النشاط البدني في الطفولة يقلل مخاطر تلف القلب المبكر

يقلل النشاط البدني الخفيف بمعدل 3 إلى 4  ساعات يومياً من احتمالات تضخم القلب (أونسبلاش)
يقلل النشاط البدني الخفيف بمعدل 3 إلى 4 ساعات يومياً من احتمالات تضخم القلب (أونسبلاش)
TT

النشاط البدني في الطفولة يقلل مخاطر تلف القلب المبكر

يقلل النشاط البدني الخفيف بمعدل 3 إلى 4  ساعات يومياً من احتمالات تضخم القلب (أونسبلاش)
يقلل النشاط البدني الخفيف بمعدل 3 إلى 4 ساعات يومياً من احتمالات تضخم القلب (أونسبلاش)

أفادت دراسة حديثة بأن زيادة أوقات الخمول البدني في مرحلة الطفولة يؤدي إلى تضخم القلب في وقت مبكر من العمر. وعلى العكس من ذلك، فإن النشاط البدني الخفيف (LPA) يمكن أن يقلل من تلك المخاطر.

ويذكر أن، الدراسة التي أجريت بالتعاون بين جامعات بريستول وإكستر في بريطانيا وجامعة فنلندا الشرقية، نشرت نتائجها، الثلاثاء، في «المجلة الأوروبية لأمراض القلب»، بعد متابعة 1682 طفلاً من مواليد التسعينات، تتراوح أعمارهم بين 11 و24 عاماً، حيث أمضى هؤلاء الأطفال ما متوسطه ست ساعات يومياً في الأنشطة التي يغلب عليها الجلوس وعدم بذل الجهد، وهو ما زاد إلى تسع ساعات يومياً في مرحلة الشباب.

ووفق نتائج الدراسة، ارتبطت هذه الزيادة بتقدمٍ في نسبة تضخم القلب؛ مما ساهم بنسبة 40 في المائة من إجمالي الزيادة في كتلة القلب خلال فترة نمو مدتها 7 سنوات من مرحلة المراهقة إلى مرحلة الشباب.

ويتخذ الأطباء من تضخم البطين الأيسر مؤشراً على زيادة مفرطة في كتلة القلب وحجمه. ومن المعروف أن ذلك يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والوفاة المبكرة للبالغين.

وشدد الباحثون على أن «عدم الحركة يؤدي إلى زيادة كتلة القلب بمعزل عن عوامل أخرى ممرضة كالسمنة أو ارتفاع ضغط الدم»، وأنه على العكس من ذلك، فإن «ممارسة النشاط البدني الخفيف بمعدل 3 إلى 4 ساعات يومياً طوال فترة المتابعة قللت من زيادة كتلة القلب بنسبة 49 في المائة، كما ارتبط ارتفاع معدل النشاط البدني الخفيف بوظيفة أفضل للقلب».

وكانت الدراسات السابقة التي أجريت على السكان أنفسهم قد ربطت بين الخمول الجسدي وزيادة الالتهابات وارتفاع معدلات الأنسولين والسمنة الدهنية واضطراب شحوم الدم وتصلب الشرايين.

في حين برزت ممارسة النشاط البدني الخفيف كنهج فعال لتقليل الآثار الضارة الناجمة عن الخمول وعدم بذل الجهد في مرحلة الطفولة.

وتضمنت الدراسة الحالية أطول فترة متابعة لسلوك الحركة بمقياس التسارع ودراسة «تخطيط صدى القلب» المتكررة في العالم، حيث ارتدى المشاركون أجهزة قياس التسارع على خصورهم في سن 11 و15 و24 عاماً لمدة 4 - 7 أيام، كما أجروا قياسات «تخطيط صدى القلب» لمعرفة بِنية القلب ووظيفته في سن 17 و24 عاماً.

كما تم أخذ عينات من دمهم أثناء الصيام بشكل متكرر بحثاً عن كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، وكوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة، والدهون الثلاثية، والجلوكوز، والأنسولين، والبروتين التفاعلي «سي» عالي الحساسية.

كما أجرى الباحثون قياسات لضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، وحالة التدخين، والحالة الاجتماعية والاقتصادية، والتاريخ العائلي لأمراض القلب والأوعية الدموية.

ويقول أندرو أغباجي، أستاذ علم الأوبئة السريرية وصحة الطفل في جامعة شرق فنلندا، وأحد باحثي الدراسة: «هناك أدلة متزايدة على أن الخمول في مرحلة الطفولة يمثل تهديداً صحياً يجب أن يؤخذ على محمل الجد. وأنه يجب أن يكون هناك نقلة نوعية في الطريقة التي ننظر بها إليه، حيث تشير الأدلة المتزايدة إلى أنه بمنزلة قنبلة موقوتة».

وشدد، في بيان صحافي، على أن «النشاط البدني الخفيف ترياق فعال للصحة، فمن السهل توفير 3 إلى 4 ساعات لممارسته يومياً».

ووفق أغباجي، يمكن ممارسة الألعاب المختلفة في الهواء الطلق والملاعب الرياضية، والقيام بالمهام المنزلية، والمشي وركوب الدراجة إلى مركز التسوق أو إلى المدرسة، أو التنزه في الحدائق والغابات، أو ممارسة هوايات كرة السلة، أو كرة القدم، أو الغولف، وما إلى ذلك.


