من تدرجات الأصفر إلى البني والزهري... ماذا يخبرك لون البول عن صحتك؟

البول بإمكانه الكشف عن كثير مما يخص صحة الأشخاص (رويترز)
البول بإمكانه الكشف عن كثير مما يخص صحة الأشخاص (رويترز)
TT

من تدرجات الأصفر إلى البني والزهري... ماذا يخبرك لون البول عن صحتك؟

البول بإمكانه الكشف عن كثير مما يخص صحة الأشخاص (رويترز)
البول بإمكانه الكشف عن كثير مما يخص صحة الأشخاص (رويترز)

أشار طبيب المسالك البولية، جامين براهمبات، في تقرير لـ«سي إن إن»، أن البول بإمكانه الكشف عن كثير مما يخص صحة الأشخاص.

ووفقاً له، لا يتعلق الأمر بعدد المرات فقط التي يحتاج فيها الشخص للتبول خلال اليوم الواحد، بل بفهم لون البول ورائحته.

ألوان البول متعددة

شرح براهمبات أن لون البول يختلف من الأصفر الباهت إلى الأصفر الداكن، ويرجع ذلك أساساً إلى اليوروكروم، وهو منتج ثانوي للانهيار الطبيعي لخلايا الدم الحمراء.

وقال: «مع تقدم هذه الخلايا في العمر، يتم تكسيرها، ويتم تصنيع اليوروكروم، الذي يتم بعد ذلك تصفيته عن طريق الكلى ويعطي البول لونه».

وأشار الى أن «كثافة اللون الأصفر هي انعكاس مباشر لمستويات الترطيب في الجسم، فكلما كان الجسم أكثر رطوبة، كلما كان البول أخف».

ما لون البول الصحي؟

من الناحية المثالية، «يجب أن يكون البول صافياً بدرجة كافية لقراءة كتاب أو نص»، وفق براهمبات.

وأضاف: «مع ذلك فمن الضروري إيجاد التوازن. شرب كثير من الماء يمكن أن يؤدي إلى الجفاف، الذي يخفف الشوارد الحيوية ويمكن أن يسبب تسمم المياه، وهي حالة نادرة، ولكنها خطيرة تؤدي إلى انخفاض مستويات الصوديوم في الدم إلى مستويات خطيرة. هذا الخطر مهم بشكل خاص للرياضيين والأفراد الذين يمارسون نشاطاً بدنياً ممتداً».

لكنه حذر أيضاً من أن «عدم تناول كمية كافية من المياه يؤدي إلى خطر الإصابة بنقص الماء، ما قد يؤدي إلى الجفاف والتعب وضعف الأداء المعرفي والبدني».

ما كمية الماء المطلوبة؟

عندما يتعلق الأمر بالترطيب، لا توجد توصية بمقاس واحد يناسب الجميع، لكن طبيب المسالك البولية براهمبات قدّم بعض الإرشادات للمساعدة في العثور على ما قد يناسب كل شخص بشكل أفضل.

وقال: «تقترح الأكاديميات الوطنية الأميركية للعلوم والهندسة والطب تناول نحو 15.5 كوب (3.7 لتر) من السوائل يومياً للرجال و11.5 كوب (2.7 لتر) للنساء، ويشمل ذلك جميع المشروبات والأطعمة. ومع ذلك، يمكن أن تختلف الاحتياجات الفردية بشكل كبير بناءً على عوامل مثل وزن الجسم ومستوى النشاط والحالة الصحية».

وقال: «للحصول على نهج أكثر تخصيصاً، أوصي بالبدء بـ30 ملليلتراً (أو أونصة واحدة) من الماء لكل كيلوغرام (2.2 رطل) من وزن الجسم يومياً. وهذا يفسر الاختلافات في كتلة الجسم الفردية ويمكن تعديله بناءً على أنشطتك اليومية. إذا كنت نشطاً بدنياً أكثر، أو إذا كنت تعيش في مناخ حار، فقد تحتاج إلى زيادة كمية الماء التي تتناولها بمقدار 500 إلى 1000 ملليلتر (نحو 17 إلى 34 أونصة) يومياً».

