فك لغز مقاومة أنواع سرطانية للعلاج الكيميائي

اكتشاف مادتين تجعلان الخلايا السرطانية المقاومة أكثر حساسية بنحو 30 مرة للعلاج الكيميائي (بابليك دومين)
اكتشاف مادتين تجعلان الخلايا السرطانية المقاومة أكثر حساسية بنحو 30 مرة للعلاج الكيميائي (بابليك دومين)
TT

فك لغز مقاومة أنواع سرطانية للعلاج الكيميائي

اكتشاف مادتين تجعلان الخلايا السرطانية المقاومة أكثر حساسية بنحو 30 مرة للعلاج الكيميائي (بابليك دومين)
اكتشاف مادتين تجعلان الخلايا السرطانية المقاومة أكثر حساسية بنحو 30 مرة للعلاج الكيميائي (بابليك دومين)

تمكّن باحثون في بريطانيا من فك لغز مقاومة عدد من السرطانات للعلاج الكيميائي ما يمنح الأمل للمرضى الذين لا يستجيبون لهذا النوع من العلاج. واكتشف الباحثون جينين يتسببان في مقاومة مرضى سرطان الرأس والرقبة للعلاج الكيميائي، وأضافوا أن «إسكات أي من الجينين يمكن أن يجعل الخلايا السرطانية التي لم تكن تستجيب سابقاً للعلاج الكيميائي تستجيب للعلاج لاحقاً».

هذا البحث هو أول دليل على أن الجينين (NEK2) و(INHBA) يتسببان بمقاومة سرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة للعلاج الكيميائي، وفق النتائج المنشورة، الاثنين، في دورية (Molecular Cancer).

وهناك 12422 حالة جديدة من سرطان الرأس والرقبة كل عام، ويُعد فشل العلاج الناجم عن مقاومة العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض معدلات بقاء هؤلاء المرضى على قيد الحياة لمدة 5 سنوات لأقل من 25 في المائة، وفق الدراسة.

وأشار الباحثون إلى أن الجينين المُكتشفَين يعملان بشكل فعّال في معظم أنواع السرطان البشرية؛ ما يعني أن النتائج يمكن أن تمتد إلى سرطانات أخرى.

للوصول لنتائج الدراسة، بحث الفريق في مكتبة كيميائية تُستخدم عادةً لاكتشاف الأدوية، ووجدوا أن مادتين يمكن أن تستهدفا الجينين على وجه التحديد، وتجعلا الخلايا السرطانية المقاومة أكثر حساسية بنحو 30 مرة لعقار العلاج الكيميائي الشائع المسمى «سيسبلاتين» الذي يُستخدم لعدد من السرطانات.

إحدى هاتين المادتين هي (Sirodesmin A) التي تنتمي إلى السموم الفطرية، والأخرى هي مادة في دواء «كارفيلزوميب» (Carfilzomib) المُعتمد بالفعل لعلاج السرطان.

ورأى الباحثون أن «هذا يدل على أنه قد تكون هناك أدوية موجودة تمكن إعادة استخدامها لاستهداف أسباب جديدة للمرض، التي يمكن أن تكون أرخص من تطوير وإنتاج أسباب جديدة».

وأثبتت النتائج أن المادتين تعملان عن طريق خفض مستويات الجينين، ويمكن إعطاؤهما جنباً إلى جنب مع علاج «سيسبلاتين» الكيميائي. وقال كبير مؤلفي الدراسة من جامعة «كوين ماري» في لندن، الدكتور موي تيك تيه: «تعد النتائج خطوة واعدة نحو حصول مرضى السرطان في المستقبل على علاج شخصي يعتمد على جيناتهم ونوع الورم، ما يمنحهم معدل بقاء أفضل وعلاجاً أكثر فاعلية».

وأضاف في بيان نُشر على موقع الجامعة، الاثنين: «لسوء الحظ، هناك الكثير من المرضى لا يستجيبون للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي، لكنّ دراستنا أظهرت أنه في سرطانات الرأس والرقبة، على الأقل، يمكن لهذين الجينين أن يكونا وراء ذلك، ويمكن بعد ذلك استهدافهما لمحاربة مقاومة السرطان للعلاج الكيميائي».


مقالات ذات صلة

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

صحتك يصيب سرطان الفم نحو 8800 شخص في المملكة المتحدة كل عام (أرشيفية - رويترز)

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

في اكتشاف علمي مذهل وجد الباحثون أن نوعاً شائعاً من بكتيريا الفم يُعرف بـ«الفوسوباكتيريوم» يمكنه إذابة بعض أنواع السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شركة «فايزر» قالت إنها حققت نتائج إيجابية لمرضى سرطان الرئة بعد مضي خمس سنوات على العلاج (الشرق الأوسط)

دراسة: التدخين لا يزال عامل الخطر الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة

أظهرت دراسة حديثة أن التدخين يشكّل أحد المخاطر الرئيسية للإصابة بسرطان الرئة؛ إذ يُعد مسؤولاً وحده عن 90 في المائة من حالات الوفاة المرتبطة باستخدام التبغ.

