«في يوم وليلة»... مسرحية كوميدية حول تغيير مسار الحياة

بطولة محمد علي رزق وسارة الدرزاوي

مشهد من المسرحية (إدارة المسرح)
مشهد من المسرحية (إدارة المسرح)
TT
20

«في يوم وليلة»... مسرحية كوميدية حول تغيير مسار الحياة

مشهد من المسرحية (إدارة المسرح)
مشهد من المسرحية (إدارة المسرح)

صدفة، في ليلة واحدة تغيّر حياة مهندس بترول شاب كان يستعد للزواج في اليوم التالي، لكنه يجد نفسه في المواجهة مع عالم آخر يستحوذ عليه.

على وقع ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وأغنية «في يوم وليلة» للفنانة وردة الجزائرية، تدور أحداث العرض المسرحي الذي حمل اسم الأغنية «في يوم وليلة» على مسرح ميامي (وسط القاهرة).

العرض الذي أنتجته فرقة المسرح الكوميدي من بطولة محمد علي رزق، وسارة الدرزاوي، ومحمد الدمراوي، وعدد من الفنانين الشباب، وهو من تأليف وإخراج محمد عبد الستار، شهد إقبالاً لافتاً خلال الأيام الماضية.

يُجسِّد محمد علي رزق في العرض شخصية «أكرم»، مهندس البترول الناجح في حياته العملية، يحصل على إجازة لمدة شهر واحد في العام، يقضيها في أحد فنادق الإسكندرية، في حين تنطلق الأحداث قبل يوم واحد من سفره إلى الإسكندرية للزواج من ابنة مدير الشركة التي يعمل بها.

وعلى مدار أكثر من ساعتين، هي مدة العرض، نُشاهد طبيعة حياة «أكرم» التي تتَّسم بالسلبية والاستسلام للظروف في غالبية التصرفات، بداية من زوج والدته الذي يُنفق عليه، مروراً بزملائه في العمل الذين يستغلون حُسن معاملته المبالغ فيها بشكل سلبي، بينما يحاول صديقه «عوادلي»، الذي يقوم بدوره محمد الدمراوي، لفت انتباهه باستمرار لما يتعرَّض له من استغلال حسن نيته.

حياة جديدة تتفتح أمام بطل المسرحية (إدارة المسرح)
حياة جديدة تتفتح أمام بطل المسرحية (إدارة المسرح)

تنقلب حياة «أكرم» بشكل كامل بعد لقائه بـ«يارا»، التي تلعب دورها سارة الدرزاوي، وهي موظفة في شركة «مربى» تقيم معه في الفندق نفسه، وصلت إلى الإسكندرية لتقديم عرض مسرحي ضمن عروض مسابقات مسرح الشركات مع زملائها في الشركة.

يتعرف «أكرم» على الفرقة بالصدفة، في الفندق الصغير الذي يفضّل الإقامة فيه بشكل مستمر سنوياً، وتجذبه حياتهم المغايرة تماماً لنمط حياته، حتى مع الصعوبات التي يعيشونها يومياً، ومعاناتهم مع الشركة التي يعملون بها.

تنقلب حياة «أكرم» مع تعلّقه بـ«يارا» وحبه لها، بينما يدخل في صراع كبير بين ما يشعر به ويُدرك أنه لم يعشه في حياته التقليدية منذ تخرُّجه في الجامعة، وبين ما يتوجب عليه فعله، مع العد التنازلي لزفافه في اليوم التالي، ليصبح «في يوم وليلة» شخصاً آخر يتعلَّم ويكتشف ما لم يعشه من قبل.

يُعرب محمد الدمراوي عن سعادته بردود الفعل من الجمهور على العمل ودوره المختلف، مشيراً إلى أن ترشيحه جاء من خلال المخرج محمد عبد الستار، الذي تجمعه به علاقة صداقة ممتدة لأكثر من 15 عاماً.

المسرحية تضمّنت مشاهد كوميدية عدّة (إدارة المسرح)
المسرحية تضمّنت مشاهد كوميدية عدّة (إدارة المسرح)

وأضاف الدمراوي لـ«الشرق الأوسط»: أن «المسرح يوفِّر للممثل مساحة لتقديم نوعية أدوار ربما يصعب تقديمها في التلفزيون أو السينما، الأمر الذي يُمثِّل فرصة للخروج من الأدوار التقليدية»، وهو ما وجده في دور «عوادلي» الذي يُقدم نفسه باستمرار بصفته مطرباً، لكنه ليس موهوباً ولا يمتلك صوتاً جيداً، فضلاً عن أهمية ما يقوم به في حياة صديقه على الرغم من اختلاف نمط حياتيهما بشكل كامل.

وتُبدي سارة الدرزاوي إعجابها بدور «يارا» الذي قدمته في العمل، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: إن «العمل مكتوب بطريقة شيِّقة، الأمر الذي حمَّسها للعودة والوقوف على خشبة المسرح من جديد».

