آلام الظهر: الأسباب والوقاية

الانزلاق الغضروفي أحد أهم مسبباتها

آلام الظهر: الأسباب والوقاية
TT

آلام الظهر: الأسباب والوقاية

آلام الظهر: الأسباب والوقاية

آلام الظهر من المشكلات الطبية الشائعة في العالم بشكل عام، والأكثر شيوعاً في الولايات المتحدة. ويمكن أن يتعرض أي شخص للمعاناة من آلام الظهر، وسوف يعاني الجميع تقريباً من آلام الظهر في مرحلة ما من حياتهم.

آلام الظهر

يعدّ ألم الظهر أكثر آلام الجسم شيوعاً على الإطلاق، حيث يعاني، يومياً، نحو اثنين في المائة من الناس من إعاقة بسبب آلام الظهر، مسببة عدم القدرة على أداء المهام اليومية. في الولايات المتحدة وحدها يعاني ما بين 80 و90 في المائة من الأشخاص من آلام الظهر في مرحلة ما من حياتهم.

قد يبدأ ألم الظهر خفيفاً مسبباً بعض الإزعاج، وقد يتطور ليصبح سيئاً للغاية لدرجة أنه لا يطاق، مكدراً الحياة الطبيعية، ومتسبباً في التغيب عن العمل.

وهناك كثير من الأسباب المحتملة لألم الظهر، ومن الحكمة مراجعة مقدم الرعاية الصحية لمعرفة السبب وأخذ العلاج بدلاً من التخمين ومحاولات الاكتشاف الذاتي، فقد يكون وراءه سبب شائع، مثل إجهاد العضلات، أو قد تكون هناك حالة كامنة مثل حصوات الكلى أو الانزلاق الغضروفي أو التهاب بطانة الرحم لدى النساء.

ويختلف العلاج اعتماداً على السبب والأعراض، وغالباً ما يكون هناك كثير من العوامل المساهمة. ومع ذلك، هناك خطوات يمكن اتخاذها لتحسين جودة الصحة وتقليل احتمالات الإصابة بألم الظهر المزمن أو طويل الأمد.

ووفقاً لـ«المعهد الوطني لالتهاب المفاصل والأمراض العضلية الهيكلية والجلدية» التابع لـ«المعاهد الوطنية للصحة (NIH)»، فإن ألم الظهر هو السبب الثاني الأكثر شيوعاً لزيارة مقدمي الرعاية الصحية (بعد نزلات البرد مباشرة).

البروفيسور محمد ملحم عروس

أنواع آلام الظهر

وفقاً لـ«كليفلاند كلينيك»، تصنَّف آلام الظهر بطرق عدة من قبل المختصين الطبيين، فمن خلال موقع الألم، يمكنك وصف آلم الظهر بأنه: ألم في الجزء العلوي أو الأوسط أو السفلي من الظهر على الجانب الأيسر أو الأوسط أو الجانب الأيمن. يمكن أيضاً تحديد أنواع مختلفة من الألم لمقدم الرعاية الصحية مثل: ألم خفيف، أو متوسط، أو شديد. قد يكون الألم كطعنة حادة، أو ألماً غير محدد.

كما يمكن تصنيف ألم الظهر وفق مدة استمراره، فيمكن أن يستمر ألم الظهر يوماً أو بضعة أسابيع أو أشهراً أو مدى الحياة، وقد يوصف بأنه نوبة حادة (في شكل نوبة مفاجئة وقصيرة، وغالباً ما تكون مرتبطة بإصابة) أو ألم مزمن/ مستمر، يعني أنه مستمر لما بين 3 و6 أشهر.

عوامل خطر الإصابة

من هو المعرض لخطر آلام الظهر؟ هناك عوامل عدة تزيد من خطر الإصابة بألم الظهر، ويمكن أن تشمل التالي:

* مستوى اللياقة البدنية: آلام الظهر أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين لا يتمتعون بلياقة بدنية. على سبيل المثال، قد لا تدعم عضلات الظهر والمعدة الضعيفة العمود الفقري بشكل صحيح (القوة الأساسية). من الوارد أيضاً أن تكون آلام الظهر أكثر احتمالاً إذا كنت تمارس التمارين الرياضية بجهد شديد بعد عدم النشاط لفترة (المبالغة في ذلك).

* زيادة الوزن: اتباع نظام غذائي غني بالسعرات الحرارية والدهون، بالإضافة إلى نمط حياة غير نشط، يمكن أن يؤديا إلى السمنة التي يمكنها أن تضع ضغطاً زائداً على الظهر.

* عوامل الخطر المرتبطة بالوظيفة: الوظائف التي تتطلب رفع أشياء ثقيلة، أو الدفع، أو السحب، أو الالتواء، يمكن أن تؤدي إلى إصابة الظهر. قد تلعب الوظيفة المكتبية أيضاً دوراً، خصوصاً إذا كانت وضعيتك سيئة أو تجلس طوال اليوم على كرسي غير مريح.

* مستوى التوتر: إذا كنت تعاني من قلة النوم أو الاكتئاب أو القلق بشكل مزمن، فقد تكون آلام الظهر أكثر تكراراً وأكثر شدة.

* الوراثة: تلعب الوراثة دوراً في بعض الاضطرابات التي تسبب آلام الظهر.

* العمر: كلما زاد العمر، زادت احتمالية التعرض لآلام الظهر، خصوصاً بعد سن 45 عاماً. ويصبح الشخص في خطر أكبر إذا كان:

- لا يمارس الرياضة.

- مصاباً بالفعل بالتهاب المفاصل أو أحد أنواع السرطان.

- يعاني من زيادة الوزن.

- يرفع الأجسام الثقيلة مستخدماً الظهر بدلاً من الساقين.

- يعاني من القلق أو الاكتئاب.

- يدخن أو يستخدم منتجات التبغ الأخرى.

آلام موضعية ومنتشرة

ما الذي يسبب آلام الظهر؟ آلام الظهر إما تكون موضعية مثل ألم في العمود الفقري والعضلات والأنسجة الأخرى في الظهر، وإما تكون منتشرة مثل ألم ناجم عن مشكلة في عضو ينتشر إلى الظهر أو يشعر كأنه موجود فيه. ومن الأمثلة على كليهما ما يلي:

* آلام الظهر الموضعية: قد يكون السبب في العمود الفقري، مثل:

الانزلاق الغضروفي أو فتق النواة اللبية (الديسك) - انزلاق الفقار التنكسية - تنكس القرص الفقري - اعتلال الجذور - التهاب المفاصل - خلل في المفصل العجزي الحرقفي - انحطاط القرص الفقري - تضيق العمود الفقري - انزلاق الفقار - الصدمة/ الإصابة – ورم - التواء في الأربطة - شد عضلي - ضيق العضلات.

* آلام الظهر المنتشرة، مثل: تمدد الأوعية الدموية، مثل الأبهري البطني - التهاب الزائدة الدودية - السرطان (نادر جداً) - الفايبروميالجيا ومتلازمة الألم الليفي العضلي - الالتهابات (نادرة جداً) - التهاب المرارة - التهابات الكلى وحصوات الكلى - مشكلات في الكبد - التهاب البنكرياس - أمراض التهابات الحوض (الأمراض المنقولة جنسياً) - تقرحات المعدة الثاقبة - التهابات المسالك البولية.

* لدى النساء، قد يكون سبب آلام الظهر المنتشرة هو: بطانة الرحم - الحمل - الأورام الليفية الرحمية.

* ولدى الأشخاص الذين جرى تحديدهم كذكور عند الولادة (AMAB)، قد يكون سبب آلام الظهر المشعة هو إصابة الخصية أو التواءها.