كما فسر أن «الجنس والعمر والحالة الصحية تلعب أيضاً أدواراً حاسمة في تحديد كمية المياه المناسبة، إذ يحتاج الرجال عادة إلى سوائل أكثر من النساء بسبب متوسط حجم الجسم الأكبر، وقد يحتاج كبار السن إلى إيلاء مزيد من الاهتمام لشرب الماء بسبب انخفاض الشعور بالعطش».

وبغضّ النظر عن هذه الإرشادات، نصح براهمبات الأشخاص بالاستماع إلى جسدهم وضبط كمية الماء بناءً على العطش ولون البول وما يشعرون به، ما يضمن إبقاء الجسم مرطباً للحصول على صحة مثالية.

ماذا يكشف لون البول؟

الأحمر أو الوردي؛ في بعض الأحيان، تناول الأطعمة مثل البنجر أو التوت يمكن أن يحول البول إلى اللون الأحمر أو الوردي. ومع ذلك، إذا لاحظت أن بولك يظل أحمر أو وردياً بمرور الوقت، فقد يعني ذلك وجود دم فيه.

ولا يجب تجاهل هذا التغيير، ومن الجيد التحدث مع الطبيب حول الموضوع لأنه قد يكون علامة لسرطان المثانة والكلى أو حالات حميدة مثل تضخم البروستاتا.

بني غامق أو بلون الشاي؛ قد يكون لون البول البني الداكن أو مثل لون الشاي علامة على عدم شرب كمية كافية من الماء. إذا كنت تشرب كثيراً من السوائل ولا يزال لون البول داكناً، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلات في الكبد أو مشكلات صحية أخرى.

الأزرق أو الأخضر؛ قد تكون رؤية اللون الأزرق أو الأخضر في وعاء المرحاض أمراً مفاجئاً، لكن قد يكون ذلك بسبب بعض الأدوية أو الأصباغ الموجودة في الأطعمة.

أصفر فاقع؛ يمكن لفيتامينات «ب» أن تضفي على البول لوناً أصفر فاقعاً. يعد هذا التأثير، رغم أنه غير ضار، بمثابة تذكير جيد لكيفية تأثير النظام الغذائي والمكملات الغذائية على وظائف الجسم.

واضح أم غائم!

يمكن أن يكون البول الغائم علامة على وجود عدوى أو مشكلة في الكليتين.

وغالباً ما يكون المظهر الغائم حميداً ويختفي من تلقاء نفسه ويمكن أن يكون طبيعياً أو أحد الآثار الجانبية للأدوية أو العمليات الجراحية لتضخم البروستاتا.

ماذا عن الرائحة؟

عادة ما تكون للبول رائحة خفيفة، لكن الروائح القوية أو غير العادية يمكن أن تشير إلى وجود مشكلة. قد تشير رائحة الأمونيا القوية إلى الجفاف. يمكن أن تكون الرائحة الكريهة أو غير العادية علامة على وجود عدوى في المسالك البولية.

لكن تناول بعض الأطعمة، خاصة تلك الحارة أو التي تحتوي على مكونات قوية، يمكن أن يؤثر أيضاً على رائحة البول. كما أن الأطعمة مثل الهليون والقهوة وبعض الأسماك يمكن أن تنتج رائحة مميزة بسبب المركبات المحددة التي تحتوي عليها.


مقالات ذات صلة

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

صحتك من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

أظهرت مراجعة بحثية حديثة أن مستهلكي المياه المعبأة يومياً يبتلعون أكثر من 90 ألف جسيم بلاستيكي دقيق، مقارنة بمن يشربون مياه الصنبور.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)

نصائح لتحسين جودة نومك خلال فصل الشتاء

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء. فالبرودة وقِصر ساعات النهار وزيادة التوتر أحياناً تجعل من الصعب الاسترخاء والاستغراق في النوم ليلاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم «اللوكيميا» هو نوع من السرطان يصيب خلايا الدم حيث يؤدي إلى إنتاج غير طبيعي لكريات الدم البيضاء التي تضعف قدرة الجسم على مقاومة العدوى (رويترز - أرشيفية)

دراسة تكشف دور الالتهاب المزمن في تمهيد الطريق لتطوّر «اللوكيميا»

حذّر علماء من أن تغيّرات خفية تصيب العظام، وتحديداً نخاع العظم، قد تشكّل علامة مبكرة على الإصابة بسرطان الدم (اللوكيميا).

