استشارات: حكة فروة الرأس

استشارات: حكة فروة الرأس
TT

استشارات: حكة فروة الرأس

استشارات: حكة فروة الرأس

حكة فروة الرأس

* أعاني من حكة مزعجة في فروة الرأس؛ ما يتسبب لي في خدوش دامية. بماذا تنصح؟

- هذا ملخص أسئلتك. ولاحظ معي النقاط التالية المتسلسلة:

- حكة فروة الرأس هي بالفعل شكوى شائعة وقد تكون مزعجة، لسبب بسيط؛ هو أن فروة الرأس من مناطق الجسم الأعلى إصابة بالشعور بالحكة. وقد تنشأ عنها خدوش وجروح جلدية (قابلة للالتهاب بالميكروبات)، قد يلاحظ أو لا يلاحظ الشخص وجودها أو حجمها، نتيجة شدة معاناته منها أو نوعية تفاعله معها.

- بنية فروة الرأس؛ تشريحياً ووظيفياً، معقدة مقارنة بجلد المناطق الأخرى من الجسم، وذلك نتيجة احتوائها بصيلات الشعر والأوعية الدموية الجلدية والانتشار الكثيف فيها لنهايات الأعصاب. وهو، كما تفيد المصادر الطبية، ما يجعل البيولوجيا العصبية لجلد فروة الرأس معقدة وحساسة، وتؤثر على نفسية الشخص، وذلك مقارنة بالمناطق الجلدية الأخرى من الجسم.

واحتواء جلد فروة الرأس على عدد كبير من بصيلات الشعر يعني بالتالي وجود عدد كبير من الغدد الدهنية بشكل يفوق أجزاء الجسم الأخرى. كما توجد بشكل طبيعي وصحي مستعمرات معينة ومميزة من البكتيريا الطبيعية المستوطنة. والاختلاف في إفراز الدهون، أو توازن وجود البكتيريا الطبيعية المستوطنة، أو التفاعلات النفسية... كلها عوامل ترفع من احتمالات حدوث الحكة.

- هناك ظروف «خارجية» تؤثر على «شعورنا» بجلد فروة الرأس والحكة، مثل وجود أو عدم وجود الشعر، وتأثيرات مدى استقامة الشعر نفسه أو تجعده على إحساسنا بملامسته جلد فروة الرأس، واختلافات تسريحات الشعر واتجاهات أجزائه في مناطق مختلفة من فروة الرأس، ومدى ارتداء أي شيء على فروة الرأس في ظروف مختلفة من الرطوبة والحرارة، ووضع مواد كيميائية عليه.

- يشير بعض المصادر الطبية إلى وجود أكثر من 15 سبباً مرضياً للشعور بحكة «مزعجة ومتكررة» في فروة الرأس. وهي أسباب ناتجة عن مجموعة متنوعة من الأمراض؛ بما في ذلك الأمراض الجلدية الموضعية في منطقة فروة الرأس، وأمراض أخرى في عدد من أعضاء الجسم، إضافة إلى تفاعلات نفسية.

وحكة فروة الرأس قد تحدث دون وجود أي آفة جلدية مرئية في فروة الرأس أو في أجزاء أخرى من الجسم. وفي المقابل قد ترتبط أيضاً، في حالات أخرى، بوجود أمراض مختلفة في فروة الرأس أو في مناطق أخرى من الجسم، مما يجعل من المهم مراجعة الطبيب لإجراء تقييم شامل للمرضى الذين يعانون من حكة «مزعجة» ومتسببة في «الخدوش» بفروة الرأس.

- تصنف الأوساط الطبية آليات حكة فروة الرأس في 4 أنواع:

1- «حكة إحساسية المنشأ»؛ أي حكة المنشأ فيها من داخل الجلد بسبب أحد أمراض التهابات الجلد الميكروبية أو الحساسية، أو غيرها من الأمراض الجلدية الموضعية، التي تثير النهايات العصبية. ويُمكن تهدئة وخفض نشاط هذه الإثارة للحكة عبر لجوء المرء إلى حك وخدش الجلد، وهو ما عادة يحدث بطريقة «رد الفعل» الحركي اللاإرادي.

2- «حكة الاعتلال العصبي»؛ أي حكة نتيجة أحد الاضطرابات العصبية، غالباً ما ترتبط بالتنميل والوخز، كما في مرض التصلب المتعدد أو الحزام الناري.

3- «حكة بسبب إثارة النهايات العصبية في الجلد» بعوامل لا علاقة لها بفروة الرأس، مثل حكة فروة الرأس المرتبطة باضطرابات الكبد أو ضعف الكلى أو الأمراض السرطانية.

4- «حكة نفسية المنشأ»، وعادة ما ترتبط الحكة النفسية المنشأ بالإجهاد المزمن أو الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب، كما قد تؤثر العوامل النفسية على إدراك الشعور بالحكة.