الانزلاق الغضروفي

الانزلاق الغضروفي أحد مسببات آلام الظهر. فما أسبابه؟ وأعراضه؟ وطرق علاجه؟ هل يمكن تجنب الإصابة به والوقاية منه؟

تحدث إلى «صحتك» البروفسور محمد ملحم عروس، استشاري أول الجراحة ‏العصبية وجراحة العمود الفقري ‏وجراحات الحد الأدنى، و‏استشاري أول تدبير الآلام المزمنة، وأعطى في البداية لمحة بسيطة عن تشريح العمود الفقري، بأنه يتكون من 33 فقرة: 7 فقرات عنقية، و12 فقرة صدرية، و5 فقرات قطنية، و5 فقرات عجزية، و4 فقرات عُصعُصية، ويوجد بين الفقرات؛ أي بين كل فقرة وأخرى، غضروف يسمى «ديسك».

وظيفة هذا «الديسك» أنه يعمل كوسادة بين الفقرات، يحمي العمود الفقري بامتصاص الصدمات عنه. يحتوي الغضروف أو «الديسك» مادة جيلاتينية القوام محاطة بحزام ليفي خارجي يمنع تحرك القرص وانزلاقه من مكانه.

أما أسباب ألم «الديسك» فهي:

* أسباب غير محددة؛ حيث يحدث الألم نتيجة:

- نقص الحركة وضعف عضلات الجذع.

- الشد العضلي الناتج عن الحمل المستمر الخاطئ والثقيل.

- الجلوس الطويل والخاطئ من دون حركة (الجلوس أمام الكومبيوتر) لساعات، والقيادة لفترات طويلة.

- الوزن الزائد والبدانة.

- العمل البدني الشاق على جهة واحدة.

- الاكتئاب، والإجهاد النفسي، مثل الإجهاد في العمل والدراسة.

- حدوث تغييرات في الإحساس بالألم والاستعداد الوراثي.

- المشكلات العائلية والمالية، والقلق المستمر، والشك في الذات.

* آلام الظهر التي تحدث لأسباب جسدية يمكن تحديدها، مثل:

- الانزلاق الغضروفي الحاد.

- كسر الفقرات لأسباب متعددة منها: الحوادث - هشاشة العظام - انتقالات وأورام – التهابات - تضيق القناة الشوكية (مركزي، محيطي، جانبي، مركزي محيطي).

- أمراض التهابية للعمود الفقري.

- أمراض التهابية روماتيزمية (متلازمة بيختيروف).

- فتق النواة اللبية، يحدث في جميع الأعمار ويبلغ ذروته فما بين 40 و50. الذكور 70 في المائة، والإناث 30 في المائة. الفقرات القطنية؛ نحو 90 في المائة، الفقرات الرقبية نحو 10 في المائة، الفقرات الصدرية نحو واحد في المائة.

الأعراض والتشخيص

* أعراض الانزلاق الغضروفي:

- الألم المتموضع في الظهر وأسفل الظهر.

- الألم الذي يمتد إلى الركبة والقدم أو إلى الساعد واليد مع شعور بالتنميل والخدر وعدم الإحساس بالرجل أو اليد، أو الشلل. وفي حالات متقدمة وجود مشكلات في التبول والإخراج.

* كيف يشخَّص الانزلاق الغضروفي؟

يؤكد البروفسور محمد ملحم عروس على أهمية التوصل للتشخيص النهائي مبكراً وفي الوقت المناسب، حيث يؤدي إلى نتيجة جيدة، وهذا بدوره يمنح المريض فرصة أكبر لتجنب أضرار أكبر، وأن التشخيص يعتمد على:

- التاريخ المرضي للمصاب وعائلته.

- التشخيص السريري.

- الفحوص العامة وفحوص الدم.

- التصوير الشعاعي (طبقي محوري – رنين مغناطيسي).

- تخطيط الأعصاب.

بعد تشخيص الحالة توضع خطة العلاج، علماً بأن كل مريض يحتاج إلى خطة علاجية خاصة به تتماشى مع أعراضه وحالته السريرية والشعاعية.

وعادة ما تكون الخطوتان الرابعة والخامسة الحل الأخير في العلاج عندما يكون المريض في وضع حرج بسبب تعرضه لحالة شلل أو سلس بولي أو مشكلات في الإخراج أو وجود هبوط في القدم... إلخ.

علاج الانزلاق الغضروفي

تنقسم طرق علاج الانزلاق الغضروفي إلى 5 أقسام:

* علاجات تحفظية، منها: العلاج الفيزيائي - العلاج بالأمواج فوق الصوتية - العلاج الكهربائي - العلاج بالحرارة والتجميد - العلاج بالحقل المغناطيسي – السباحة.

* علاجات دوائية، منها: مسكنات من الدرجة الأولى (Ibuprofen ,Diclac) - مسكنات من الدرجة الثانية تحتوي على مورفين خفيف (Tilidin, Tramadol) - مسكنات من الدرجة الثالثة تحتوي على تركيزات عالية من المورفين.

* علاجات الحد الأدنى من دون جراحة:

- حقن الأعصاب وجذور الأعصاب الموجهة عن طريق الجهاز الطبقي المحوري.

- الحقن الموجهة فوق الجافية (أغشية النخاع).

- القسطرة الموجهة إلى الديسك المصاب.

- القسطرة التنظيرية الموجهة إلى الديسك.

- العلاج الموجه عن طريق الليزر (أشعة).

- العلاج الموجه بواسطة البلازما (PRP).

- العلاج الموجه بواسطة الترددات والموجات الراديوية (RADIO-FREQUENCY).

- العلاج الموجه للخلايا الجذعية (قيد الاختبار).

* علاجات جراحية مجهرية مختلفة.

* العلاجات النهائية لحالات الألم بعد العمل الجراحي (ultimate ratio).

حالة طارئة

متى تكون آلام الظهر حالة طارئة تستدعي دخول قسم الطوارئ؟

عند حدوث:

- ألم مفاجئ وشديد.

- وجود ألم مع عدم التحكم في الأمعاء أو البول، مع غثيان أو حمى أو قيء.

- ألم شديد لدرجة أنه يحول دون ممارسة الأنشطة اليومية.

وتقدم «كليفلاند كلينيك» النصيحة التالية: يمكن أن تكون آلام الظهر محبطة للغاية وتعوق الحياة اليومية. لكن تذكر أن هناك كثيراً من خيارات العلاج للمساعدة في علاج آلام الظهر والعودة إلى الأنشطة اليومية الطبيعية.

راجع مقدمي الرعاية الصحية لمناقشة الخيارات المتاحة أمامك. فإنهم وُجدوا لمساعدتك.

* استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

دراسة تحذر من اتباع الحوامل نظاماً غذائياً نباتياً

صحتك النظام الغذائي النباتي قد يضر بصحة الحوامل وأجنتهن (أ.ب)

دراسة تحذر من اتباع الحوامل نظاماً غذائياً نباتياً

حذرت دراسة جديدة من اتباع النساء الحوامل نظاماً غذائياً نباتياً، مشيرة إلى أنه قد يتسبب في عدم حصولهن على ما يكفي من العناصر الغذائية اللازمة لأجسامهن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هل هناك أي اختلافات هذا الموسم بالنسبة للالتهاب الرئوي لدى الأطفال؟ (رويترز)

الالتهاب الرئوي لدى الأطفال يتفشى في دول عدة... وهذا ما يجب معرفته

بعد تفشي حالات الالتهاب الرئوي لدى الأطفال والتي بلغت معدلات أعلى من المعتاد، يراقب مسؤولو الصحة العامة معدلات الإصابة على مستوى العالم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا شعار روبوت الدردشة الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي» (رويترز)

«تشات جي بي تي» يفشل في الإجابة عن 75 % من الاستفسارات المتعلقة بالأدوية

كشفت دراسة جديدة، عن أن أداة الذكاء الاصطناعي الشهيرة «تشات جي بي تي» (ChatGPT) فشلت في الإجابة بشكل صحيح عن ما يقرب من 75 في المائة من الأسئلة المتعلقة باستخدا

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك التطعيم المبكر ضد الهربس النطاقي يؤمِّن شيخوخة صحية

التطعيم المبكر ضد الهربس النطاقي يؤمِّن شيخوخة صحية

التطعيم المبكر بلقاح القوباء المنطقية للكبار يقلل احتمالات الإصابة بها.

