حكة فروة الرأس... حالة صحية يصعُب تشخيصها

تسببها القشرة والحشرات والحساسية من منتجات العناية بالشعر

حكة فروة الرأس... حالة صحية يصعُب تشخيصها
TT

حكة فروة الرأس... حالة صحية يصعُب تشخيصها

حكة فروة الرأس... حالة صحية يصعُب تشخيصها

تشير مصادر طب الجلدية إلى أن فروة الرأس إحدى مناطق الجسم الأعلى إصابة بالشعور بالحكة، وتعتبر في بعض الأحيان من الحالات الصعبة من الناحية التشخيصية والعلاجية لتعقيد فيزيولوجيا آلياتها المرضية Pathophysiology، خاصةً عند عدم وجود حكة في أجزاء أخرى من الجسم وعدم وجود آفة مرضية ظاهرة في فروة الرأس نفسها. وسبب ذلك أمران، هما:
- تتمتع بشرة فروة الرأس ببنية تركيبية فريدة نتيجة احتوائها على انتشار كثيف للنهايات العصبية المغذية لبصيلات الشعر Hair Follicles والأوعية الدموية Dermal Vasculature والجلد، ما يجعل «البيولوجيا العصبية لفروة الرأس» Scalp Neurobiology معقدة وحساسة، وتؤثر على نفسية الشخص.
- حكة فروة الرأس قد تحدث بوجود أو دون وجود أي آفة جلدية مرئية في فروة الرأس أو في أجزاء أخرى من الجسم. وقد ترتبط بوجود عدد من الأمراض المختلفة في مناطق أخرى من الجسم، بما في ذلك الأمراض الجلدية، والأمراض الجهازية في عدد من أعضاء الجسم، والأمراض العصبية، والاضطرابات النفسية. وبالمراجعة، يُلاحظ بالعموم أن من أهم أسباب حصولها: القشرة، وردة الفعل على أحد منتجات العناية بالشعر، والإصابة ببعض الحشرات والميكروبات، إضافة إلى أسباب أخرى.
- القشرة
من السهل ملاحظة وجود «القشرة» عند وجود رقائق قشرية صغيرة بيضاء اللون ودهنية المظهر، فيما بين ثنايا الشعر. وهي بالأصل تسلخات قشرية للطبقة الخارجية الميتة من طبقة الجلد الخارجية تحصل بوتيرة بطيئة. ولدى غالبية الناس في الحالات الطبيعية، تكون القشور على هيئة قطع صغيرة جداً، لا تُرى بوضوح.
وبالمراجعة، هناك أربعة عناصر في آلية نشوء مشكلة «القشرة»، هي:
- تكون الوتيرة «سريعة» للتسلخات القشرية في الطبقة الخارجية الميتة من الجلد. ولدى الناس العاديين تتم إزالة الطبقة الجلدية الخارجية مرة كل حوالي شهر، ولدى منْ عندهم «القشرة»، يتم تغيير نفس الطبقة الجلدية الخارجية الميتة مرة كل ما بين يومين إلى سبعة أيام.
- وجود بشرة جلدية دهنية تفرز فيها الغدد الدهنية كميات عالية وغير معتادة من إفرازات «مادة سيبوم الدهنية».
- وجود مواد يتم إنتاجها بشكل جانبي عارض من بعض أنواع الميكروبات التي قد تعيش على طبقة الجلد بصفة شبه طبيعية وغير ضارة.
- وجود استعداد شخصي لجسم المرء بأن يُكّون جلد فروة رأسه تلك القشور بحجم وكمية واضحة وغير طبيعية.
وبالتالي تحصل زيادة في كمية القشور، ويكون حجم القشور كبيراً لدرجة يُمكن للعين المجردة أن تراها واضحة بلونها الأبيض. ولأنه لا تتوفر فرصة زمنية كافية لتجفيف القشور من كميات الدهون الطبيعية العالقة بها، تنشأ حالة الحكة في فروة الرأس.
وتقول جمعية الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية AADA: «إذا كانت فروة رأسك جافة ومثيرة للحكة ورأيت تقشرا على شعرك أو ملابسك، فقد تكون مصابا بقشرة الرأس. أما كيفية الحصول على الراحة فتكون باستخدام الشامبو الخاص بالقشرة وعلاجات فروة الرأس».
وينصح أطباء الجلدية في مايو كلينك باستخدام نوع من تلك الشامبوهات لغسيل الشعر يومياً أو مرة كل يومين، حتى زوال القشرة. ثم بعد هذا، تخفيف استخدامها إلى مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع عند الحاجة. وهناك خطوات أخرى مفيدة لتقليل احتمالات ظهورها، وهي ما تشمل: تعلم ومارس كيفية تخفيف التوتر والانفعالات، وتكرار غسل الشعر وفروة الرأس بالشامبو يومياً. وعدم الإسراف في استخدام مجفف الشعر، والحرص على تناول وجبات من الأطعمة الصحية في كل يوم، وتخفيف أو عدم استخدام المستحضرات الكيميائية لتصفيف الشعر، والتعرّض للقليل من الشمس يومياً.
- ضرر منتجات العناية بالشعر
أما بخصوص رد الفعل على منتج العناية بالشعر، فإن جمعية الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية تفيد حول هذا الأمر بما ملخصه: تحتوي منتجات العناية بالشعر (كالشامبو، والصبغة، وزيت الشعر، وبخاخ سبراي تثبيت الشعر، والجلّ ،ومركبات إزالة التجعيد) على مجموعة متنوعة من المكونات الكيميائية الطبيعية والصناعية، والتي يمكن أن تؤثر على فروة الرأس بطرق مختلفة. ويمكن بالتالي أن تكون السبب في حصول ردود فعل سلبية لدى الشخص تجاه واحد أو أكثر من هذه المكونات.
وتفاعلات الحساسية هي رد فعل جهاز مناعة الجسم ضد مادة غير ضارة تلامس سطح الجسم أو تدخل إليه. وخاصة مواد كيميائية معينة (مواد عطرية ومعادن وأصباغ ومركبات مطاطية ومنتجات تجميلية معينة) التي تتسبب في تفاعل جلدي تماسّي موضعي Contact Dermatitis. ويمكن أن يتراوح مستوى التفاعل من تهيج خفيف إلى حالة حساسية كاملة متقدمة وسريعة في فروة الرأس. ومع تفاعلات الحساسية الجلدية، يظهر الطفح الجلدي الجاف المثير للحكة. وعندما تتم إزالة مسببات الحساسية، تهدأ أعراض التفاعل عادةً.
وعلى الرغم من اسمها الجذاب، فإن الزيوت الطبيعية والروائح العطرية هي أيضا من مسببات الحساسية الشائعة في منتجات العناية بالشعر. إضافة إلى المواد الحافظة والكحول والمواد الكيميائية الواقية من الشمس.
وتتمثل المعالجة الأولية في التوقف عن استخدام أي منتج للعناية بالشعر عندما يسبب الحساسية، وغسل المنطقة المصابة برفق لإزالة كل بقايا مسببات الحساسية المحتملة، وغسل أي ملابس أو أدوات العناية بالشعر تلوثت بها. وإذا كان الطفح الجلدي والجلد الجاف طفيفًا، فإنه يزول من تلقاء نفسه في غضون أسبوعين. وإن كانت الحالة أشد، يُنصح بمراجعة الطبيب.
- حشرات وفطريات
> قمل شعر الرأس. وهو من المشاكل الصحية الشائعة جداً في العالم. وإصابة الشخص بها لا تعني إطلاقاً تدني مستوى النظافة أو العناية لديه.
وتمتلك حشرة القمل قدرة عالية على الانتشار والعدوى، ويسهل انتقالها من شعر شخص مُصاب إلى شعر آخر سليم. وهي حشرة صغيرة في الحجم ولا تمتلك أجنحة، وبالتالي لا تطير ولا تستطيع كذلك المشي على الأرض أو أسطح الأشياء، بل تنتقل بالملامسة المباشرة لشعر شخص مصاب أو ملابسه أو مشطه الملوث بتلك الحشرة وعندها تلتصق بشعر الرأس وتتغذى على الدم الذي تمتصه عبر الجلد.
وهناك عدة أعراض تدل على الإصابة بقمل شعر الرأس، منها الحكة الشديدة في الرأس. وبالفحص تحت الضوء الجيد، يُمكن رؤية الحشرة على الشعر أو جلد فروة الرأس أو على البقايا العالقة بالمشط، أو رؤية البيضة الملتصقة بساق الشعرة على مسافة أقل من 6 ملم من منبت الشعرة.
