تقرير: آلاف الأشخاص لا يعلمون أنهم مصابون بالتهاب الكبد الفيروسي (C)

تقرير: آلاف الأشخاص لا يعلمون أنهم مصابون بالتهاب الكبد الفيروسي (C)
TT

تقرير: آلاف الأشخاص لا يعلمون أنهم مصابون بالتهاب الكبد الفيروسي (C)

تقرير: آلاف الأشخاص لا يعلمون أنهم مصابون بالتهاب الكبد الفيروسي (C)

ارتفع الطلب على اختبارات التهاب الكبد C في المملكة المتحدة بعد نشر نتائج استقصاء الدم المصاب بمايو (أيار) 2024.

ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية «يعيش 1750 شخصًا في المملكة المتحدة مع عدوى التهاب الكبد الوبائي غير المشخصة بعد إجراء عملية نقل دم ملوث».

وعلى الصعيد العالمي، هناك الآلاف الذين يعيشون مع الفيروس دون علمهم. إذن ما هي هذه العدوى، وكيف تعرف إذا كنت مصابًا بها؟ وماذا يمكنك أن تفعل حيال ذلك؟ هذا ما يوضحه تقرير نقله موقع «ساينس إليرت» عن موقع «The Conversation» العلمي المرموق.

ما هو التهاب الكبد الفيروسي سي؟

التهاب الكبد C هو نوع من الفيروسات المنقولة بالدم يستهدف الكبد، ويسبب التهابًا به وتلفًا إذا لم يتم علاجه. وهو ينتشر بين الناس عن طريق الاتصال الدموي.

وفي الحالات التي يغطيها استقصاء الدم المصاب، تحدث العدوى لأن المرضى تلقوا منتجات علاجية منقولة عن أشخاص مصابين بالفيروس.

وفي حالات أخرى، يمكن أن تنتشر العدوى عن طريق تعاطي المخدرات من خلال الوريد.

وفي الأماكن التي ينتشر فيها التهاب الكبد الوبائي C كما هو الحال بأجزاء من جنوب آسيا (عن طريق ملامسة الدم الملوث أثناء الإجراءات الطبية أو التجميلية)، يعاني جيل طفرة المواليد (الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1945 و1965) من معدلات أعلى للإصابة بالتهاب الكبد الوبائي سي (ما يصل إلى 1 من كل 30 مصابًا في الولايات المتحدة) بسبب عمليات نقل الدم والإجراءات الطبية التي تم إجراؤها قبل اكتشاف الفيروس.

على الصعيد العالمي، يعيش حوالى 50 مليون شخص مع التهاب الكبد C، وتحدث مليون إصابة جديدة كل عام. وفي بعض الأشخاص، يمكن أن تؤدي العدوى طويلة الأمد إلى تندب الكبد (تليف الكبد) ومن ثم فشل الكبد وسرطان الكبد. وهو المسؤول أيضا عن حوالى ربع مليون حالة وفاة سنويًا.

تم اكتشاف التهاب الكبد الناجم عن نقل الدم بعد تلقي شخص عملية نقل دم عام 1969. لكن لم يتم التعرف على التهاب الكبد C لأول مرة حتى عام 1989، وهو الاكتشاف الذي أدى إلى جائزة نوبل في الطب عام 2020.

وبحلول عام 1991، تم فحص المتبرعين بالدم بشكل روتيني بحثًا عن الفيروس في المملكة المتحدة. ومع ذلك، كان عشرات الآلاف من الأشخاص قد تلقوا بالفعل منتجات دم ملوثة بالتهاب الكبد C قبل هذا التاريخ. وقد أدى ذلك إلى إصابة الكثيرين بعدوى طويلة الأمد ووفاة الآلاف بسبب أمراض الكبد.

ما هي أعراض التهاب الكبد C؟

التهاب الكبد C هو عادة عدوى صامتة. وفي وقت الإصابة، قد يعاني الأشخاص من أعراض فيروسية خفيفة مثل التعب وآلام العضلات. وفي بعض الأحيان يمكن أن يسبب اليرقان (اللون الأصفر للعينين والجلد). ومع ذلك، فإن معظم الناس ليس لديهم أي أعراض.