د. وفا جاسم الرجب (لندن)
صحتك ميكروبيوتا الأمعاء تشكّل محور أبحاث واسعة يجريها المعهد الوطني الفرنسي لأبحاث الزراعة والغذاء والبيئة (رويترز)

جديد العلم... تحويل البراز دواءً يجدد الكائنات الحية في الأمعاء

يتيح التقدم الذي يشهده علم الأحياء المجهرية لشركات الأدوية الحيوية استحداث أدوية باستخدام مليارات الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الأمعاء.

«الشرق الأوسط» (باريس)

دراسة تحذر من اتباع الحوامل نظاماً غذائياً نباتياً

النظام الغذائي النباتي قد يضر بصحة الحوامل وأجنتهن (أ.ب)
النظام الغذائي النباتي قد يضر بصحة الحوامل وأجنتهن (أ.ب)
TT

دراسة تحذر من اتباع الحوامل نظاماً غذائياً نباتياً

النظام الغذائي النباتي قد يضر بصحة الحوامل وأجنتهن (أ.ب)
النظام الغذائي النباتي قد يضر بصحة الحوامل وأجنتهن (أ.ب)

حذرت دراسة جديدة من اتباع النساء الحوامل نظاماً غذائياً نباتياً، مشيرة إلى أنه قد يتسبب في عدم حصولهن على ما يكفي من العناصر الغذائية اللازمة لأجسامهن.

ووفق صحيفة «تلغراف» البريطانية، فقد وجدت الدراسة؛ التي استكشفت مستويات الفيتامينات لدى 1729 امرأة، أن كثيراً من النساء الحوامل يعانين من نقص الفيتامينات الشائعة الموجودة في اللحوم ومنتجات الألبان مثل فيتامين «د»، وفيتامين «ب12»، وكذلك حمض الفوليك والريبوفلافين.

ويساعد حمض الفوليك وفيتامين «ب12» على منع العيوب الخلقية لدى الأجنة، بينما يعزز فيتامين «د» صحة العظام والأسنان والعضلات.

أما الريبوفلافين فيدعم نمو العظام والعضلات والأعصاب عند الأطفال في الرحم.

ووجد الباحثون أن أكثر من 90 في المائة من النساء اللاتي اتبعن نظاماً غذائياً نباتياً كانت لديهن مستويات منخفضة من واحد أو أكثر من هذه الفيتامينات.

وبعد ذلك، تم تقسيم المشاركات إلى مجموعتين: الأولى مكونة من 870 امرأة، والثانية من 859 امرأة.

وتلقت كلتا المجموعتين مكملات تحتوي على 400 مليغرام من حمض الفوليك، و12 مليغراماً من الحديد، و150 مليغراماً من الكالسيوم، و150 مليغراماً من اليود، و720 مليغراماً من الـ«بيتا كاروتين».

ومع ذلك، فقد أعطى الباحثون المجموعة الثانية مكملات أخرى تضمنت 1.8 مليغرام من الريبوفلافين، و2.6 مليغرام من فيتامين «ب6»، و5.2 مليغرام من فيتامين «ب12»، و10 مليغرام من فيتامين «د»، و10 مليغرام من الزنك.

وجمع الفريق عينات دم من المشاركات جميعاً خلال مختلف مراحل الحمل، وبعد 6 أشهر من ولادة أطفالهن.

وقال الباحثون إن المجموعة الثانية التي تلقت مكملات إضافية «عولجت بشكل ملحوظ من نقص الفيتامينات لديها خلال الحمل وبعده».

وقال البروفيسور كيث غودفري، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ علم الأوبئة في جامعة ساوثهامبتون البريطانية: «دعوة بعض العلماء لتقليل اعتمادنا على اللحوم ومنتجات الألبان لتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفر من المرجح أن يؤدي إلى استنفاد الأمهات الحوامل من العناصر الغذائية الحيوية؛ الأمر الذي يمكن أن تكون له آثار سلبية دائمة على الأطفال الذين لم يولدوا بعد».

ولفت غودفري إلى أن تناول مكملات فيتامين «ب» و«د» على وجه الخوص يخفض خطر الولادة المبكرة إلى النصف، ويقلل أيضاً من معدلات نزف ما بعد الولادة.


الالتهاب الرئوي لدى الأطفال يتفشى في دول عدة... وهذا ما يجب معرفته

هل هناك أي اختلافات هذا الموسم بالنسبة للالتهاب الرئوي لدى الأطفال؟ (رويترز)
هل هناك أي اختلافات هذا الموسم بالنسبة للالتهاب الرئوي لدى الأطفال؟ (رويترز)
TT

الالتهاب الرئوي لدى الأطفال يتفشى في دول عدة... وهذا ما يجب معرفته

هل هناك أي اختلافات هذا الموسم بالنسبة للالتهاب الرئوي لدى الأطفال؟ (رويترز)
هل هناك أي اختلافات هذا الموسم بالنسبة للالتهاب الرئوي لدى الأطفال؟ (رويترز)

بعد تفشي حالات الالتهاب الرئوي لدى الأطفال في هولندا والدنمارك وأجزاء من الولايات المتحدة والصين، والتي بلغت معدلات أعلى من المعتاد، يراقب مسؤولو الصحة العامة معدلات الإصابة على مستوى العالم، ويسجلون الحالات والأسباب. ومع ذلك، لا يوجد فيروس جديد أو أي نوع آخر من مسببات الأمراض الجديدة يدعو للقلق في هذه الفاشيات، بحسب تقرير لموقع «ساينس أليرت».

وبحسب «ساينس أليرت»، عادة ما يكون سببه عدوى بكتيرية أو فيروسية. قد تؤثر على أنسجة الرئة العميقة أكثر من التهاب الشعب الهوائية، وهو التهاب أنبوب مجرى الهواء، ويمكن أن يكون له أعراض، مثل الحمى ومشاكل في التنفس وألم في الصدر، تظهر كظل أبيض في الأشعة السينية لصدر الرئة.

في هذا الموسم، تم تسجيل جراثيم الجهاز التنفسي المعروفة، بما في ذلك الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) وبكتيريا الميكوبلازما الرئوية، ومن المتوقع حدوثها في هذا الوقت من العام. تندلع فاشيات الميكوبلازما كل بضع سنوات ويمكن أن تكون مقاومة للمضادات الحيوية الشائعة.

ووفقاً لموقع «يورو نيوز»، فإن الميكوبلازما الرئوية هي بكتيريا يمكن أن تسبب التهابات الجهاز التنفسي الخفيفة إلى الالتهاب الرئوي الحاد.

سيظهر لدى معظم الأطفال والبالغين المصابين أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا والتي ستختفي من تلقاء نفسها بعد بضعة أيام، ولكن قد يتطور بعضها إلى التهاب أكثر خطورة في الرئتين يتطلب العلاج، وفي بعض الحالات، دخول المستشفى، بحسب «ساينس أليرت».

ولكن لماذا يصاب بعض الناس بأمراض أكثر خطورة؟ وهل هناك أي اختلافات هذا الموسم؟

يستفيد الأطفال الأصحاء إلى أقصى حد من نقل فيروسات الجهاز التنفسي غير الضارة لبعضهم بعضاً في سن مبكرة؛ مما يساعد على تثقيف أجهزتهم المناعية وبناء مناعة ضد الجراثيم المماثلة في المستقبل.

ويمكن لأكثر من 200 فيروس أن تسبب عدوى الجهاز التنفسي، بما في ذلك الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، والفيروسات الغدانية، والفيروسات المعوية، والفيروسات الأنفية، والفيروسات التاجية. يمكن أن تكون الأعراض أكثر خطورة عند الشباب عندما لا تتم مواجهة حالات عدوى مماثلة من قبل. ويستغرق الأمر نحو أسبوع حتى تتمكن المناعة المحددة من تطوير ترسانتها تجاه عامل ممرض جديد.