وتشير نشرات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال إلى أنه يوجد عدة مستحضرات علاجية لإزالة القمل عن شعر الرأس، كشامبو أو كريم أو لوشن، يُمكن الحصول عليها من الصيدليات دون الحاجة إلى وصفة طبية. ولكن من الضروري استخدامها وفق إرشادات الطبيب بدقة. ومعالجتهم يجب أن تتم بشيء من الصبر عبر تنظيف الشعر لديهم خصلة بعد خصلة بالمشط يدوياً.
- حشرة الجرب. كما قد تحصل حكة فروة الرأس نتيجة الإصابة بحشرة الجرب. ويقول أطباء الجلدية من مايوكلينك: «الجَرَب هو حكَّة في الجلد ناجمة عن سُوس ناقب صغير يُسمَّى القارمة الجَرَبِيَّة Sarcoptes scabiei وقد تكون الرغبة الملحة للحكة قوية بشكل خاص في الليل. والجَرَب مرض معدٍ، يُمكن أن ينتشر بسرعة عن طريق الاتصال الجسدي الوثيق. وبمراجعة الطبيب، يمكن علاج الجَرَب بسهولة.
- عدوى فطرية. ويضيف أطباء الجلدية من مايوكلينك: «هناك عدوى فطرية تُسمى «سعفة فروة الرأس» Scalp Ringworm، تنجم عن أحد الفطريات الجلدية. وتهاجم الفطريات الطبقة الخارجية للجلد على فروة الرأس وساق الشعرة. وعادة ما تظهر كبقع صلعاء أو حرشفية أو حكة على الرأس، وهي مرضٌ شديد العدوى. ويتضمن علاجها الأدوية التي يتم تناولها لمدة شهر لقتل الفطريات، وبالإضافة إلى الشامبوهات التي تقلل انتشار العدوى.
- أسباب أخرى
وبالإضافة إلى ذلك هناك عدد آخر من أسباب حكة فروة الرأس، مثل داء الصدفية، والأرتيكاريا، والحكة المرافقة للصداع النصفي، والمضاعفات العصبية لمرض السكري، والفشل الكلوي المزمن، وانسداد قنوات الصفراء المرارية، وأنواع من السرطان، وكتفاعلات جانبية لتناول بعض الأدوية، وحالات نفسية عدة مثل الاكتئاب والقلق والوسواس القهري.
كما أن هناك حالة تُسمى ترايكوكنيسيس Trichoknesis لوصف الإحساس بالحكة المزمنة أو المؤقتة في جلد فروة الرأس، والتي تزداد بشكل ملحوظ، عند لمس الشعر فيه، وقد يطال شعر الحاجبين والشارب والصدر. ولا يُعرف سببها على وجه الدقة، ولكن ربما ذات علاقة باضطرابات الأوعية الدموية الصغيرة المغذية للشعر، أو نتيجة اضطراب نفسي كالاكتئاب والقلق.
وكذلك هناك «حكة الشيخوخة» Senile Itch التي تحصل بدرجات متفاوتة ودون سبب واضح لدى أكثر من نصف الذين تزيد أعمارهم عن ٧٠ سنة من العمر. والإشكالية فيها تسبب حك فروة الرأس بجروح وقروح ملتهبة بالميكروبات.
- الشعور والمعالجة يعتمدان على 4 آليات فيزيولوجية ـ مرضية
> الحكة Pruritus كمصطلح طبي، هي إحساس مزعج يعتري المرء في منطقة جلدية من الجسم ويثير الرغبة في الحك. وهي من الأعراض المهمة في ممارسة طب الأمراض الجلدية ولها تأثير كبير على نوعية حياة المرضى. وقد تكون الحكة حادة، أو مزمنة (لمدة تتجاوز 6 أسابيع)، وقد تكون موضعية في منطقة من الجسم أو عامة.
وبشكل لافت للنظر من جوانب شتى، تختلف حكة فروة الرأس، عن الحكة في جلد أجزاء الجسم الأخرى، وذلك لأسباب عدة، منها:
- احتواء جلد فروة الرأس على شبكة عصبية حسية وفيرة (فروع العصب الثلاثي التوائم Trigeminal Nerve) وشبكة غزيرة من الأوعية الدموية، بشكل يفوق أجزاء الجسم الأخرى.
- احتواء جلد فروة الرأس على عدد كبير من بصيلات الشعر، وعدد كبير من الغدد الدهنية، وبالتالي زيادة الإفرازات الدهنية بشكل يفوق أجزاء الجسم الأخرى.
- ونتيجة للعاملين السابقين، توجد مستعمرات مميزة ومختلفة من البكتيريا الطبيعية المستوطنة Normal Flora وأيضاً الفطريات.
- ثمة دور فريد لوجود ألياف سي العصبية C Nerve Fibers في نقل الإشارات العصبية للحكة Pruritus Signal، من جلد فروة الرأس إلى مناطق دماغية متعددة مسؤولة عن الإحساس والعاطفة. وهي ألياف عصبية صغيرة غير مغلفة بالميالين Unmyelinated. والميالين Myelin مادة دهنية تغلف المحور العصبي Axon لبعض الخلايا العصبية (كطبقة عازلة للكهرباء وعازلة لتشويش إحساس الخلية العصبية) تساهم في سرعة ونقاء انتقال الإشارات العصبية.
- القرب الشديد لفروة الرأس من الدماغ ومن أعضاء عالية التغذية العصبية، كجفون العينين والرموش والأذن والأنف.
وتشير بعض المصادر الطبية إلى أن اكتشاف هذه الجوانب، وخاصة ألياف سي العصبية، في فروة الرأس يجعل من فروة الرأس كياناً فريداً في الحكة من جوانب مختلفة، مقارنة بمناطق الجسم الأخرى.
وتضيف أنه يمكن تفسير الفيزيولوجيا المرضية لحكة فروة الرأس باستخدام 4 آليات رئيسية، وهي:
1- حكة «إحساسية المنشأ»، Prurioreceptive Pruritus: وتحدث عندما تبدأ الحكة من منطقة الجلد نفسها بسبب أحد أمراض الجلد الالتهابية، مثل التهاب الجلد Dermatitis أو قرصات الحشرات. وهذا يثير النهايات العصبية الحرة في الجلد، وتتكون إشارة كهربائية عصبية، يتم نقلها (من خلال ألياف سي العصبية غير المُغلفة) إلى الدماغ. ويُمكن تهدئة نشاط إثارة الحكة في هذه الحالات، عن طريق تحفيز «الألياف الحسية من نوع إيه دلتا» Aδ Sensory Fibers التي تخفف الشعور بالحكة. وأبسط وسيلة لذلك هو لجوء المرء إلى حك وخدش الجلد، الذي يحصل عادة بطريقة «رد الفعل الحركي اللاإرادي» Motor Reflexe وفق ما يُعرف طبياً بـ«نظرية التحكم في البوابة»Gate Control Theory.
2- حكة الاعتلال العصبي Neurogenic Pruritus: وتحدث من أي منطقة على طول المسار العصبي، حين وجود تلف في أحد أجزاء الجهاز العصبي. ولذا غالبا ما ترتبط بوجود التنميل والوخز، كما في أعقاب الحالات التي تسبب تلفا في الأعصاب، مثل الهربس النطاقي للحزام الناري Herpes Zoster في الوجه وحوادث الصدمات ومرض التصلّب اللوحي المتعدد Multiple Sclerosis.
3- حكة إثارة أعصاب الجلد Neuropathic Pruritus: مثل الحكة المرافقة لارتفاع نسبة مركبات الصفراء في حالات سدد قنوات المرارة Cholestasis، وفي حالات ارتفاع اليوريا Uraemia عند الفشل الكلوي، وفي حالات عدد من الأمراض السرطانية. وفي «الحكة بسبب إثارة النهايات العصبية في الجلد»، يضطرب بشكل أساسي عمل الدوائر العصبية المثبطة المركزية Central Inhibitory Circuits. وهي من الأنواع المعقدة في آليات نشوئها، والتي يصعب علاجها.
4- حكة نفسية المنشأ Psychogenic Pruritus: وعادة ما ترتبط الحكة النفسية المنشأ بالإجهاد المزمن أو الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب، كما قد تؤثر العوامل النفسية على إدراك الشعور بالحكة.
- استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