- القشرة من الأسباب الشائعة لحكة فروة الرأس. وفيها يلاحَظ وجود قشور دهنية المظهر فيما بين الشعر. ومن الطبيعي حدوث تسلخات قشرية لخلايا جلدية ميتة من طبقة الجلد الخارجية. ولكنها في الحالات الطبيعية تحدث بوتيرة بطيئة، وتكون تلك القشور على هيئة قطع صغيرة جداً، لا تُرى بوضوح. ولكن في حالات أخرى، تكون تلك القشور مرئية كرقائق بيضاء اللون وبحجم أكبر ودهنية المظهر. أي إنه في حالات القشرة ثمة وتيرة «سريعة» لظهور التسلخات القشرية في الطبقة الخارجية الميتة من الجلد.

وللتوضيح، ولدى الناس العاديين، تُزال الطبقة الجلدية الخارجية مرة كل نحو شهر، ولدى منْ عندهم «القشرة»، يجري تغيير الطبقة الجلدية الخارجية الميتة نفسها مرة كل ما بين يومين وسبعة أيام. ولأنه بهذا «التسارع» لا تتوفر فرصة زمنية كافية لتجفيف القشور من كميات الدهون الطبيعية العالقة بها، فإن حالة الحكة تنشأ في فروة الرأس.

- تفاعلات الحساسية من منتجات العناية بالشعر (مثل الشامبو والصبغة وزيت الشعر وبخاخ «سبراي» تثبيت الشعر والجلّ)، سبب آخر شائع. وإضافة إلى المكونات الكيميائية الطبيعية، تحتوي تلك المنتجات على مجموعة متنوعة من المكونات الكيميائية الصناعية (مواد عطرية ومعادن وأصباغ ومركبات مطاطية ومنتجات تجميلية معينة). وقد تكون السبب في حدوث ردود فعل سلبية لدى الشخص تجاه واحد أو أكثر من هذه المكونات. ويمكن أن يتراوح مستوى التفاعل من تهيج خفيف إلى حالة حساسية كاملة متقدمة وسريعة في فروة الرأس. ومع تفاعلات الحساسية الجلدية، يحدث الطفح الجلدي الجاف المثير للحكة.

- وبالإضافة إلى ذلك، تذكر المصادر الطبية أن هناك عدداً آخر من أسباب حكة فروة الرأس، مثل: داء الصدفية، والأرتيكاريا، والحكة المرافقة للصداع النصفي، وأيضاً بوصفها من المضاعفات العصبية لمرض السكري، والفشل الكلوي المزمن، وانسداد قنوات الصفراء المرارية، وكذلك بوصفها تفاعلات جانبية لتناول بعض الأدوية، وحالات نفسية عدة؛ مثل الاكتئاب والقلق.

ولذا؛ فإن الخطوة الأهم، هي مراجعة الطبيب. وتعتمد المعالجة بالدرجة الأولى على معرفة سبب الحكة.

تمارين الإيروبيك الهوائية

* ما أفضل التمارين الرياضية؟

- هذا ملخص أسئلتك. من الناحية الصحية العامة للوقاية من الأمراض المزمنة وخفض مضاعفاتها، فإن تمارين الإيروبيك الهوائية من أفضل التمارين الرياضية الصحية، أي عندما لا تكون الغاية من ممارسة الرياضة تنمية قدرات رياضية احترافية. ولكن لأن تمارين الإيروبيك الهوائية هي الأفضل، فلا يعني هذا مطلقاً التقليل من أهمية ممارسة تمارين تقوية العضلات (لمرتين أسبوعياً) لحفظ بنيتها وقوتها، ولرفع مستوى قدرة حفظ توازن الجسم لمنع السقوط أو التعثر بسهولة.

وتمارين الإيروبيك الهوائية سُميت «هوائية»، لأنها تضمن استخدام العضلات الأكسجين (الآتي من هواء التنفس عبر الرئة) في عملية إنتاج الطاقة وحرق الوقود. ولذا فهي تمارين تعزز من قدرات وصحة عناصر في الجسم؛ هي: القلب، والأوعية الدموية، وضغط الدم، والرئتان، والعضلات، والعظام، وتوازن سكر الدم.

ومن أفضل تمارين الإيروبيك الهوائية: المشي السريع، والهرولة، والسباحة، وركوب الدراجة. وهناك أمثلة كثيرة أخرى. ولكي يبقى مقدار الجهد البدني في مجال نوع الإيروبيك الهوائي (أي لا يرتفع الجهد البدني إلى مستوى نوع الإيروبيك اللاهوائي الذي لا يُستخدم فيه الأكسجين)، فعلى المرء أن يضبط مدى زيادة نبض القلب الذي يتسبب فيه المجهود البدني.

ولاحظ أن من الطبيعي أن يرتفع معدل نبض القلب مع الهرولة مثلاً. ولكننا لا نريد أن يرتفع النبض بمقدار عالٍ جداً، بل بمقدار متوسط.