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

أظهرت دراسة حديثة أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين وتُسبب أمراض القلب، خاصةً لدى الرجال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الدراسة أجراها المركز الطبي التابع لمستشفيات جامعة كليفلاند الأميركية (بيكسباي)

دراسة تفتح الباب لإمكانية عكس مسار ألزهايمر

أشارت دراسة علمية حديثة إلى إمكانية عكس مسار مرض ألزهايمر عبر استعادة التوازن الطاقي داخل الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)
من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)
TT

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)
من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)

أظهرت مراجعة بحثية حديثة أن مستهلكي المياه المعبأة يومياً يبتلعون أكثر من 90 ألف جسيم بلاستيكي دقيق، مقارنة بمن يشربون مياه الصنبور، ما يستدعي اتخاذ إجراءات تنظيمية عاجلة للحد من المخاطر.

وتشير المراجعة أيضاً إلى أن متوسط ​​ما يبتلعه الإنسان سنوياً يتراوح بين 39 ألفاً و52 ألف جسيم بلاستيكي دقيق، يتراوح حجمها بين جزء من ألف من الملِّيمتر وخمسة ملِّيمترات.

وتُطلق الزجاجات البلاستيكية جسيمات دقيقة في أثناء التصنيع والتخزين والنقل؛ حيث تتحلل بفعل التعرض لأشعة الشمس وتقلبات درجات الحرارة، وفقاً لباحثين في جامعة كونكورديا بكندا الذين يحذرون من أن العواقب الصحية لابتلاعها «قد تكون وخيمة»، حسبما أفادت صحيفة «إندبندنت» البريطانية.

وفي السياق، قالت سارة ساجدي، المؤلفة الرئيسية للدراسة الجديدة المنشورة في مجلة المواد الخطرة: «يُعدُّ شرب الماء من الزجاجات البلاستيكية آمناً في حالات الطوارئ، ولكنه ليس خياراً مناسباً للاستخدام اليومي».

من المعروف أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة تدخل مجرى الدم وتصل إلى الأعضاء الحيوية، مما قد يُسبب التهابات مزمنة، ومشكلات تنفسية، وإجهاداً للخلايا، واضطرابات هرمونية، وضعفاً في القدرة على الإنجاب، وتلفاً عصبياً، وأنواعاً مختلفة من السرطان. إلا أن آثارها طويلة الأمد لا تزال غير مفهومة بشكل كامل بسبب نقص طرق الاختبار الموحدة لتقييمها داخل الأنسجة.

في هذه المراجعة، فحص الباحثون التأثير العالمي لجزيئات البلاستيك الدقيقة التي يتم ابتلاعها من زجاجات المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد على صحة الإنسان، مستندين في ذلك إلى أكثر من 141 مقالة علمية.

تشير المراجعة إلى أن الأشخاص الذين يحصلون على الكمية اليومية الموصى بها من الماء من زجاجات المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد فقط، قد يبتلعون 90 ألف جزيء إضافي من البلاستيك الدقيق سنوياً، مقارنة بمن يشربون ماء الصنبور فقط، والذين يبتلعون 4 آلاف جزيء دقيق سنوياً. كما توضح الدراسة أنه على الرغم من أن أدوات البحث الحالية قادرة على رصد حتى أصغر الجزيئات، فإنها لا تكشف عن مكوناتها.

ويشير الباحثون إلى أن الأدوات المستخدمة لتحديد تركيب جزيئات البلاستيك غالباً ما تغفل أصغرها، داعين إلى تطوير أساليب اختبار عالمية موحدة لقياس الجزيئات بدقة.

وكتب الباحثون: «يسلط التقرير الضوء على المشكلات الصحية المزمنة المرتبطة بالتعرض للبلاستيك النانوي والميكروي، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي، ومشكلات الإنجاب، والتسمم العصبي، والسرطنة».