ما سرعة المشي المُثلى لدرء مرض السكري؟

صحتك المشي السريع  يقلل من خطر الإصابة بداء السكري (شاتيرأستوك)

ما سرعة المشي المُثلى لدرء مرض السكري؟

كشفت دراسة جديدة عن التغيير اليومي الوحيد الذي يمكن أن يقوم به الأشخاص لتقليل خطر الإصابة بداء السكري.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك بذور الخردل... خصائص صحية مذهلة في علاج الربو

بذور الخردل... خصائص صحية مذهلة في علاج الربو

مع حلول فصل الشتاء البارد، يصبح الهواء منعشًا. ومع ذلك، بالنسبة لمرضى الربو، يمكن أن يجلب هذا الموسم تحديات لأن الهواء البارد والجاف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك لماذا لا نتذكر أيام طفولتنا المبكرة؟ علماء يجيبون

لماذا لا نتذكر أيام طفولتنا المبكرة؟ علماء يجيبون

هي ظاهرة تعرف باسم «فقدان الذاكرة عند الأطفال»، حيث لا أيّ منا تقريبا تذكر طفولته المبكرة جدا. فلماذا نميل إلى نسيان هذه الذكريات المبكرة جدا؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 5 مؤشرات حيوية لطول العمر... تعرّف عليها

5 مؤشرات حيوية لطول العمر... تعرّف عليها

كشف الطبيب الروسي الدكتور ألكسندر مياسنيكوف أن الأطباء يعلمون أن الاهتمام الدقيق بعدد من مؤشرات تحليل الدم.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
صحتك باحثون: الكافيين يؤثر في قدرة الدماغ على التعلّم

باحثون: الكافيين يؤثر في قدرة الدماغ على التعلّم

يمكن أن يؤدي تناول كمية كبيرة من الكافيين كل يوم إلى كبح قدرة الدماغ على تجديد أسلاكه، وفقًا لتحليل دراستين صغيرتين مثيرتين للاهتمام.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ما سرعة المشي المُثلى لدرء مرض السكري؟

المشي السريع  يقلل من خطر الإصابة بداء السكري (شاتيرأستوك)
المشي السريع يقلل من خطر الإصابة بداء السكري (شاتيرأستوك)
TT

ما سرعة المشي المُثلى لدرء مرض السكري؟

المشي السريع  يقلل من خطر الإصابة بداء السكري (شاتيرأستوك)
المشي السريع يقلل من خطر الإصابة بداء السكري (شاتيرأستوك)

كشفت دراسة جديدة عن التغيير اليومي الوحيد الذي يمكن أن يقوم به الأشخاص لتقليل خطر الإصابة بداء السكري.

وقال الأطباء إن المشي السريع يقلل من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين ساروا أسرع من 3 كيلومترات في الساعة (1.86 ميل في الساعة) كانوا أقل عرضة للإصابة بالحالة، في حين أن أولئك الذين لديهم خطوة أسرع من 6 كيلومترات في الساعة (3.7 ميل في الساعة) قد قللوا من خطر الإصابة بنسبة 39 في المائة، حسب ما ذكرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية.

ووفقاً لـ«الاتحاد الدولي للسكري»، فإن هناك نحو 537 مليون شخص مصاب بالسكري في جميع أنحاء العالم. وفي يونيو (حزيران)، ادعى الأكاديميون الذين نشروا آراءهم في مجلة «لانسيت» للسكري والغدد الصماء أن الحالات قد تتجاوز 1.3 مليار حالة بحلول عام 2050. وفي حين أن النشاط البدني يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، شرع الباحثون من كلية إمبريال كوليدج لندن، وجامعة العلوم الطبية في إيران، وجامعة أوسلو الجديدة في النرويج، في التأكد من سرعة المشي المُثلى لدرء المرض.

نظر الفريق في 10 دراسات نُشرت بين عامي 1999 و2022، وشملت فترات متابعة تتراوح بين 3 سنوات و11 سنة. وتم إدراج ما يقرب من 508121 مريضاً بالغاً في المجموع، من جميع أنحاء المملكة المتحدة واليابان والولايات المتحدة، ووجد الفريق أن المشي بسرعة تتراوح بين 3 كيلومترات و5 كيلومترات في الساعة قلل من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، بنسبة 15 في المائة، مقارنةً بالمشي بسرعة أقل من 3 كيلومترات في الساعة.

وانخفض الخطر أكثر مع وتيرة أسرع، مع المشي السريع إلى حد ما بين 5 كيلومترات و6 كيلومترات المرتبطة بخطر أقل بنسبة 24 في المائة. أما أولئك الذين ساروا بسرعة أعلى من 6 كيلومتر في الساعة فكان لديهم خطر أقل بنسبة 39 في المائة من تطور الحالة.

وقال الباحثون: «في حين أن الاستراتيجيات الحالية لزيادة إجمالي وقت المشي مفيدة، فقد يكون من المعقول أيضاً تشجيع الناس على المشي بسرعة أكبر لزيادة الفوائد الصحية للمشي».


