كثرة استخدام مسكنات الألم قد تضر بعقلك

الاستخدام المنتظم والمفرط لمسكنات الألم قد يؤدي إلى مشكلات كبيرة (رويترز)
الاستخدام المنتظم والمفرط لمسكنات الألم قد يؤدي إلى مشكلات كبيرة (رويترز)
TT

كثرة استخدام مسكنات الألم قد تضر بعقلك

الاستخدام المنتظم والمفرط لمسكنات الألم قد يؤدي إلى مشكلات كبيرة (رويترز)
الاستخدام المنتظم والمفرط لمسكنات الألم قد يؤدي إلى مشكلات كبيرة (رويترز)

أكدت دراسة جديدة أن كثرة استخدام الأطفال والشباب لمسكنات الألم يمكن أن تضر بصحتهم العقلية وتدفعهم لإدمان المخدرات.

ووفقاً لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد نظرت الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعتي سانت جورج وليفربول البريطانيتين، في السجلات الطبية لأكثر من 853 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين عامين و24 عاماً.

ومن بين هذه المجموعة، تم تشخيص أكثر من 146 ألف شخص بالإصابة بالألم المزمن، الذي يعرف بأنه الألم الذي يستمر لأكثر من ثلاثة أشهر. وتم إعطاؤهم مسكنات للألم شهيرة يتم استخدامها على نطاق واسع.

وتمت متابعة المرضى لمدة خمس سنوات في المتوسط بعد بلوغهم سن 25 عاماً.

وفي تلك الفترة، وجد الباحثون أن هناك 143 ألف مشارك في المجموعة التي تلقت مسكنات الألم، يعاني من ضعف في صحته العقلية، وأن نحو 11 ألف شخص قام بتعاطي المخدرات، فيما تلقى 77 ألف شخص روشتة طبية واحدة على الأقل تتضمن مواد أفيونية أثناء المتابعة.

وأكد الباحثون أن علاج الألم المزمن لدى من تقل أعمارهم عن 25 عاماً أمر ضروري، لكنهم حذروا من أن الاستخدام المنتظم والمفرط لمسكنات الألم قد يؤدي إلى مشكلات كبيرة.

وقال مؤلف الدراسة الرئيسي، الدكتور أندرو لامبارث، الزميل السريري الأكاديمي في علم الصيدلة السريرية والعلاجات في جامعة سانت جورج في لندن: «نحن نعلم أن عدم علاج الألم يمكن أن يسبب ضرراً على المديين القصير والطويل، ولكن من الضروري أيضاً تجنب الاعتماد المفرط على المسكنات التي قد تضر بالعقل وتتسبب في إدمان المخدرات في وقت لاحق».

وأكد لامبارث الحاجة إلى العمل مع جميع مقدمي الرعاية الصحية لمساعدتهم على تقييم مخاطر وفوائد وصف مسكنات الألم في سن مبكرة.


مقالات ذات صلة

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

أظهرت دراسة جديدة أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب، إلا إن الشيء نفسه لا ينطبق على النساء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

مرض السكري قد يسرّع من انكماش المخ

كشفت دراسة جديدة أن مرض السكري من النوع الثاني قد يؤدي إلى انكماش المخ بشكل سريع مع التقدم في العمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.