ممارسة الرياضة والصوم

استشارات

ممارسة الرياضة والصوم
TT

ممارسة الرياضة والصوم

ممارسة الرياضة والصوم

ممارسة الرياضة والصوم

* كيف أرتب أوقات ممارسة الرياضة في رمضان؟

- هذا ملخص أسئلتك. ولاحظ معي النقاط الـ7 التالية:

1. سواء في شهر رمضان أو بقية شهور السنة، فإن الأساس هو أن ممارسة الرياضة بشكل يومي عنصر أساسي في السلوكيات الصحية للوقاية من الإصابة بالأمراض المزمنة، وللراحة الذهنية، ولتسهيل الخلود إلى النوم، وغيره من الفوائد الصحية.

2. يتفاوت القدر المطلوب من الجهد البدني في ممارسة الرياضة اليومية من شخص لآخر، وذلك وفق تفاوت الغايات الصحية من ممارسة الرياضة البدنية. بمعنى أن الفوائد الصحية تتحقق بممارسة قدر معتدل الشدة من الجهد البدني، بينما تتطلب الممارسة الاحترافية للرياضة مستويات عالية الشدة من المجهود البدني.

3. المستوى المنخفض الشدة، وإن كان مجرد «نشاط بدني»، فإنه يظل مفيداً صحياً، وأفضل دون شك من عدم ممارسة النشاط البدني. والممارسة المتدنية من الإجهاد البدني، كالمشي العادي أو السباحة للاستجمام، تهدف إلى الاسترخاء وراحة النفس وتنشيط الجسم فقط.

4. بالأساس، تختلف النصائح الطبية حول ممارسة الرياضة اليومية باختلاف الأشخاص. وتحديداً، باختلاف مقدار العمر، ومستوى الحالة الصحية الأساسية، ومدى الإصابة بأي من الأمراض، سواء كانت أمراضاً مزمنة أو حادة. وهذه الجوانب بالتالي قد تُؤثر على مدى إمكانية وكيفية ممارسة الصائم الرياضة البدنية خلال نهار أو ليل أيام رمضان.

5. ممارسة الرياضة، بوصفها مجهوداً بدنياً، تستهلك السكريات والسوائل، لإنتاج الطاقة ولتبريد الجسم، وذلك وفق مدى «شدة» المجهود البدني خلال ممارسة الرياضة، والأجواء التي تتم فيها ممارسة الرياضة. وهناك مستوى متوسط الشدة، ومستوى عالي الشدة. كما أن هناك أجواء حارة ومفتوحة، وأخرى مكيفة ومغلقة.

6. قد تُؤثر ممارسة الرياضة العالية الشدة وفي الأماكن المفتوحة، على قدرة تحمّل الجسم للاستمرار فيها، خلال فترة الصوم بنهار رمضان. وخاصة أنها تتطلب استهلاك سكر الدم وسوائل الجسم.

7. الأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة (مثل مرض السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم) أو الذين لا يمارسون الرياضة عادة، عليهم استشارة الطبيب قبل بدء شهر رمضان، حول إمكانية ممارستهم الرياضة مع الصوم، ومقدار الجهد البدني الملائم لهم.

وبناء على ما تقدم، يختلف الأشخاص بالأصل في مدى ممارستهم التمارين الرياضية بشكل يومي وشدة ومدة ذلك، قبل دخول شهر الصوم. كما يختلف الصائمون في مدى اهتمامهم اليومي بالتغذية الصحية وشرب السوائل في الفترة الليلية، استعداداً لأي إجهاد بدني مُحتمل خلال ساعات الصوم بالنهار.

ولكن يظل الأساس، ووفق ما تفيد به الدراسات الطبية الحديثة، هو أن أداء النشاط البدني خلال الصوم، يمكن أن تكون له تأثيرات فسيولوجية صحية إيجابية، في حرق المزيد من الدهون، وتحسين طريقة استجابة الجسم للأنسولين، وزيادة إنتاج الجسم لهرمون النمو البشري، وزيادة كمية هرمون التستوستيرون التي ينتجها الجسم، والتسبب بتأثيرات إيجابية على بنية العضلات نفسها وكفاءة عملها.