بذور الخردل... خصائص صحية مذهلة في علاج الربو

بذور الخردل... خصائص صحية مذهلة في علاج الربو
TT

بذور الخردل... خصائص صحية مذهلة في علاج الربو

بذور الخردل... خصائص صحية مذهلة في علاج الربو

مع حلول فصل الشتاء البارد، يصبح الهواء منعشًا. ومع ذلك، بالنسبة لمرضى الربو، يمكن أن يجلب هذا الموسم تحديات لأن الهواء البارد والجاف قد يؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي أو يؤدي إلى تفاقمها.

وفي البحث عن العلاجات الطبيعية، فان أحد الأبطال المجهولين هي بذور الخردل.

فإلى جانب استخداماتها في الطهي، تتمتع بذور الخردل بخصائص فريدة يمكن أن توفر راحة لمرضى الربو خلال أشهر الشتاء. وذلك وفق تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

بذور الخردل لمرضى الربو في الشتاء

استنشاق زيت الخردل

ان استنشاق أبخرة زيت الخردل، الذي غالبا ما يستخدم في العلاجات التقليدية، يمكن أن يوفر الدفء للجهاز التنفسي. كما يمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص في فصل الشتاء عندما يؤدي الهواء البارد إلى تضييق المسالك الهوائية، ما يفضي لظهور أعراض الربو.

التدليك بزيت الخردل

إدلك بزيت الخردل بلطف على منطقة الصدر أو أضف بضع قطرات منه لحمام دافئ يمكن أن يوفر تأثيرًا مهدئًا.

فقد اقترحت دراسة نشرت بمجلة «الطب التكميلي والبديل» القائم على الأدلة، أن حمامات القدم ببذور الخردل هي استراتيجية محتملة يمكن أن تساعد في تحسين أعراض التهابات الجهاز التنفسي.

خصائص مضادة للالتهابات

تحتوي بذور الخردل على مركبات ذات خصائص مضادة للالتهابات.

فوفقًا لدراسة نشرت في «Cureus»، يمكن أن يساهم استهلاك بذور الخردل بأشكالها المختلفة كالخردل الأخضر أو البذور في اتباع نظام غذائي شامل مضاد للالتهابات، ما قد يخفف من أعراض الربو.

غني بمضادات الأكسدة

يعتبر الخردل مصدرًا غنيًا بمضادات الأكسدة، بما في ذلك فيتامين C وبيتا كاروتين، إلى جانب معادن الحديد والكالسيوم والفوسفور، وذلك وفقًا لدراسة نشرت بمجلة «Current Research in Nutrition and Food Science»، تلعب مضادات الأكسدة هذه دورًا حيويًا في دعم جهاز المناعة والحماية من الإجهاد التأكسدي.

ويمكن أن يكون تقوية جهاز المناعة أمرًا بالغ الأهمية لمرضى الربو، حيث يساعدهم على التعامل بشكل أفضل مع تحديات الجهاز التنفسي، خاصة خلال فصل الشتاء.

تقليل المخاط

وفقا لدراسة بعنوان «الآثار التنفسية طويلة المدى لنفطات الخردل»، يمكن أن يكون الخردل بمثابة مقشع فعال، ما يساعد على تخفيف وطرد المخاط من الشعب الهوائية. بالنسبة لمرضى الربو الذين يعانون من زيادة إنتاج المخاط خلال فصل الشتاء، فإن دمج الخردل في نظامهم الغذائي قد يساعد في إدارة هذا الجانب من حالة الجهاز التنفسي لديهم.

بدءا من تأثيره الدافئ على الجهاز التنفسي إلى خصائصه المضادة للالتهابات والغنية بمضادات الأكسدة، يقدم الخردل نهجًا شاملاً للعافية في فصل الشتاء. لكن استشر دائمًا متخصصي الرعاية الصحية قبل إجراء تغييرات غذائية كبيرة، خاصة لأولئك الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي المزمنة.


لماذا لا نتذكر أيام طفولتنا المبكرة؟ علماء يجيبون

لماذا لا نتذكر أيام طفولتنا المبكرة؟ علماء يجيبون
TT

لماذا لا نتذكر أيام طفولتنا المبكرة؟ علماء يجيبون

لماذا لا نتذكر أيام طفولتنا المبكرة؟ علماء يجيبون

هي ظاهرة تعرف باسم «فقدان الذاكرة عند الأطفال»، حيث لا يوجد واحد منا تقريبا تذكر طفولته المبكرة جدا. فلماذا نميل إلى نسيان هذه الذكريات المبكرة جدا؟

من المحتمل أن يكون ذلك لأن أدمغتنا في هذا العمر لا تعمل بعد بطريقة تجمع المعلومات في الأنماط العصبية المعقدة التي نعرفّها باسم الذكريات.

ويتذكر الأطفال الصغار الحقائق في تلك اللحظة، مثل هوية والديهم، أو أنه يجب على الشخص أن يقول (من فضلك)، وهذا ما يسمى بـ«الذاكرة الدلالية». لكن، مع ذلك، يفتقر الأطفال حتى عمر 2 و4 سنوات إلى «الذاكرة العرضية»؛ المتعلقة بتفاصيل حدث معين. ويتم تخزين مثل هذه الذكريات في عدة أجزاء من سطح الدماغ أو قشرته.

فعلى سبيل المثال، تتم معالجة ذاكرة الصوت في القشرة السمعية على جانبي الدماغ، بينما تتم إدارة الذاكرة البصرية عن طريق القشرة البصرية في الخلف. وهناك منطقة في الدماغ تسمى الحصين تربط جميع الأجزاء معا.

وقد يفشل الأطفال في تسجيل حلقات معينة حتى الفئة العمرية من 2 إلى 4 سنوات، لأن ذلك هو الوقت الذي يبدأ فيه الحُصين بربط أجزاء من المعلومات معا، كما تقول نورا نيوكومب أستاذة علم النفس بجامعة تيمبل بفيلادلفيا. موضحة «بالنسبة للأطفال الأصغر من هذه الفئة العمرية، قد تكون الذاكرة العرضية معقدة بلا داع في الوقت الذي يتعلم فيه الطفل التعرف على العالم». مرجحة أن يكون السبب وراء ذلك ان «الهدف الأساسي في العامين الأولين هو اكتساب المعرفة الدلالية، ومن وجهة النظر هذه، قد تكون الذاكرة العرضية في الواقع مصدر إلهاء». وذلك وفق ما ذكر موقع «لايف ساينس» العلمي.

وتشير نظرية أخرى إلى أننا نقوم بالفعل بتخزين هذه الذكريات المبكرة عندما كنا أطفالا، ولكننا نواجه صعوبة في تذكرها عندما نصبح بالغين؛ فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت عام 2023 نُشرت بمجلة «ساينس أدفانس» العلمية المرموقة، أن ذكريات الطفولة «المنسية» يمكن استعادتها في الفئران البالغة عن طريق تحفيز المسارات العصبية ذات الصلة بذكريات معينة باستخدام الضوء.

وشرع معدو الدراسة أولا في استكشاف العوامل التنموية التي يمكن أن تؤثر على فقدان الذاكرة لدى الصغار. فوجدوا أن الفئران التي لديها خصائص اضطراب طيف التوحد المرتبط بحالة النمو العصبي (ASD) كانت قادرة على تذكر ذكريات حياتها الأولى.