وللتوضيح؛ فان هناك مصطلحاً يُطلق عليه «الحد الأقصى لمعدل نبض القلب»، والمطلوب في تمارين الإيروبيك الهوائية أن يبلغ معدل نبض القلب حال ممارسة التمارين الرياضية نسبة تتراوح بين 65 و 75 في المائة من «الحد الأقصى لمعدل نبض القلب». ويُمكن لأي إنسان حساب «الحد الأقصى لمعدل ضربات القلب» من خلال الخطوات الحسابية التالية: أولاً: طرح مقدار العمر من الرقم 220، وثانياً حساب نسبة 75 في المائة منه... مثال: شخص بعمر 50 سنة، الحد الأقصى لمعدل نبض القلب لديه هو: 220 ناقصاً 50، وهو ما يساوي 170 نبضة في الدقيقة. ونسبة 75 في المائة منها هي 127 نبضة في الدقيقة؛ أي إن عليه الهرولة بمقدار لا يزيد فيه نبضه على 127 نبضة في الدقيقة. ولو أراد زيادة سرعة الهرولة أو زيادة مدة الهرولة، فعليه التدرج بشكل يومي في حدوث تلك الزيادات في نبض القلب.


مقالات ذات صلة

صحتك انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)

دراسة جديدة تكشف عن مخاطر صحية لعدم انتظام مواعيد النوم

أفادت دراسة جديدة بأن الأشخاص الذين لا يلتزمون بمواعيد النوم المنتظمة، معرضون لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)
السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)
TT

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)
السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن وجود تأثيرات فورية لاستخدام السجائر الإلكترونية على وظائف الأوعية الدموية، حتى في حالة عدم احتوائها على النيكوتين.

وأوضح الباحثون في جامعة أركنسو للعلوم الطبية أن هذه النتائج تُبرز المخاطر الصحية المحتملة لاستخدام السجائر الإلكترونية على المدى القصير، ما يُثير القلق بشأن التأثيرات طويلة المدى لاستخدامها المستمر، ومن المقرر عرض النتائج، في الاجتماع السنوي لجمعية طب الأشعة في أميركا الشمالية (RSNA) الأسبوع المقبل.

والسجائر الإلكترونية، أو ما يُعرف بـ«الفايب»، هي أجهزة تعمل بالبطارية تُسخّن سائلاً يحتوي عادة على نكهات ومواد كيميائية، مع أو بلا نيكوتين، لإنتاج رذاذٍ يُستنشق إلى الرئتين.

وعلى الرغم من أن هذه الأجهزة تُسوّق بوصفها بديلاً أقل ضرراً للتدخين التقليدي، نظراً لاحتوائها على مواد سامة أقل وغياب عملية الاحتراق، فإن الأدلة العلمية تُشير إلى مخاطر صحية متزايدة، إذ يؤثر التدخين الإلكتروني سلباً على وظائف الأوعية الدموية والرّئة، ويزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي. كما أن انتشارها بين الشباب، بسبب النكهات الجذابة، يُثير القلق بشأن تأثيراتها على الأجيال القادمة.

وشملت الدراسة 31 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 21 و49 عاماً من مدخني السجائر التقليدية والإلكترونية.

وأُجريت فحوص بالرنين المغناطيسي لكلّ مشارك قبل وبعد استخدام السجائر التقليدية أو الإلكترونية، سواء التي تحتوي على النيكوتين أو الخالية منه. كما قُورنت النتائج ببيانات 10 أشخاص غير مدخنين تتراوح أعمارهم بين 21 و33 عاماً. وجرى قياس سرعة تدفق الدم في الشريان الفخذي، بالإضافة لقياس تشبع الأكسجين في الأوردة، وهو مقياس لكمية الأكسجين في الدم الذي يعود إلى القلب بعد تغذية أنسجة الجسم. كما تم قياس استجابة الأوعية الدموية في الدماغ.

وأظهرت النتائج انخفاضاً كبيراً في سرعة تدفق الدم في الشريان الفخذي بعد استخدام السجائر الإلكترونية أو التقليدية، مع تأثير أكبر للسجائر الإلكترونية المحتوية على النيكوتين. كما تراجع تشبع الأكسجين في الدم لدى مستخدمي السجائر الإلكترونية؛ مما يشير إلى انخفاض فوري في قدرة الرئتين على امتصاص الأكسجين.

وقالت الدكتورة ماريان نبوت، الباحثة الرئيسية للدراسة من جامعة أركنسو للعلوم الطبية: «تُبرز هذه الدراسة التأثيرات الحادة التي يمكن أن يسبّبها التدخين التقليدي والإلكتروني على الأوعية الدموية في الجسم».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «إذا كان للاستهلاك الفوري للسجائر الإلكترونية تأثيرات واضحة على الأوعية، فمن المحتمل أن يتسبّب الاستخدام المزمن في أمراض وعائية خطيرة». وأشارت إلى أن «الرسالة الأهم للجمهور هي أن التدخين الإلكتروني ليس خالياً من الأضرار، والامتناع عنه يظلّ دائماً هو الخيار الأفضل».