وبعد انتهاء العدوى، تبقى خلايا الذاكرة للحماية من أي عدوى مستقبلية. نحن نقدّر أن الأجسام المضادة لفيروسات البرد الشائعة، مثل فيروسات كورونا، تتضاءل بعد نحو عامين، وأن الأجسام المضادة الخاصة بالفيروس المخلوي التنفسي عند الرضع قد تتضاءل بشكل أسرع. ومع ذلك، فإن خلايا الذاكرة تستمر. وللهروب من المناعة، تتحور الفيروسات لتجنب التعرف عليها.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، لا توجد اختلافات في الإصابات الفيروسية المتوقعة هذا العام، وتم الإبلاغ عن موجات متوقعة بناءً على مستويات ما قبل الوباء. كما أن إصابات الميكوبلازما الرئوية هي أيضاً كما هو متوقع.

ومع ذلك، فقد تمت الإشارة إلى تراجع مناعة القطيع الخاصة بالميكوبلازما مع تحذير من عودة ظهور الحالات الشديدة بعد القيود الوبائية.

في الصين أب يحمل ابنته المصابة بالتهاب رئوي (رويترز)

آثار غير معروفة للعدوى المشتركة

لقد أصبحت قيود فيروس كورونا شيئاً من الماضي، ومن المرجح أن يواجه الأشخاص الذين يختلطون في المدارس ودور رعاية المسنين وغيرها من البيئات عالية الخطورة الكثير من الأمراض المعدية في الوقت نفسه.

أظهرت الدراسات التي أُجريت على الأطفال المصابين بالتهاب الكبد الحاد والشديد في بريطانيا والولايات المتحدة، أن الالتهابات الفيروسية المتعددة تسببت في تلف الكبد بشكل غير متوقع. ويمكن أن تؤدي العدوى المتعددة إلى مرض أكثر خطورة، حيث يمكن حتى للفيروسات التي يمكن عدّها غير ضارة أن تزيد من إصابة الأنسجة.

كما أثبت في مختبرات العلوم، أن الإصابة بأكثر من فيروس تنفسي (المعروف باسم العدوى المشتركة) يمكن أن تؤدي إلى فيروسات هجينة، قد تتصرف بشكل مختلف عن الفيروسات الفردية؛ مما يسبب أعراضاً مختلفة وربما حتى تتهرب من جهاز المناعة.

إذن، ما الذي نحتاج إلى معرفته لتحديد ما إذا كان هناك تفشٍ خطير جديد؟

يجب تسجيل حالات العدوى والأعراض المعروفة والإبلاغ عنها حتى يمكن اكتشاف أي متغيرات جديدة قد تكون أكثر خطورة.

يمكن أن تصبح المستشفيات مكتظة خلال موسم الإنفلونزا، لكن الإنفلونزا لا تنتشر في عزلة ويمكن أن تتفاقم الأعراض عندما يصاب الأشخاص في وقت واحد بأكثر من فيروس تنفسي واحد.

يمكن أن تتسبب التهابات الجهاز التنفسي في إصابة الرئة؛ الأمر الذي يستغرق وقتاً للشفاء.

يمكن أن تؤدي الإصابة بعدوى في الجهاز التنفسي تليها أخرى إلى إطالة وقت الشفاء؛ مما يؤدي إلى أعراض أكثر خطورة ومرض أطول. ويشعر بهذا بشكل خاص مرضى الربو، الذين يُنصحون بتناول لقاح الإنفلونزا السنوي وتجنب الإصابة بالعدوى الموسمية.

الالتهابات المسببة للالتهاب الرئوي معدية. وسلطت جائحة «كوفيد - 19» الضوء على النصائح لتجنب الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي، والتي تشمل تجنب الاتصال بالأشخاص المصابين، والتهوية الفعالة، والكمامة، ونظافة اليدين.

ونظراً لما نعرفه الآن عن تأثير حالات العدوى «غير الضارة»، وخاصة حالات العدوى المتزامنة بأكثر من عامل مرضي واحد، فمن الأهمية بمكان أن نتخذ الإجراءات اللازمة لوقف انتشار المرض.


الدورة الشهرية المبكرة قد تعرّض النساء لمرض السكري في منتصف العمر

الحيض المبكر قد يعرّض السيدات لخطر السكري (كانفا)
الحيض المبكر قد يعرّض السيدات لخطر السكري (كانفا)
TT

الدورة الشهرية المبكرة قد تعرّض النساء لمرض السكري في منتصف العمر

الحيض المبكر قد يعرّض السيدات لخطر السكري (كانفا)
الحيض المبكر قد يعرّض السيدات لخطر السكري (كانفا)

وجدت دراسة حديثة أنّ بدء الدورة الشهرية في سنّ مبكرة، قبل الـ13 عاماً، مرتبط بزيادة خطر إصابة السيدات بمرض السكري من النوع الثاني في منتصف العمر.

وأوضح الباحثون أنّ الدورة الشهرية المبكرة ارتبطت أيضاً بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية قبل سنّ الـ65 عاماً لدى المصابات بالسكري؛ ونشرت النتائج، الثلاثاء، في إحدى دوريات «المجلة الطبية البريطانية».

ولاحظ الباحثون أنّ السكري ومضاعفاته آخذ في الارتفاع بين الشباب والبالغين في منتصف العمر بالولايات المتحدة، بينما العمر الذي تبدأ فيه الدورة الشهرية لدى النساء آخذ في الانخفاض بجميع أنحاء العالم.

لذلك أرادوا معرفة ما إذا كانت ثمة صلة بين هاتين الظاهرتين لدى النساء الأصغر سناً؛ واعتمدوا على نتائج المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية 1999-2018 في الولايات المتحدة.

وشملت الدراسة 17 ألفاً و377 امرأة تتراوح أعمارهن بين 20 و65 عاماً، وقد حدّد المشاركات العمر الذي بدأت فيه أول دورة شهرية لهن.

من بينهن، أبلغت 1773 (10 في المائة) عن تشخيص إصابتهن بمرض السكري، كما أبلغت 205 (11.5 في المائة) عن الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وارتبطت فترات بدء الدورة الشهرية قبل سنّ 13 عاماً بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بعد مراعاة عوامل مؤثرة مُحتملة، بما فيها العمر، والعرق، والتعليم، والأمومة، وحالة انقطاع الطمث، والتاريخ العائلي لمرض السكري، والتدخين، والنشاط البدني واستهلاك الكحول، والوزن.

وتراوحت نسب الخطر ما بين 32 في المائة لدى مَن بدأت لديهن الدورة الشهرية في سنّ 10 سنوات أو أقل، و14 في المائة (11 عاماً)، و29 في المائة (12 عاماً).

ومن بين النساء المصابات بالسكري، ارتبط العمر المبكر في الدورة الشهرية الأولى بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. كذلك ارتبط العمر المبكر جداً عند أول دورة شهرية (10 سنوات أو أقل)، بمضاعفة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بين النساء دون سنّ 65 عاماً المصابات بمرض السكري.

من جانبها، تؤكد الباحثة الرئيسية للدراسة، بكلية الصحة العامة والطب الاستوائي بجامعة تولين الأميركية، الدكتورة سيلفيا هالي لـ«الشرق الأوسط»، أنه «بناء على نتائج الدراسة، تحتاج النساء اللاتي بدأت لديهن الدورة الشهرية في سنّ مبكرة مزيداً من الفحص، واستراتيجيات الوقاية من مرض السكري ومضاعفاته».

وتضيف: «يبدو أنّ العمر عند بدء الحيض هو أيضاً أحد عوامل الخطر المبكرة لمضاعفات السكتة الدماغية بين النساء الأصغر سناً المصابات بالسكري»، موضحة أنّ «الفريق يواصل بحوثه لاستكشاف المسارات الفسيولوجية التي قد تكون مسؤولة عن تطوّر السكري والإصابة بالسكتة الدماغية لدى النساء اللاتي بدأت لديهن الدورة الشهرية مبكراً؛ ومنها التعرّض لهرمون (الإستروجين) لفترات أطول من الزمن، بالإضافة إلى السمنة».