«الشرق الأوسط» (دبي)
علوم الذهاب إلى الفضاء يغيرك (ناسا)

في زمن السياحة الفضائية... مخاطر صحية خارج عالمنا حتى للزيارات القصيرة

يقال إن الذهاب إلى الفضاء يغيرك، والفكرة هي أن الناس يحصلون على منظور جديد عن رؤية عالمنا من الأعلى يطلق عليه تأثير النظرة العامة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الملك البريطاني تشارلز يظهر إلى جانب كيت ميدلتون (أ.ب)

«تمنيات بالشفاء»... الملك تشارلز وكيت تلقيا 27 ألف بطاقة بعد إصابتهما بالسرطان

كشف القصر الملكي عن أن الملك البريطاني تشارلز وكيت ميدلتون زوجة ابنه ويليام، تلقيا عدداً كبيراً من بطاقات الدعم بعد تشخيص إصابتهما بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك سرطان العظام والأنسجة الرخوة... مرض نادر ومميت

سرطان العظام والأنسجة الرخوة... مرض نادر ومميت

في كل عام، يصاب الآلاف من الأفراد والأسر بـ«الساركوما» (سرطان العظام والأنسجة الرخوة) وهو شكل نادر ومميت

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)

3 اختلافات مهمة بينك وبين الرياضي الأولمبي

تتنافس الألمانيتان لينا هينتشيل وجيت مولر في نهائي مسابقة الغطس المتزامن للسيدات 27 يوليو (د.ب.أ)
تتنافس الألمانيتان لينا هينتشيل وجيت مولر في نهائي مسابقة الغطس المتزامن للسيدات 27 يوليو (د.ب.أ)
TT

3 اختلافات مهمة بينك وبين الرياضي الأولمبي

تتنافس الألمانيتان لينا هينتشيل وجيت مولر في نهائي مسابقة الغطس المتزامن للسيدات 27 يوليو (د.ب.أ)
تتنافس الألمانيتان لينا هينتشيل وجيت مولر في نهائي مسابقة الغطس المتزامن للسيدات 27 يوليو (د.ب.أ)

بينما لا تتنافس من أجل الحصول على ميدالية، يمكنك التعلم من أولئك الذين يفعلون ذلك.

بغض النظر عن الرياضة التي تمارسها، قد تضيف سنوات إلى عمرك، وفقاً لأغلب الدراسات الطبية المنشورة في المجلات الطبية بأميركا وأوروبا، التي تؤكد أن أفضل الرياضيين في العالم هم أيضاً الأكثر صحة من جميع الناس بفضل نظم التدريب الصارمة التي يخضعون لها. ومن أكثر الرياضيين الأولمبيين من الدول الحائزة على أكبر قدر من الميداليات، نجد الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا والدول الإسكندنافية وروسيا وبريطانيا وإيطاليا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، واتضح حسب دراسات حديثة أن هؤلاء يعيشون 8.2 سنة أطول من عامة الناس.

يقول عالم النفس كورث ويلا في مقال نشره بمجلة «بسيكولوجي توداي»، إنه عمل لفترة طويلة مع رياضيين، بما في ذلك الأولمبيون الذين نجحوا في تحقيق التوازن بين الرياضة والحياة العامة والعلاقات الاجتماعية وقضايا الهوية.

وأضاف الطبيب النفسي والرياضي السابق أنه تعلم من مرضاه الرياضيين الذين عمل معهم، خصوصاً في الدوري الأميركي لكرة القدم والبيسبول والهوكي والمنافسات الأولمبية، أن لديهم نقاط قوة وضعف يمكن الاستفادة منها.

الأولمبيون مختلفون بطريقة استثنائية

إلى جانب كونهم موهوبين بشكل استثنائي في رياضتهم، فإن هؤلاء الرياضيين يقضون وقتاً أطول من أي شخص آخر في التدريب. عندما ينتهي ذلك بالنسبة لمعظم الرياضيين، يعود الأولمبي إلى التدريب مرة أخرى. إذا حصل الآخرون على يوم عطلة، فقد يستغلون الوقت للتركيز على جانب معين من لعبتهم قد يغفله الآخرون.

الأولمبيون يضحون

بالنسبة للرياضيين في قمة رياضتهم، هناك تضحيات يقومون بها لا يقوم بها معظمنا. يستيقظون في وقت مبكر، يبقون لفترة أطول قليلاً. يتجنبون الحفلات والسهر لوقت متأخر أو يختارون المغادرة مبكراً ليكونوا مستعدين لتدريب اليوم التالي. هذا لا يعني أن الرياضيين النخبة لا يستمتعون أو لا يقيمون علاقات. على العكس تماماً، إنهم فقط يتعاملون مع وقتهم وطاقتهم بوعي شديد. معظمهم لا يعدّها تضحية، فهم يميلون إلى حب رياضتهم، لذلك لا يوجد مكان يفضلون أن يكونوا فيه أكثر من ممارسة الرياضة.

الأولمبيون أقوياء عقلياً بقدر ما هم أقوياء جسدياً

هذا الاختلاف الأكثر لفتاً للانتباه الذي أشار إليه الطبيب النفسي. إن الأفراد الأقوياء عقلياً هم الذين يصلون إلى القمة. سيرتكبون أخطاء مثل باقي زملائهم أو أقرانهم (وإن كان بشكل أقل). الفرق أنهم يميلون إلى التعافي بسرعة من هذه الأخطاء. لا يدعون خطأ واحداً يتحول إلى آخر عن طريق التشتت. إذا كانت لديهم تجربة سلبية، فسيركزون على ما لم يكن يعمل ويتعافون بسرعة لفرصتهم التالية. هم أذكياء عاطفياً، آخرون يميلون إلى استخدام العواطف لتحفيز أنفسهم. هذا فرق مهم، يقول صاحب المقال، يستند إلى التجارب السابقة، والثقة الشخصية، والتصور الذهني. هؤلاء الرياضيون قد شاهدوا النتيجة في عقولهم مرات عديدة، قبل وقت طويل من تحقيقها فعلياً. عقولهم قد شهدت بالفعل النصر، الهدف، والفوز. وبهذه الطريقة، يصبح الأداء النهائي ذاكرة عضلية، بدلاً من تجربة جديدة وغير مألوفة.