جدير بالذكر، هناك أسباب عديدة للتوحد، ولكن تم ربطه سابقا بفرط نشاط الجهاز المناعي للأم أثناء الحمل. لذلك، من أجل إنتاج فئران مصابة باضطراب طيف التوحد، قام الباحثون بتحفيز الجهاز المناعي لدى إناث الفئران أثناء الحمل؛ فهذا التنشيط المناعي ساعد في منع فقدان الذكريات المبكرة لدى النسل من خلال التأثير على حجم ومرونة خلايا الذاكرة المتخصصة في أدمغتها. وعندما تم تحفيز هذه الخلايا بصريا في الفئران البالغة غير المصابة بالتوحد، أصبح من الممكن استعادة الذكريات المنسية.

وهذه النتائج الجديدة تشير إلى أن تنشيط المناعة أثناء الحمل يؤدي إلى حالة دماغية متغيرة تغير مفاتيح النسيان الفطرية لدينا.

وفي تعليق على هذا الأمر، قال توماس رايان المعد المشارك في الدراسة الأستاذ المشارك في الكيمياء الحيوية بكلية ترينيتي بدبلن «على الرغم من أن البحث قد تم إجراؤه على الفئران ولم تتم دراسته بعد على البشر، إلا أنه يحمل آثارا مهمة لتعزيز فهمنا للذاكرة والنسيان عبر نمو الطفل، فضلا عن المرونة الإدراكية الشاملة في سياق مرض التوحد».


5 مؤشرات حيوية لطول العمر... تعرّف عليها

5 مؤشرات حيوية لطول العمر... تعرّف عليها
TT

5 مؤشرات حيوية لطول العمر... تعرّف عليها

5 مؤشرات حيوية لطول العمر... تعرّف عليها

كشف الطبيب الروسي الدكتور ألكسندر مياسنيكوف أن الأطباء يعلمون أن الاهتمام الدقيق بعدد من مؤشرات تحليل الدم، يمكن أن يساعد على إطالة عمر المريض. وأن هناك مؤشرات تحليل دم يجب مراقبتها من أجل العيش لفترة طويلة؟ وذلك وفق ما نقلت شبكة أخبار «روسيا اليوم» عن موقع «فيستا رو» المحلي.

فكما هو معروف من الضروري، مثلا، مراقبة مستوى الكوليسترول لتجنب الإصابة بتصلب الشرايين. وكذلك من المهم التحكم بمستوى الغلوكوز لتجنب الإصابة بداء السكري. لكن هناك مؤشرات أخرى لا تقل أهمية يعتبرها العلماء «حيوية» لطول العمر. وهي:

سرعة ترسب الدم ( erythrocyte sedimentation rate = ESR) والبروتين المتفاعل-C اختصاراً CRP

تعتبر سرعة ترسب كرات الدم الحمراء (ESR) والبروتين التفاعلي C من علامات الالتهاب في الجسم. وهي مهمة لتشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية.

الفيريتين

هذا المؤشر يعكس حجم احتياطي الحديد في الجسم. إضافة إلى ذلك هو أحد مؤشرات الالتهابات في الجسم. فارتفاع مستوى هذا المؤشر قد يشير إلى أمراض وراثية تسبب تلف الكبد.

الكرياتينين

يحدد هذا المؤشر قصور الكلى، حيث أن ربع السكان البالغين يعانون من القصور الكلوي بدرجات مختلفة.

حمض اليوريك والهوموسيستين

يشير ارتفاع حمض اليوريك والهوموسيستين إلى أن المريض معرض لخطر متزايد للإصابة بأمراض القلب.

الألبومين

جميع الأجسام المضادة تتكون من البروتين.

والألبومين بروتين يشير انخفاض مستواه إلى انخفاض مقاومة الجسم. ويحدد مستوى الألبومين فرص الشفاء للمرضى المصابين بأمراض خطيرة.


باحثون: الكافيين يؤثر في قدرة الدماغ على التعلّم

باحثون: الكافيين يؤثر في قدرة الدماغ على التعلّم
TT

باحثون: الكافيين يؤثر في قدرة الدماغ على التعلّم

باحثون: الكافيين يؤثر في قدرة الدماغ على التعلّم

يمكن أن يؤدي تناول كمية كبيرة من الكافيين كل يوم إلى كبح قدرة الدماغ على تجديد أسلاكه، وفقًا لتحليل دراستين صغيرتين مثيرتين للاهتمام.

فقد قام باحثون من مركز أبحاث التعديل العصبي بمستشفى بتلر في بروفيدنس برود آيلاند، بتحليل إشارات الدماغ المرتبطة بالتعلم وحفظ الذكريات لدى 20 شخصًا، فاكتشفوا تفاصيل مفاجئة تتحدى الافتراضات القائلة إن الكافيين يعزز اللدونة.

وكتب الباحثون بورقتهم المنشورة «تسلط هذه البيانات الأولية الضوء على الحاجة إلى اختبار تأثيرات الكافيين بشكل مباشر في الدراسات المستقبلية القوية، لأنها من الناحية النظرية تشير إلى أن استخدام الكافيين المزمن يمكن أن يحد من التعلم أو اللدونة». وأضافوا «بفضل قدرته على منع الأدينوزين، وهي مادة كيميائية في الدماغ تساعدنا على الشعور بالنعاس في الوقت المناسب، يتمتع الكافيين بسمعة طيبة في منحنا دفعة من اليقظة. إذ يؤثر الأدينوزين أيضًا على عملية تسمى التقوية طويلة المدى (LTP)، والتي تعني بعبارات بسيطة كيف تقوم الخلايا العصبية في الدماغ بتعزيز الروابط فيما بينها؛ حيث يُعتقد أنها حاسمة في تلقي الدماغ معلومات جديدة والتكيف مع مرور الوقت». وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» عن مجلة «Frontiers in Psychiatry» العلمية.

فقد خضع ما مجموعه 16 شخصًا كانوا يشربون ما بين مشروب واحد إلى خمسة مشروبات تحتوي على الكافيين يوميًا، وأربعة أشخاص لم يتناولوا الكافيين إلا بالكاد، لعملية تحفيز الدماغ المصممة لتقليد الاستعداد للتعلم في الدماغ، والتي تسمى التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة أو rTMS. ثم بحث الفريق عن علامات وجود نبضات كهربائية في الجهاز العصبي كوسيلة لقياس LTP. أما بالنسبة لأولئك الذين لم يشربوا المشروبات التي تحتوي على الكافيين، فقد بدت تأثيرات LTP أقوى بشكل ملحوظ.

وحسب الباحثين «فإن التحفيز المنتظم من الكافيين قد يسبب تأثيرا مضادا في الدماغ، وهو ما قد يفسر انخفاض مستويات اللدونة؛ ولكن هذه مجرد فرضية في الوقت الحالي».

واعتمدت المراجعة أيضًا على جرعات الكافيين المبلغ عنها ذاتيًا، ما يعني أن الباحثين لا يستطيعون معرفة كيف تؤثر الجرعات المختلفة من المشروبات التي تحتوي على الكافيين فعليًا على التقوية على المدى الطويل. ومع ذلك، كانت المراجعة عبارة عن تحقيق تجريبي يهدف إلى إثراء الفرضيات المستقبلية.

وفي هذا الاطار، يعتزم الباحثون إجراء مزيد من التحقيق من خلال دراسات مستقبلية دقيقة ومضبوطة بشكل جيد حيث يتم تنظيم توقيت تناول الكافيين وجرعته بشكل صارم قبل الاختبار. قائلين «إن هذا من شأنه أن يقدم تقديرًا أفضل للتوافر البيولوجي للجهاز العصبي المركزي وارتباطه باستجابات اللدونة».

