الطفولة القاسية تُعرّض الإناث لخطر السمنة

زيادة الوزن أثناء الحمل يمكن أن تؤثر على صحة الأم والجنين (رويترز)
زيادة الوزن أثناء الحمل يمكن أن تؤثر على صحة الأم والجنين (رويترز)
TT

الطفولة القاسية تُعرّض الإناث لخطر السمنة

زيادة الوزن أثناء الحمل يمكن أن تؤثر على صحة الأم والجنين (رويترز)
زيادة الوزن أثناء الحمل يمكن أن تؤثر على صحة الأم والجنين (رويترز)

أفادت دراسة نرويجية بأن مرور الإناث بطفولة صعبة وقاسية يعرضهن لخطر السمنة عند الكبر، خصوصاً في مرحلة الحمل.

وأوضح الباحثون أن التعرض للتنمر أثناء فترة الطفولة، وعدم الحصول على الدعم والعلاقات الآمنة، مرتبط أيضاً بزيادة الوزن بعد البلوغ، وفقاً للنتائج المنشورة، الخميس، في دورية «الصحة الإنجابية».

وركّزت الدراسة على العلاقة بين تجارب الطفولة والوزن الزائد عند الحمل، عبر متابعة 6679 امرأةً حاملاً في النرويج.

وأجابت السيدات الخاضعات للمتابعة على سؤال بسيط هو: كيف يصفن طفولتهن، مع إعطاء درجة على مقياس من جيد جداً إلى سيئ جداً. كما خضعن لفحوصات سريرية وقياس للوزن.

ووجد الباحثون أنه كلما زاد وزن النساء، زادت فرصة تصنيف طفولتهن على أنها سيئة.

وروت سيدات قصصاً مختلفةً، وأرجعت الكثيرات منهن زيادة وزنهن إلى الاحتياجات الأساسية غير الملباة خلال مرحلة الطفولة.

وأفاد البعض بأنهن لم يحصلن على طعام صحي ومغذٍ حتى ينمو وزنهن بشكل طبيعي، أو أن والديهن أو أقرانهن لم يلبوا احتياجاتهن من الدعم والعلاقات الآمنة، أو أنهن تعرضن للاستبعاد والتنمر طوال فترة طويلة من طفولتهن.

من جانبها، قالت الباحثة الرئيسية للدراسة بالجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، هايدي ساندستر إن «الدراسة كشفت أنه وكلما زاد وزن المرأة، زاد احتمال وصف طفولتها بأنها سيئة».

وأضافت لـ«الشرق الأوسط»، أن «الوزن الزائد يزيد من خطر حدوث مضاعفات أثناء الحمل والولادة. وعلى وجه الخصوص، يزيد الوزن الزائد من خطر الإصابة بتسمم الحمل وسكري الحمل؛ لذلك تنصح النساء ذوات الوزن الزائد بتقليل أوزانهن خلال فترة الحمل».

وعن أهمية النتائج، أوضحت أن مقدمي الرعاية الصحية يمكنهم المساعدة في تقليل هذه المخاطر عن طريق فهم العوامل الأساسية التي تؤثر على وزن المرأة، بما في ذلك الطفولة القاسية، لتقديم إرشادات إيجابية لهن.

وأشارت إلى أن «المتابعة التي تتلقاها النساء الحوامل يمكن أن تتركز أيضاً على تعزيز الصحة وتقديم إرشادات حول النظام الغذائي، ويمكن أن تكون فرصة لتحديد الأسباب الكامنة وراء زيادة الوزن، للمساعدة في تقليل المخاطر على الأم والطفل في المستقبل، حيث يمكن لوزن الأم الزائد أيضاً أن يؤثر على الجنين ويزيد من فرص إصابته بمشاكل صحية مستقبلية مثل السمنة ومرض السكري».


مقالات ذات صلة

بريطانيا: أكثر من وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات «ستكون بسبب السرطان»

صحتك بحث يؤكد أن حالات الوفاة بالسرطان بين البريطانيين في ازدياد (رويترز)

بريطانيا: أكثر من وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات «ستكون بسبب السرطان»

خلص تقرير جديد إلى أن أكثر من حالة وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات في المملكة المتحدة ما بين الآن وعام 2050 ستكون بسبب السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك شعار برنامج الدردشة الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» (رويترز)

دراسة: «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض

كشفت دراسة علمية جديدة، عن أن روبوت الدردشة الذكي الشهير «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض؛ الأمر الذي وصفه فريق الدراسة بأنه «صادم».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم بولينا براندبرغ قالت على «إكس» إنها تعاني من «أغرب رهاب للموز في العالم» (رويترز)

غرف خالية من الموز بسبب «فوبيا» وزيرة سويدية

تسببت فوبيا تعاني منها وزيرة سويدية في دفع مسؤولين حكوميين إلى طلب إخلاء الغرف من الفاكهة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الإصابة بحصوات الكلى والنقرس من الحالات الشائعة (المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة)

أدوية للسكري تخفّض خطر الإصابة بحصوات الكلى

أظهرت دراسة جديدة أنّ نوعاً من أدوية علاج مرض السكري من النوع الثاني قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بحصوات الكلى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك علب من أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» المضادة للسكري تكبح التدهور المعرفي المرتبط بألزهايمر

كشف فريق من الباحثين الأميركيين أن عقار سيماغلوتيد، الذي يتم تسويقه تحت اسمي «أوزمبيك» و«ويغوفي» من شأنه أن يحسن بشكل ملحوظ استهلاك الدماغ للسكر.

«الشرق الأوسط» (باريس)

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.