هل أثر فيروس كورونا على وظائف القلب؟

يرى بعض الباحثين أن «كوفيد - 19» ما زال لغزاً إلى حد كبير

هل أثر فيروس كورونا على وظائف القلب؟
TT
20

هل أثر فيروس كورونا على وظائف القلب؟

هل أثر فيروس كورونا على وظائف القلب؟

أظهرت دراسة حديثة نشرت في المجلة الأوروبية للقلب - تصوير القلب والأوعية الدموية (European Heart Journal - Cardiovascular Imaging)، أن المرضى الذين أصيبوا بفيروس بيتا ودلتا من متغيرات فيروس كورونا وتم إدخالهم المستشفى لتلقي العلاج، هم أكثر عرضة لمشاكل في وظائف القلب على المدى الطويل. في حين أن المتعافين من متغير أوميكرون، أقل عرضة لأي مشاكل في الأوعية الدموية الدقيقة.

عضلة القلب والتنبؤات

ويقول الدكتور معاذ الملاح، المؤلف المقابل للدراسة ومدير التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني للقلب والأوعية الدموية (cardiac positron emission tomography (PET)) في مركز ديباكي للقلب والأوعية الدموية في مستشفى هيوستن ميثوديست: «توسع هذه البيانات الجديدة فهمنا لاحتياطي تدفق عضلة القلب كعلامة تنبؤية مهمة بشكل عام، وخاصة في حالات الإصابة بفيروس كوفيد. الأمر الذي قد يطمئن المتعافين من متغير أوميكرون والقلقين من أعراض طويلة الأمد».

الدكتور معاذ الملاح
الدكتور معاذ الملاح

وينصح الملاح المتعافين الذين لا يزالون يعانون من أعراض طويلة الأمة كالآلام في الصدر أو ضيق التنفس بعد إصابة شديدة بكورونا، بإجراء فحص ومدير التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني للقلب والأوعية الدموية مع تقييم تدفق الدم للتحقق من ضعف الأوعية الدموية الدقيقة.

وبحسب ملاح الذي يشغل أيضاً منصب رئيس الجمعية الأمريكية لأمراض القلب النووية، فإن الدراسة وجدت أيضا أن ضعف الأوعية الدموية الدقيقة بدأ يظهر بشكل أقل بعد تسعة أشهر إلى سنة واحدة بعد الإصابة، ما يشير إلى أن هذا النوع من الشذوذ قد يكون قابلاً للمعالجة. واليوم، توصي إرشادات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني الصادرة عن الجمعية الأمريكية لأمراض القلب النووية، بتضمين تقييم تدفق الدم بشكل روتيني.

وكان الدكتور ملاح وفريقه قد نشروا العام الماضي دراسة أولية في مجلات الكلية الأمريكية لأمراض القلب المتخصصة بتصوير القلب والأوعية الدموية، فحوصات صحة الأوعية الدموية الدقيقة التاجية لـ393 مريضا، بما في ذلك 101 مصاب سابقا بعدوى كوفيد 19 الذين ظهرت عليهم أعراض باقية. وكانت هذه أول دراسة منشورة تربط انخفاض تدفق الدم في القلب وعلاقته بالإصابة بفيروس كوفيد 19.

فيروس بيتا ودلتا من متغيرات فيروس كورونا
فيروس بيتا ودلتا من متغيرات فيروس كورونا

كوفيد واللغز الكبير

وعلى الرغم من إعلان هيئة الصحة العالمية عن إنهاء حالة الطوارئ الصحية العالمية في مايو (أيار) الماضي، فإن فيروس كوفيد - 19 لا يزال لغزا إلى حد كبير، حيث خلفت جائحة كورونا أكثر من 600 مليون إصابة مؤكدة وحوالي سبعة ملايين حالة وفاة. ويرى الملاح أنه من الضروري إجراء المزيد من الدراسات للتوسع في تقييم صحة الأوعية الدموية الدقيقة للمرضى والمتعافين من كوفيد، وتحديد كيفية تأثير هذه النتائج على رعاية المرضى على المدى الطويل.

وتمت هذه الدراسة بدعم جزئي من المنح المقدمة من المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، ومشاركة كل من أحمد إبراهيم أحمد، ومحمود الرفاعي، وفارس الأحدب، وجان ميشيل سعد، ويوشوي هان، ومعاذ سعيد الفوارا، ومالك نايفة، ومعن الملحفجي، وفيصل نبي، وجون ج. ماهماريان، وجون ب. كوك، وويليام الزغبي، بصفتهم متعاونين إضافيين.


مقالات ذات صلة

ضعف السمع قد يزيد من خطر الإصابة بقصور القلب

صحتك ضعف السمع قد يزيد من خطر الإصابة بقصور القلب (رويترز)

ضعف السمع قد يزيد من خطر الإصابة بقصور القلب

أظهرت دراسة جديدة أن ضعف السمع قد يزيد من خطر الإصابة بقصور القلب.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك جهاز تنظيم ضربات القلب يمكنه العمل مع القلوب بجميع أحجامها لكنه مناسب بشكل خاص لقلوب الأطفال حديثي الولادة (رويترز)

جهاز صغير لتنظيم ضربات القلب يذوب بعد الاستخدام

صمم باحثون جهازاً لتنظيم ضربات القلب يقل حجمه عن حبة الأرز، يمكن إدخاله باستخدام حقنة ويجري تنشيطه بنبضات ضوئية ويذوب بعد انتهاء الحاجة إليه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك جهاز قياس مستوى السكر بالقرب من أنواع الغذاء الصحي (غيتي)