التطعيم المبكر ضد الهربس النطاقي يؤمِّن شيخوخة صحية

التطعيم المبكر ضد الهربس النطاقي يؤمِّن شيخوخة صحية
TT

التطعيم المبكر ضد الهربس النطاقي يؤمِّن شيخوخة صحية

التطعيم المبكر ضد الهربس النطاقي يؤمِّن شيخوخة صحية

وجدت دراسة نموذجية حديثه أُجريت في ألمانيا، أن تطعيم الأفراد الأصغر سناً قد يكون له تأثير أكبر على الصحة العامة للوقاية من الهربس النطاقي، أو ما يُعرف أيضاً بالقوباء المنطقية Shingles، في الكبر.

ازدياد الإصابات مع العمر

وقد ازدادت نسبة حدوث المرض مع تقدم العمر، وهي أعلى عند الإناث منها عند الذكور. وتشير التقديرات إلى حدوث نحو 15 مليون حالة من الحالات في جميع أنحاء العالم لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً في عام 2020.

ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى أكثر من 17 مليون حالة في عام 2025 وإلى 19 مليون حالة بحلول عام 2030 بسبب شيخوخة السكان في جميع أنحاء العالم. ونُشرت الدراسة في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 في مجلة «نيتشر» لمجموعة باحثين برئاسة ديزموند كوران، من شركة الأدوية العالمية GSK في بلجيكا.

مناطق انتشار القوباء المنطقية

فيروس القوباء المنطقية

القوباء المنطقية عدوى فيروسية تسبب طفحاً جلدياً مؤلماً يمكن أن يصيب أي مكان من الجسم ويظهر عادةً على شكل خط واحد من البثور يغطي الجانب الأيسر أو الأيمن من الجذع ويُعرف أيضاً بالحزام الناري. ويتكون الطفح الجلدي من بثور تتقشر عادةً خلال 7 إلى 10 أيام وتختفي خلال 2 إلى 4 أسابيع.

وقد يستمر الألم لعدة أشهر أو حتى سنوات بعد اختفاء الطفح بالنسبة لبعض الأشخاص ويُسمى هذا الألم طويل الأمد بالألم العصبي التالي للهربس Post - herpetic neuralgia (PHN) وهو أكثر المضاعفات شيوعاً للقوباء المنطقية، إذ يزداد خطر الإصابة بها مع التقدم في السن.

لقاح مضاد

كانت نتائج سابقة نُشرت في مقالة لنفس المجموعة في 23 أغسطس (آب) 2023 قد أشارت إلى الفاعلية العالية وفترة الحماية طويلة المدى والتكلفة المناسبة للقاح الثنائي الجرعة من لقاح Shingrix المسمى «اللقاح النطاقي المؤتلف RZV Recombinant Zoster Vaccine»، إذ ظهر أنه ذو فاعلية بنسبة 100 في المائة في منع القوباء المنطقية لدى البالغين الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً وأكثر في الصين.

وقد تختلف التوصيات بين البلدان بناءً على عوامل مثل التمويل العام، وظروف استخدام اللقاح في الأفراد ذوي نقص المناعة. ويشير التقرير الجديد إلى أهمية التطعيم للبالغين لتأمين شيخوخة صحية وليس فقط لإضافة سنوات إلى الحياة ولكن لتحسين جودة تلك السنوات.

ويُظهر بعض التقارير أن اللقاح النطاقي المؤتلف قد يقلل من خطر الخرف ولكن يتطلب ذلك إجراء بحوث إضافية لفهم الآليات وراء هذا التأثير وتأكيد العلاقة السببية.

من جانبها توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأميركية بتلقي جرعتين من لقاح Shingrix للبالغين الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً فما فوق للوقاية من القوباء المنطقية ومضاعفاتها وكذلك للبالغين الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة، إذ يوفر اللقاح حماية قوية ضد القوباء المنطقية والألم العصبي التالي للهربس بنسبة 68 إلى 91 بالمائة وتظل المناعة قوية لمدة 7 سنوات على الأقل بعد التطعيم اعتماداً على الحالة التي تؤثر على الجهاز المناعي.

مضاعفات عصبية شديدة

المضاعفات الأكثر شيوعاً للهربس النطاقي هي الألم العصبي التالي للهربس؛ فقد يعاني المصاب بالألم الذي يستمر لمدة 90 يوماً أو أكثر بعد ظهور الطفح الجلدي. وفي 10 إلى 20 بالمائة من الحالات يزداد خطر الألم العصبي التالي للهربس مع تقدم العمر.

وعلى الرغم من أنه يختفي خلال عام في معظم الحالات فإنه في بعض الحالات قد يستمر لسنوات وقد تحدث أيضاً مضاعفات أخرى بما في ذلك المضاعفات العصبية (مثل: الشلل، والسكتة الدماغية)، ومضاعفات العين (مثل: التهاب القزحية، وفقدان البصر)، ومضاعفات الجلد (مثل: العدوى البكتيرية الثانوية)، والمضاعفات الجهازية (مثل: الالتهاب الرئوي، واحتشاء عضلة القلب، والاستشفاء المرتبط بالنطاق، أو الوفاة)، ويمكن أن يؤدي مرض العيون إلى تلف العين والألم وحساسية الضوء وفقدان الرؤية، إذ تشمل أعراض متلازمة رامزي هانت Ramsay Hunt syndrome (RHS) طنين الأذن بنسبة 48 بالمائة من المرضى، وفقدان السمع كلياً في إحدى الأذنين بنسبة 24 بالمائة وقد يؤدي إلى ضعف السمع الدائم في 5 بالمائة من الحالات.

ومتلازمة «رامزي هانت» هي حالة يمكن أن تسبب ضعفاً أو شللاً في الوجه وطفحاً جلدياً يؤثر في الأذن، وقد يطلق عليه أيضاً اسم الهربس النطاقي الأذنيّ، وهو مظهر غير شائع من الهربس النطاقي الذي يؤثر على العُقد العصبية القحفية الثامنة والعقدة الركبية للعصب القحفي السابع، أي الوجهي.

حقائق

أكثر من 17 مليونأً

عدد إصابات المرض المتوقَّعة في عام 2025


دراسة: الكوليسترول الجيد قد يزيد احتمالات الإصابة بالخرف لدى كبار السن

سيدة مصابة بالخرف (رويترز)
سيدة مصابة بالخرف (رويترز)
TT

دراسة: الكوليسترول الجيد قد يزيد احتمالات الإصابة بالخرف لدى كبار السن

سيدة مصابة بالخرف (رويترز)
سيدة مصابة بالخرف (رويترز)

ربطت دراسة جديدة بين «الكوليسترول الجيد» وزيادة فرص الإصابة بالخرف لدى كبار السن.

ووفق صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، تضيف دراسة جديدة أن البروتين الدهني عالي الكثافة «إتش دي إل (HDL)»، والذي كثيراً ما عُرف باسم «الكوليسترول الجيد»، ليس صحياً أو جيداً في الواقع، خصوصاً عند ارتفاع مستوياته في الدم.

وأجريت الدراسة على 18 ألف شخص أميركي فوق سن الـ65، توبعت سجلاتهم الصحية مدة 9 سنوات في المتوسط.

ووجد الباحثون أن ارتفاع مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة لنحو 80 ملغراماً / ديسيلتر يزيد خطر الإصابة بالخرف بنسبة 27 في المائة.

وقال الباحثون إن النطاق الصحي الموصى به للبروتين الدهني عالي الكثافة، بشكل عام، هو 40 إلى 60 ملغراماً / ديسيلتر للرجال و50 إلى 60 ملغراماً / ديسيلتر للنساء.

وربطت الدراسات السابقة ما يسمى «الكوليسترول الضار (LDL)» (البروتين الدهني منخفض الكثافة) بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وعلى النقيض من ذلك، فكثيراً ما نُظر إلى البروتين الدهني عالي الكثافة على أنه صحي ومفيد للجسم، حيث إن إحدى وظائفه هي نقل الكوليسترول الزائد من أجسامنا إلى الكبد، ما يمنع الدهون من التراكم في شراييننا.

وتدعم نتائج الدراسة الجديدة دراسات سابقة وجدت أن ارتفاع مستوى البروتين الدهني عالي الكثافة يضر أكثر مما ينفع.

