تطهير الفم يُحسّن السكر في الدم

غسول الفم المُطهر يقلل من البكتيريا في الفم (آي ستوك)
غسول الفم المُطهر يقلل من البكتيريا في الفم (آي ستوك)
TT

تطهير الفم يُحسّن السكر في الدم

غسول الفم المُطهر يقلل من البكتيريا في الفم (آي ستوك)
غسول الفم المُطهر يقلل من البكتيريا في الفم (آي ستوك)

وجد باحثون من جامعة أوساكا اليابانية، أن الغرغرة بغسول الفم المُطهر يمكن أن تقلل من البكتيريا «السيئة» في أفواه الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني.

وأوضح الباحثون أن هذه الممارسة يمكن أن تساعد على تحكم أفضل في نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري، ونشرت النتائج، الأربعاء، في دورية «ساينتفك ريبورتس». والالتهاب المستمر في الفم، كما هو الحال مع أمراض اللثة، لا يسبب رائحة الفم الكريهة، بل يرتبط أيضاً بأمراض خطيرة مثل ألزهايمر والسكري من النوع الثاني.

وحدد الباحثون طريقة سهلة لمحاربة البكتيريا التي قد تسبب مثل هذه المشكلات. ووفق الدراسة، هناك 3 أنواع بكتيرية شديدة الضراوة ترتبط بالتهاب اللثة، أو أمراض الأنسجة المحيطة بالأسنان.

واختبر الباحثون ما إذا كان بالإمكان تقليل هذه الأنواع الثلاثة لدى المرضى الذين يعانون مرض السكري من النوع الثاني، باستخدام غسول الفم الذي يحتوي على «غلوكونات الكلورهيكسيدين» المطهر.

وللقيام بذلك، أخذ الباحثون عينات لعاب ودم شهرية أو نصف شهرية من 173 مريضاً بالسكري على مدار عام كامل.

واستخدم الباحثون تحليل اللعاب، لرصد مدى وجود أو عدم وجود الأنواع البكتيرية الثلاثة. ومع عينات الدم، قاسوا مستويات السكر التراكمي (HbA1c) الذي يرصد متوسط ​​السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، كعلامة للتحكم في نسبة السكر في الدم.

وخلال الأشهر الستة الأولى من الدراسة، تغرغر المرضى بالماء، بينما تغرغروا بغسول الفم المطهر خلال الأشهر الستة الأخرى من العام. وبهذه الطريقة، تمكن فريق البحث من معرفة ما إذا كانت الغرغرة بحد ذاتها فعالة في تقليل البكتيريا، أو ما إذا كان غسول الفم أكثر فاعلية.

وأفاد الباحثون بأنه عندما يتغرغر الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الثاني بغسول الفم المطهر، تنخفض أعداد البكتيريا المرتبطة بالتهاب اللثة. ومن المثير أن بعض المرضى الذين تمكنوا من خفض أنواع البكتيريا في الفم تمكنوا أيضاً من التحكم بشكل أفضل في نسبة السكر في الدم، مما يشير إلى تطبيقات سريرية واعدة لهذه الممارسة في المستقبل، وفق الفريق.

وقال الباحث المشارك بالدراسة د.كازوهيكو ناكانو: «لم نُفاجأ عندما رأينا أن الغرغرة بالماء لم يكن لها أي تأثير على الأنواع البكتيرية أو مستويات السكر التراكمي». وأضاف عبر موقع الجامعة: «ومع ذلك، كان هناك انخفاض عام في الأنواع البكتيرية عندما تحول المرضى لغسول الفم المطهر، ما داموا يتغرغرون مرتين على الأقل يومياً».

وأشار إلى أنه إذا تمكن الباحثون من تحديد المرضى الذين من المرجح أن يستجيبوا بشكل جيد لغسول الفم المطهر، فإن هذا العلاج سهل الاستخدام قد يحسن حياة المصابين بأمراض مرتبطة بالتهاب اللثة مثل السكري، والخرف، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والتهابات الجهاز التنفسي.


مقالات ذات صلة

عادات نومك قد تصيبك بمرض السكري

صحتك أنماط النوم غير المنتظمة قد تصيبك بالسكري (رويترز)

عادات نومك قد تصيبك بمرض السكري

ربطت دراسة جديدة بين أنماط النوم غير المنتظمة وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 34 في المائة مقارنة بأنماط النوم الثابتة المستقرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ممارسة التمارين الخفيفة في المساء قد تحسن جودة نومك (رويترز)

تمارين مسائية تُحسن جودة نومك وتحميك من السكري وأمراض القلب

كشفت دراسة جديدة أن ممارسة التمارين الخفيفة في المساء يمكن أن تؤدي إلى نوم أفضل ليلاً وربما تخفف من خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب لدى كبار السن

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شارك في الدراسة العديد من المراكز البحثية الأميركية (مونت سيناي)

علاج واعد يجدد خلايا الأنسولين بالجسم

أعلن فريق من الباحثين عن نجاح مزيج مركب يعمل على تجديد خلايا بيتا البشرية المنتجة للأنسولين، مما يوفر علاجاً جديداً محتملاً لمرض السكري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك 9 حقائق عن تناول السكر الطبيعي والمُحلّيات الصناعية

9 حقائق عن تناول السكر الطبيعي والمُحلّيات الصناعية

أحد جوانب التغذية ذات الصلة المباشرة بالوقاية من الإصابة بمرض السكري، هو التعامل مع الأطعمة والمشروبات ذات «الطعم السكري الحلو».

