الحمية الغذائية لا تكفي وحدها لعلاج السمنة

باحثون يؤكدون أهمية اقترانها بالتمارين الرياضية

التمارين الرياضية مهمة لعلاج السمنة (بابليك دومين)
التمارين الرياضية مهمة لعلاج السمنة (بابليك دومين)
TT

الحمية الغذائية لا تكفي وحدها لعلاج السمنة

التمارين الرياضية مهمة لعلاج السمنة (بابليك دومين)
التمارين الرياضية مهمة لعلاج السمنة (بابليك دومين)

يؤدي اقتران التمارين الرياضية بنظام غذائي أُعد بغرض إنقاص الوزن (حمية غذائية) إلى تحسن أكبر في حساسية الأنسولين والتحكم في الغلوكوز، مقارنة باتباع نظام غذائي منفرد لدى الأشخاص المصابين بالسمنة ومقدمات السكري، وفقاً لتجربة إكلينيكية نُشرت في دورية «نيتشر ميتابوليزم» يوم الاثنين الماضي.

ومع ذلك، فإن تأثير الاقتران بين ممارسة الرياضة واتباع حمية غذائية معينة على حساسية الأنسولين غير واضحة حتى الآن.

في هذا الإطار، يقدم صامويل كلاين من كلية الطب بجامعة واشنطن، ومركز التغذية البشرية، سانت لويس، بولاية ميزوري الأميركية، وفريقه البحثي، أدلة لدعم التأثير الإضافي للتمارين الرياضية جنباً إلى جنب مع النظام الغذائي في تحسين حساسية الأنسولين لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة ومقدمات السكري، بما يتجاوز ما يتم تحسينه بفقدان الوزن الغذائي وحده.

تم تصميم الدراسة الجديدة، بحيث يفقد جميع المشاركين الستة عشر 10 في المائة من وزن الجسم خلال 18 إلى 21 أسبوعاً، لذلك كانت الاختلافات في حساسية الأنسولين خاصة بالتدخل في التمرين وليس باختلاف فقدان الوزن، وفق البيان الصحافي الصادر مع الدراسة.

وقال دكتور محمد يوسف، أستاذ الجراحة بجامعة القاهرة واستشاري جراحات السمنة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إن حساسية الأنسولين لها أسباب كثيرة، أبرزها الإفراط في تناول السكريات، وزيادة الوزن». وأضاف: «إن المزعج في الأمر هو أن مريض السمنة المصاب بحساسية الأنسولين قد يقلل من كميات الطعام، ومع ذلك لا يقل وزنه، وهو ما يصيبه بالإحباط في كثير من الأحيان، وقد يدفعه إلى الإفراط في الأكل مجدداً».

وأوضح أن الصيام المتقطع أحد أفضل الحلول لحساسية الأنسولين، كما أن هناك حلولاً دوائية، وكذلك يمكن للتدخل الجراحي أن يأتي بنتائج جيدة.

ويشير مصطلح حساسية الأنسولين إلى مقدار حساسية الجسم واستجابته لهرمون الأنسولين. ونعني بالقول إن شخصاً ما عالي الحساسية للأنسولين بحاجة لكمية أقل من الأنسولين لخفض مستوى السكر بالدم، بينما يحتاج الشخص منخفض الحساسية إلى كمية أكبر من الأنسولين لخفض مستوى السكر بالدم، والأخير يؤدي إلى أن يواجه الجسم العديد من المشكلات الصحية. وعادة ما يرتبط استقلاب الغلوكوز المقاوم للأنسولين بالسمنة.

وتُظهر بيانات تجارب الدراسة، أن فقدان الوزن بنسبة 10 في المائة في كلا المجموعتين أدى إلى تحسين حساسية الأنسولين، ولكن هذا التحسن كان أكبر بمرتين إلى أربع مرات (اعتماداً على القياس المستخدم) بعد فقدان الوزن الناجم عن النظام الغذائي وممارسة الرياضة معاً.

ويرى الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها تسلط الضوء على أهمية اعتبار التمارين الرياضية عنصراً رئيسياً عند علاج السمنة.

وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن الجمع بين التمارين الرياضية والنظام الغذائي يمكن أن يؤدي إلى تحسين الآثار العلاجية لدى الأفراد المصابين بالسمنة، مما ينعكس زيادة في فقدان الوزن وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية.


مقالات ذات صلة

مرض غامض يحصد الأرواح في الكونغو

أفريقيا المرض الغامض أودى بحياة أكثر من 67 شخصاً (رويترز)

مرض غامض يحصد الأرواح في الكونغو

أعلن وزير الصحة في إقليم كوانغو بجنوب غربي الكونغو، أبولينير يومبا، اليوم (الأربعاء)، وفاة 67 شخصاً على الأقل في الأسبوعين الماضيين نتيجة مرض غامض.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا )
صحتك القلب لديه نظامه العصبي المعقد الذي يُعد أمراً بالغ الأهمية للتحكم في إيقاعه (معهد كارولينسكا)

القلب له دماغه الخاص

أظهرت دراسة جديدة أجراها فريق بحثي من معهد كارولينسكا في السويد بالتعاون مع باحثين من جامعة كولومبيا الأميركية، أن القلب لديه دماغ صغير عبارة عن نظام عصبي خاص.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

أظهرت دراسة أميركية حديثة أن تعرض الأم والأب لملوثات الهواء الشائعة قد يزيد من خطر العقم لأنه قد يكون ضاراً بتطور البويضات والحيوانات المنوية والأجنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأنشطة الروتينية عالية الكثافة مثل صعود السلالم تقلل من خطر إصابة النساء بالنوبات القلبية إلى النصف (رويترز)