ان العلاقة بين الكافيين والصحة معقدة بالفعل إلى حد ما؛ فقد ثبت أن له تأثيرات إيجابية وسلبية في الأبحاث السابقة، بدءًا من الحماية المحتملة ضد الخرف وربما زيادة خطر الإصابة بالسكري.

من أجل ذلك خلص الباحثون الى القول «إن الفهم الأفضل لكيفية تغيير الكافيين للآلية الأساسية للتعلم والذاكرة، بالإضافة إلى التأثير المحتمل للكافيين على تأثيرات rTMS السريرية، يستحق المزيد من الاهتمام».


رقعة من الأنسجة لتصحيح عيوب القلب عند الرضّع

رقعة من الأنسجة لتصحيح عيوب القلب عند الرضّع
TT

رقعة من الأنسجة لتصحيح عيوب القلب عند الرضّع

رقعة من الأنسجة لتصحيح عيوب القلب عند الرضّع

في دراسة علمية جديدة، ابتكر مجموعة من العلماء بكلية الطب بجامعة هارفارد، رقعة سميكة للغاية باستخدام الأنسجة المعدة مختبريا، قابلة للتحلل البيولوجي، قد تنجح في تصحيح عيوب القلب الخلقية عند الرضع والحد من العمليات الجراحية.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال جيفري جاكوت كبير مؤلفي الدراسة الأستاذ المساعد في الهندسة الحيوية بجامعة هارفارد وكلية الطب بجامعة كولورادو «ان الهدف النهائي هو صنع أنسجة قلب مزروعة في المختبر من خلايا المريض نفسه والتي يمكن استخدامها لإعادة هيكلة القلب لتصحيح عيوبه»، وذلك وفق ما نقل موقع «ميديكال إكسبريس» عن مجلة «Materials Today Communications» الطبية.

ويخضع الأطفال المولودون بعيب خلقي لإجراء عملية جراحية في السنة الأولى من العمر. وبعض هذه العمليات تتطلب زرع رقعة قلب، لكن المواد الحالية المستخدمة في الرقعة غير حية وغير قابلة للتحلل. وهي لا تنمو مع المريض وغالبا ما تفشل لأنها لا تتكامل مع القلب.

وأضاف جاكوت أن الرقعة التي طورها مختبره، والتي تسمى (رقعة عضلة القلب المُصممة بالأنسجة)، يمكن أن تنجو من القوى الميكانيكية لجدار القلب وتندمج في القلب نفسه. ومن الناحية المثالية، فإنها سوف تستمر طوال حياة المريض».

في هذا الاطار، كشفت الدراسة أن «مواد التصحيح الحالية المتاحة لجراحي القلب للأطفال هي حصريا غير حية وغير قابلة للتحلل، والتي غالبا ما تفشل في فعاليتها العلاجية على المدى الطويل بسبب انخفاض المطاوعة، وزيادة خطر الإصابة بتجلط الدم وتضخم أنسجة البطانة، وعدم قدرتها على إعادة التشكيل والتكامل مع القلب».

تم إنشاء الرقعة في المختبر باستخدام تقنية تُعرف باسم «الغزل الكهربائي»، حيث يتم تطبيق الكهرباء على المحاليل السائلة لإنشاء ألياف نانوية تستخدم لصنع سقالة (إطار). ثم يتم حقن السقالة بالخلايا الحية، وهذا ما يكوّن الرقعة المطورة في نهاية المطاف. وتبين أن السقالة كافية ميكانيكيا لإصلاح جدار القلب. فلقد تمكنت الخلايا الوعائية من التسلل إلى أكثر من منتصف الطريق عبر السقالة في الخلايا المستزرعة (culture) الثابتة خلال ثلاثة أسابيع.

جدير بالذكر، ان الرقعة المبتكرة تتطلب المزيد من الاختبارات قبل أن يتم استخدامها على البشر. لذا، يأمل الفريق في أنها ستلعب دورا حاسما في العلاج المستقبلي لعيوب القلب الخلقية وأمراضه.


الأمم المتحدة: القضاء على وباء الإيدز لا يزال ممكناً بحلول 2030

القضاء على الإيدز لا يزال ممكناً بحلول 2030 بشرط توافر الإمكانات (أ.ب)
القضاء على الإيدز لا يزال ممكناً بحلول 2030 بشرط توافر الإمكانات (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة: القضاء على وباء الإيدز لا يزال ممكناً بحلول 2030

القضاء على الإيدز لا يزال ممكناً بحلول 2030 بشرط توافر الإمكانات (أ.ب)
القضاء على الإيدز لا يزال ممكناً بحلول 2030 بشرط توافر الإمكانات (أ.ب)

قالت الأمم المتحدة: إن القضاء على وباء الإيدز لا يزال ممكناً بحلول عام 2030، ولكن فقط في حالة توافر الإمكانات لأولئك الموجودين في الخطوط الأمامية وقوبلت جهودهم بالاعتراف.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، لاحظ برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) في تقريره السنوي الذي نشر اليوم (الثلاثاء) بمناسبة اليوم العالمي للإيدز المحدد في الأول من ديسمبر (كانون الأول)، أن المبادرات التي تقوم بها مختلف المجتمعات الأقرب إلى المعركة لا تحظى بالاعتراف في كثير من الأحيان، وتفتقر إلى الإمكانات، بل تتعرض للهجوم في بعض الأحيان.

وقالت المديرة التنفيذية للبرنامج ويني بيانيما: «لقد أظهرت المجتمعات في كل أنحاء العالم أنها مستعدة وراغبة وقادرة على فتح الطريق، لكنها في حاجة إلى إزالة الحواجز التي تعوق عملها والحصول على الإمكانات الكافية».

ولاحظت بيانيما أن «صناع القرار يتعاملون مع المجتمعات المحلية في كثير من الأحيان على أنها مشكلات تنبغي إدارتها، بدلاً من الاعتراف بدورها القيادي وتوفير الدعم لها بهذه الصفة»، مشددة على أن «المجتمعات لا تشكل عقبة، فهي تفتح الطريق للقضاء على الإيدز».

وكانت الأمم المتحدة أعلنت في عام 2015 للمرة الأولى، أن هدفها إنهاء التهديد الذي يشكله الإيدز على الصحة العامة بحلول عام 2030.

ويبلغ عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، وهو الفيروس الذي يسبب مرض الإيدز، 39 مليوناً في كل أنحاء العالم.

ومن بين هؤلاء 20.8 مليون في شرق أفريقيا وجنوبها، و6.5 مليون في منطقتي آسيا والمحيط الهادي.

ولكن من بين هؤلاء الـ39 مليوناً، لا يستطيع 9.2 مليون الحصول على العلاجات الضرورية مع أن فاعليتها ثبتت.

نقص في الدعم

رأى التقرير، أن القوانين والسياسات الضارة بالأشخاص المعرّضين لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية تعرّض المجتمعات التي ترغب في مساعدة المرضى أو منع العدوى للخطر.

كما رأى البرنامج أن الانتصار في المعركة ضد الوباء لن يكون ممكناً إلا بدعم هذه المجتمعات التي تقف على خط المواجهة.

وكان مبلغ نحو 20.8 مليار دولار متاحاً لبرامج مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل عام 2022، لكنه أقل بكثير من مبلغ 29.3 مليار دولار المطلوب حتى سنة 2025.

