قالت دراسة جديدة إن «كورونا طويل الأمد»، والذي تستمر أعراضه لأشهر بعد التعافي من الفيروس، قد يتسبب في إعاقات ومشكلات صحية خطيرة تفوق تلك التي تنتج عن أمراض القلب أو السرطان.
ووفقا لشبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد نظرت الدراسة في السجلات الطبية لأكثر من 100 ألف من المحاربين القدامى بأميركا، والذين أصيبوا بكورونا عام 2020، وكذلك السجلات الخاصة بأكثر من 5 ملايين شخص فوق سن الستين لم يصابوا بالفيروس.
ولم يتم تطعيم أي من الأشخاص في الدراسة وقت إصابتهم لأن اللقاحات لم يكن قد تم تطويرها بعد.
واستخدم الباحثون مقياسا يسمى «معدل السنة الحياتية للإعاقة»، وهو مقياس لعبء المرض العام، يعبّر عنه بعدد السنوات الضائعة من العمر بسبب الإعاقة أو المشاكل الصحية أو الوفاة المبكرة.
ووجد الفريق أن هذا العدد من السنوات الضائعة وصل إلى 80 سنة على المقياس لدى مرضى «كورونا طويل الأمد»، حيث إنهم عانوا من أكثر من 80 مشكلة صحية تسببت في إعاقات أو مشكلات صحية لهم استمرت لأكثر من سنتين عند بعضهم.
وهذا يعني أن «كورونا طويل الأمد» يخلق عبئا من الإعاقة أكبر من أمراض القلب أو السرطان، اللذين وصل عدد سنوات العمر الضائعة بسببهما على المقياس إلى حوالي 52 و50 سنة على التوالي، وفقا للدراسة.
ومن أبرز المشاكل الصحية التي عانى منها مرضى «كورونا طويل الأمد» لسنوات، مشاكل القلب والجلطات الدموية والسكري والمضاعفات العصبية والتعب ومشكلات الصحة العقلية.
وقال مؤلف الدراسة الدكتور زياد العلي، وهو مدير مركز علم الأوبئة السريرية في نظام الرعاية الصحية لشؤون المحاربين القدامى في سانت لويس: «عندما نظرت إلى نتائج الدراسة في البداية، شعرت بالصدمة حقًا. لقد أجرينا التحليلات عدة مرات، وتوصلنا للنتيجة نفسها».
وأضاف: «كورونا طويل الأمد معوق للغاية، لأنه يؤثر على العديد من أجزاء الجسم المختلفة. أعتقد أننا بحاجة إلى أن نفهم أن عدوى كورونا قد تؤدي إلى مرض مزمن وعلينا أن نأخذها على محمل الجد، حتى عندما تبدو خفيفة».
وتعرّف المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها «كوفيد طويل الأمد» على أنه المعاناة من مشكلات صحية بعد أكثر من 4 أسابيع من ظهور العدوى الأولية. ووفقاً لبحث أجرته الوكالة الصحية، فإن 1 من كل 5 ناجين من الفيروس تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاماً، و1 من كل 4 ناجين تتراوح أعمارهم بين 65 عاماً وأكثر يعانون من مشكلة صحية مستمرة قد تُعزى إلى عدوى «كورونا».