ارتفاع ضغط الدم وضعف الانتصاب

استشارات

ارتفاع ضغط الدم وضعف الانتصاب
TT

ارتفاع ضغط الدم وضعف الانتصاب

ارتفاع ضغط الدم وضعف الانتصاب

• عمري 51 عاماً، ولديَّ ارتفاع في ضغط الدم، وأتناول أدوية لعلاج ارتفاعه، وأعاني من ضعف الانتصاب. هل السبب هو الأدوية؟ كيف أتغلب على هذه المشكلة؟

- هذا ملخص أسئلتك. وسيتضح لك الكثير من الجوانب حول علاقة ارتفاع ضغط الدم، أو أدوية علاجه، بحالات ضعف الانتصاب، عبر متابعة النقاط الـ11 المتسلسلة التالية:

1. ارتفاع ضغط الدم حالة مرضية تُصيب أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم. وما لم تتم معالجته بشكل فعّال، فإن له تداعيات صحية سلبية على عدد من أعضاء الجسم، كالقلب والكلى وشبكية العينين والشرايين والدماغ. ومعالجة ارتفاع ضغط الدم ممكنة جداً. وفي الغالب، فإن جميع منْ لديهم ارتفاع في ضغط الدم يُمكن خفضه لديهم والوصول به إلى المستويات الطبيعية المطلوبة.

2. ثبت وجود علاقة بين ارتفاع ضغط الدم وبين المشكلات الجنسية لدى الرجال. وتزيد إصابة الرجال بارتفاع ضغط الدم بمقدار الضِّعف من احتمالات الإصابة باضطراب تدفق الدم إلى القضيب وضعف الانتصاب، وذلك مقارنةً بالرجال ذوي ضغط الدم الطبيعي. وتحديداً، فإن تدفق الدم إلى القضيب أسرع في أولئك الذين لديهم ضغط دم طبيعي، وأبطأ لدى المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم. وبمرور الوقت ومع ارتفاع ضغط الدم لفترة طويلة، يحصل تلف في بطانة الشرايين المغذّية للعضو الذكري، وبالتالي تضييقها وقلة تدفق الدم من خلالها، مما يؤدي إلى صعوبة عملية الانتصاب والمحافظة عليه.

3. معالجة ارتفاع ضغط الدم، تتطلب في جانب مهم منها ممارسة نمط صحي في عيش الحياة اليومية. أي ما يشمل: الحد من تناول الصوديوم، وممارسة الرياضة البدنية، والتحكم في وزن الجسم، والإقلاع عن التدخين. وإضافةً إلى دور هذه السلوكيات الصحية في انضباط ارتفاع ضغط الدم، فإن لها تأثيرات صحية عالية في رفع كفاءة الأداء الجنسي.

4. يحتاج معظم مرضى ارتفاع ضغط الدم إلى تناول علاج دوائي بانتظام، والتأكد من نجاحه في إعادة نتائج قياس ضغط الدم إلى المستويات الآمنة والطبيعية.

5. وفق ما يشير إليه بعض الدراسات، فإن نحو نصف المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم قد لا يتناولون أدوية معالجته أو يتوقفون عن ذلك، لأسباب مختلفة. وأحدها هو احتمال تسببها بالعجز الجنسي. إذاً فإن معالجة الرجال المصابين بارتفاع ضغط الدم، دون التسبب لهم في مزيد من الضعف في القدرات الجنسية، أمرٌ يتطلب الاهتمام من الطبيب والمريض.

6. إذا اشتكى، أو لاحظ مريض ارتفاع ضغط الدم أن لديه ضعف انتصاب، فإن الأمر يتطلب عرض المشكلة على الطبيب لتأكيد إما وجود ضعف الانتصاب كحالة مرضية عضوية، وإما أنها مجرد حالة مؤقتة لأسباب غير عضوية. ولذا سيحاول الطبيب معرفة ما إذا كان ضعف الانتصاب هو بسبب ارتفاع ضغط الدم أم نتيجة أمراض أخرى لدى الشخص، كمرض السكري أو اضطرابات هرمونية. كما سيراجع الطبيب الأدوية التي يتناولها الشخص لمعرفة ما إذا كانت هذه المشكلة ناجمة عن تناول أدوية قد تتسبب بضعف الانتصاب. سواء أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم أو أدوية علاجات حالات مرضية أخرى مرافقة لدى الشخص.