وتسلِّط المراجعة الضوء على تحديات أساليب الاختبار الموحدة، والحاجة إلى لوائح شاملة تستهدف الجسيمات البلاستيكية النانوية والميكروية في زجاجات المياه. كما يؤكد البحث ضرورة التحول من استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام إلى حلول مستدامة طويلة الأمد لتوفير المياه.


نصائح لتحسين جودة نومك خلال فصل الشتاء

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
TT

نصائح لتحسين جودة نومك خلال فصل الشتاء

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء. فالبرودة وقِصر ساعات النهار وزيادة التوتر أحياناً تجعل من الصعب الاسترخاء والاستغراق في النوم ليلاً. ومع ذلك، هناك بعض العادات البسيطة والتغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تساعد على تحسين جودة النوم، خلال الأشهر الباردة.

وذكر تقريرٌ نشرته صحيفة «التلغراف» أهم الطرق والنصائح للحصول على نوم أفضل ليلاً في فصل الشتاء، وهي:

ابدأ يومك بالتعرض للضوء

يمكن أن يساعد التعرض للضوء لمدة ثلاثين دقيقة، في الوقت نفسه كل صباح، في إعادة ضبط ساعتك البيولوجية، وتحسين جودة نومك.

وإذا جرى هذا التعرض للضوء أثناء المشي فإن هذا الأمر قد يُحسّن المزاج أيضاً.

لكنْ إذا لم تتمكن من الخروج نهاراً، فإن الجلوس بجوار النافذة يساعد على تحسين التركيز والمزاج وجودة النوم.

احمِ عينيك من الضوء ليلاً

يُفضَّل ليلاً استخدام إضاءة خافتة ودافئة، حيث يرتبط التعرض للضوء ليلاً بنومٍ أخف وأقل راحة.

ويبدأ إفراز هرمون النوم الميلاتونين عادةً قبل ساعة ونصف من موعد نومك المعتاد، لذا جرّب إشعال شمعة مع وجبة العشاء مع إغلاق مصادر الإضاءة الأخرى. سيساعدك الجمع بين هذه الأدوات على النوم بسهولة أكبر.

اجعل المشي وقت الغداء عادة

بغضّ النظر عن مدى لياقتك البدنية، فإن قلة الخطوات تعني تقليل تراكم «ضغط» النوم، مما يسهم في شعورك بالتعب ليلاً ويتسبب في اضطرابات بنومك.

ضع لنفسك هدفاً بالمشي وقت الغداء، بغضّ النظر عن الطقس.

حاول ألا تستيقظ مبكراً

إن الاستيقاظ مبكراً في فصل الشتاء قد يُسبب ارتفاعاً غير معتاد في مستوى الكورتيزول، مما قد يجعلك تشعر بمزيد من التوتر والإرهاق طوال اليوم.

قد لا يكون هذا ممكناً للجميع، لكن إذا استطعتَ الحصول على نصف ساعة إضافية من النوم صباحاً، فقد تنام، بشكل أفضل، في الليلة التالية.

استمتع بوقتك في أحضان الطبيعة

إن الخروج للطبيعة في فصل الشتاء يمكن أن يساعدك في تحسين جودة نومك، بشكل كبير، ليلاً. لكن ينبغي عليك الحرص على ارتداء الملابس الثقيلة أثناء الخروج.

خطط لوجباتك بذكاء

وجدت دراسات حديثة أن الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة فائقة المعالجة ترتبط بارتفاع معدلات الأرق واضطرابات الصحة النفسية.

من الأفضل بدء وضع خطة وجبات أسبوعية. فالأطعمة الغنية بالألياف والمُغذية (مثل الفواكه والخضراوات الطازجة) ترتبط بتحسين جودة النوم.

وإلى جانب نوعية الطعام، فكّر أيضاً في وقت تناوله. توقف عن الأكل، قبل ساعتين على الأقل من موعد نومك، لتنعم بنوم هانئ.


الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
TT

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)

أظهرت دراسة حديثة أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين وتُسبب أمراض القلب، خاصةً لدى الرجال.

وتنتشر جزيئات البلاستيك الدقيقة، التي يتراوح حجمها بين جزء من ألف من المليمتر وخمسة ملليمترات، في كل مكان اليوم؛ إذ توجد في الطعام والماء والهواء. ومن المعروف أنها تدخل مجرى الدم، بل وتستقر في الأعضاء الحيوية.