ويقوم الجهاز المناعي بشكل طبيعي بإزالة الفيروس في حوالى ثلاثة من كل عشرة أشخاص. لكن بالنسبة لأي شخص آخر، تصبح عدوى طويلة الأمد ولا تختفي عادة دون علاج.

وبعد حوالى 20 عامًا من الإصابة، يصاب العديد منهم بأمراض الكبد؛ أما أولئك الذين يعانون من عدوى التهاب الكبد C على المدى الطويل فقد لا يعانون من أي أعراض ولا يدركون تمامًا أنهم مصابون بالفيروس. ومع ذلك، يتم الإبلاغ بشكل شائع عن أعراض غامضة مثل التعب وآلام العضلات وضباب الدماغ.

ويحدث ضباب الدماغ عندما يجد الأشخاص صعوبة في التركيز أو النسيان أو الافتقار إلى الوضوح العقلي. كما قد يعاني الأشخاص المصابون بعدوى التهاب الكبد C على المدى الطويل أيضًا من تغيرات في المزاج والاكتئاب والقلق.

وفقط عندما يبدأ الكبد بالفشل تصبح الأعراض ملحوظة، بما في ذلك اليرقان والتورم بالسوائل والارتباك والقيء الدموي.

كيف يمكن علاج التهاب الكبد C؟

على الرغم من أننا لم نعرف عن الفيروس إلا منذ أقل من 40 عامًا، فقد تم بالفعل تطوير العديد من العلاجات الفعالة للغاية وهي متاحة على نطاق واسع.

وتتضمن العلاجات المبكرة دورات طويلة من الحقن مع العديد من الآثار الجانبية وفرص منخفضة للشفاء. وقد تم ترخيص أول علاج على شكل أقراص عام 2013. كما تم طرح العديد من العلاجات الأخرى في الأسواق بعد فترة وجيزة. هذه العلاجات آمنة ولها آثار جانبية قليلة. وحاليًا، يتم استخدام دورات علاجية تتراوح مدتها من ثمانية إلى 12 أسبوعًا في جميع أنحاء العالم بمعدل شفاء يقترب من 100%، بغض النظر عما إذا كان الشخص يعاني بالفعل من تلف الكبد أم لا. بمعنى آخر، بمجرد تحديد المرض، لم يفت الأوان بعد لعلاج التهاب الكبد C.

وبعد العلاج، تختفي الأعراض، وحتى في الأشخاص الذين يعانون من تندب الكبد؛ إذ يمكن للكبد أن يتجدد ويتعافى.

لقد كان التقدم في العلاج جيداً للغاية حتى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت عن استراتيجية عالمية للقضاء على التهاب الكبد، بهدف خفض الإصابات الجديدة بنسبة 90 % وانخفاض الوفيات بنسبة 65 % بحلول عام 2030.

جدير بالذكر، تتصدر المملكة المتحدة المنحنى مع توقع القضاء على التهاب الكبد C بحلول عام 2025. فبمجرد العثور على الفيروس يمكن علاجه. لكن التحدي يتمثل بتحديد الأشخاص الذين لا يعرفون أنهم مصابون بالفيروس.

وكجزء من استراتيجية البلاد للتخلص من المرض، أتاحت حكومة المملكة المتحدة اختبارات سرية مجانية لالتهاب الكبد الوبائي (سي) في المنزل.


مقالات ذات صلة

«الصحة القابضة» السعودية تقر الهياكل التنظيمية

الاقتصاد زوار يتوافدون على جناح شركة «الصحة القابضة» في أحد المؤتمرات المقامة في السعودية (الشركة)

«الصحة القابضة» السعودية تقر الهياكل التنظيمية

وافق مجلس إدارة شركة «الصحة القابضة» على تسكين الموظفين المنتقلين من الوزارة إلى الشركة بالرواتب ذاتها وأعلى، وأكد أهمية استمرار العلاج المجاني للمواطنين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك غالباً ما يشعر الآباء بالمسؤولية عن سلوك أطفالهم ورفاهيتهم حتى في مرحلة البلوغ (ياهو نيوز)

