هل يزيد الإقلاع عن التدخين قبل الأربعين متوسط العمر؟

يصل عدد المدخّنين إلى أكثر من مليار شخص عالمياً

الإقلاع عن التدخين فوائده كثيرة (آن سبلاش)
الإقلاع عن التدخين فوائده كثيرة (آن سبلاش)
TT

هل يزيد الإقلاع عن التدخين قبل الأربعين متوسط العمر؟

الإقلاع عن التدخين فوائده كثيرة (آن سبلاش)
الإقلاع عن التدخين فوائده كثيرة (آن سبلاش)

كشفت دراسة كندية عن أنّ الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين يحظون بزيادة في متوسّط العمر المتوقّع بعد بضع سنوات فقط من ترك تلك العادة. وأوضح الباحثون في الدراسة التي نُشرت نتائجها، الجمعة، بدورية «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين»، أنّ مَن يقلعون عن التدخين قبل سنّ الأربعين، من المتوقّع أن يعيشوا تقريباً العمر نفسه لأولئك الذين لم يدخّنوا مطلقاً.

ورصد الباحثون تأثير ترك التدخين في متوسّط العمر، عبر مراقبة 1.5 مليون شخص، تتراوح أعمارهم بين 40 و79 عاماً، في الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، والنرويج، لمدة 15 عاماً.

وتضمّ البلدان الأربعة المشاركة في الدراسة، نحو 60 مليون مدخّن حالياً، بينما يصل عدد المدخّنين على مستوى العالم إلى أكثر من مليار شخص، ولا يزال التدخين سبباً رئيسياً للوفيات التي يمكن الوقاية منها.

ووجد الباحثون أنّ المدخّنين تعرّضوا لخطر الوفاة بمقدار 3 أضعاف تقريباً، مقارنة بأولئك الذين لم يدخّنوا قط، ما يعني أنهم فقدوا في المتوسّط ما بين 12 إلى 13 عاماً من حياتهم.

أما مَن أقلعوا عن التدخين، فقد انخفض خطر الوفاة إلى 1.3 مرة مقارنة بمَن لم يدخّنوا مطلقاً.

وارتبط التوقّف عن التدخين في أي عمر بالبقاء على قيد الحياة فترة أطول، ووفق الدراسة، فحتى أولئك الذين أقلعوا عن التدخين مدّة تقل عن 3 سنوات، اكتسبوا ما يصل إلى 6 سنوات في متوسّط العمر.

ووجد الباحثون أنّ الإقلاع عن التدخين يقلّل خطر الوفاة بسبب الابتعاد عن مخاطر أمراض الأوعية الدموية والسرطان والجهاز التنفسي.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة في جامعة تورنتو بكندا، الدكتور برابهات جها، إنّ «الإقلاع عن التدخين فعّال بشكل كبير في الحدّ من خطر الوفاة، ويمكن للناس حصد هذه المكافآت بسرعة ملحوظة». وأضاف عبر موقع الجامعة: «يعتقد كثيرون أنّ الوقت فات للإقلاع، خصوصاً في منتصف العمر، لكنّ نتائج هذه الدراسة تؤكد أنّ الأوان لم يفت قط، فالتأثير سريع، ويمكنك تقليل مخاطر الأمراض الرئيسية؛ ما يعني حياة أطول وأفضل».

وأشار إلى أنّ «مساعدة المدخّنين على الإقلاع عن تلك العادة هي واحدة من أكثر الطرق فاعلية لتحسين الصحة بشكل كبير. ويأتي ذلك من خلال زيادة الضرائب على السجائر، وتحسين الجهود التي تبذلها الحكومات لدعم الأشخاص الذين يرغبون في التوقّف، وتفعيل خطوط المساعدة للإجابة عن استفسارات الراغبين في ذلك».

ووفق منظمة الصحة العالمية، يرتبط الإقلاع عن التدخين بفوائد عدّة، منها انخفاض معدّل ضربات القلب وضغط الدم، وتحسن وظائف الرئة، وتراجُع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والسرطان. كما أنّ الإقلاع عن التدخين يقلّل من احتمالات الإصابة بالعجز الجنسي، وصعوبات حدوث الحَمْل، والولادة المبتسرة، وانخفاض الوزن عند المواليد، والإجهاض.


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية السعودي يناقش تعزيز التعاون مع دول «الكومنولث»

الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال استقباله الأمين العام لمنظمة دول الكومنولث البارونة باتريشيا أسكتلند في الرياض (الخارجية السعودية)

وزير الخارجية السعودي يناقش تعزيز التعاون مع دول «الكومنولث»

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الأوكراني أندري سيبها، الأحد، العلاقات الثنائية، ومستجدات الأزمة الأوكرانية – الروسية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ طائرة نقل عسكرية سلوفاكية تُجلي أشخاصاً يغادرون لبنان عبر مطار بيروت (أ.ف.ب)

احتمالات التوصل إلى وقف سريع لإطلاق النار في لبنان لا تزال بعيدة

ألقت تصريحات وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، من بيروت، بظلال من التشاؤم على إمكانية التوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار في لبنان.