4 دقائق من المجهود اليومي تقلل من خطر إصابة النساء بالنوبات القلبية

أكدت دراسة جديدة أن النساء اللاتي يقمن يوميّاً بـ4 دقائق من المجهود اليومي والأنشطة الروتينية عالية الكثافة يقللن من خطر إصابتهن بالنوبات القلبية إلى النصف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك امرأة تعاني مرض ألزهايمر (رويترز)

طريقة كلامك قد تتنبأ باحتمالية إصابتك بألزهايمر

أكدت دراسة جديدة أن طريقة الكلام قد تتنبأ باحتمالية الإصابة بمرض ألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم
TT

دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

أظهرت دراسة أميركية حديثة أن تعرض الأم والأب لملوثات الهواء الشائعة قد يزيد من خطر العقم، لأنه قد يكون ضاراً بتطور البويضات والحيوانات المنوية والأجنة، وفق ما نشرت صحيفة «الغارديان».

وأثبتت دراسات سابقة أن التعرض لتلوث الهواء ربما يسهم في العقم، ولكن لم يكن من الواضح ما إذا كانت السموم تؤثر على الرجال أم النساء لأن الوالدين يتعرضان لمستويات مماثلة من التعرض. وهذا يجعل من الصعب أيضاً تحديد وقت حدوث الضرر أثناء عملية الحمل.

ونظرت الدراسة الجديدة إلى نحو 1400 رجل وامرأة يحاولون إنجاب طفل من خلال التلقيح الصناعي. وسمح ذلك للباحثين بالنظر إلى بويضات المتبرعات، والحيوانات المنوية التي تم تطويرها بمعزل عن بعضها بعضاً، وفي مناطق مختلفة جسدياً.

وكان من المفترض عموماً أن تلوث الهواء يضر بالنساء أكثر، ولكن البحث الجديد يظهر أن التعرض الأبوي يشكل مشكلة أيضاً.

وفي هذا الإطار، قالت أودري جاسكينز، باحثة في جامعة «إيموري» ومؤلفة رئيسة للدراسة: «نحن لا نفكر عادة في تعرض الذكور في فترة ما قبل الحمل، ولكننا وغيرنا نظهر بشكل زائد أن التعرض الذكوري مهم، سواء من حيث الخصوبة، وربما لاحقاً في نتائج صحة الطفل».

ونظرت الورقة في بيانات جودة الهواء في الرموز البريدية للمشاركين وفي عيادات الإخصاب لتحديد التعرض لمجموعة من الملوثات. ووجدت أن التعرض للكربون العضوي والجسيمات أثناء دورات نمو البويضة والحيوانات المنوية يرتبط بقوة بالتأثيرات الضارة على بقاء البويضة والإخصاب وجودة الجنين.

والجسيمات هي ملوث هواء شائع تنتجه المركبات التي تعمل بالديزل ومحطات الطاقة والمرافق الصناعية الأخرى، فضلاً عن دخان حرائق الغابات. وخفضت وكالة حماية البيئة هذا العام العتبة التي تتخذ عندها إجراءات لخفض المستويات لأن الأبحاث أظهرت أن المادة أكثر سمية مما كان يعتقد سابقاً.

وأشارت جاسكينز إلى مثال محتمل في العالم الحقيقي في بحث سابق وجد أن زوجات رجال شرطة المرور في الهند، حيث مستويات تلوث الهواء مرتفعة، لديهن معدلات أقل من الحمل الناجح.

يبدو أن التعرض للكربون العضوي، وهو أحد مكونات الجسيمات، أثناء تحفيز المبيض، وهي الفترة التي يتم فيها تحفيز الإباضة طبياً، يزيد من احتمالية عدم بقاء البويضات. ويبدو أن الملوث يؤثر أيضاً على تكوين الجريبات وتكوين الحيوانات المنوية، وهي خطوات حاسمة في نمو البويضات والحيوانات المنوية.

وقالت جاسكينز: «تؤكد الدراسة حقاً أن حتى هذه التعرضات قصيرة المدى خلال النوافذ الحرجة مهمة».

وأضافت أن دخان حرائق الغابات غني بالكربون العضوي، لذا فإن المناطق المتأثرة بالحرائق تشكل قلقاً خاصاً.

وحتى جودة الهواء داخل العيادة بدت مهمة، ووجدت الدراسة أن مستويات الكربون العضوي الأعلى كانت مرتبطة بانخفاض بقاء البويضات، في حين ارتبطت مستويات الأوزون الأعلى بانخفاض معدلات الإخصاب. تم العثور على هذا الارتباط على الرغم من أن العيادات لديها عموماً أنظمة تنقية الهواء.

كما لم يجد البحث أي تأثيرات على العملية لكثير من ملوثات الهواء، مثل ثاني أكسيد النيتروجين.

ويمكن لأولئك الذين يحاولون الحمل اتخاذ بعض الخطوات لحماية أنفسهم، مثل استخدام نظام ترشيح هواء داخلي عالي الكفاءة، أو استخدام مرشحات أفران ذات تصنيف عالٍ، والتي تعالج الجسيمات الدقيقة. كما أوصت جاسكينز بتجنب المناطق ذات الازدحام الشديد، والبقاء بالداخل في الأيام التي تكون فيها مستويات تلوث الهواء مرتفعة بشكل خاص.