لماذا يسمح بعض الآباء لأبنائهم بـ«عدم احترامهم»؟

قد يقبل الآباء والأمهات سلوكاً غاضباً وعنيفاً من أبنائهم... فما هو التفسير النفسي؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تحتوي الكلى على خلايا البقعة الكثيفة (الأخضر - الأصفر) التي تنظم عملية تجديدها وإصلاحها (جامعة جنوب كاليفورنيا)

الاستغناء عن الأملاح قد يجدد نشاط الكلى

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا الأميركية أنه يمكن أن يؤدي الاستغناء عن الأملاح والتخلص من السوائل الزائدة بالجسم إلى تنشيط الكلى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك صورة تعبيرية من بيكسباي

ما علاقة مرض السكري بالضوء الساطع ليلاً؟

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة فلندرز الأسترالية، أن التعرض للضوء الساطع عقب حلول الظلام من شأنه أن يزيد احتمالات الإصابة بالسكري من النوع  الثاني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك منها معالجة المياه الغازية لآلام المعدة... 5 خرافات صحية «راسخة» منذ الطفولة

منها معالجة المياه الغازية لآلام المعدة... 5 خرافات صحية «راسخة» منذ الطفولة

تختلف المعتقدات والعادات في مختلف أصقاع العالم، إلا أن الثابت الوحيد الذي لا يتغير على هذا الكوكب هو توجيهات الأمهات لأطفالهن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ما علاقة التعرض للضوء الساطع ليلاً بالإصابة بمرض السكري؟

صورة تعبيرية من بيكسباي
صورة تعبيرية من بيكسباي
TT

ما علاقة التعرض للضوء الساطع ليلاً بالإصابة بمرض السكري؟

صورة تعبيرية من بيكسباي
صورة تعبيرية من بيكسباي

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة فلندرز الأسترالية أن التعرض للضوء الساطع عقب حلول الظلام من شأنه أن يزيد احتمالات الإصابة بالسكري من النوع الثاني. وأفادت الدراسة بأن تجنب الضوء الساطع في الليل يمكن أن يقلل بشكل كبير خطر الإصابة بهذا المرض المزمن، كما سلطت الدراسة التي نشرت في مجلة «لانسيت» للصحة الإقليمية في أوروبا، الضوء على وجود صلة بين التعرض للضوء ليلاً وبداية السكري من النوع الثاني.

ويعد السكري من النوع الثاني مرضاً مزمناً يضعف قدرة جسم الإنسان على استخدام الإنسولين بشكل فعال، وهو يتطور تدريجياً، غالباً بسبب عوامل نمط الحياة على غرار عدم ممارسة الأنشطة الرياضية والسمنة، ومن الصعب جداً التحكم فيه. وشارك 85 ألف شخص من الأصحاء، قاموا بارتداء أجهزة تتبع الضوء ليلاً ونهاراً لمدة أسبوع كامل، خضعوا بعدها لفحوص، وكشفت النتائج أن المشاركين الذين تعرضوا للضوء الساطع بين الساعة 12:30 بعد منتصف الليل والسادسة صباحاً، كانوا الأكثر عرضة لتشخيص السكري لديهم. وحللت الدراسة بيانات المشاركين، عن طريق استخدام نحو 13 مليون ساعة من بيانات مستشعر الضوء لتقييم أنماط التعرض للضوء وارتباطها بمخاطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

وقال فريق البحث من جامعة فلندرز الأسترالية، إن التعرض لضوء ساطع في أثناء ساعات الليل المتأخرة يؤثر على قدرة جسم الإنسان على التمثيل الغذائي للغلوكوز، ما يؤدي إلى تغيرات في إفراز الإنسولين، وتتسبب هذه التغيرات في إضعاف قدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر في الدم، ما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

صورة تعبيرية من بيكسباي

وأظهرت النتائج وجود علاقة تعتمد على الجرعة بين التعرض للضوء في الليل وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وأشارت النتائج التي توصل لها الباحثون إلى أن تقليل التعرض للضوء خلال ساعات الليل والحفاظ على بيئة مظلمة قد يكونان وسيلة فعالة لمنع أو تأخير ظهور مرض السكري من النوع الثاني.