التهاب الكبد الوبائي
* السؤال هو عن مرض الكبد الوبائي. وسؤالي حول أعراض الكبد الوبائي. أجريت تحليلين المدة بينهما نحو 5 أسابيع، والنتيجة سلبية. ما الآلام الناتجة عن هذا المرض، وما العلاج المتوفر حالياً؟
ع. السيد - بريد إلكتروني
- هذا نص سؤالك. ولم يتضح لي منه نوع التهاب الكبد الوبائي الذي تسأل عنه؛ بمعنى هل هو نوع «بيB» أم نوع «سيC»، وهما النوعان الشائعان، أم غيرهما؟
كما لم يتضح لي المقصود بـ«التحليل» الذي كانت نتائجه سلبية عبر فترة الأسابيع الخمسة؛ بمعنى: هل هو تحليل الكشف عن نوع الفيروس، أم تحليل مدى تكوين الجسم مناعة ضده، أم تحليل وظائف الكبد وإنزيماته.
وأيضاً لم يتضح لي مقدار العمر، والحالة الصحية العامة للسائل، والأمراض المزمنة المرافقة إن كانت موجودة لديه، وعدد من الجوانب الأخرى.
ولكن في العموم؛ فإن «التهاب الكبد الوبائي» حالة عامة تصف حدوث عدوى فيروسية لدى شخص ما، وأدت هذه العدوى الفيروسية إلى «تفاعل» من قبل جهاز المناعة في جسمه، وهذا «التفاعل» تسبب في حدوث حالة «التهاب» في أنسجة الكبد.
وثمة أنواع عدة من الفيروسات التي تتسبب في «التهاب الكبد الوبائي»؛ منها نوع «إيهA»، ونوع «بيB»، ونوع «سيC»، ونوع «ديD»، ونوع «إيE»، ومن بينها أنواعٌ تتسبب في حالة مرضية «حادة»، تظهر فيها سريعاً أعراض وتداعيات الحالة المرضية لالتهاب الكبد. ومن بينها أنواع تتسبب في حالة «التهاب مزمن»، بعد تسببها أو عدم تسببها ابتداءً في التهاب بالكبد.
* للتوضيح؛ فإن نوع «إيهA» لالتهاب الكبد الوبائي، هو إصابة «حادة» شديدة العدوى تحدث في الكبد، ويسببها فيروس التهاب الكبد من هذا النوع. وهذا الفيروس أحد أنواع فيروسات التهاب الكبد المتعددة التي تسبب التهاب الكبد، التي قد تؤثر على قدرة الكبد على العمل بشكل طبيعي.
وتحدث الإصابة بالتهاب الكبد «إيهA» على الأرجح نتيجة تناول طعام أو شراب ملوث، أو نتيجة للمخالطة اللصيقة بشخص حامل للمرض. وفي الحالات متوسطة الشدة من التهاب الكبد «إيهA» لا يحتاج المصاب إلى تلقي أي علاج محدد. ومعظم المرضى يتعافون تماماً، دون وقوع ضرر دائم في الكبد. ولا تتطور الحالة لديهم إلى حالة التهاب مزمن في الكبد.
ويمكن منع انتشار الفيروس عبر الحفاظ على مستوى جيد من النظافة؛ بما في ذلك عن طريق غسل اليدين بشكل متكرر. ويمكن الوقاية من الإصابة بالتهاب الكبد «إيهA» بتلقي اللقاح المضاد له، وهو لقاح متوفر.
* أما التهاب الكبد من نوع فيروس «بيB»، فهو عدوى تصيب الكبد بسبب دخول فيروس التهاب الكبد من هذا النوع إلى الجسم. ومعظم المرضى، يحدث لديهم في البداية التهاب كبدي قصير المدى؛ أي التهاب حاد يستمر لمدة تقلّ عن 6 أشهر. ويُشفى معظم البالغين المصابين بالتهاب الكبد «بيB» تماماً، حتى وإن أُصيبوا بأعراض شديدة. ولكن بعض المرضى قد تصبح العدوى لديهم مزمنة، أي يستمر وجود الفيروس في كبدهم لأكثر من 6 أشهر.