ولذا يبقى أمر كيفية وضع خطوات صحية لبرنامج ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان، أي إما في فترة الصوم أثناء النهار، أو فترة إمكانية تناول الأطعمة وشرب السوائل، في المساء.

وبالمراجعة لعدة مصادر طبية، ومنها نصائح جامعة برمنغهام سيتي في موقعها الإلكتروني حول اللياقة البدنية في شهر رمضان، فإن أولئك الذين يصومون ويودون ممارسة الرياضة، مثل الجري، عليهم الاهتمام بنظام التغذية، وتناول السوائل. وأيضاً المكونات الملائمة لبرنامج لياقتهم البدنية.

وتحديداً يشيرون إلى التغييرات المطلوبة أثناء الإفطار والسحور، التي منها:

- الحرص على شرب كميات كافية من السوائل في وقت الليل.

- تجنب تناول الكثير من الملح، لأن ذلك سيتسبب بالجفاف ويجعل المرء يشعر بالعطش طوال اليوم.

- تناول أنواع الأطعمة التي يتم هضمها ببطء، لتزود الجسم بكربوهيدرات السكريات لفترات طويلة خلال النهار. وعلى سبيل المثال، أثناء السحور، تُعد شوربة الشوفان، وخبز حبوب القمح الكاملة، والبقول، واللبن الزبادي، والفواكه والخضار الغنية بالماء، خيارات جيدة للاستهلاك؛ وذلك للحفاظ على استمرار الحصول على الطاقة الغذائية والسوائل أثناء أداء التمارين خلال اليوم.

أما من ناحية وقت ممارسة الرياضة خلال شهر الصوم، فإن الأمر يعتمد على رغبة الشخص وإدراكه مزايا وعيوب ممارسة الرياضة في أوقات اليوم المختلفة.

وعلى سبيل التوضيح، قد تكون فترة ما بعد السحور فترة ملائمة للبعض، لأن الجسم لديه كميات كافية من الطاقة وجسمه مهيئ بأفضل ما يُمكن. وقد يجد البعض أن ذلك وقت ملائم لممارسة تمارين خفيفة أو متوسطة الشدة. بينما فترة ما قبل الإفطار قد تكون ملائمة لشخص يود ممارسة أنواع خفيفة من التمارين، مثل المشي أو السباحة.

ولآخرين، قد تكون فترة ما بعد الإفطار بساعتين أو ثلاث، أفضل لديهم لممارسة الرياضة، لأن بإمكانهم بعد ممارستها تناول الطعام وشرب الماء لترطيب الجسم والتزود بوقود السكريات. مع التنبه لضرورة تحاشي ممارسة الرياضة قبل ساعة إلى ساعتين من موعد النوم.

صوم الحامل

* متى يمكن أن تصوم المرأة الحامل؟

- هذا ملخص أسئلتك حول الحمل والصوم. ولاحظي أنه من الناحية الطبية، فإن الحمل الطبيعي والخالي من أي اضطرابات صحية، ليس حالة مرضية، بل حالة فسيولوجية طبيعية تمر بها الحامل في فترات عدة من حياتها.

ومع ذلك، فإن حالة الحمل قد تتعرض للعديد من الظروف الصحية، التي تتطلب عناية طبية لإتمام حصول حمل سليم وولادة آمنة للجنين وهو في حالة صحية جيدة. كما أن هناك عدة حالات مرضية قد تنشأ خلال فترة الحمل، وتتطلب عناية طبية.

ووفق ما تلخصه كثير من المصادر الطبية، يتابع الأطباء بالعموم ثلاثة جوانب خلال متابعتهم الطبية للمرأة الحامل. وهي:

- تطور عملية الحمل نفسها وتأثيراتها على صحة الأم.

- صحة الجنين واكتمال تطور نموه والعوامل المؤثرة عليه في ذلك وقدرة الأم على تزويد الجنين بكل احتياجاته.

- مدى استعداد الأم والجنين للدخول في مرحلة الولادة وإتمامها بشكل يضمن سلامة الأم والمولود.

والصوم خلال الحمل يتطلب من الأم الحامل مستوى أعلى من المعتاد لها في العناية بحالتها الصحية خلال الأيام العادية، بما يضمن حفظ سلامة الحمل وسلامتها وسلامة تطور نمو الجنين.