إيلي يوسف (واشنطن)
آسيا صورة نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية تُظهِر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يتفقد قاعدة تدريب وحدة العمليات الخاصة للجيش الشعبي الكوري بمكان لم يُكشَف عنه في غرب كوريا الشمالية 2 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

كيم جونغ أون يهدّد باستخدام الأسلحة النووية

هدَّد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون باستخدام الأسلحة النووية إذا تعرَّضت سيادة بلاده للتهديد.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الولايات المتحدة​ جنود إسرائيليون في دورية راجلة بقطاع غزة (أ.ف.ب)

خبراء أميركيون يحذرون من عدم وجود نهاية واضحة للحرب على لبنان

المواجهة التي جرت الأربعاء، «كانت ضمن التوقعات، خصوصاً أن البنية البشرية لمقاتلي (حزب الله) لا تزال متحصنة في عدد من القرى على الشريط الحدودي.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ النائبة الأميركية آنذاك ليز تشيني (جمهورية من وايومنغ) خلال جلسة استماع عامة للجنة مجلس النواب للتحقيق في هجوم 6 يناير على مبنى «الكابيتول» في واشنطن بالولايات المتحدة 21 يوليو 2022 (رويترز)

ليز تشيني ستشارك بحملة هاريس في ويسكونسن... وترمب يعقد تجمعاً في ميشيغان

ستنضم ليز تشيني، واحدة من أشد معارضي دونالد ترمب من الجمهوريين، إلى الديمقراطية كامالا هاريس في حدث انتخابي في ولاية ويسكونسن، وسيزور ترمب ولاية ميشيغان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تأثير الصدمات النفسية على الأطفال «أبدي»

صدمات الطفولة تؤلم مدى العُمر (جامعة كاليفورنيا)
صدمات الطفولة تؤلم مدى العُمر (جامعة كاليفورنيا)
TT

تأثير الصدمات النفسية على الأطفال «أبدي»

صدمات الطفولة تؤلم مدى العُمر (جامعة كاليفورنيا)
صدمات الطفولة تؤلم مدى العُمر (جامعة كاليفورنيا)

كشفت دراسة أميركية أنَّ التعرُّض للصدمات النفسية في مراحل مبكرة من الحياة قد تكون لها آثار طويلة الأمد على الصحة العقلية والجسدية تمتدّ لمدى الحياة.

وأوضح الباحثون في جامعتَي «كاليفورنيا» و«ميشيغان» أنّ التجارب الصادمة تفاقم احتمالية المعاناة من الألم الجسدي والاكتئاب والشعور بالوحدة في السنوات الأخيرة من الحياة، ما يؤثّر سلباً في جودة الحياة خلال تلك المرحلة، ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية الجمعية الأميركية لطبّ الشيخوخة.

والصدمات النفسية هي تجارب مؤلمة أو مروّعة يتعرّض لها الأفراد، وتؤثر سلباً في صحّتهم النفسية والعاطفية. ويمكن أن تشمل مجموعة واسعة من المواقف، مثل الإيذاء الجسدي أو النفسي، وفقدان أحد الأبوين، والتعرّض لحادث خطير، أو حتى الظروف المعيشية القاسية.

وتؤدّي هذه التجارب إلى ردود فعل نفسية متعدّدة، مثل القلق، والاكتئاب، والاضطرابات السلوكية، وتؤثر في قدرة الشخص على التكيّف والتعامل مع الضغوط اليومية، مما قد ينعكس سلباً على نوعية حياته بشكل عام.

واستندت النتائج إلى دراسة متابعة أجريت على نحو 6500 أميركي تجاوزوا سنّ الخمسين، وتوفوا بين عامي 2006 و2020.

وطُلب من المشاركين الإجابة على استبيان يتناول تجاربهم مع 11 نوعاً من الصدمات، بالإضافة إلى رفاهيتهم النفسية والاجتماعية. وكشفت المقابلات النهائية مع أفراد أسرهم أو من يتولّون شؤونهم القانونية عن معلومات حول الأعراض التي عانوها في السنة الأخيرة من حياتهم.

وأوضحت النتائج أنّ الصدمات التي يتعرّض لها الإنسان في الطفولة، خصوصاً الإيذاء الجسدي من الوالدين، ترتبط بشكل كبير بزيادة الألم والأعراض النفسية، مثل الاكتئاب والوحدة في المراحل الأخيرة من العُمر.

كما وجدوا أنّ المشاركين الذين لم يتعرّضوا لصدمات كانوا أقل عرضة للألم أو الوحدة في نهاية حياتهم، إذ كانت نسبة تعرّضهم للألم الشديد أو المتوسط 46 في المائة، والشعور بالوحدة 12 في المائة، مقارنةً بـ60 في المائة و22 في المائة على التوالي لدى مَن تعرّضوا لـ5 أحداث صادمة أو أكثر.

وأشاروا إلى أنّ هذه النتائج تؤكد أهمية النظر إلى حاجات المرضى في نهاية حياتهم من خلال «عدسة الصدمات النفسية»، إذ إنّ الأحداث الصادمة في الطفولة قد تكون لها تأثيرات تمتدّ عبر مراحل الحياة، وتؤدّي إلى العزلة الاجتماعية والعاطفية، والعادات الصحّية السيئة، وزيادة التعرّض لصدمات لاحقة.