وانخفضت تكلفة العلاج السنوية من 25 ألف دولار للشخص الواحد عام 1995 إلى أقل من 70 دولاراً في الكثير من البلدان الأكثر تضرراً اليوم من الفيروس.

وأظهر التقرير أن الأموال الموجهة عبر هذه المجتمعات انخفضت من 31 في المائة عام 2012 إلى 20 في المائة في عام 2021.

ويحول القمع ضد الفئات المهمشة دون توفير خدمات الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية وعلاجه، في حين أن نقص التمويل الذي تعانيه هذه المجتمعات يجعل جهودها أقل فاعلية ويلجم توسعها.

إصابات جديدة

وسجّلت 1.3 مليون إصابة جديدة بالفيروس في كل أنحاء العالم العام الفائت، بانخفاض عن الذروة التي بلغت 3.2 مليون عام 1995.

وفي عام 2022، كان 86 في المائة من المصابين على دراية بحالتهم، وهو أمر بالغ الأهمية للمساعدة في وقف انتقال العدوى، وكان 76 في المائة منهم يتلقون العلاج المضاد للفيروسات القهقرية، وكان لدى 71 في المائة منهم أحمال فيروسية منخفضة بما يكفي لمطابقة تعريف القضاء على الفيروس.

وأشار برنامج الأمم المتحدة إلى أن 53 في المائة من جميع المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية هم من النساء والفتيات.

ومع أن المرض أصبح اليوم أقل فتكاً، فإن 630 ألف شخص توفوا عام 2022 لأسباب مرتبطة بفيروس العوز المناعي البشري.

منذ أن ظهر الوباء في أواخر سبعينات القرن الفائت، أصيب 85.6 مليون شخص بالفيروس وتوفي 40.4 مليون.


تقرير: اللحوم النباتية أكثر صحة من الحيوانية وإليك الأسباب

تقرير: اللحوم النباتية أكثر صحة من الحيوانية وإليك الأسباب
TT

تقرير: اللحوم النباتية أكثر صحة من الحيوانية وإليك الأسباب

تقرير: اللحوم النباتية أكثر صحة من الحيوانية وإليك الأسباب

النظام الغذائي النباتي هو الاتجاه الذي أدى إلى تزايد شعبية بدائل اللحوم النباتية. تهدف هذه المنتجات، التي غالبًا ما تكون مصنوعة من مكونات مثل الصويا والبازلاء والفطر ومصادر نباتية أخرى، إلى محاكاة طعم وملمس اللحوم التقليدية.

ويمكن للأنظمة الغذائية النباتية أن تكون ذات فائدة كبيرة للصحة، وفقًا لأخصائيي التغذية كاجال واتاموار وبشرى قريشي من موقع «Healthy Steady Go»، وذلك وفق ما نقل موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

تحسّن صحة القلب

وجدت دراسة أن تناول المزيد من الأطعمة النباتية بدلاً من الأطعمة الحيوانية يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والوفاة لدى البالغين. إذ توجد الدهون المشبعة في الغالب بالمنتجات الحيوانية مثل اللحوم والأجبان والزبدة.

تخفض الدهون المشبعة والكوليسترول

وفقًا لـ«مجلة العناصر الغذائية»، فإن إحدى الفوائد الصحية الأساسية للحوم النباتية هي أنها تحتوي على نسبة أقل من الكوليسترول مقارنة باللحوم الحيوانية التقليدية. فقد ارتبط استهلاك الدهون المشبعة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب واضطرابات القلب والأوعية الدموية الأخرى.

من ناحية أخرى، غالبًا ما تكون اللحوم النباتية منخفضة الدهون المشبعة، ما يجعلها خيارًا صحيًا للقلب للأشخاص المهتمين بصحة القلب والأوعية الدموية.

غنية بالمواد المغذية

غالبًا ما تشتمل اللحوم النباتية على مجموعة متنوعة من المكونات المشتقة من النباتات الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية. حيث توفر المكونات مثل البقوليات والحبوب والخضروات مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.

على سبيل المثال، يعد العدس والفاصوليا، وهي مكونات شائعة في اللحوم النباتية، مصادر ممتازة للبروتين والألياف والفيتامينات المختلفة.

منخفضة السعرات الحرارية

تميل اللحوم النباتية إلى أن تكون ذات سعرات حرارية أقل من المنتجات الغذائية الحيوانية. يمكن أن يكون هذا مفيدًا للأشخاص الذين يهدفون إلى التحكم بوزنهم أو تقليل السعرات الحرارية.

وفي هذا الاطار، تم تصميم العديد من منتجات اللحوم النباتية لتكون خيارًا أكثر توازنًا من الناحية الغذائية، ما يوفر الشبع دون السعرات الحرارية الزائدة التي توجد غالبًا في منتجات اللحوم التقليدية.

تقلل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة

ارتبط النظام الغذائي الغني بالأطعمة النباتية بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، بما في ذلك مرض السكري من النوع 2، وأنواع معينة من السرطان، وارتفاع ضغط الدم. ومن خلال اختيار اللحوم النباتية بدلاً من منتجات اللحوم التقليدية، قد يقلل الأفراد من خطر الإصابة بهذه الحالات الصحية. إذ تساهم الألياف ومضادات الأكسدة الموجودة في المكونات النباتية في تحسين الصحة الأيضية وتعزيز نظام المناعة.

مفيدة لصحة الجهاز الهضمي

يمكن أن يساهم محتوى الألياف في اللحوم النباتية بتحسين صحة الجهاز الهضمي. فالألياف ضرورية للحفاظ على ميكروبيوم الأمعاء الصحي، وتعزيز حركات الأمعاء المنتظمة، ومنع الإمساك.

تحتوي العديد من بدائل اللحوم النباتية على مكونات نباتية كاملة تعزز صحة الجهاز الهضمي، وتوفر نهجًا شاملاً للرفاهية.

يتطلب إنتاج اللحوم النباتية عادة موارد طبيعية أقل، مثل المياه والأرض، ويولد انبعاثات غازات دفيئة أقل مقارنة بتربية الماشية التقليدية. ومع استمرار نمو سكان العالم، يصبح اعتماد خيارات غذائية مستدامة أمرًا حيويًا بشكل متزايد لصحة كوكبنا.

توفر اللحوم النباتية بديلاً مقنعًا للأشخاص الذين يتطلعون إلى تحسين صحتهم، مع مستويات أقل من الدهون المشبعة وانخفاض السعرات الحرارية، وعدد من العناصر الغذائية المهمة. ومع تزايد الطلب على هذه المنتجات، فهي عنصر ضروري لمستقبل أكثر استدامة ووعيًا بالصحة.


نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي يحمي من أمراض التدهور المعرفي

نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي يحمي من أمراض التدهور المعرفي
TT

نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي يحمي من أمراض التدهور المعرفي

نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي يحمي من أمراض التدهور المعرفي

وفقا لدراسة فرنسية أجريت على 840 شخصا تبلغ أعمارهم 65 عاما فما فوق ودامت 12 سنة، غالبًا ما يبدأ الخرف، مثل مرض ألزهايمر وغيره من حالات التنكس العصبي، بالتدهور المعرفي؛ وهو فقدان بطيء للقدرات العقلية.