وأكدت أن التجربة تختلف بشكل كامل عن تجربتها في عروض فرقة «مسرح مصر»، لوجود نصٍّ مكتوب يُلتزم به، وهو أمر سبق أن قدمته في عروض عدة، مؤكدة أن كل تجربة مسرحية لها استعدادات تُناسبها.

جانب من الحضور (إدارة المسرح)
جانب من الحضور (إدارة المسرح)

ورغم وصفه العرض بـ«الجيد فنياً»، فإن الناقد المسرحي باسم صادق يقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن النص بحاجة لإعادة العمل عليه، بسبب بعض الثغرات التي أضعفته على المسرح، رغم الأداء القوي من الممثلين»، مشيراً إلى أن «بعض المشاهد بحاجة لتبرير مساحة الكوميديا الموجودة فيها». وأضاف أن «زمن العرض الممتد لأكثر من ساعتين أطول من اللازم، مع إمكانية اختصار نحو 30 دقيقة من الأحداث، إلى جانب ضرورة تبرير بعض العلاقات بين الأبطال الموجودين في الأحداث، وهو أمر لم يكن واضحاً بشكل كافٍ للجمهور».

ولفت إلى أن «الرِّهان على قدرة أبطال العمل الرئيسيين على الكوميديا فقط، ليس كافياً، مع وجود أدوار بحاجة إلى كتابة مشاهد كوميدية خاصة بها».

تنطلق المسرحية من فكرة لامعة، تنال عادة استحسان الجمهور، حسب الناقد محمد عبد الرحمن، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «يتَّسم العرض بالجودة الفنية، لكن يُؤخذ عليه عدم الاستغلال الأمثل للشخصيات في الأدوار التي قدموها، وتأخُّر الانخراط في الأحداث بالفصل الأول لحين لقاء البطلين الرئيسيين في المسرحية، مما أثّر على التوازن في المشاهد الكوميدية بالعمل».


مقالات ذات صلة

مصر تحشد قواها الناعمة في اليوم العالمي للفن

يوميات الشرق فيلم تسجيلي عن الفن في مكتبة الإسكندرية (مكتبة الإسكندرية)

مصر تحشد قواها الناعمة في اليوم العالمي للفن

تحشد مصر قواها الناعمة، ممثلة في الفعاليات الفنية والثقافية؛ احتفالاً باليوم العالمي للفن، الذي يحلُّ في 15 أبريل (نيسان) من كل عام.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من المسرحية تتناول الوظيفة الرسمية (الشرق الأوسط)

«مش مسرحية» لطارق سويد رسائل اجتماعية بومضات سريعة

من عنوانها «مش مسرحية» يُدرك المشاهد أن العرض لا بد أن يخرج عن المألوف.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق حركات الفنانة المتكرّرة اختزلت رتابة المصير (الشرق الأوسط)

«وحدنا تحت الشمس نمشي»... مسرحٌ حركيّ يُجسّد الانعتاق من الشقاء

العرض يتمهّل في فَلْش أوراقه ويتعمّد خيار النار الهادئة. مساحته عريضة بوسع المعنى خلف الحركة. بعضُ لغز العالم تُفكّكه أنثى تتمايل في خفايا الصمت. 

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق جانب من العرض المسرحي «لعبة النهاية» لصامويل بيكيت (وزارة الثقافة)

مسرح بيرم التونسي بحُلّة جديدة على شاطئ الإسكندرية

على شاطئ الإسكندرية (شمال مصر) وفي حي الشاطبي المواجه للبحر، أُعيد افتتاح مسرح بيرم التونسي في حلّة جديدة، الأحد، بعد إغلاقه قبل عامين للترميم والتجديد.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق جانب من عروض مهرجان المونودراما بالفجيرة (وزارة الثقافة المصرية)

حضور مصري لافت في «الفجيرة الدولي للمونودراما»

تتواصل فعاليات مهرجان «الفجيرة الدولي للمونودراما» بحضور مصري، برز في وجود عدد من الفنانين المصريين ومشاركة وزير الثقافة المصري، أحمد فؤاد هنو، بوصفه ضيف شرف.

أحمد عدلي (القاهرة )

مصر تودّع «ملك الأدوار القصيرة» الكوميدي سليمان عيد

الفنان الراحل سليمان عيد (وزارة الثقافة المصرية)
الفنان الراحل سليمان عيد (وزارة الثقافة المصرية)
TT
20

مصر تودّع «ملك الأدوار القصيرة» الكوميدي سليمان عيد

الفنان الراحل سليمان عيد (وزارة الثقافة المصرية)
الفنان الراحل سليمان عيد (وزارة الثقافة المصرية)

خيّم الحزن على الوسط الفني بمصر، الجمعة؛ لرحيل الفنان سليمان عيد، عن عمر ناهز 63 عاماً، تاركاً أعمالاً فنية تضعه في قائمة صناع البهجة في الدراما والسينما المصريتين، ووصفه أصدقاؤه ومحبوه بـ«صاحب القلب الطيب»، و«الوجه الباسم دائماً».

