لماذا سحبت شركة «أسترازينيكا» لقاح «كورونا»؟

شكوك كثيرة حول سلامته خصوصاً للأطفال والشبان

لماذا سحبت شركة «أسترازينيكا» لقاح «كورونا»؟
TT

لماذا سحبت شركة «أسترازينيكا» لقاح «كورونا»؟

لماذا سحبت شركة «أسترازينيكا» لقاح «كورونا»؟

بدأت شركة «أسترازينيكا» في سحب اللقاح الخاص بها من الأسواق العالمية، بعد الأعراض الخطيرة التي ظهرت بشكل كبير، وأهمها على الأطلاق كان تكوين جلطات تسببت في وفاة عدة أشخاص حول العالم، فضلاً عن خفض الصفائح الدموية المسؤولة عن عملية التخثر في الدم thrombosis with thrombocytopenia syndrome (TTS).

شكوك في سلامة اللقاح

والحقيقة أن الشكوك حول مدى أمن وسلامة اللقاح كانت موجودة منذ بداية استخدامه في يناير (كانون الثاني) عام 2021، وظهرت تقارير طبية كثيرة ناقشت احتمالية تكوين الجلطات نُشِر بعضها في دورية «لانست» The Lancet الطبية ذائعة الصيت. ولكن الشركة كانت ترد على هذه التقارير بأن هذه الأعراض نادرة الحدوث جداً (شخص واحد لكل 10 ملايين).

توصيات بمنع تلقيح الاطفال

نتيجة لهذا العرض الجانبي، خصوصاً في صغار العمر، كانت التوصيات بمنع استخدام اللقاح في الأطفال تحت 18 عاماً. وقامت جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة بمنع الشركة حتى من تكملة التجارب الإكلينيكية على هذه الفئة العمرية وحتى أعمار بداية الشباب.

وكان الرأي الطبي أن اللقاح يعطي أفضل نتيجة إذا تم استخدامه في بداية الأربعينات من العمر، لكن لم يتم منع مَن هم دون الأربعين مِن استخدامه إلا من يعانون من أمراض يمكن أن تضعف الجهاز المناعي للجسم، مثل الأمراض المناعية ومرضى الأورام، وكانت طريقة تناوله على جرعتين في الأغلب في الجزء العلوي من عضلة الذراع بفاصل نحو 3 أشهر.

جلطات دموية مميتة

رغم أن حالات الجلطات الناتجة عن اللقاح كانت تبعاً للإحصائيات 3 لكل 100 ألف حالة، فإنه تم منع استخدام اللقاح في المملكة المتحدة بداية من عام 2023، ثم بدأ العديد من المنظمات الصحية في عدة دول منعه، بعد أن ظهرت أعراض جانبية بعد أيام قليلة مِن تناوله، خصوصاً في المرضى الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً.

وقالت الشركة إن السبب في ذلك راجع للتفاعلات المناعية نتيجة لقوة الجهاز المناعي في هذه الفئات أكثر من كبار السن. وعلى وجه التقريب كان المرضى فوق عمر السبعين عاماً أقل تعرضاً لأي أعراض جانبية حتى البسيطة منها، مثل ارتفاع درجة الحرارة.

وقالت الشركة بعد اعترافها بالأعراض الجانبية إن الآلية التي تحدث بها الجلطات غير معروفة تماماً حتى الآن، ولكن خفض الصفائح الدموية بشكل ملحوظ يعني وجود خلل كبير في عملية التجلُّط. ورغم أن أعداد مرضى الجلطات كانت قليلة، فإن بعض هذه الجلطات كانت نادرة وغريبة في الأوردة المخية cerebral venous sinus thrombosis وهو ما يجعل هذه الجلطات مميتة.

وفي محاولة لطمأنة المرضى قالت الشركة إن حالات السكتة الدماغية التي حدثت للذين حصلوا على التطعيم بالفعل ربما تكون نتيجة الأعراض الممتدة لتأثير فيروس «كورونا» على الجهاز العصبي، ولا داعي للخوف، لكن اللقاح سوف يتم سحبه من الأسواق على أي حال.


مقالات ذات صلة

«أولمبياد 2024»: إصابة رياضيين بلجيكيين بـ«كوفيد» قبل السفر لباريس

رياضة عالمية رياضيو بلجيكا اضطروا إلى تأجيل مغادرتهم إلى باريس (رويترز)

«أولمبياد 2024»: إصابة رياضيين بلجيكيين بـ«كوفيد» قبل السفر لباريس

ثبتت إصابة كثير من الرياضيين البلجيكيين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية بفيروس «كوفيد-19» مؤخراً، واضطروا إلى تأجيل مغادرتهم إلى باريس.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

طبيب: نتائج اختبار بايدن لـ«كوفيد» جاءت سلبية

أعلن طبيب البيت الأبيض في رسالة، اليوم (الثلاثاء)، أن نتيجة اختبار جو بايدن لـ«كوفيد-19» جاءت سلبية، في الوقت الذي عاد فيه الرئيس إلى واشنطن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية آنا ميريس رئيسة بعثة أستراليا خلال حديثها لوسائل الإعلام (رويترز)