وفي إحدى هذه الدراسات، كان الأشخاص الذين لديهم مستويات بروتين دهني عالي الكثافة أعلى من 60 ملغراماً/ديسيلتر أكثر عرضة بنسبة 50 في المائة تقريباً للإصابة بنوبة قلبية أو الوفاة بسبب أمراض القلب، مقارنة بالأشخاص الذين لديهم مستويات بين 41 و60 ملغراماً/ديسيلتر.

وقد يكون السبب وراء ذلك هو أن المستويات المرتفعة جداً من هذا البروتين قد تؤدي إلى إبطاء عملية إزالة الكوليسترول الضار من الشرايين.


ما علاقة العين بأمراض الكلى؟

فحص التصوير المقطعي المحوسب الخاص بالعين (جامعة أدنبره)
فحص التصوير المقطعي المحوسب الخاص بالعين (جامعة أدنبره)
TT

ما علاقة العين بأمراض الكلى؟

فحص التصوير المقطعي المحوسب الخاص بالعين (جامعة أدنبره)
فحص التصوير المقطعي المحوسب الخاص بالعين (جامعة أدنبره)

رأت دراسة بريطانية أنّ فحوص العين ثلاثية الأبعاد يمكن أن تكشف عن أدلة حيوية حول صحة الكلى، والتي يمكن أن تساعد في تتبُّع تطوّر المرض.

وأوضح الباحثون أنّ هذا التقدّم يمكن أن يُحدث ثورة في مراقبة أمراض الكلى، والتي غالباً ما تتطور من دون ظهور أعراض في المراحل المبكرة، ونُشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية «نيتشر كوميونيكيشنز».

والعين هي الجزء الوحيد في الجسم الذي يمكن من خلاله رصد عملية رئيسية تُسمّى «الدورة الدموية الدقيقة»، وغالباً ما يتأثر تدفق الدم عبر أصغر الأوعية الدموية في الجسم بأمراض الكلى.

عادة، يستخدم جهاز التصوير المقطعي المحوسب الخاص بالعين المنتشر على نطاق واسع، موجات الضوء لالتقاط صور مقطعية ثلاثية الأبعاد لشبكية العين في غضون دقائق.

وأجرى الفريق فحصاً للعين باستخدام الجهاز لـ204 مرضى في مراحل مختلفة من أمراض الكلى، بما في ذلك مرضى زرع الكلى، إلى جانب 86 متطوعاً أصحاء.

واستخدم الباحثون صوراً مكبَّرة تماماً لاكتشاف التغيرات في شبكية العين، وهي طبقة الأنسجة الموجودة في الجزء الخلفي منها، والتي تستشعر الضوء وترسل إشارات إلى الدماغ؛ ووجدوا أنّ الصور تُقدّم طريقة سريعة وغير جراحية لمراقبة صحة الكلى.

كما وجدوا أنّ لدى المرضى الذين يعانون مرض الكلى المزمن، شبكية عين أرق مقارنة بالمتطوعين الأصحاء. وأظهرت الدراسة أيضاً أن ترقّق شبكية العين يتقدّم مع انخفاض وظائف الكلى.

وعُكست هذه التغييرات عندما استُعيدت وظائف الكلى بعد عملية زرع ناجحة لها. أما المرضى الذين يعانون أشدّ أشكال المرض، والذين خضعوا لعملية زرع الكلى، فقد عانوا سماكة سريعة في شبكية العين بعد الجراحة.

في هذا السياق، يقول الباحث المُشارك في الدراسة، ورئيس قسم فسيولوجيا الكلى بجامعة أدنبره، البروفيسور ماثيو بيلي، لـ«الشرق الأوسط»: «أمراض الكلى شائعة، ومن المهم أن يتمكن الأطباء من مراقبتها لمعرفة كيفية تقدّمها ومدى الاستجابة للعلاج. يتم ذلك بشكل رئيسي عن طريق قياس المواد الموجودة في الدم والبول، وهذا غير دقيق لرصد التغيرات بوظائف الكلى».

يضيف: «تحتوي الطبقات الرقيقة في الجزء الخلفي من العين على أجهزة استشعار تستجيب للضوء، بالإضافة إلى عدد من الأوعية الدموية الصغيرة، واستهدفت دراستنا استخدام فحوص العيون، ووجدنا أنها طريقة يمكن أن تتنبأ بمعدل تطوّر أمراض الكلى».

ويوضح أنّ التطبيقات العملية لهذه الطريقة تهدف إلى توفير مزيد من المعلومات للأطباء حول وظائف الكلى لمساعدتهم على مراقبة أحوال مرضاهم؛ إذ تُعدّ عمليات الفحص غير جراحية وسريعة واقتصادية.

وبالنسبة إلى الخطوات المقبلة، أشار إلى أنّ الفريق يعمل حالياً على تطوير أساليب الذكاء الاصطناعي للسماح لأجهزة الكمبيوتر بالكشف السريع عن أمراض الكلى من خلال فحص العين، وتشخيصها مبكراً.


جديد العلم... تحويل البراز دواءً يجدد الكائنات الحية في الأمعاء

ميكروبيوتا الأمعاء تشكّل محور أبحاث واسعة يجريها المعهد الوطني الفرنسي لأبحاث الزراعة والغذاء والبيئة (رويترز)
ميكروبيوتا الأمعاء تشكّل محور أبحاث واسعة يجريها المعهد الوطني الفرنسي لأبحاث الزراعة والغذاء والبيئة (رويترز)
TT

جديد العلم... تحويل البراز دواءً يجدد الكائنات الحية في الأمعاء

ميكروبيوتا الأمعاء تشكّل محور أبحاث واسعة يجريها المعهد الوطني الفرنسي لأبحاث الزراعة والغذاء والبيئة (رويترز)
ميكروبيوتا الأمعاء تشكّل محور أبحاث واسعة يجريها المعهد الوطني الفرنسي لأبحاث الزراعة والغذاء والبيئة (رويترز)

يتيح التقدم الذي يشهده علم الأحياء المجهرية لشركات الأدوية الحيوية استحداث أدوية باستخدام مليارات الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الأمعاء، وحتى استخدام براز الأفراد الأصحاء لمعالجة المرضى، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

ففي مصنعها الجديد بمنطقة ليون في وسط شرق فرنسا، وهو الأكبر في أوروبا المخصص حصرياً للأدوية القائمة على الكائنات الحية الدقيقة، تسعى شركة MaaT Pharma (مات فارما) للتكنولوجيا الحيوية إلى تعزيز فرص شفاء المرضى المصابين بالسرطان، وتحسين قابليتهم للاستجابة للعلاجات المناعية من خلال إعادة إنعاش ميكروبيوتا الأمعاء التي تضررت بفعل العلاج المكثف.

وتعمل الشركة على إنجاز عقار MaaT013 (مات013) الذي بات في المرحلة النهائية من التجارب السريرية لمعالجة ما يُعرف بداء الطعم ضد الثوي (GVHD)، وهو مرض نادر يمكن أن يؤدي إلى الوفاة، يحدث بعد زراعة الخلايا المكونة للدم التي تُعرف عموماً بزراعة نقي العظم أو زراعة الخلايا الجذعية في حالات سرطانات الدم.

ومن المتوقع ظهور النتائج الأولى للتجربة في منتصف عام 2024، لكن هذا الدواء متاح منذ الآن في عدد من الدول الأوروبية للذين يحتاجون إليه بشكل مُلحّ.

وتتوقع شركة التكنولوجيا الحيوية بيع «تسعة آلاف جرعة سنوياً» من هذا المحلول العلاجي الذي تنتجه في مصنعها الجديد بضواحي ليون.

وتتلقى الشركة البراز المجمّع في نوع من الأوعية المحكمة الإغلاق صُنعت على القياس خصيصاً لهذا الغرض.

وتتولى شركة «في نانت» جمع هذه الكميات من البراز التي تُنقل إلى المصنع بالقطار والشاحنة في صناديق تبريد عند حرارة خمس درجات مئوية وتُعالَج خلال 72 ساعة على الأكثر بعد انبعاثها.