وعلى سبيل المثال، من الضروري جداً ألا يتأثر الجنين بشكل سلبي من انقطاع الأم الحامل عن شرب الماء وأكل الطعام، أو أن يتأثر بشكل سلبي من عدم حرص الأم الحامل على الاهتمام بالتغذية الجيدة المفيدة لجسمها وجسم الجنين وشرب الماء الكافي في فترة الليل، أو أن يتأثر أيضاً سلباً من عدم حرصها على راحتها وحفظ الماء في جسمها وتهيئة الظروف لجسمها في إتمام الصوم خلال فترة النهار.

وكذلك قد يتأثر الجنين سلباً من عدم متابعتها مع الطبيب في زيارات العيادة للاطمئنان على صحة تطور عملية الحمل وصحة نمو الجنين وأيضاً حال عدم تناول الأدوية التي تحتاجها الحامل خلال فترة الحمل حتى لو كانت خالية من أي أمراض.

ولذا، فإن استشارة الطبيب المتابع للحمل، هي الخطوة الأساس في هذا الموضوع. وإذا أفادها بأن بإمكانها الصوم، فعليها الحرص على اتباع نصائحه في التغذية الصحية، وتناول الأدوية التي يصفها لها، والحضور في مواعيد متابعة الحمل في العيادة، وإجراء الفحوصات التي يطلبها، وعدم التعرض للحرارة الشديدة أو الإجهاد البدني والنفسي.


مقالات ذات صلة

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

صحتك تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا (د.ب.أ)

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرهما من الفيروسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يُعدّ اكتئاب ما بعد الولادة من المشكلات النفسية المزعجة التي تعاني منها الأمهات (رويترز)

كيف تتخطين «اكتئاب ما بعد الولادة»؟

يُعدّ اكتئاب ما بعد الولادة من المشكلات النفسية المزعجة التي تعاني منها الأمهات، وقد تستمر معهن لأشهر طويلة، وتتطور لدى بعضهن إلى حد التفكير في الانتحار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أمراض القلب قد تسرع خطر إصابة الرجال بالخرف (رويترز)

أمراض القلب قد تسرع خطر إصابة الرجال بالخرف

كشفت دراسة جديدة أن أمراض القلب قد تسرع خطر إصابة الرجال بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ينصح الخبراء بأن حتى المشي السريع يعمل على تعزيز الدورة الدموية ودعم الطاقة بشكل أفضل خلال الشتاء (أرشيفية - أ.ف.ب)

5 نصائح لتجنب الشعور بالتعب والإرهاق وسط برودة الطقس

ينصح خبراء التغذية بنصائح عدة لزيادة النشاط وتجنب التعب في الشتاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هل يمكننا قياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟

هل يمكننا قياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟

لتطوير علاجات مضادة للهرم

د. أنتوني كوماروف (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

دراسة جديدة تكشف عن مخاطر صحية لعدم انتظام مواعيد النوم

انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)
انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)
TT

دراسة جديدة تكشف عن مخاطر صحية لعدم انتظام مواعيد النوم

انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)
انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)

أفادت دراسة جديدة بأن الأشخاص الذين لا يلتزمون بمواعيد النوم المنتظمة، معرضون لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.

ووجدت الدراسة أن أنماط النوم غير المنتظمة تزيد من خطر الإصابة بأمراض، مثل السكتة الدماغية وفشل القلب، والنوبات القلبية، بغض النظر عما إذا كان الأشخاص يحصلون على قسط كافٍ من النوم بشكل عام.

وبشكل عام، فإن كمية النوم الموصَى بها للأشخاص الذين تتراوح سنهم بين 18 و64 عاماً تتراوح بين 7 و9 ساعات في الليلة، وبين 7 و8 ساعات لمن تبلغ سنهم 65 عاماً أو أكثر.

ووفقاً للدراسة، فقد قام الخبراء بفحص بيانات 72269 شخصاً، تتراوح سنهم بين 40 و79 عاماً، شاركوا في دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، ولم يكن لدى أي منهم تاريخ من الأحداث الرئيسية المتعلقة بالقلب، مثل النوبة القلبية. وارتدى الأشخاص في الدراسة جهاز تعقب النشاط لمدة 7 أيام لتسجيل نومهم، ثم قام الخبراء بحساب درجة مؤشر انتظام النوم لكل شخص.

