تعزيز حاسة الشم قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف

فقدان حاسة الشم قد يُعد علامة مبكرة على الإصابة بالخرف (أ.ف.ب)
فقدان حاسة الشم قد يُعد علامة مبكرة على الإصابة بالخرف (أ.ف.ب)
TT

تعزيز حاسة الشم قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف

فقدان حاسة الشم قد يُعد علامة مبكرة على الإصابة بالخرف (أ.ف.ب)
فقدان حاسة الشم قد يُعد علامة مبكرة على الإصابة بالخرف (أ.ف.ب)

أكدت مجموعة من الباحثين وخبراء الصحة أن تعزيز حاسة الشم لدينا قد يقلل من خطر إصابتنا بالخرف.

ويمكن أن تتدهور حواسنا نتيجة للمرض أو الشيخوخة. ولكن في حين أن الضعف الذي يصيب السمع أو الرؤية يظهر بسرعة، فإن التراجع في حاسة الشم قد يستغرق أشهراً أو حتى سنوات قبل أن يصبح واضحاً، وفقاً لما أكدته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وقالت الدكتورة ليا مورسالين، رئيسة الأبحاث في مركز أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة: «على الرغم من أنه يمكن أن يكون له أسباب أخرى، فإن فقدان حاسة الشم قد يُعد علامة مبكرة على الإصابة بالخرف»، مضيفة أنه مؤشر محتمل لحدوث ضرر في منطقة الدماغ المسؤولة عن الشم.

ومن جهته، قال البروفسور توماس هومل، من جامعة دريسدن التقنية بألمانيا إن «الشم يشارك بشكل وثيق في كثير من عمليات الدماغ، خصوصاً المعالجة العاطفية للمحفزات والذكريات والعواطف».

وأضاف «في الواقع، هناك ارتباط وثيق بين الروائح والذكريات والعواطف. وإذا تأثرت حاسة الشم، فإن ذلك قد يؤثر على الذكريات والوظائف الإدراكية عامة».

وقد وجد عدد من الدراسات أن التعرض لروائح معينة يمكن أن يعزز أو يعيق الإدراك، في حين أشار بحث أجراه هومل وزملاؤه إلى أن تعزيز الشم لدى كبار السن يمكن أن يحسن وظائفهم اللفظية ورفاهتهم الذاتية.

ولفتت دراسة صغيرة نشرها باحثون كوريون العام الماضي إلى أن التدريب المكثف على الشم أدى إلى تحسينات في الانتباه والذاكرة ووظائف اللغة، وساعد في خفض أعراض الاكتئاب لدى 34 مريضاً مصاباً بالخرف مقارنة بـ31 مريضاً لم يتلقوا مثل هذا التدريب.

وقالت مورسالين: «لقد رأينا بالفعل بعض الدراسات المبكرة التي تشير إلى أن (تدريب) حاسة الشم لدينا، من خلال التعرض المتكرر للمواد ذات الرائحة القوية، يمكن أن يكون له فوائد في تحسين الأداء المعرفي في مهام معينة. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث للتأكد من كيفية مساعدة هذا التدريب على منع أو إبطاء ظهور وتطور الخرف».

سيدة مصابة بالخرف (رويترز)

ويتطلب التدريب المكثف على الشم وقتاً وجهداً. وفي محاولة لحل هذه المشكلة، توصل الدكتور مايكل ليون، الأستاذ الفخري بجامعة كاليفورنيا في إيرفاين، وفريقه إلى جهاز يسمى «Memory Air» يصدر 40 رائحة مختلفة مرتين في الليلة، بينما يكون الناس نائمين. ويقول ليون إن تعريض الناس لكثير من الروائح، حتى عندما يكونون نائمين، يمكن أن يعزز قدراتهم الشمية.

وفي دراسة صغيرة أخرى، يبحث الدكتور أليكس باهار فوكس، عالم النفس العصبي السريري في جامعة ديكين بأستراليا، ما إذا كان تدريب كبار السن الأصحاء معرفياً على التمييز بين الروائح باستخدام لعبة تستهدف ربط الروائح بالذكريات يمكن أن يساعد في تحسين الذاكرة والإدراك، مقارنة باستخدام لعبة مشابهة تعتمد على ربط الصور بالذكريات.

وأكد الباحثون والخبراء أن تشخيص الخرف قبل فترة طويلة من ظهور أعراضه قد يسمح للمرضى بتلقي العلاجات في وقت مبكر، الأمر الذي قد يبطئ من تطور المرض.

وسبق أن أشارت الأبحاث السابقة إلى أن استخدام سماعات ضعف السمع يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف.

وهناك أكثر من 50 مليون شخص في العالم مصاب بالخرف، بحسب أحدث بيانات منظمة الصحة العالمية. ويتوقع الخبراء أن يصل هذا الرقم إلى 74.7 مليون شخص بحلول عام 2030.


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

تعريض جسمك للبرودة الشديدة قد يساعدك على النوم بشكل أفضل

تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)
تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)
TT

تعريض جسمك للبرودة الشديدة قد يساعدك على النوم بشكل أفضل

تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)
تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل.

وحسب موقع «ساينس آليرت» العلمي، فقد أُجريت الدراسة على 20 مشاركاً بمتوسط ​​عمر 23 عاماً، تمت مطالبتهم بالخضوع لجلسة يومية مدتها 5 دقائق في «غرفة التحفيز بالتبريد»، وهي غرفة تشبه «الساونا»، ولكن درجة حرارتها تكون على النقيض منخفضة للغاية؛ حيث قد تصل إلى «-90 درجة مئوية».

واستمرت التجربة لمدة 5 أيام.

وخلال الليل، تم تزويد المتطوعين بمجموعة متنوعة من أجهزة استشعار الدماغ والقلب لمراقبة النشاط البيولوجي وقياس جودة النوم. كما طُلب منهم الإجابة عن استبيان في اليوم التالي حول نومهم.

بالإضافة إلى زيادة مدة النوم وجودته، وجد الباحثون أيضاً تحسّناً في الحالة المزاجية للمشاركين، وانخفاضاً في مستويات القلق لديهم. وكانت الفوائد ملحوظة بصفة خاصة بالنسبة إلى النساء.

وقال عالم الحركة أوليفييه دوبوي من جامعة مونتريال في كندا، الذي شارك في الدراسة: «لم تكن استجابات النساء والرجال متطابقة. وهذا يشير إلى أنه يجب تعديل جرعة البرد وفقاً للجنس، على الرغم من أن هذا يتطلّب مزيداً من الدراسات».

إلا أن الباحثين أقروا ببعض القيود على دراستهم، من بينها قلة حجم العينة، وعدم توصلهم إلى السبب الذي يربط بين البرد الشديد وتحسين جودة النوم، مؤكدين الحاجة إلى دراسات مستقبلية لتوسيع هذه النتائج.

وسبق أن وجدت الدراسات السابقة أن التحفيز بالتبريد لكامل الجسم يمكن أن يهدّئ القلب بعد ممارسة التمارين، ويقلّل الالتهاب، ويحسّن الصحة العامة.