مقالات ذات صلة

أمراض اللثة تفاقم خطر سرطانات الرأس والرقبة

صحتك البكتيريا المسؤولة عن أمراض اللثة تفاقم خطر سرطانات الرأس والرقبة (نيويورك لانغون هيلث)

أمراض اللثة تفاقم خطر سرطانات الرأس والرقبة

كشفت دراسة أميركية أنّ أنواعاً من البكتيريا في الفم قد تفاقم خطر الإصابة بسرطانات الرأس والرقبة بنسبة تصل إلى 50 في المائة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الأميرة البريطانية كيت ميدلتون (رويترز)

بعد معركتها مع السرطان... شقيق كيت ميدلتون يعلّق على حالتها الصحية

بعد أسابيع من إعلان أميرة ويلز أنها أنهت العلاج الكيميائي، أكد جيمس ميدلتون أنها بخير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أجهزة الاستشعار الورقية الجديدة سريعة وسهلة الاستخدام (جامعة كرانفيلد)

تقنية جديدة تكشف أمراضاً معدية بالصرف الصحي

توصّل باحثون في بريطانيا إلى طريقة لتحديد العلامات البيولوجية للأمراض المعدية في مياه الصرف الصحي باستخدام أجهزة استشعار ورقية بتقنية الأوريغامي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الرضاعة الطبيعية توفر دعماً مناعياً للأطفال (جامعة لوما ليندا)

الفطام المبكر يُفاقم خطر إصابة الرضّع بالربو

كشفت دراسة أميركية أنّ إقدام الأمهات على الفطام المبكر يُفاقم خطر إصابة الأطفال الرضّع بمرض الربو.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق أصابع روبوتية تعيد حاسة اللمس للمصابين بفقدان الإحساس

أصابع روبوتية تعيد حاسة اللمس للمصابين بفقدان الإحساس

تمكن باحثون في جامعة كلية لندن (UCL) من تحقيق اختراق علمي جديد قد يُحدِث تحولاً كبيراً في علاج الأشخاص الذين يعانون فقدان حاسة اللمس، مثل مرضى متلازمة النفق…

«الشرق الأوسط» (لندن)

تأثير الصدمات النفسية على الأطفال «أبدي»

صدمات الطفولة تؤلم مدى العُمر (جامعة كاليفورنيا)
صدمات الطفولة تؤلم مدى العُمر (جامعة كاليفورنيا)
TT

تأثير الصدمات النفسية على الأطفال «أبدي»

صدمات الطفولة تؤلم مدى العُمر (جامعة كاليفورنيا)
صدمات الطفولة تؤلم مدى العُمر (جامعة كاليفورنيا)

كشفت دراسة أميركية أنَّ التعرُّض للصدمات النفسية في مراحل مبكرة من الحياة قد تكون لها آثار طويلة الأمد على الصحة العقلية والجسدية تمتدّ لمدى الحياة.

وأوضح الباحثون في جامعتَي «كاليفورنيا» و«ميشيغان» أنّ التجارب الصادمة تفاقم احتمالية المعاناة من الألم الجسدي والاكتئاب والشعور بالوحدة في السنوات الأخيرة من الحياة، ما يؤثّر سلباً في جودة الحياة خلال تلك المرحلة، ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية الجمعية الأميركية لطبّ الشيخوخة.

والصدمات النفسية هي تجارب مؤلمة أو مروّعة يتعرّض لها الأفراد، وتؤثر سلباً في صحّتهم النفسية والعاطفية. ويمكن أن تشمل مجموعة واسعة من المواقف، مثل الإيذاء الجسدي أو النفسي، وفقدان أحد الأبوين، والتعرّض لحادث خطير، أو حتى الظروف المعيشية القاسية.

وتؤدّي هذه التجارب إلى ردود فعل نفسية متعدّدة، مثل القلق، والاكتئاب، والاضطرابات السلوكية، وتؤثر في قدرة الشخص على التكيّف والتعامل مع الضغوط اليومية، مما قد ينعكس سلباً على نوعية حياته بشكل عام.

واستندت النتائج إلى دراسة متابعة أجريت على نحو 6500 أميركي تجاوزوا سنّ الخمسين، وتوفوا بين عامي 2006 و2020.

وطُلب من المشاركين الإجابة على استبيان يتناول تجاربهم مع 11 نوعاً من الصدمات، بالإضافة إلى رفاهيتهم النفسية والاجتماعية. وكشفت المقابلات النهائية مع أفراد أسرهم أو من يتولّون شؤونهم القانونية عن معلومات حول الأعراض التي عانوها في السنة الأخيرة من حياتهم.

وأوضحت النتائج أنّ الصدمات التي يتعرّض لها الإنسان في الطفولة، خصوصاً الإيذاء الجسدي من الوالدين، ترتبط بشكل كبير بزيادة الألم والأعراض النفسية، مثل الاكتئاب والوحدة في المراحل الأخيرة من العُمر.

كما وجدوا أنّ المشاركين الذين لم يتعرّضوا لصدمات كانوا أقل عرضة للألم أو الوحدة في نهاية حياتهم، إذ كانت نسبة تعرّضهم للألم الشديد أو المتوسط 46 في المائة، والشعور بالوحدة 12 في المائة، مقارنةً بـ60 في المائة و22 في المائة على التوالي لدى مَن تعرّضوا لـ5 أحداث صادمة أو أكثر.

وأشاروا إلى أنّ هذه النتائج تؤكد أهمية النظر إلى حاجات المرضى في نهاية حياتهم من خلال «عدسة الصدمات النفسية»، إذ إنّ الأحداث الصادمة في الطفولة قد تكون لها تأثيرات تمتدّ عبر مراحل الحياة، وتؤدّي إلى العزلة الاجتماعية والعاطفية، والعادات الصحّية السيئة، وزيادة التعرّض لصدمات لاحقة.