطانية، ما يؤثر على كفاءته؛ لذلك يعتقد الباحثون أن «اللاكتات» قد تكون مسؤولة عن إيقاف فاعلية العلاج الكيميائي في أنواع أخرى من السرطان، مثل سرطان البنكرياس والرئة والمبيض.

ولاختبار ما إذا كان منع تراكم «اللاكتات» يمكن أن يجعل العلاج الكيميائي يعمل لفترة أطول، استهدف الباحثون إنزيماً يسمى «LDHA» المسؤول عن تراكم «اللاكتات» في الخلايا السرطانية، باستخدام دواء «ستيريبنتول».

وأظهرت الدراسة على الفئران المصابة بسرطان المعدة أن العلاج بـ«ستيريبنتول»، بالتزامن مع العلاج الكيميائي أدى إلى تقليص حجم الأورام بشكل مستمر لمدة 4 أسابيع بعد العلاج.

أما أورام الفئران التي عولجت بالعلاج الكيميائي وحده فقد تقلّصت لديها الأورام لمدة أسبوع واحد، قبل أن تبدأ النمو مرة أخرى.

كما بقيت الفئران المعالجة بـ«ستيريبنتول» والعلاج الكيميائي على قيد الحياة لفترة أطول من تلك التي تلقت العلاج الكيميائي وحده.

ومع العلاج الكيميائي وحده، لم تبقَ الفئران على قيد الحياة لأكثر من 40 يوماً بعد العلاج، في حين بقيت الفئران التي تلقّت مزيجاً من العلاج الكيميائي و«ستيريبنتول» على قيد الحياة لأكثر من 70 يوماً.

وبدأ الباحثون الآن تجارب سريرية على البشر المصابين بسرطان المعدة لمعرفة ما إذا كان دواء «ستيريبنتول» يمكن أن يعيد فاعلية العلاج الكيميائي للمرضى الذين أصبحوا مقاومين للعلاج.

وقال الباحثون إنه إذا أثبتت التجارب السريرية نجاحها، فيمكن أن يكون لهذا الاكتشاف تأثير كبير في تحسين نتائج العلاج لمرضى سرطان المعدة، وربما أنواع أخرى من السرطان أيضاً.