وهذه الإصابة «المزمنة» تزيد من احتمالات حدوث مضاعفات بعيدة المدى نتيجة تطور حالة الالتهاب إلى التسبب في تغيرات في بنية الكبد والحمض النووي لخلايا الكبد. ويوجد لقاح يمكنه الوقاية من الإصابة بالتهاب الكبد «بيB»، بينما لا يوجد علاج يقضي على الفيروس تماماً، عند الإصابة به.
* أما التهاب الكبد من نوع «سيC»، فهو عدوى فيروسية أيضاً، ولكن بنوع فيروس «سيC». وينتقل فيروس التهاب الكبد «سي» عن طريق ملامسة الدم المصاب بالفيروس. ولكن لا يعلم كثير من المصابين بالتهاب الكبد «سي» أنهم مصابون به. ويرجع ذلك في الأساس إلى أن الأعراض يمكن أن تستغرق عشرات السنين للظهور. ولذا توصي فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية بالولايات المتحدة بفحص جميع البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و79 عاماً للكشف عن الإصابة بالتهاب الكبد «سيC»؛ أي يُنصح بهذا الفحص للجميع، حتى أولئك الذين لا يشكون من أعراض أو لديهم مرض كبدي معروف.
ولا يوجد لقاح له، ولكن تتوفر أدوية حديثة ذات تأثيرات مضادة للفيروسات بدرجات عالية. ولذا هي تمثل الخيار العلاجي الأمثل للأشخاص المصابين بعَدوى التهاب الكبد «سيC» المزمن.
ولمزيد من التوضيح حول فيروس «سيC» بالذات، ووفق ما تفيد به مصادر طب الكبد، تبدأ كل عدوى بالتهاب الكبد «سيC» طويلة الأمد، بما تسمى «المرحلة الحادة». ولا يُشخص عادةً التهاب الكبد «سيC» الحاد؛ لأنه نادراً ما يسبب أعراضاً. وقد تشمل الأعراض التي تظهر في هذه المرحلة: اليرقان والإرهاق والغثيان والحمى وآلاماً في العضلات.
والعدوى المزمنة طويلة الأمد لفيروس التهاب الكبد «سيC»، لا تظهر فيها أعراض التهاب الكبد «سي» المزمن لأعوام طويلة. وتحديداً، لا تظهر الأعراض إلا بعد تسبب الفيروس في تلف بالغ في الكبد، للحد الذي يسبب ظهور الأعراض الناجمة عن فشل الكبد، وذلك مثل سهولة النزف، وسهولة ظهور الكدمات على الجلد، والإرهاق، وفقدان الشهية، واصفرار الجلد مع اصفرار بياض العين (اليرقان)، وحكة في الجلد، وتراكم السوائل في منطقة البطن (الاستسقاء)، وتورم الساقين... وعدد آخر من الأعراض.
ولذا من الضروري معرفة ما الذي تسبب في التهاب الكبد الوبائي الذي تقصده في سؤالك؛ أي نوع الفيروس. ومن الضروري كذلك معرفة نتائج التحاليل المتعلقة بالفيروس والأجسام المضادة التي قد يكون الجسم قد كونها ضده. كما أنه من الضروري معرفة نتائج تحاليل وظائف الكبد ومدى قدراته على أداء وظائفه. وكذلك مستوى إنزيمات الكبد، ومدى شدة عمليات الالتهابات الجارية في عضو الكبد. وأيضاً من الضروري معرفة نتائج تصوير الكبد، وتقييم حجمه، ومدى حدوث التغيرات في البنية الهيكلية للكبد نفسه، وبقية عناصر التقييم الطبي لمثل هذه الحالات.