بعثة أستراليا: عزل لاعبة كرة ماء في أولمبياد باريس بعد إصابتها بكوفيد

قالت آنا ميريس رئيسة بعثة أستراليا في أولمبياد باريس اليوم الثلاثاء إن لاعبة في فريق كرة الماء المحلي تم عزلها بعد إصابتها بفيروس كورونا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم عودة السفر الجوي إلى طبيعته بعد طفرة دامت سنوات في أعقاب جائحة كورونا وسط إحجام المصطافين والمسافرين بسبب ارتفاع الأسعار (رويترز)

الطلب على السفر الجوي يعود إلى طبيعته بعد الطفرة التي أعقبت «كورونا»

قال مسؤولون تنفيذيون في شركات طيران كبرى مشاركون بمعرض «فارنبورو» للطيران في إنجلترا، الاثنين، إن الطلب على السفر الجوي يعود إلى طبيعته بعد «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم كبار السن وضعاف المناعة معرضون بشكل خاص للمتغيرات الفرعية الجديدة للفيروس (أرشيفية - رويترز)

لماذا ينتشر فيروس «كورونا» هذا الصيف؟

في شهر يوليو (تموز) من كل عام، على مدى السنوات الأربع الماضية، لاحظ علماء الأوبئة ارتفاعاً مفاجئاً في حالات الإصابة بفيروس «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)

دواء جديد يقضي على الإيدز في خلايا الدماغ

الدكتور وونغ - كي كيم الباحث الرئيسي في الدراسة (جامعة تولين)
الدكتور وونغ - كي كيم الباحث الرئيسي في الدراسة (جامعة تولين)
TT

دواء جديد يقضي على الإيدز في خلايا الدماغ

الدكتور وونغ - كي كيم الباحث الرئيسي في الدراسة (جامعة تولين)
الدكتور وونغ - كي كيم الباحث الرئيسي في الدراسة (جامعة تولين)

توصلت دراسة أميركية إلى أن دواء تجريبياً قد يساعد في التخلص من فيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز» (HIV) من الخلايا المصابة في الدماغ.

وأوضح الباحثون في جامعة تولين أن النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «Brain»، تمثل خطوة مهمة نحو القضاء على الفيروس في الخلايا الدبقية بالدماغ التي تعمل كمستودع فيروسي مستقر، وتشكل تحدياً رئيسياً في علاج المرض.

والإيدز هو المرحلة المتقدمة من عدوى فيروس نقص المناعة البشرية، التي تؤثر على جهاز المناعة وتجعل المصابين عرضة للأمراض الأخرى.

وتعدّ العلاجات المضادة للفيروسات القهقرية جزءاً أساسياً من العلاج، لأنها تحافظ على الفيروس عند مستويات غير قابلة للكشف في الدم، وتحول الفيروس من مرض مميت إلى حالة يمكن التحكم فيها. رغم ذلك، لا تقضي تلك العلاجات تماماً على الفيروس، ما يتطلب علاجاً مدى الحياة.

ويظل الفيروس كامناً في «الخزانات الفيروسية» في الدماغ والكبد والعقد اللمفاوية، حيث يبقى بعيداً عن تأثير العلاجات المضادة للفيروسات القهقرية.

ويشكل الدماغ تحدياً خاصاً بسبب حاجز «الدم - الدماغ»، وهو غشاء وقائي يحميه من المواد الضارة، ولكنه يمنع أيضاً العلاجات من الوصول لتلك المنطقة، ما يسمح للفيروس بالاستمرار.

وتساهم إصابة خلايا الدماغ بالفيروس في الخلل العصبي المعرفي الذي يعاني منه نحو نصف المصابين، لذا فإن القضاء على الفيروس في الدماغ ضروري لتحسين نوعية الحياة.

وركّز الباحثون في دراستهم على نوع من خلايا الدم البيضاء، التي تأوي فيروس نقص المناعة البشرية في الدماغ، وتعرف باسم «Macrophages»، وهي خلايا مناعية تعيش لفترات طويلة جداً، ما يجعل من الصعب القضاء عليها بمجرد إصابتها.

استخدم الفريق دواء «BLZ945» التجريبي، الذي تمت دراسته سابقاً لعلاج التصلب الجانبي الضموري وسرطان الدماغ، لأول مرة في سياق استهداف فيروس نقص المناعة البشرية في الدماغ.

وشملت الدراسة 3 مجموعات من القرود المصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، المجموعة الأولى تلقت جرعة منخفضة من الدواء، فيما تلقت المجموعة الثانية جرعة عالية لمدة 30 يوماً، ولم تُعالج المجموعة الثالثة بالدواء التجريبي.

وأظهرت النتائج أن الجرعة العالية من الدواء أدت إلى انخفاض بنسبة 95 إلى 99 في المائة في مستويات الفيروس داخل الخلايا المناعية التي تأويه في الدماغ.

وقال الدكتور وونغ - كي كيم، الباحث الرئيسي في الدراسة: «إن البحث يمثل تقدماً مهماً في معالجة مشكلات الدماغ الناتجة عن فيروس نقص المناعة البشرية، التي تستمر حتى مع تناول العلاجات المضادة للفيروسات القهقرية».

وأضاف، عبر موقع الجامعة، أن «الخطوة التالية هي اختبار هذا العلاج مع العلاجات المضادة للفيروسات القهقرية لتقييم فاعليته، وهذا قد يفتح المجال لاستراتيجيات أكثر شمولاً للقضاء على الفيروس من الجسم بشكل كامل».