كيف تساعد التغذية الصحيحة في الوقاية من الأمراض؟

وفقاً لأحدث تقارير منظمة الصحة العالمية، فإن الأمراض غير المعدية هي السبب الرئيسي للوفاة في العالم، وهي مسؤولة عن 74 في المائة أو نحو 41 مليون حالة وفاة سنوياً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك جهاز مراقبة نبضات القلب في مستشفى ببرلين (رويترز)

المخاطر أضعاف الرجال... 8 عوامل تزيد من احتمالية إصابة النساء بأمراض القلب

وجد الباحثون التابعون لمركز سانيبروك للعلوم الصحية في تورونتو أن هناك 8 عوامل محددة تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك أبرزت دراسة جديدة أن المُحلّيات الصناعية وبدائل السكر التي يتم تسويقها غالباً كبدائل صحية للسكر لديها ارتباطات محتملة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية (أ.ب)

دراسة: المُحلّيات الصناعية وبدائل السكر مرتبطة بشكل مباشر بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية

تخضع المُحلَّيات الصناعية وبدائل السكر التي تسوَّق غالباً كبدائل صحية للسكر، للتدقيق من الخبراء بسبب ارتباطاتها المحتملة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

دراسة: المواد المضافة للأغذية المُصنعة تزيد خطر الإصابة بالسكري

الدراسة تربط بين «المواد المُضافة للأغذية» وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (رويترز)
الدراسة تربط بين «المواد المُضافة للأغذية» وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (رويترز)
TT
20

دراسة: المواد المضافة للأغذية المُصنعة تزيد خطر الإصابة بالسكري

الدراسة تربط بين «المواد المُضافة للأغذية» وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (رويترز)
الدراسة تربط بين «المواد المُضافة للأغذية» وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (رويترز)

تنتشر «المواد المضافة للأغذية» في كل مكان هذه الأيام، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى الارتفاع الكبير في استهلاك الأغذية المصنعة. ومع ذلك، ورغم انتشار استخدامها على نطاق واسع، ما زلنا لا نعرف سوى القليل نسبياً عن كيفية تفاعل هذه المواد، وكيف يمكن أن تؤثر على صحتنا، وفق ما ذكره موقع «نيوز ميديكال» المختص بالأخبار الطبية.

«المواد المضافة للأغذية» هي مواد تضاف في المقام الأول إلى الأغذية المُصنعة، لأغراض تقنية. على سبيل المثال: لتحسين السلامة، أو زيادة الوقت الذي يمكن فيه تخزين الطعام، أو تعديل الخصائص الحسية للطعام، أو الحفاظ على نكهته، أو تحسين مذاقه أو مظهره.

وبحثت دراسة حديثة نُشرت في مجلة «PLOS» الطبية هذا الأمر بمزيد من التفصيل، حيث بحثت في كيفية ارتباط «المواد المضافة للأغذية» الشائعة بخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

وتمثل الأطعمة فائقة المعالجة حالياً ما بين 15 إلى 60 في المائة من استهلاك الطاقة اليومي في الدول الصناعية. وتربط أدلة متزايدة هذه الأطعمة بأمراض التمثيل الغذائي، ربما بسبب سوء جودتها الغذائية واحتوائها على «المواد المضافة للأغذية».

ويتم خلط كثير من هذه المواد «بشكل روتيني» مع الطعام، ورغم إجراء تقييمات سلامة لكل مادة مضافة منهم على حدة، لم تخضع الخلطات لنفس مستوى التدقيق، على الرغم من استهلاكها من قبل مليارات الأشخاص.

وغالباً ما اعتمدت الموافقات السابقة التي أجازت استخدام هذه المواد على اختبارات «تقييم المخاطر السُمية» الأساسية فقط. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن بعض هذه المواد المضافة قد تُسبب التهابات، وتُعطل ميكروبات الأمعاء، وتُساهم في مشكلات التمثيل الغذائي. ووجدت إحدى الدراسات زيادة في فرط النشاط لدى الأطفال الذين استهلكوا مثل هذه المواد.

وربطت دراسة سابقة بعض المُحليات والمستحلبات الصناعية بأمراض مزمنة، مثل داء السكري من النوع الثاني، إلا أنها لم تتناول كيفية تفاعل تركيبات المواد المُضافة وتأثيرها على الصحة الأيضية.

ووفق موقع «نيوز ميديكال»، ركّز بحث حديث بشكل خاص على مخاطر خلط هذه الإضافات معاً. وشملت هذه الدراسة واسعة النطاق أكثر من 108 آلاف مشارك، بمتوسط ​​عمر 42.5 عام، وتم تتبعهم على مدى نحو 7.7 سنة.

وتُعدّ هذه أول دراسة رئيسية تُقيّم التعرض طويل الأمد لخلطة «المواد المُضافة للأغذية» لدى مجموعة سكانية كبيرة، وتربطه بخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وخلال فترة الدراسة، شُخِّص 1131 مشاركاً بالإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

وأثبتت الدراسة ارتباطاً بين التعرض لبعض هذه الخلطات وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وفي حين أن الآليات الدقيقة وراء زيادة خطر الإصابة بالسكري لا تزال غير واضحة، فإن اختلال ميكروبيوم الأمعاء يُعدّ فرضيةً رئيسية. ومن المعروف أن بعض «المواد المُضافة للأغذية» تؤثر على أيض الغلوكوز عن طريق تغيير بكتيريا الأمعاء.

ورغم الحاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه النتائج، وكشف الآليات البيولوجية التي تشرح هذه الزيادة في خطر الإصابة بالسكري، تدعم هذه الدراسة توصيات الصحة العامة بالحدّ من التعرض لـ«المواد المُضافة للأغذية» غير الأساسية.