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك اللاصقة يمكنها مراقبة مستويات السكر في الدم عبر العرق (جامعة نانيانغ التكنولوجية)

لاصقة ذكية تراقب سكر الدم عبر العرق

ابتكر باحثون بجامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة جهازاً جديداً يقيس المؤشرات الحيوية في الجسم من خلال العرق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

تقنية واعدة لتجديد الغضاريف في 3 أيام

أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)
أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)
TT

تقنية واعدة لتجديد الغضاريف في 3 أيام

أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)
أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)

نجحت استراتيجية علاجية جديدة وضعها باحثون من جامعة نورث وسترن الأميركية، في تنشيط الجينات اللازمة لتجديد الغضاريف التالفة، في 3 أيام فقط.

قال صامويل آي ستوب، الذي قاد الدراسة المنشورة، الجمعة، في «مجلة الجمعية الكيميائية الأميركية»: «تهدف العلاجات الحالية إلى إبطاء تقدُّم المرض أو تأجيل عملية استبدال المفصل».

وأضاف خبير الطبّ النانوي التجديدي، وأستاذ الهندسة الطبية الحيوية في الجامعة: «لا خيارات تجديدية، لأنّ البشر لا يمتلكون القدرة على تجديد الغضروف في مرحلة البلوغ».

ووفق الدراسة، يمكن للمرضى الذين يعانون هشاشة العظام الشديدة، أن تتآكل الغضاريف لديهم لدرجة أن المفاصل تتحوّل بشكل أساسي إلى عظم فوق عظم؛ أي من دون وسادة بينهما. وليس هذا مؤلماً بشكل لا يُصدَّق فحسب، بل إنّ تلك المفاصل لا تكون قادرة على العمل بشكل صحيح. في هذه المرحلة، يصبح العلاج الفعال الوحيد هو جراحة استبدال المفصل، وهي عملية مُكلفة وتتطلّب تدخلاً جراحياً.

وتُعدّ هشاشة العظام «مرضاً تنكسياً» تتحلّل فيه الأنسجة في المفاصل بمرور الوقت، وهي مشكلة صحّية شائعة وسبب رئيسي للإعاقة. وبدءاً من عام 2019، كان نحو 530 مليون شخص حول العالم يعانون هشاشة العظام، وفقاً لـ«منظّمة الصحّة العالمية».

وكان باحثو جامعة نورث وسترن قد ابتكروا، في نوفمبر (تشرين الثاني)، 2021 علاجاً جديداً قابلاً للحقن، يستغل ما يُعرف بـ«الجزيئات الراقصة» سريعة الحركة لإصلاح الأنسجة وعكس الشلل، بعد إصابات شديدة في النخاع الشوكي.

والآن طبَّقت المجموعة البحثية نفسها الاستراتيجية العلاجية عينها على خلايا الغضروف البشرية التالفة. وفي الدراسة الجديدة، وجد الباحثون أنه مع زيادة الحركة الجزيئية، زادت فاعلية العلاج أيضاً. وبعبارة أخرى، كانت حركات «الرقص» للجزيئات حاسمة لتحفيز عملية نمو الغضروف.

وقال ستوب، في بيان عبر موقع الجامعة: «عندما لاحظنا للمرّة الأولى التأثيرات العلاجية للجزيئات الراقصة، لم نجد ما يمنع من تطبيقها على الحبل الشوكي فقط».

وأضاف: «لاحظنا التأثيرات نفسها في نوعين من الخلايا منفصلَين تماماً بعضهما عن بعض؛ خلايا الغضروف في مفاصلنا والخلايا العصبية في دماغنا وخلايا الحبل الشوكي. وهذا يجعلني أكثر ثقة في أننا ربما اكتشفنا ظاهرة علمية يمكن أن تنطبق على عدد من الأنسجة الأخرى».

وتتألّف الجزيئات الراقصة، المُبتكَرة سابقاً في مختبر ستوب، من عشرات إلى مئات الآلاف من الجزيئات التي تُشكّل معاً أليافاً نانوية صناعية تحمل إشارات قوية للخلايا. ومن خلال ضبط حركتها الجماعية وفق بنيتها الكيميائية، اكتشف ستوب أنه يمكنها العثور بسرعة على المستقبلات الخلوية بالجسم، والتفاعل معها بشكل صحيح. فبمجرّد دخولها إليه، تصبح قادرة على التواصل مع الخلايا الطبيعية.

وشدّد على أنه «بعد 3 أيام، أنتجت الخلايا البشرية الطبيعية المعرَّضة للتجمّعات الطويلة من الجزيئات الراقصة الأكثر حركة، كميات أكبر من مكوّنات البروتين اللازمة لتجديد الغضروف».

وأضاف: «بالنسبة إلى إنتاج أحد المكوّنات الأساسية في مصفوفة الغضروف، والمعروف باسم الكولاجين الثاني، كانت الجزيئات الراقصة أكثر فاعلية من البروتين الطبيعي الذي يؤدّي هذه الوظيفة».