علاج جديد لسرطان البروستات المُتكرر

بإمكان المرضى العيش أطول من دون أن يتطوّر المرض

سرطان البروستات المُتكرر هو عودة السرطان بعد العلاج (بابليك دومين)
سرطان البروستات المُتكرر هو عودة السرطان بعد العلاج (بابليك دومين)
TT

علاج جديد لسرطان البروستات المُتكرر

سرطان البروستات المُتكرر هو عودة السرطان بعد العلاج (بابليك دومين)
سرطان البروستات المُتكرر هو عودة السرطان بعد العلاج (بابليك دومين)

حدّد باحثون أميركيون علاجيين جديدين، قالوا إنهما «واعدَيْن للرجال المصابين بسرطان البروستات المُتكرر». وأوضحوا في دراسة نُشرت نتائجها الأربعاء بدورية «نيو إنغلاند» الطبية، أنّ العلاجين المحتملين «ساعدا المرضى على العيش لفترة أطول من دون أن يتطوّر مرضهم، مقارنة بالعلاج القياسي الحالي».

ووفق تقديرات جمعية السرطان الأميركية، سيُشخَّص سرطان البروستات لدى 288300 رجل في الولايات المتحدة في 2023. وبالنسبة إلى البعض، قد تنتفي الحاجة للعلاج جراء الشكل بطيء النمو من المرض لديهم، ولكن غالباً يُعالَج المصابون بسرطان البروستات المتكرر الأكثر عدوانية أولاً بالجراحة أو العلاج الإشعاعي.

وسرطان البروستات المُتكرر هو عودة السرطان بعد العلاج، ويمكن أن تتكرر الإصابة خلال 10 سنوات من العلاج الأول، وفق الفريق البحثي.

وعادة، يُعالَج مرضى سرطان البروستات المُتكرر بالعلاج الهرموني الذي يقلّل من إنتاج المريض لهرمون التستوستيرون الجنسي. وتحتاج خلايا سرطان البروستات إلى هرمونات الأندروجين مثل التستوستيرون لتنمو، لذلك فإنّ العلاج الهرموني يقلل من التأثيرات المحفّزة لنمو الأورام.

لكن الفريق البحثي أشار إلى أنّ لهذا العلاج جانبين سلبيين، فهو لا يزيل هرمون التستوستيرون تماماً وهذا قد يكون كافياً لتحفيز نمو الورم، ويمكن أن يسبّب كثيراً من الآثار الجانبية. وخلال الدراسة التي أجريت على 1068 مريضاً بسرطان البروستات من 244 موقعاً في 17 دولة، اختبر الفريق تدخّلَيْن علاجيَيْن تجريبيين.

وفي التجربة السريرية العشوائية، تلقى ثلث المرضى العلاج الهرموني، بالإضافة إلى دواء تجريبي يسمى «إنزالوتاميد» (Enzalutamide) يمنع تأثيرات هرمون التستوستيرون من تحفيز نمو الخلايا السرطانية. فيما تلقى الثلث الثاني من المرضى «الإنزالوتاميد» وحده، وتلقى الثلث الأخير العلاج الهرموني وحده، وهو العلاج القياسي الحالي للمرض.

ووجد الباحثون أنّ الجمع بين العلاج الهرموني بالإضافة إلى «الإنزالوتاميد» قلّل من خطر حدوث ورم خبيث أو الوفاة بنسبة 58 في المائة، مقارنةً بالعلاج الهرموني وحده. كما وجدوا أنّ «الإنزالوتاميد» وحده قلّل من خطر حدوث ورم خبيث أو الوفاة بنسبة 37 في المائة، مقارنة بالعلاج الهرموني وحده.

من جانبه، قال الدكتور ستيفن فريدلاند في مركز سيدار سيناي الطبي بالولايات المتحدة، وهو الباحث الرئيسي في الدراسة، إنه «إذا وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على هذه العلاجات، فإنّ نتائج الدراسة تمنح مرضى سرطان البروستات ومقدّمي الرعاية لهم، الفرصة لاختيار مسار علاجي محتمل يلبّي حاجاتهم على أفضل وجه». وأضاف لموقع المركز: «في الدراسة، حسَّن الخياران الجديدان البقاء على قيد الحياة من دون ورم خبيث مع الحفاظ على نوعية الحياة، مقارنة بالعلاج الهرموني وحده». وأشار إلى أنّ الخطوة التالية هي أن يتقدّم صانعو «الإنزالوتاميد» بطلب للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء، حتى يمكن استخدام العلاج التجريبي على نطاق واسع.


مقالات ذات صلة

نتنياهو يستكمل «مظلته» الأميركية بلقاء ترمب

الولايات المتحدة​ 
ترمب ونتنياهو قبل بدء اجتماعهما أمس (د.ب.أ)

نتنياهو يستكمل «مظلته» الأميركية بلقاء ترمب

بلقائه الرئيس الأميركي السابق، وربما اللاحق، دونالد ترمب، أكمل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، مظلته الأميركية، التي شملت وقفة في الكونغرس

هبة القدسي (واشنطن) نظير مجلي (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ 
بايدن وهاريس في فيلادلفيا 3 فبراير 2023 (أ.ب)

بعد دعم أوباما... هاريس تقترب من الترشيح الديمقراطي

اقتربت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس من انتزاع ترشيح الحزب الديمقراطي رسمياً لخوض سباق الرئاسة أمام دونالد ترمب، بعد التأييد الذي حظيت به علناً من الرئيس.