وقد رصدت هذه النتيجة التباين اليومي في وقت النوم، ووقت الاستيقاظ، ومدة النوم، والاستيقاظ أثناء الليل؛ حيث حصل الأشخاص على درجة تتراوح بين 0 (غير منتظم للغاية) و100 (نمط نوم واستيقاظ منتظم تماماً).

ووفق صحيفة «إندبندنت» البريطانية، تم تقسيم جميع المشاركين في الدراسة إلى مجموعة نوم غير منتظمة (أقل من 71.6 درجة)، ومجموعة نوم غير منتظمة إلى حد ما (بين 71.6 و87.3 درجة)، ومجموعة نوم منتظمة (أعلى من 87.3 درجة SRI).

وتمت متابعة الأشخاص لمدة 8 سنوات، وخلال هذه الفترة قام الباحثون بتحليل عدد الأشخاص الذين عانوا من حالات، مثل: النوبة القلبية، والسكتة الدماغية، وقصور القلب.

ووجدت الدراسة التي نُشرت على الإنترنت في مجلة «علم الأوبئة والصحة المجتمعية»، أنه حتى بعد الأخذ في الاعتبار أشياء يمكن أن تؤثر على النتائج -مثل تناول القهوة ومستويات التمارين الرياضية- فإن الأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم كانوا أكثر عرضة بنسبة 26 في المائة للإصابة بسكتة دماغية أو قصور في القلب أو نوبة قلبية، من أولئك الذين ينامون بشكل منتظم. في حين كان الأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم بشكل معتدل، أكثر عرضة بنسبة 8 في المائة للإصابة بذلك.

ووجد الباحثون أيضاً أن درجة مؤشر انتظام النوم كانت مقياساً مستمراً؛ حيث زاد خطر إصابة الأشخاص بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية كلما كانت أنماط نومهم غير منتظمة.

ووجدت الدراسة أن نسبة أكبر من الأشخاص الذين ينامون بانتظام (61 في المائة) استوفوا حصة النوم الموصى بها، مقارنة بالأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم (48 في المائة). ومع ذلك، لم يُحدِث هذا أي فرق في صحة القلب للأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم، والذين يواجهون خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية نفسه، حتى لو كانوا يحصلون على قسط كافٍ من النوم.

وفي المقابل، شهد الأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم انخفاض معدل الخطر، إذا حصلوا على قسط كافٍ من النوم.

وقال الباحثون، بما في ذلك من جامعة أوتاوا: «تشير نتائجنا إلى أن انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية، في تعديل مخاطر الأحداث القلبية الوعائية الضارة الرئيسية».

وقالت إميلي ماكغراث، ممرضة القلب الكبيرة في مؤسسة القلب البريطانية: «ليس من الواضح بالضبط كيف يفيد النوم القلب؛ لكن الأبحاث تشير إلى أن النوم المضطرب يرتبط بمستويات أعلى من بروتين يسمى (سي آر بي)».

وتابعت ماكغراث: «هذه علامة على الالتهاب، وهي العملية المرتبطة بأمراض القلب والدورة الدموية. ويمكن أن يكون للنوم أيضاً تأثير غير مباشر على صحة القلب، من خلال التأثير على خيارات نمط حياتنا».

وتابعت: «أشارت الدراسات إلى أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم قد يؤثر على الهرمونات التي تؤثر على شهيتنا، مما يزيد من رغبتنا في تناول الأطعمة السكرية. وعلى مدى فترة طويلة من الزمن قد يؤدي هذا إلى زيادة الوزن، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية».

وأردفت: «هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتعزيز هذا الاكتشاف؛ لكن النتائج المبكرة تشير إلى وجود صلة مهمة بين النوم وصحة القلب والدورة الدموية».

وقالت إن الباحثين في جامعة برمنغهام يحققون في كيفية تسبب الأرق أو مشاكل النوم في حالة تسمى الرجفان الأذيني، والتي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

ووجدت دراسة منفصلة نُشرت في مجلة «علم الأعصاب وجراحة الأعصاب والطب النفسي» أن الرجال المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، يمكن أن يعانوا من التدهور المعرفي قبل عقد من الزمان من النساء.