10 آلاف مادة كيميائية في منتجات تغليف الأغذية بعضها سامّ

الخطر يشمل التأثير على الخصوبة والنمو حتى السرطان

مواد تغليف الأغذية تحتوي على مركبات كيميائية (الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا)
مواد تغليف الأغذية تحتوي على مركبات كيميائية (الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا)
TT

10 آلاف مادة كيميائية في منتجات تغليف الأغذية بعضها سامّ

مواد تغليف الأغذية تحتوي على مركبات كيميائية (الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا)
مواد تغليف الأغذية تحتوي على مركبات كيميائية (الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا)

عثر باحثون نرويجيون على نحو 10 آلاف مادة كيميائية مختلفة في منتج بلاستيكي واحد يُستخدم في تغليف المواد الغذائية.

وأوضحوا أنّ البلاستيك مادة معقّدة، ويمكن أن تحتوي على عدد من المواد الكيميائية المختلفة، وبعضها يمكن أن يكون ساماً، ويُسبّب اضطراباً في الهرمونات، واختلال التمثيل الغذائي لدى البشر. نُشرت النتائج، الخميس، في دورية «العلوم البيئية والتكنولوجيا».

وتُستخدم العبوات البلاستيكية لتغليف الأغذية على نطاق واسع لحفظ الطعام وحمايته، وتتميّز بخصائص مثل الخفّة، والمرونة، والقدرة على إحكام الإغلاق، ممّا يسهم في إطالة فترة صلاحية هذه الأغذية.

ومع ذلك، يثير استخدامها شكوكاً بيئية بسبب تحدّيات إعادة التدوير والتأثيرات السلبية المُحتملة على البيئة والصحة العامة، نتيجة تراكم النفايات البلاستيكية، وتسرُّب المواد الكيميائية من البلاستيك إلى الأغذية.

ولاستكشاف تأثير منتجات تغليف الأغذية في الإنسان، أجرى الفريق تحليلاً دقيقاً لـ36 مادة بلاستيكية تلامس الأغذية عند التغليف، وجاءت هذه المنتجات من 5 دول، هي: الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكوريا الجنوبية، وألمانيا، والنرويج.

ووجد الفريق أنّ جميع المواد البلاستيكية التي اختُبرت تحتوي على مواد كيميائية تعمل على تنشيط أو تثبيط المستقبلات الهرمونية الرئيسية.

وكانت لكل منتج بلاستيكي «بصمة كيميائية» فريدة من نوعها، حيث يحتوي بعضها على 9936 مادة كيميائية يمكن تحديدها.

واحتوى معظم هذه المنتجات البلاستيكية على مواد كيميائية سامة يمكن أن تؤثّر في إفراز هرمونات، مثل «الإستروجين» المسؤول عن الجهاز التناسلي والخصائص الأنثوية لدى النساء، و«الأندروجين» أو هرمون الذكورة، بالإضافة إلى تأثيرها السلبي في التمثيل الغذائي.

والهرمونات هي جزيئات كيميائية يفرزها الجسم من غُدد مختلفة، وتسافر عبر مجرى الدم للتأثير في وظائف أعضاء الجسم المختلفة.

أما التمثيل الغذائي، فهو مجموعة من العمليات الكيميائية التي تحدُث داخل خلايا الجسم، وتسمح للجسم بتحويل الطعام إلى طاقة وبناء وإصلاح الأنسجة.

المواد الكيميائية في البلاستيك تلامس الأغذية (الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا)

وقال الباحث الرئيسي للدراسة بـ«الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا»، الدكتور مارتن فاغنر: «دراستنا أظهرت أنّ معظم المنتجات البلاستيكية المُستخدمة في تغليف المواد الغذائية تحتوي على مواد كيميائية سامة يمتصّها الجسم، ويمكن أن تؤثر سلباً في الهرمونات والتمثيل الغذائي».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أنّ هذه المواد تُشكّل مخاطر صحّية كبيرة على البشر، نظراً لقدرتها على تعطيل الغدد الصماء والتمثيل الغذائي، وتأثيراتها في الخصوبة، والصحة الإنجابية، والنمو، حتى السرطان.

وأشار فاغنر إلى أنّ «العدد الهائل من المواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك يؤكد الحاجة لنهج ذي شقين لمعالجة هذه المخاوف المتعلّقة بالصحة العامة، أوّلهما تطوير مواد بلاستيكية أكثر أماناً بتركيبات كيميائية أبسط وتحتوي على مستويات سُميّة أقل، وثانياً، وضع لوائح أكثر صرامة للحد من استخدام المواد الكيميائية الضارة في إنتاج البلاستيك، ومنها (البسفينول أ)، (BPA)، و(الفثالات)».


مقالات ذات صلة

بريطانيا: أكثر من وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات «ستكون بسبب السرطان»

صحتك بحث يؤكد أن حالات الوفاة بالسرطان بين البريطانيين في ازدياد (رويترز)

بريطانيا: أكثر من وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات «ستكون بسبب السرطان»

خلص تقرير جديد إلى أن أكثر من حالة وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات في المملكة المتحدة ما بين الآن وعام 2050 ستكون بسبب السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك شعار برنامج الدردشة الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» (رويترز)

دراسة: «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض

كشفت دراسة علمية جديدة، عن أن روبوت الدردشة الذكي الشهير «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض؛ الأمر الذي وصفه فريق الدراسة بأنه «صادم».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم بولينا براندبرغ قالت على «إكس» إنها تعاني من «أغرب رهاب للموز في العالم» (رويترز)

غرف خالية من الموز بسبب «فوبيا» وزيرة سويدية

تسببت فوبيا تعاني منها وزيرة سويدية في دفع مسؤولين حكوميين إلى طلب إخلاء الغرف من الفاكهة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الإصابة بحصوات الكلى والنقرس من الحالات الشائعة (المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة)

أدوية للسكري تخفّض خطر الإصابة بحصوات الكلى

أظهرت دراسة جديدة أنّ نوعاً من أدوية علاج مرض السكري من النوع الثاني قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بحصوات الكلى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك علب من أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» المضادة للسكري تكبح التدهور المعرفي المرتبط بألزهايمر

كشف فريق من الباحثين الأميركيين أن عقار سيماغلوتيد، الذي يتم تسويقه تحت اسمي «أوزمبيك» و«ويغوفي» من شأنه أن يحسن بشكل ملحوظ استهلاك الدماغ للسكر.

«الشرق الأوسط» (باريس)

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.