في أوقات مختلفة من حياتنا، سنقول ونفعل حتماً أشياء تخيِّب أمل شخص آخر أو تؤذيه. من الطبيعي أن تكون هناك أوقات نرغب فيها في طلب المسامحة من الآخرين، والاعتذار لهم عن كلماتنا أو أفعالنا غير اللطيفة.
إن الاعتذار لشخص ما يعبِّر عن القيمة التي نكنها لهذا الشخص، والقيمة التي نعلقها على علاقتنا معه. ليس من المستغرب أنه عندما نعبِّر عن ندمنا الصادق على كلماتنا أو أفعالنا، فإن الشخص الذي أسأنا إليه يكون أقل احتمالاً للحفاظ على غضبه تجاهنا، ومن المرجح أن يغفر لنا أفعالنا.
ومن الجدير أن نفهم: لماذا قد يتردد الناس -في بعض الأحيان- في تقديم اعتذار، حتى لو كان سلوكهم يستحق ذلك؟ فيما يلي بعض الأسباب المحتملة لترددهم، حسبما أوردت دورية «سيكولوجي توداي».
1. عدم التواصل
ربما يكون السبب الأكبر وراء عدم اعتذارنا يتعلق بنقص التواصل الذي قد نشعر به تجاه الشخص الذي قد نؤذيه أو نخيِّب أمله. فعندما نشعر بأننا أقل اهتماماً بأشخاص معينين، فمن المرجح أن نسيء معاملتهم، ونكون أقل عرضة للشعور بالسوء تجاه إيذائهم.
وعدَّت الدورية المهتمة بالصحة النفسية، أن التأثير -حتى على أنفسنا- يكون قصير الأجل، فقد لا نتوقع رؤيتهم مرة أخرى، أو على الأقل نادراً، لذلك لا يوجد خطر في تدمير صداقة طويلة الأمد.
وفي كثير من الأحيان، يكون الدافع للاعتذار هو استعادة العلاقة المتضررة، ولكن إذا كانت هناك علاقة ضعيفة أو معدومة بين الشخصين، فليس هناك سبب يُذكر لجعل المرء يشعر بعدم الارتياح والضعف، وهو ما يحدث عندما نعتذر بصدق. لذا، عندما لا نهتم بما فيه الكفاية بشخص ألحقنا به الأذى، فليس من الضروري أن نعتذر له.
2. الحفاظ على صورتنا الذاتية الإيجابية
عندما نؤذي أو نسيء إلى شخص نعرفه بشكل أفضل، ويربطنا به نوع من العلاقة، فإن العامل المحفز للاعتذار غالباً ما يكون الرغبة في إصلاح العلاقة. ومع ذلك، قد يكون من الصعب الاعتراف بأننا قمنا بشيء أضر بشخص نهتم به.
وعدَّت الدورية أن الدافع للشعور بإيجابية تجاه أنفسنا يصبح مهدداً عندما نعتذر؛ لأننا نعترف بخطئنا، كما أن الاعتذار يوحي بأننا لسنا جيدين كما نود أن نكون. وبالتالي، لكي نكون أكثر سلاماً داخلياً مع أفعالنا، قد نقنع أنفسنا أحياناً بأن أولئك الذين آذيناهم هم المسؤولون بالفعل عن أفعالنا.
وقد نبرر ما قلناه أو فعلناه من خلال التقليل من تأثير أقوالنا أو أفعالنا. يتيح لنا هذا النوع من الحديث الذاتي أن نتخيل أن أفعالنا كانت صحيحة أو معقولة. وإذا كانوا عقلانيين فلا داعي للاعتذار.
3. هل يستحق الأمر؟
السبب الثالث لعدم الاعتذار، حتى عندما نتمكن من الاعتراف بأخطائنا، هو أننا نعتقد أنه لن يكون هناك سوى القليل من النتائج الإيجابية من اعتذارنا.
وبعبارة أخرى، إذا كانت الجهود التي نبذلها كبيرة، ولكننا نعتقد أنها لن تفعل الكثير لإصلاح العلاقة، فمن غير المرجح أن نعتذر. وإن مسألة ما إذا كانت جهودنا ستؤتي ثمارها، هي ظاهرة تدخل في كثير من إجراءات صنع القرار لدينا. إذا اعتقدنا أن أفعالنا ستكون مرهقة عاطفياً وقد لا تجني أي فوائد، فمن غير المرجح أن ننخرط فيها.
وتنصح الدورية بأن نقوم بتقديم الاعتذار بنبرة صادقة، وأن نتحمل مسؤولية أفعالنا دون أعذار. ونشرح بوضوح كيف تفهم أن سلوكك كان مسيئاً، فإن هذا سيساعد هذا الشخص الذي أخطأنا في حقه على الشعور بأن ندمنا حقيقي.