خبراء: يجب التوقف عن علاج آلام الظهر بالمواد الأفيونية ؟!

خبراء: يجب التوقف عن علاج آلام الظهر بالمواد الأفيونية ؟!
TT

خبراء: يجب التوقف عن علاج آلام الظهر بالمواد الأفيونية ؟!

خبراء: يجب التوقف عن علاج آلام الظهر بالمواد الأفيونية ؟!

المواد الأفيونية هي واحدة من أكثر مسكنات الألم الموصوفة للأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر والرقبة.

في أستراليا، يتم وصف المواد الأفيونية لحوالى 40 % من الأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر والرقبة والذين يراجعون طبيبهم العام، و70 % من الأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر والذين يزورون قسم الطوارئ في المستشفى يتناولون المواد الأفيونية مثل أوكسيكودون. لكن دراسة جديدة نشرت بيوليو (تموز) بمجلة «لانسيت» الطبية، وجدت أن المواد الأفيونية لا تخفف آلام أسفل الظهر أو الرقبة «الحادة» (التي تستمر لمدة تصل إلى 12 أسبوعًا) ويمكن أن تؤدي إلى آلام أسوأ. كما أن وصف المواد الأفيونية لعلاج آلام أسفل الظهر والرقبة يمكن أن يسبب أضرارا تتراوح بين الآثار الجانبية الشائعة (مثل الغثيان والإمساك والدوار) إلى سوء الاستخدام والإدمان والتسمم والوفاة.

وتظهر نتائج الدراسة الجديدة أنه «لا ينبغي التوصية بتناول المواد الأفيونية لعلاج آلام أسفل الظهر الحادة أو آلام الرقبة. فهناك حاجة ماسة إلى تغيير في وصف آلام أسفل الظهر وآلام الرقبة في أستراليا والعالم للحد من الأضرار المرتبطة بالمواد الأفيونية». وذلك وفق ما ذكر موقع «ساينس إليرت» العلمي.

وبمقارنة المواد الأفيونية مع الدواء الوهمي في التجربة العلمية، قام باحثو الدراسة بشكل عشوائي بتخصيص 347 شخصًا يعانون من آلام حادة في أسفل الظهر وآلام الرقبة لتناول إما مادة أفيونية (أوكسيكودون بالإضافة إلى النالوكسون) أو دواء وهمي (قرص يبدو متشابهًا ولكن لا يحتوي على مكونات نشطة).

وأوكسيكودون هو دواء مسكن للألم أفيوني يمكن إعطاؤه عن طريق الفم. أما النالوكسون، وهو دواء عكسي للمواد الأفيونية، فيقلل من شدة الإمساك مع عدم تعطيل تأثيرات الأوكسيكودون في تخفيف الألم.

وقد تناول المشاركون المواد الأفيونية أو الدواء الوهمي لمدة أقصاها ستة أسابيع. كما تلقى الأشخاص في كلا المجموعتين التعليم والمشورة من طبيبهم المعالج. ثم قاموا بتقييم النتائج على مدى فترة سنة واحدة.

ووجد الباحثون أنه بعد ستة أسابيع من العلاج، لم يؤد تناول المواد الأفيونية إلى تخفيف الألم بشكل أفضل مقارنة بالعلاج الوهمي. ولم تكن هناك فوائد للنتائج الأخرى مثل الوظيفة البدنية أو نوعية الحياة أو وقت التعافي أو التغيب عن العمل. وقد عانى عدد أكبر من الأشخاص في المجموعة التي عولجت بالمواد الأفيونية من الغثيان والإمساك والدوار مقارنة بالمجموعة الثانية.

وهذه النتائج بعد عام واحد تسلط الضوء على الضرر المحتمل طويل المدى للمواد الأفيونية حتى مع الاستخدام قصير المدى.

فبالمقارنة مع مجموعة الدواء الوهمي، عانى الأشخاص في مجموعة المواد الأفيونية من ألم أسوأ قليلاً، وأفادوا عن ارتفاع خطر إساءة استخدام المواد الأفيونية (مشاكل في تفكيرهم أو مزاجهم أو سلوكهم، أو استخدام المواد الأفيونية بشكل مختلف عن الطريقة التي تم بها وصف الأدوية).

كما أبلغ عدد أكبر من الأشخاص في مجموعة المواد الأفيونية عن الألم بعد عام واحد ( 66 شخصًا مقارنة بـ 50 شخصًا في مجموعة الدواء الوهمي).

ماذا يعني هذا بالنسبة لوصف المواد الأفيونية؟

في السنوات الأخيرة، حولت المبادئ التوجيهية الدولية لآلام أسفل الظهر تركيز العلاج من العلاج الدوائي إلى العلاج غير الدوائي بسبب الأدلة على محدودية فوائد العلاج والقلق من الأضرار المرتبطة بالأدوية.

وبالنسبة لآلام أسفل الظهر الحادة، توصي الإرشادات بتثقيف المريض ونصحه، وإذا لزم الأمر، الأدوية المضادة للالتهابات مثل الأيبوبروفين. فيما يوصى باستخدام المواد الأفيونية فقط عندما لا تنجح العلاجات الأخرى أو عندما لا تكون مناسبة.

وبالمثل، لا تشجع المبادئ التوجيهية لألم الرقبة على استخدام المواد الأفيونية.

وفي هذا الاطار، يُظهر البحث الأخير بوضوح أن فوائد المواد الأفيونية لا تفوق الأضرار المحتملة لدى الأشخاص الذين يعانون من آلام حادة في أسفل الظهر وآلام في الرقبة. وبدلاً من التوصية باستخدام المواد الأفيونية لهذه الحالات في ظروف مختارة، يجب تثبيط المواد الأفيونية دون أي شروط.

جدير بالذكر، شملت الدراسة أربعة أقسام للطوارئ في المستشفيات و269 طبيبا و4625 مريضا يعانون من آلام أسفل الظهر.


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

«الصحة العالمية»: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة

طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)
طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية»: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة

طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)
طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، إن تفشي جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة.

وعقدت لجنة تابعة لمنظمة الصحة العالمية اجتماعاً طارئاً في جنيف، اليوم الجمعة، لتقرير ما إذا كان فيروس جدري القردة «إمبوكس» لا يزال يمثل أزمة صحية عالمية.

وتجتمع اللجنة، التي تضم نحو 12 خبيراً مستقلاً، كل ثلاثة أشهر، بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية، في أغسطس (آب) الماضي، حالة طوارئ صحية بسبب انتشار فيروس جدري القردة في القارة الأفريقية.

وتبحث اللجنة حالياً في سبل مواجهة سلالة جديدة من الفيروس تسمى «كليد 1 بي»، انتشرت من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقد تكون أكثر خطورة ومُعدية بشكل أكبر.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه جرى رصد أكثر من 50 ألف حالة مشتَبه بها من جدري القردة في البلدان الأفريقية، هذا العام، مع أكثر من 1800 حالة وفاة. ومن بين الإصابات جرى اكتشاف 12 ألف حالة في المختبرات.

وتعتزم منظمة الصحة العالمية تقديم تفاصيل حول نتائج مشاورات اللجنة، مساء اليوم الجمعة.