وشيّع عدد كبير من الفنانين جثمان الفنان الراحل، كان من بينهم صلاح عبد الله ومحمد رياض وأحمد السقا وأشرف عبد الباقي وكريم محمود عبد العزيز، والفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية بمصر.

وتصدر خبر رحيل الفنان الراحل «الترند» على موقعي «غوغل» و«إكس»، الجمعة، بمصر، مع إبراز تصريحات نجله بأن الفنان الراحل تعرض لوعكة صحية مفاجأة، نقل على أثرها إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة.

ونعى وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو، الفنان سليمان عيد، عبر بيان للوزارة، قال فيه: «رحل عن دنيانا فنان متميز استطاع أن يترك بصمة واضحة مليئة بالبهجة في وجدان المشاهدين، فاستطاع بأدائه الشيق البسيط، وعفويته التي عشقها جمهوره، أن يصبح صوتاً للبساطة الشعبية المصرية في أنقى صورها».

وأصدرت نقابة المهن التمثيلية نعياً للفنان الراحل، مقدمة لأسرته العزاء، مع الدعاء للراحل بأن يتغمده الله بواسع رحمته، وأن يلهم أسرته وذويه الصبر.

وولد الفنان سليمان عيد بحي الكيت كات في الجيزة (غرب القاهرة) عام 1961، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية، وبدأ مسيرته الفنية بأعمال مسرحية منذ عقد الثمانينات، إلى أن شارك في فيلم «الإرهاب والكباب» بطولة عادل إمام عام 1992، فلفت الأنظار إليه بشدة، وتوالت مشاركاته الدرامية والسينمائية التي تجاوزت 280 عملاً، وفق موقع «السينما. كوم».

الفنان سليمان عيد ضيفاً في أحد البرامج الحوارية (يوتيوب)
الفنان سليمان عيد ضيفاً في أحد البرامج الحوارية (يوتيوب)

ووصف الناقد الفني المصري طارق الشناوي، الفنان الراحل سليمان عيد، بأنه «ممثل حتى اللحظة الأخيرة»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «رحل عنا سليمان عيد وهناك فيلم يعرض له في السينما، ومسلسلات أيضاً تعرض، وأفلام تعاقد عليها، ومسرحيات يستعد لتصويرها، فقد رحل وهو في قمة العطاء».

وتابع: «هو من الفنانين الذين أسميهم ملوك المسافات القصيرة، فكما هناك في السباحة أبطال لمسافة 50 متراً، وأبطال يعبرون المانش، فسليمان عيد يحصل على الجائزة الذهبية في مسافة 50 متراً، لذلك كان يترك دائماً حالة من البهجة بمجرد إطلالته على الشاشة، فرغم مساحاته القليلة، لكنها كانت مؤثرة».

ونعى عدد كبير من الفنانين سليمان عيد، عبر تدوينات بصفحاتهم «السوشيالية»، من بينهم هاني رمزي ومحمد هنيدي وأحمد السقا ويوسف الشريف، كما نعى المخرج خالد جلال، رئيس قطاع المسرح بوزارة الثقافة، الفنان القدير سليمان عيد، وقال عنه إنه «أدخل البهجة في نفوس جمهوره بأداء مميز وصادق، ستظل تتذكره الأجيال على مر العصور».

ويشير الشناوي إلى أن «سليمان عيد مثل كثير من المبدعين، لم يجد المخرج الذي يستثمره فنياً في مساحات كبيرة، فيخرج من عمل إلى آخر في مساحات قصيرة، ولكنه في نهاية الأمر يترك بصمة مهمة على الشاشات وفي وجدان الجمهور، فدائماً سنجد على اليوتيوب فقرات من أعماله يعاد نشرها، وبحجم البهجة التي أدخلها على قلوب الجماهير، فهم حزانى لرحيله».

الفنان المصري سليمان عيد (وزارة الثقافة)
الفنان المصري سليمان عيد (وزارة الثقافة)

ومن آخر الأعمال التي شارك فيها سليمان عيد، وتعرض حالياً في دور العرض السينمائي «سيكو سيكو» و«فار بـ7 ترواح»، ومن المسلسلات التي شارك فيها بموسم الدراما الرمضانية الماضي «سيد الناس» و«قهوة المحطة»، ومن آخر أعماله المسرحية «الصندوق الأحمر» و«عملوها إزاي؟».

وقال الناقد الفني المصري أحمد السماحي، إن «سليمان عيد واحد من صناع البهجة، وهو فنان عصامي، بدأ بأدوار قصيرة، لكنه نجح في ترك بصمة مميزة في الأعمال التي شارك فيها، خصوصاً مشاركاته المتميزة في (سيد الناس) و(قهوة المحطة)».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لقد كان سليمان عيد يعبر عن البيئة الشعبية، نظراً لملامحه الشخصية، وكان بمثابة تميمة الحظ بالنسبة لكثير من النجوم، مثل أحمد السقا وهاني رمزي؛ نظراً لموهبته الكبيرة التي تمكّنه من تقديم أدوار متنوعة».