25 مؤشراً

يتمثل الهدف في مزج براز المتبرعين للحصول على أفضل ما فيه، وهو عبارة عن مجموعة غنية ومتنوعة من الكائنات الحية الدقيقة التي يعاد حقنها في أجسام المرضى في المستشفى عن طريق المستقيم، كما لو كانت حقنة شرجية، لكي تستوطن مجدداً في الجهاز الهضمي للمريض وتعيد إليه ميكروبيوتا الأمعاء المتضررة.

وقالت مديرة الإنتاج في المصنع سيسيل بيلا - نيس: «من بين ثلاثة آلاف متطوع ملأوا نموذج الطلب، يستوفي 30 فحسب معايير الصحة الهضمية الجيدة والصحة العقلية المطلوبة»؛ لأن ثمة صلة بين الصحة العقلية والكائنات الحية الدقيقة.

وشبّهت الأمر بـ«التبرع بالدم ولكن بطريقة أكثر تقدماً بقليل».

وينبغي على المتبرعين الذين يتطوعون عادةً من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وفي أحرام الجامعات قبل أسابيع قليلة من بدء الإنتاج، الخضوع في مقابل بدلات مالية «لاختبارات دم كل 60 يوماً واختبارات براز يومية» طوال مرحلة جمع البراز.

وأوضحت مديرة التطوير التكنولوجي في «مات فارما»، كارولين شوينتنر، أن «كل براز يُختبر استناداً إلى 25 مؤشراً مرضياً مختلفاً». وتضاف مادة مخففة لحماية البكتيريا أثناء التجميد.

ثم يوزّع اللقاح على أكياس توضع في حاضنة عند حرارة خمس درجات مئوية ثم يتم تجميدها.

على شكل كبسولة

يجري راهناً تقييم تركيبة على شكل كبسولة تحت اسم «مات033» لتعزيز فرص شفاء المرضى المصابين بسرطانات الدم (النتائج متوقعة سنة 2026) ومرض شاركو.

وتهتم شركات التكنولوجيا الحيوية الفرنسية الأخرى بهذا الأفق العلاجي الجديد.

وتعمل شركة Exeliom Biosciences (إكسيليوم بيوسيانس) على التوصل إلى دواء يستند إلى الخصائص المضادة للالتهابات التي توفرها البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي (Faecalibacterium prausnitzii) التي توصف بأنها «نجمة بكتيريا الأمعاء».

وتعتمد شركة Enterome (إنتروم) على قاعدة بياناتها التي تضم أكثر من 20 مليوناً من بروتينات ميكروبيوم الأمعاء لتحديد العلاجات. وفي مجال التشخيص، ابتكرت شركة «جي إم تي» برنامجاً لتحليل الميكروبيوم.

وتعتمد كل هذه الشركات في عملها على البيانات العلمية عن ميكروبيوتا الأمعاء.

وتشكّل ميكروبيوتا الأمعاء محور أبحاث واسعة يجريها المعهد الوطني الفرنسي لأبحاث الزراعة والغذاء والبيئة، الذي ينظّم لهذا الغرض حملة كبيرة لتطويع متبرعين مستعدين لإعطاء عينات من برازهم لتطوير العلم.


وسط موجة تضرب الصين... حالات الالتهاب الرئوي لدى الأطفال تبرز في أوروبا

الصين شهدت مجموعة من حالات الالتهاب الرئوي تملأ كثيراً من المستشفيات (رويترز)
الصين شهدت مجموعة من حالات الالتهاب الرئوي تملأ كثيراً من المستشفيات (رويترز)
TT

وسط موجة تضرب الصين... حالات الالتهاب الرئوي لدى الأطفال تبرز في أوروبا

الصين شهدت مجموعة من حالات الالتهاب الرئوي تملأ كثيراً من المستشفيات (رويترز)
الصين شهدت مجموعة من حالات الالتهاب الرئوي تملأ كثيراً من المستشفيات (رويترز)

تعد آيرلندا وفرنسا من بين كثير من الدول الأوروبية التي سجلت ارتفاعاً حاداً في حالات الالتهاب الرئوي بين الأطفال، في وقت تكافح الصين ارتفاعاً غير مسبوق في مرض الجهاز التنفسي، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

وتم الإبلاغ عن ارتفاع في الميكوبلازما الرئوية، البكتيريا المسببة للعدوى، في آيرلندا وفرنسا وهولندا والدنمارك.

وفي الدنمارك وفرنسا، ارتفعت الإصابات إلى مستويات وبائية، حيث شهدت الدنمارك زيادة في الحالات بمقدار 3 أضعاف منذ أكتوبر (تشرين الأول)، ليصل إجمالي الحالات إلى 541 حتى الأسبوع الماضي.

وتشير «Airfinity»، وهي شركة لتحليل البيانات، إلى أن فرنسا تتصارع أيضاً مع حالات العدوى على مستوى الوباء. وفي الوقت نفسه، شهدت هولندا زيادة بنسبة 124 في المائة مقارنة بذروة العام الماضي.

وفي آيرلندا، كانت القفزة أقل دراماتيكية، حيث تم الإبلاغ عن 15 حالة من حالات الميكوبلازما الرئوية لدى الأطفال والمراهقين، بزيادة قدرها 14 حالة على العام السابق.

وفي الصين، ملأت مجموعة من حالات العدوى، المعروفة بـالالتهاب الرئوي، كثيراً من المستشفيات، ويُعزى ذلك إلى رفع القيود المفروضة بسبب فيروس «كورونا»، مما أدى إلى زيادة ارتفاع المرض الذي يصاحب عادة فصل الشتاء.

وبرز المرض إلى دائرة الضوء الأسبوع الماضي، عندما تقدمت منظمة الصحة العالمية بطلب رسمي إلى الصين للحصول على مزيد من المعلومات حول تقارير عن التهاب رئوي غير مشخص في مستشفيات الأطفال ببكين ولياونينغ ومواقع أخرى.

وقالت السلطات الصينية إنها لا تملك أي دليل على وجود أي مسببات أمراض جديدة ترتبط بموجة الالتهاب الرئوي، على الرغم من أن البعض على المستوى الدولي أعرب عن شكوكه بشأن شفافية البلاد.

وقامت الدول في جميع أنحاء آسيا، بما في ذلك الهند ونيبال وتايوان وتايلند، بزيادة المراقبة وطلبت من العاملين في مجال الرعاية الصحية توخي اليقظة في حالات الالتهاب الرئوي.

وتنتشر العدوى عن طريق ملامسة الرذاذ المتطاير من أنف وحلق الأشخاص المصابين، وهي أكثر شيوعاً بين الأطفال مقارنة بالبالغين. ويتم حل معظم الحالات دون مضاعفات من خلال جرعات محددة من المضادات الحيوية، ومع ذلك، فإن مقاومة المضادات الحيوية تشكل مصدر قلق.

وهذا أمر مثير للقلق بشكل خاص في آسيا، حيث ارتفعت معدلات المقاومة للماكرولايد، وهو نوع من المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج الالتهاب الرئوي، إلى 90 في المائة.


دراسة تدحض الاعتقاد الشائع: «فيتامين د» لا يقلل الكسور لدى الأطفال

ثلث الأطفال يصابون بكسر واحد على الأقل قبل سن 18 عاما ويمثل ذلك مشكلة صحية عالمية (رويترز)
ثلث الأطفال يصابون بكسر واحد على الأقل قبل سن 18 عاما ويمثل ذلك مشكلة صحية عالمية (رويترز)
TT

دراسة تدحض الاعتقاد الشائع: «فيتامين د» لا يقلل الكسور لدى الأطفال

ثلث الأطفال يصابون بكسر واحد على الأقل قبل سن 18 عاما ويمثل ذلك مشكلة صحية عالمية (رويترز)
ثلث الأطفال يصابون بكسر واحد على الأقل قبل سن 18 عاما ويمثل ذلك مشكلة صحية عالمية (رويترز)

كشفت دراسة علمية أجريت في بريطانيا أن المكملات الغذائية التي تحتوي على «فيتامين د» لا تؤدي إلى تقوية عظام الأطفال الذين يعانون من نقص هذا الفيتامين في الجسم، أو تقلل احتمالات إصابتهم بالكسور، بعكس نظريات علمية كثيرة تؤكد أهمية «فيتامين د» بالنسبة لصحة عظام الأطفال، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وتشير الإحصاءات إلى أن ثلث الأطفال يصابون بكسر واحد على الأقل قبل سن 18 عاما، ويمثل ذلك مشكلة صحية عالمية لأن الكسور في سن الطفولة يمكن أن تؤدي إلى إعاقات دائمة أو تدهور نمط حياة الشخص. وقد جذبت المكملات الغذائية التي تحتوي على «فيتامين د» اهتماما متزايدا في السنوات الأخيرة باعتبارها وسيلة لتقوية العظام والحد من إصابات الكسور.