وتُسهِم هذه الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في مجموعة واسعة من المشاكل الصحية، بدءاً من اضطرابات الهرمونات، وضعف القدرة على الإنجاب، وتلف الجهاز العصبي، والسرطان، وصولاً إلى أمراض القلب.

ومع ذلك، لم يكن من الواضح، فيما يتعلق بأمراض القلب، ما إذا كانت هذه الجسيمات تُلحق الضرر بالشرايين بشكلٍ مباشر، أم أن وجودها مع المرض كان مجرد مصادفة فقط، وهذا ما توصلت إليه الدراسة الجديدة، والتي نقلتها صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وقال تشانغ تشنغ تشو، أستاذ العلوم الطبية الحيوية في جامعة كاليفورنيا، ومؤلف الدراسة الجديدة: «تقدم دراستنا بعضاً من أقوى الأدلة حتى الآن على أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهِم بشكل مباشر في أمراض القلب والأوعية الدموية».

وفي الدراسة، قيّم الباحثون آثار الجزيئات البلاستيكية الدقيقة على فئران مُعرّضة وراثياً للإصابة بتصلب الشرايين.

تمت تغذية فئران الدراسة، ذكوراً وإناثاً، بنظام غذائي منخفض الدهون والكولسترول، يُشابه ما قد يتناوله شخص سليم ونحيف.

ومع ذلك، وعلى مدار تسعة أسابيع، تلقت الفئران جزيئات بلاستيكية دقيقة بجرعات تُقارب 10 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم.

واختار الباحثون مستويات التعرض هذه للجزيئات البلاستيكية الدقيقة؛ لتعكس كميات مُشابهة لما قد يتعرض له الإنسان من خلال الطعام والماء الملوثين.

وعلى الرغم من أن النظام الغذائي الغني بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة لم يتسبب في زيادة وزن الفئران أو ارتفاع مستويات الكولسترول لديها، وظلت الحيوانات نحيفة، فإن تلف الشرايين قد حدث.

ووجد الباحثون على وجه الخصوص فرقاً ملحوظاً في تأثير الجسيمات البلاستيكية الدقيقة بين ذكور وإناث الفئران.

وأدى التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة إلى تسريع تصلب الشرايين بشكل كبير لدى ذكور الفئران، حيث زاد تراكم اللويحات بنسبة 63 في المائة في جزء من الشريان الرئيسي المتصل بالقلب، وبأكثر من 7 أضعاف في الشريان العضدي الرأسي المتفرع من الشريان الرئيسي في الجزء العلوي من الصدر.

وخلصت الدراسة إلى أن إناث الفئران التي تعرضت للظروف نفسها لم تشهد زيادة ملحوظة في تكوّن اللويحات.

وبمزيد من البحث، وجد الباحثون أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تتداخل مع الشرايين؛ ما يُغير سلوك وتوازن أنواع عدة من الخلايا.

ووجدوا أن الخلايا البطانية، التي تُشكل البطانة الداخلية للأوعية الدموية، كانت الأكثر تأثراً.

وقال الدكتور تشو: «بما أن الخلايا البطانية هي أول ما يتعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة المنتشرة في الدم، فإن خلل وظيفتها قد يُؤدي إلى بدء الالتهاب وتكوّن اللويحات».

يبحث الباحثون حالياً في سبب كون ذكور الفئران أكثر عرضة لتلف الشرايين نتيجة التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة، وما إذا كان هذا الاختلاف بين الجنسين ينطبق على البشر أيضاً.

وقال تشو: «يكاد يكون من المستحيل تجنب الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تماماً. ومع استمرار تزايد تلوث الجسيمات البلاستيكية الدقيقة عالمياً، أصبح فهم آثارها على صحة الإنسان، بما في ذلك أمراض القلب، أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى».

وأشار إلى أنه نظراً لأنه لا توجد حالياً طرق فعالة لإزالة الجسيمات البلاستيكية الدقيقة من الجسم، فإن تقليل التعرض لها والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام - من خلال النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، وإدارة عوامل الخطر - يبقى أمراً بالغ الأهمية.