7. ثمة اعتقاد طبي بأن ضعف الانتصاب أكثر شيوعاً في مرضى ارتفاع ضغط الدم الذين يتلقون «أنواعاً معينة» من أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، مقارنةً بمنْ لا يتناولون تلك «الأنواع المعينة» من الأدوية. لا سيما أن «بعض» الأدوية من فئة مُدرّات البول و«بعض» الأدوية من فئة حاصرات بيتا. أي إن «بعض» أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم «قد» تكون لها آثار جانبية على قدرات الانتصاب لدى «بعض» مرضى ارتفاع ضغط الدم الذين ليس لديهم بالأصل ضعف في الانتصاب. أو أن تلك «الأنواع» من الأدوية «قد» تزيد تعقيد المشكلة لدى منْ لديهم بالأصل ضعف في الانتصاب.

8. بعض الأدوية المُدرّة للبول، المستخدمة في علاج بعض مرضى ارتفاع ضغط الدم، قد تُضعف قوة ضخ الدم إلى القضيب. وقد تُسبب أيضاً استنزاف الزنك من الجسم، الذي هو عنصر مهم لإفراز هرمون التستوستيرون الجنسي. وكذلك بعض أدوية حاصرات مستقبلات بيتا يرتبط تناولها، خصوصاً الفئات القديمة منها (وليست الحديثة منها)، بالإصابة بضعف الانتصاب عبر آليات عدة.

9. الوهم له دور في نشوء اعتقاد لدى مريض ارتفاع ضغط الدم أن الأدوية تسببت له بضعف الانتصاب. ومن أمثلة ذلك، علاقة أدوية حاصرات بيتا بحصول ضعف الانتصاب. وللتوضيح، ذكرت دراسة سابقة لباحثين إيطاليين، نُشرت ضمن مجلة الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، أن حدوث ضعف الانتصاب مع حاصرات بيتا منخفض، وأقل بكثير مما يُعتقد. وإبلاغ المريض عن حصول ضعف الانتصاب بعد العلاج بحاصرات بيتا، يرتبط بمعرفة المريض أن هذا من الآثار الجانبية المحتملة. والمرضى الذين يعلمون أن هذا من الآثار الجانبية، كانوا أكثر شكوى من ضعف الانتصاب، مقارنةً بالمرضى الذين لم يكونوا على علم بهذه العلاقة المحتملة. وهو ما لا يمكن تفسيره إلا من خلال التأثير النفسي، كما قال الباحثون الإيطاليون.

10. على الشخص أن يكون صريحاً مع طبيبه. ولتقليل احتمال حصول أعراض جانبية للأدوية، سواء ضعف الانتصاب أو غيره، وللتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب بالأصل لدى مريض ارتفاع ضغط الدم، على الشخص أن يهتم بضبط الوزن وممارسة الرياضة اليومية وتقليل التوتر وتناول الأطعمة الصحية، وخفض تناول الصوديوم... أي إن على المريض ألا «يعتمد فقط» على الأدوية لخفض ضغط الدم. لأن الطبيب سيضطر إلى وصف جرعات عالية من الدواء، وسيضطر إلى إعطاء المريض أكثر من نوع واحد من الأدوية، كي ينخفض ضغط الدم.

11. يُمكن إجراء فحوصات لقياس ضعف الانتصاب بسبب اضطرابات الأوعية الدموية. وللتوضيح، فإن ثمة نوعاً من أنواع ضعف الانتصاب يُسمى «ضعف الانتصاب الوعائي». وأحد الفحوصات الطبية الدقيقة في تقييم عمل الشرايين المغذية للعضو الذكري، هو إجراء فحص مدى تدفق الدم إلى «الجسم الكهفي» فيه، هو فحص «دوبلر الملون بالموجات فوق الصوتية». وذلك قبل وبعد حقن عقار يعمل عادةً على زيادة تدفق الدم إليه.


مقالات ذات صلة

صحتك هل يمكننا قياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟

هل يمكننا قياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟

لتطوير علاجات مضادة للهرم

د. أنتوني كوماروف (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك جانب من الحضور في المؤتمر

تدشين أول «صيدلية افتراضية» ومعرض رقمي تفاعلي للخدمات الصحية

بحضور نحو 2000 مهتم ومتخصص في الشأن الصحي.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)

دراسة جديدة تكشف عن مخاطر صحية لعدم انتظام مواعيد النوم

أفادت دراسة جديدة بأن الأشخاص الذين لا يلتزمون بمواعيد النوم المنتظمة، معرضون لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)
ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)
TT

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)
ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟ وهل هناك أي شيء يمكننا القيام به لإدارة هذا؟

في معرض تسليط الضوء على بعض عواقب الطقس البارد، قالت كارولين أبراهامز، مديرة مؤسسة «إيدج يو كي» لـ«وكالة الأنباء البريطانية»: «يرفع البرد ضغط الدم، مما يزيد بدوره من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، كما أن استنشاق الهواء البارد يمكن أن يزيد أيضاً من خطر الإصابة بأمراض خطرة وتأثيراتها مثل الإنفلونزا والالتهاب الرئوي».