ولكن فريقا بحثيا من جامعة كوين ماري في لندن وكلية «تي إتش تشان» للصحة العامة في هارفارد أجرى دراسة بالتعاون مع شركاء في منغوليا لتحديد ما إذا كان تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على «فيتامين د» يمكن أن يقلل بالفعل من احتمالات الإصابة بالكسور.

وشملت الدراسة التي أجريت على مدار ثلاث سنوات ونشرتها الدورية العلميةLancet Diabetes & Endocrinology نحو 8851 طفلا منغوليا تتراوح أعمارهم ما بين 6 و13 عاما، علما بأن 95.5 في المائة من هؤلاء الأطفال كانوا يعانون بالفعل من نقص «فيتامين د». وشملت الدراسة إعطاء الأطفال جرعة أسبوعية من مكملات غذائية تحتوي على هذا الفيتامين.

وتبين بعد إجراء فحص بأجهزة الموجات فوق الصوتية شمل 1438 من هؤلاء الأطفال عدم وجود أي تأثير يتعلق بقوة العظام أو تراجع احتمالات الإصابة بالكسور.

ونقل الموقع الإلكتروني «ميديكال إكسبريس» المتخصص في الأبحاث الطبية عن جانما دافاسامبو الباحث في كلية الصحة العامة في هارفارد قوله إن «غياب أي تأثير لتناول (فيتامين د) بالنسبة لقوة العظام لدى الأطفال الذين يعانون من نقص هذا الفيتامين كان أمرا مثيرا للدهشة»، وأوضح أن «المكملات الغذائية التي تحتوي على (فيتامين د) تعمل بشكل أفضل لدى البالغين من أجل منع الإصابة بالكسور إذا ما تم تناولها مع الكالسيوم في نفس الوقت».

غير أن الباحث أدريان مارتينو من جامعة كوين ماري في لندن أوضح أنه «لا ينبغي أيضا تجاهل أهمية تناول كمية كافية من (فيتامين د) لوقاية الأطفال من مرض الكساح»، مؤكدا أهمية توصية الحكومة البريطانية بشأن تناول 400 وحدة من «فيتامين دي» يوميا وضرورة الالتزام بها.


عالِم فرنسي: بدائل التدخين تخفّض وفياته ولا تخلو من المخاطر

عملية الاحتراق سبب رئيسي لكثير من المخاطر والسموم (أ.ب)
عملية الاحتراق سبب رئيسي لكثير من المخاطر والسموم (أ.ب)
TT

عالِم فرنسي: بدائل التدخين تخفّض وفياته ولا تخلو من المخاطر

عملية الاحتراق سبب رئيسي لكثير من المخاطر والسموم (أ.ب)
عملية الاحتراق سبب رئيسي لكثير من المخاطر والسموم (أ.ب)

في وقت تشير فيه تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد المدخنين اليوم يبلغ نحو مليار شخص حول العالم، ومن غير المرجح أن ينخفض في المستقبل المنظور، ومع توقعها بقاءه على حاله حتى عام 2025، شدد خبير دولي بمجال طب الأورام والسرطان، على ضرورة اتخاذ المؤسسات المعنية بتعزز التوعية والمعلومات الدقيقة نهجاً أكثر واقعية مصمماً لإبعاد المدخنين عن السجائر وفق منهجية علمية فعالة. وقال البروفيسور العالمي ديفيد خياط أستاذ علم الأورام وأشهر أطبائه الفرنسيين لـ«الشرق الأوسط»، إنه «يمكن للبدائل الخالية من التدخين أن تؤدي إلى انخفاض بمقدار 10 أضعاف في الوفيات الناجمة عنه، لكنها ليست خالية من المخاطر»، مشيراً إلى تقديرات تبيّن أن «الأمراض غير المعدية هي السبب الرئيسي للوفاة بمنطقة الشرق الأوسط في الوقت الحالي، بنسبة 72 في المائة». وأضاف خياط: «بعض الممارسات الشائعة كسهولة طلب الاحتياجات عبر الإنترنت، وثقافة الخروج لتناول وجبات الغداء أو العشاء، وزيارة المطاعم كل يوم، إلى جانب الطقس الرطب تسهم جميعها في تشجيع نمط الحياة الخامل»، لافتاً إلى تحقيق تقدم ملحوظ في مجال رعاية مرضى السرطان.

البروفيسور ديفيد خياط أشار إلى ممارسات تشجع نمط الحياة الخامل (الشرق الأوسط)

وتابع: «في حين أن نهجنا الأساسي الذي اتّبعناه على مدار العقود الثلاثة الماضية ربما كان يقتصر على العلاج الكيميائي والتدخلات الهرمونية، فإن البحث العلمي والابتكار قادانا إلى بدائل متطورة وأكثر استهدافاً مثل أدوية العلاج المستهدفة والعلاج المناعي»، منوهاً بـ«اكتشاف علاج آخر لمكافحة السرطان وهو العلاج الموجه، وتتضمن طريقته استهداف البروتينات المتحورة، وقتل الخلايا التي تحتوي على هذه البروتينات والتي يعتقد أنها السبب وراء قدرة بعض الخلايا السرطانية على الانقسام إلى ما لا نهاية». وزاد أستاذ علم الأورام الفرنسي: «من المهم أن نعرف أن سبب بقاء السرطان على قيد الحياة هو الطفرة والدوران الإصلاحي للحمض النووي لخلية واحدة، وهو ما يمكن للعلاج الموجه محاربته»، مؤكداً: «اكتشاف طرق علاج أخرى، بما في ذلك العلاج الإشعاعي المجسم (أو الجراحة الإشعاعية)، وكلها تساعد في تدمير الأورام بدقة عالية». وأفاد: «في 2016، اكتشف باحثان من اليابان والولايات المتحدة سبب نوم الخلايا؛ السرطان خبيث للغاية لدرجة أنه يفرز مادة (سومنيفيرا) – وهي حبة منومة لخلايا الدم البيضاء، الأمر الذي يسبب خمولها. وبعدها، طوّر العلماء منهجاً جديداً مبتكراً: العلاج المناعي، وهو طريقة علاجية تحتوي على أدوية مضادة لمنع الخلايا الليمفاوية من أن تصبح غير نشطة»، موضحاً أن «هذا الحل أدى إلى تغيير تشخيص عدد من أنواع السرطان، بما في ذلك تلك الموجودة في الرئتين والمعدة والجلد... وغيرها الكثير»، ووفق خياط، فإن «النيكوتين، مع أنه يتسبّب بالإدمان، فهو ليس السبب الرئيسي خلف الأمراض المرتبطة بالتدخين مثل السرطان؛ إذ إن تدخين السيجارة يعني استنشاق الدخان والرماد المحترق الناتج عن إشعالها، وعملية الاحتراق هذه هي السبب الرئيسي الذي يجلب معه كثيراً من المخاطر والسموم». وتعد المنتجات التي تمنع الاحتراق، وفق خياط، مثل السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن وأكياس النيكوتين الفموية «بديلاً أقل ضرراً للاستمرار في التدخين»، متابعاً: «في حين أن النيكوتين، المادة المسببة للإدمان، لا تزال موجودة في مستويات مختلفة في تلك البدائل، ومن ثم لا تجعلها خالية تماماً من المخاطر، إلا أنها كافية لتحويل اهتمام المدخنين بعيداً عن استنشاق دخان السجائر».