علي بردى (واشنطن) هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ 
الرئيس الأميركي جو بايدن بالمكتب البيضاوي في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)

بايدن «يحمي» اللبنانيين في أميركا من الإبعاد

أعطى الرئيس الأميركي جو بايدن اللبنانيين الموجودين في بلاده «حماية من خطر الإبعاد لمدة تصل إلى 18 شهراً»، عازياً القرار إلى «تدهور الأوضاع الإنسانية في جنوب.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)

بايدن سيعلن عن خطط لإصلاح المحكمة العليا يوم الاثنين

كشفت صحيفة «بوليتيكو» أن الرئيس الأميركي سيعلن عن خطط لإصلاح المحكمة العليا، يوم الاثنين، حيث سيدعم تحديد فترات ولاية القضاة وقواعد أخلاقية قابلة للتنفيذ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس (أ.ف.ب)

استطلاع: ترمب يتقدم بفارق ضئيل على هاريس في السباق للبيت الأبيض

أظهر استطلاع لصحيفة «وول ستريت جورنال» أن مرشح الجمهوريين للبيت الأبيض دونالد ترمب يتقدم بفارق نقطتين مئويتين على كامالا هاريس المرشحة المحتملة عن الديمقراطيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
TT

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)

أظهرت دراسة ألمانية أن برنامجاً يركز على التدريبات البدنية يمكن أن يحسن جودة الحياة لدى مرضى سرطان الثدي النقيلي.

أوضح الباحثون بقيادة المركز الألماني لأبحاث السرطان، أن هذا البرنامج أدى إلى تحسن ملحوظ في جودة الحياة، وتراجع كبير في التعب، وفق النتائج التي نشرت، الخميس، في دورية «Nature Medicine».

وسرطان الثدي النقيلي، أو المتقدم، هو نوع من السرطان ينتشر من الثدي إلى أجزاء أخرى في الجسم، ويتضمن انتشار الخلايا السرطانية إلى العظام والرئتين والكبد والدماغ، ويحدث هذا الانتشار عندما تنتقل الخلايا السرطانية من الورم الأصلي في الثدي عبر الدم أو الجهاز الليمفاوي إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وتعد المحافظة على جودة الحياة أو تحسينها وتخفيف التعب أهدافاً مهمةً في رعاية مرضى السرطان، إذ يؤثر المرض نفسه وعلاجاته على جودة الحياة، كما يعاني العديد من المرضى من متلازمة التعب، التي تؤدي إلى الإرهاق البدني والعاطفي والعقلي المستمر.

وشملت الدراسة 355 امرأة ورجلين مصابين بسرطان الثدي النقيلي في ألمانيا، وقسموا إلى مجموعتين، الأولى انخرطت في البرنامج التدريبي، الذي شمل جلستين أسبوعياً على مدى 9 أشهر، فيما لم تشارك المجموعة الأخرى في البرنامج.

وتضمن البرنامج التدريبي الفردي تحت إشراف علاجي تمارين لتعزيز التوازن وقوة العضلات والقدرة على التحمل.

وحصل جميع المشاركين في الدراسة على توصيات أساسية لممارسة الرياضة، وتم تزويدهم بجهاز تتبع النشاط لتسجيل مقدار التمرين الذي قاموا به في حياتهم اليومية.

وجرى سؤال المشاركين عن جودة حياتهم باستخدام استبيان موحد يأخذ في الاعتبار الجوانب البدنية والعقلية والعاطفية لجودة الحياة في بداية الدراسة، وبعد 3 و6 و9 أشهر.

بالإضافة إلى ذلك، أجرى الباحثون استبياناً موحداً لتقييم أعراض التعب، وتم اختبار اللياقة البدنية في البداية، وفي فواصل زمنية مدتها 3 أشهر باستخدام جهاز الدراجة الثابتة.

ووجد الباحثون أن المجموعة الأولى انخفضت لديها الأعراض المرتبطة بالمرض والعلاج بشكل ملحوظ، ما أدى إلى تحسين جودة الحياة، مقارنة بالمجموعة الأخرى.

وأدى البرنامج التدريبي المنظم إلى تحسين ملحوظ في جودة الحياة وانخفاض كبير في التعب، حيث انخفضت شكاوى مثل الألم وضيق التنفس بشكل ملحوظ خلال فترة الدراسة. وكانت نتائج اختبار اللياقة البدنية في مجموعة التدريب أفضل من مجموعة التحكم.

وقال الباحثون إن النساء المصابات بالسرطانات المتقدمة مثل سرطان الثدي النقيلي، اللاتي يتلقين العلاج طويل الأمد، يمكن أن يستفدن بشكل كبير من إدارة الأعراض المرتبطة بالمرض والعلاج بشكل جيد.

وأضافوا أن التأثيرات الإيجابية المشجعة للغاية للبرنامج التدريبي يمكن أن تجعل مرضى سرطان الثدي المتقدم يعيشون حياة أفضل ويتمتعون بلياقة بدنية أكبر.