وتشير الأبحاث إلى أن عادات الأكل، وخاصة النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط، قد تساعد في الحماية من هذه الخسارة (نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي مستوحى من الأطعمة التي يتم تناولها تقليديًا في مناطق بينها جزيرة كريت وإيطاليا وجنوب إسبانيا يعطي الأولوية لاستهلاك الفواكه والخضروات والحبوب غير المصنعة وبعض الأسماك والجبن وزيت الزيتون).

وتشير الأدلة إلى عدد من الفوائد الناجمة عن هذا المزيج من الأطعمة، بينها احتمالية تعزيز صحة الدماغ.

ومع ذلك، كانت هناك نتائج متضاربة، ربما بسبب استخدام الاستبيانات الغذائية التي تم الإبلاغ عنها ذاتيًا، والتي تكون عرضة لعدم الدقة؛ فلقد ربطت الدراسات بعض المؤشرات الحيوية بالصحة المعرفية، لذلك اتبعت مجموعة دولية من الباحثين هذا النهج، الذي يقترحون أنه طريقة أكثر دقة لقياس التعرض الغذائي وعلاقته بالنتائج الصحية.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قالت المؤلفة الأولى للدراسة ألبا تور روكا أخصائية التغذية عالمة الصحة العامة بجامعة كاليفورنيا «لقد وجدنا أن الالتزام بنظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي الذي تم تقييمه من قبل لجنة من المؤشرات الحيوية الغذائية يرتبط عكسيا بالتدهور المعرفي على المدى الطويل لدى كبار السن». وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» عن مجلة «التغذية الجزيئية وأبحاث الأغذية».

وبحثت تور روكا وزملاؤها العلاقة بين النظام الغذائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط والتدهور المعرفي لدى كبار السن من خلال تحليل شامل للبيانات الصحية والمعرفية التي تم جمعها على مدار 12 عامًا. إذ تم استخدام مقياس مكوّن من 14 نقطة لإنشاء درجة التمثيل الغذائي للنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط (MDMS). حيث تعتمد هذه النتيجة على اثنين من المؤشرات الحيوية الأيضية الغذائية المحتملة لسبعة أجزاء مهمة من النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط؛ الخضروات والبقوليات والفواكه والحبوب ومنتجات الألبان والأسماك والدهون.

وعلم الأيض هو دراسة الجزيئات الصغيرة التي تسمى المستقلبات والتي تكون نتاج العمليات الخلوية.

ويمكن أن تتغير مستويات الأيض استجابة للمرض والنظام الغذائي والعوامل البيئية الأخرى. كما يمكن للعلماء التعرف على صحتنا والعثور على المؤشرات الحيوية المحتملة للمرض عن طريق قياس مستويات المستقلبات في العينة.

من جانبها، تقول عالمة التغذية والغذاء كريستينا أندريس لاكويفا من الجامعة «في إطار الدراسة، تم تصميم مؤشر التمثيل الغذائي بناءً على المؤشرات الحيوية التي تم الحصول عليها من مصل المشاركين؛ على المجموعات الغذائية التي تشكل جزءًا من النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط... وبمجرد معرفة هذا المؤشر، يتم تقييم ارتباطه بالضعف الإدراكي». مضيفة «تم قياس مستويات مصل مواد محددة بما في ذلك الدهون المشبعة وغير المشبعة، والبوليفينول الذي تنتجه بكتيريا الأمعاء، والمواد الكيميائية النباتية الأخرى من عينات دم المشاركين التي تم جمعها في بداية الدراسة. وعلى مدار اثني عشر عامًا، تم إجراء خمسة اختبارات نفسية عصبية للمشاركين لتحديد قدرتهم المعرفية أو ضعفهم. فوجد الباحثون علاقة وقائية بين النظام الغذائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط والتدهور المعرفي لدى الأفراد الأكبر سنا». وتابعت «استنادا إلى النتائج والمؤشرات الحيوية في الدم؛ أظهر الأفراد الذين التزموا بشكل وثيق بالنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط تدهورًا إدراكيًا أبطأ بشكل ملحوظ مقارنة بأولئك الذين لديهم مستويات التزام أقل».

وفي هذا الاطار، تقول تور روكا «ان هذه النتائج تدعم استخدام هذه المؤشرات في تقييمات المتابعة طويلة المدى، لمراقبة الفوائد الصحية المرتبطة بالنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط أو الأنماط الغذائية الأخرى، وبالتالي توجيه الاستشارة الشخصية في الأعمار الأكبر. لكن للدراسة قيودا؛ فعلى سبيل المثال، كانت عينات الدم للتحليل متاحة فقط في الاساس للتمثيل الغذائي، لذلك لم يتمكن الفريق من فحص حالات التعرض السابقة أو التغييرات أثناء المتابعة. فدائمًا ما تكون التأثيرات الغذائية على الصحة معقدة، ولكن بشكل عام، تعزز النتائج فكرة أن الأنماط الغذائية يمكن أن تلعب دورًا في الحفاظ على صحة الدماغ وتقليل خطر الضعف الإدراكي مع تقدمنا في العمر». من أجل ذلك، خلص الباحثون في ورقتهم البحثية الى أن «تطوير درجات التمثيل الغذائي بناءً على الأنماط الغذائية قد يساعد في تحسين إجراءات التقييم الغذائي، ونأمل أن يساهم في فهم أفضل للآليات البيولوجية التي يؤثر من خلالها النظام الغذائي على الصحة المعرفية لدى كبار السن».


دراسة: 3 جينات مسؤولة عن اللون البرتقالي للجزر !

دراسة: 3 جينات مسؤولة عن اللون البرتقالي للجزر !
TT

دراسة: 3 جينات مسؤولة عن اللون البرتقالي للجزر !

دراسة: 3 جينات مسؤولة عن اللون البرتقالي للجزر !

أشارت مجلة «نيتشر» العلمية المرموقة الى أن باحثين بجامعة نورث كارولينا الأميركية توصلوا خلال دراسة علمية جديدة لهم الى ان ثلاثة جينات متنحية هي المسؤولة عن اللون البرتقالي للجزر؛ نظرا لاحتوائه على العديد من الكاروتينات؛ وهي أصباغ طبيعية تقلل من خطر الإصابة بأمراض العين وتحمي الخلايا من الشيخوخة المبكرة.

فقد أظهر تحليل جينوم أكثر من 600 نوع من الجزر، أن اللون البرتقالي لهذه الخضروات الجذرية تحدده ثلاثة جينات؛ فلكي يكتسب الجزر هذا اللون، يجب أن تكون هذه الجينات في حالة متنحية (غير معبر عنها).

وفي هذا يقول الباحثون «ان الجزر البرتقالي ظهر في أوروبا الغربية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر تقريبا. وعلى الأرجح، تم الحصول على هذا النوع عن طريق تهجين الجزر الأبيض والأصفر. وبالنظر للونه المشرق ومذاقه الحلو، اكتسب النوع الجديد شعبية بسرعة». وأوضحو «بالاضافة الى ان الجزر البرتقالي غني بالكاروتينات (أصباغ نباتية)، تحمي هذه المركبات أغشية الخلايا الحية من التدمير بواسطة أنواع الأكسجين التفاعلية. وتسمى هذه العملية الإجهاد التأكسدي. لذا؛ فإن تناول الكاروتينات في الطعام يقلل من خطر الإصابة بأمراض العيون». مؤكدين «إنها أدوات حماية موثوقة ضد الأضرار الكيميائية الضوئية التي تلحق بشبكية العين».