ويمكن أن يسبب الطقس البارد تغيرات في الأوعية الدموية وهرمونات التوتر؛ مما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

ويلاحظ كثير من المرضى ارتفاع ضغط الدم لديهم في فصل الشتاء، حين تتسبب درجات الحرارة الباردة في انقباض الأوعية الدموية؛ مما يزيد من مقاومة تدفق الدم ويرفع ضغط الدم، وفق ما يوضح الدكتور مارتن ثورنتون، الطبيب العام والمسؤول الطبي الرئيسي في شركة الفحص الصحي «بلوكريست ويلنيس».

وأضاف ثورنتون: «يمكن أن يؤدي التعرض للبرد أيضاً إلى إطلاق هرمونات التوتر مثل الأدرينالين؛ مما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب».

كما يمكن أن يلعب انخفاض ضوء النهار في هذا الوقت من العام، والتغييرات اللاحقة في نمط الحياة، دوراً في هذا أيضاً، ويتابع ثورنتون: «يمكن أن تؤثر ساعات النهار الأقصر، والتغيرات الموسمية أيضاً، على الحالة المزاجية ومستويات التوتر؛ مما قد يؤثر بشكل غير مباشر على ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما يكون الأشخاص أقل نشاطاً بدنياً في الطقس البارد».

ويوضح ثورنتون، وفق صحيفة «إندبندنت» البريطانية: «يجد كثيرون أنفسهم يستهلكون مزيداً من الأطعمة المريحة ذات السعرات الحرارية العالية، أو يمارسون التمارين الرياضية بشكل أقل، مما قد يساهم في ارتفاع مستويات ضغط الدم».

وعلى العكس من ذلك، يجد كثير من الأشخاص أن ضغط دمهم أقل خلال فصل الصيف.

ويشرح ثورنتون: «يمكن أن تتسبب درجات الحرارة الأكثر دفئاً في تمدد وتوسع الأوعية الدموية، مما يقلل من مقاومة تدفق الدم، فيؤدي ذلك بدوره إلى انخفاض ضغط الدم. يميل كثيرون أيضاً إلى أن يكونوا أكثر نشاطاً بدنياً في الطقس الأعلى دفئاً؛ مما قد يساهم أيضاً في خفض ضغط الدم».

بعض علامات ارتفاع ضغط الدم

في هذا الصدد، يقول الدكتور أشوين شارما: «غالباً لا تظهر أعراض ارتفاع ضغط الدم بشكل ملحوظ، ولهذا السبب يشار إليه غالباً باسم (الحالة الصامتة). ومع ذلك، في بعض الحالات النادرة، يمكن أن يتجلى عبر أعراض مثل الصداع، أو عدم الوضوح في الرؤية، أو ألم في الصدر، لذا يجب عليك استشارة اختصاصي الرعاية الصحية إذا كنت تعاني من صداع متكرر، أو عدم وضوح في الرؤية، أو ألم متقطع في الصدر، أو أي أعراض أخرى تشك في أنها قد تكون مرتبطة بارتفاع ضغط الدم».

كيف يمكننا إدارة مستويات ضغط الدم لدينا خلال فصل الشتاء؟

1- ابقَ نشيطاً في الداخل

يرى ثورنتون أن «الإجهاد المفرط في الطقس البارد يمكن أن يفرض ضغطاً إضافياً على القلب؛ لذا جرب التمارين الرياضية في المنزل، مثل اليوغا أو تمارين بيلاتس».

2- ارتدِ ملابس مدفئة

كما يرى ثورنتون أن «التعرض المفاجئ للبرد الشديد يمكن أن يضيق الأوعية الدموية»، ولذا ينصح بـ«تقليل الضغط الذي تفرضه درجات الحرارة الباردة على قلبك عبر ارتداء طبقات ملابس مناسبة».

3- راقب ضغط دمك بانتظام

يشدد ثورنتون: «إذا كنت تعاني بالفعل من ارتفاع ضغط الدم أو كنت معرضاً للخطر، فعليك مراقبة ضغط دمك بانتظام».

4- اتبع نظاماً غذائياً متوازناً

يقول شارما إن «الحفاظ على نظام غذائي صحي، وتجنب الأطعمة الغنية بالملح والدهون، يمكن أن يساعدا في منع ارتفاع ضغط الدم».

5- إدارة التوتر

«استخدم تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل أو تمارين التنفس، وانتبه إلى محفزات التوتر الشائعة»، كما يقترح ثورنتون.

6- حافظ على الدفء داخل المنزل

يقول شارما: «من المهم أن تحافظ على دفئك ودفء منزلك لتقليل فقدان الحرارة ومساعدة الدم على الدوران بشكل أفضل حول الجسم».