جِل يمكنه تجديد غضاريف الرُكبة

يجمع بين الصلابة والمتانة

عضو في الفريق البحثي ممسكة بـ«الجل» الجديد (الفريق البحثي)
عضو في الفريق البحثي ممسكة بـ«الجل» الجديد (الفريق البحثي)
TT
20

جِل يمكنه تجديد غضاريف الرُكبة

عضو في الفريق البحثي ممسكة بـ«الجل» الجديد (الفريق البحثي)
عضو في الفريق البحثي ممسكة بـ«الجل» الجديد (الفريق البحثي)

نجح باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية، في إنتاج جِل يجمع بين الصلابة والمتانة، يمكن استخدامه لتجديد غضاريف الركبة.

والغضاريف المفصلية، الموجودة في مفاصل الركبة والورك، هي المفتاح لسلاسة حركة المفاصل، ويمكن أن يسبب تلفها الألم وتقليل الوظيفة، ويؤدي إلى التهاب المفاصل، وأحد الحلول المحتملة هو زرع دعامات اصطناعية مصنوعة من البروتينات تساعد الغضروف على تجديد نفسه عندما تتحلل الدعامة، غير أن تجديد الغضروف بشكل جيد يرتبط بمدى قدرة الدعامة على محاكاة الخصائص البيولوجية للغضروف، وسعى الباحثون للجمع بين الخصائص التي تبدو غير متوافقة للصلابة والمتانة.

ويزعم باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية في دراسة نشرت الأربعاء بدورية «نيتشر»، أنهم نجحوا في ذلك، عن طريق إنتاج مادة هلامية (جِل)، قابلة للتحلل، تجمع بين تلك الخصائص، بما يؤدي إلى إصلاح جيد للغضروف المفصلي، وهو تحدٍ طبي مهم.

ويقول هونغ بين لي، الأستاذ في قسم الكيمياء بجامعة كولومبيا البريطانية، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة: إن «الدعامات القابلة للتحلل المتاحة حالياً لا تحقق التوازن الدقيق بين أن تكون صلبة ومتينة، مثل الغضروف الفعلي؛ فميكانيكيا، عندما يكون الشيء صلباً، فإنه يقاوم الانحناء، ولكن هذا يعني عادة أنه هش، حيث ينكسر عند الانحناء مثل الزجاج، وعندما يكون هناك شيء متين، فإنه يقاوم الانكسار، حتى عند ثنيه، ولكنه قد يكون ليناً جداً بحيث لا يكون مفيداً في المفصل، وهذا هو الحال مع الدعامات الحالية المصنوعة من البروتينات؛ مما يخلق عدم تطابق بين ما تحتاج إليه الخلايا وما يتم توفيره، وهذا يؤدي إلى عدم إصلاح الغضروف بقدر الإمكان».

وطوّر الفريق البحثي نهجاً مختلفاً لتقوية مادة الهلام البروتينية (الجِل) دون التضحية بالصلابة، عن طريق تشابك سلاسل بروتين معين تتكون منه شبكة الهلام، ويمكن لهذه السلاسل المتشابكة أن تتحرك؛ مما يسمح بتبديد الطاقة، على سبيل المثال، عند القفز، وهو ما يمنع الكسر.

بالإضافة إلى ذلك، استخدموا طريقة لطي وفتح البروتينات، تسمح أيضاً بتبديد الطاقة، وكان «الجل» الناتج شديد الصلابة، وقادراً على مقاومة التقطيع بالمشرط، وكان أكثر صلابة من الهلاميات المائية البروتينية الأخرى، وكانت قدرته على مقاومة الكسر من بين أعلى ما حققته أي مادة هلامية من هذا القبيل، وتمت مقارنته بشكل إيجابي مع الغضروف المفصلي الفعلي، وكان قادراً على استعادة شكله الأصلي بسرعة بعد الضغط، كما يفعل الغضروف الحقيقي بعد القفز.

وأظهرت الأرانب المزروعة بهذا الجِل علامات ملحوظة لإصلاح الغضروف المفصلي بعد 12 أسبوعاً من الزرع، ولم يتم تسجيل أي رد فعلي سلبي من الجهاز المناعي للحيوان تجاه المادة المزروعة.


مقالات ذات صلة

كم يبقى المغنسيوم في جسمك؟... اكتشف السر

صحتك يبدأ الجسم بامتصاص المغنسيوم بعد نحو ساعة من تناوله ويصل الامتصاص إلى نحو 80 في المائة من الجرعة بعد ست ساعات في الظروف الطبيعية (متداولة)

كم يبقى المغنسيوم في جسمك؟... اكتشف السر

المغنسيوم معدن أساسي يلعب دوراً محورياً في وظائف متعددة بالجسم، أبرزها تعزيز صحة العظام وتنظيم ضغط الدم ودعم عمل العضلات.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك يقوم الكبد بكثير من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

7 علامات تدل على تلف الكبد

الكبد هو أحد أهم أعضاء الجسم، فهو المسؤول عن الحفاظ على خلوِّ سائر الأعضاء من السموم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مركبات «الفثالات» تدخل في صناعة عبوات الطعام (جامعة كاليفورنيا)

مادة بلاستيكية مسؤولة عن وفاة 365 ألف شخص في العالم

كشفت دراسة أميركية عن أن التعرّض اليومي لمادة كيميائية تُستخدم على نطاق واسع في صناعة البلاستيك قد يكون مرتبطاً بأكثر من 365 ألف حالة وفاة ناجمة عن أمراض القلب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك فتاة تستخدم أحد منتجات التدخين الإلكتروني في لندن (إ.ب.أ)

«رئة الفشار»... مرض غير قابل للعلاج قد تسببه السجائر الإلكترونية

حذر تقرير جديد من تسبب السجائر الإلكترونية في مرض غير قابل للعلاج يسمى «رئة الفشار».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الكافيين الموجود في الشاي الأخضر يزيد من أكسدة الدهون (رويترز)

هل شُرب الشاي الأخضر يساعد في حرق الدهون؟

يعتقد البعض أن هناك مشروبات محددة يمكنها مساعدتنا على خسارة الدهون ومحاربة السِّمنة، ومن أشهرها الشاي الأخضر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هل تستنزف مواقع التواصل الاجتماعي حياتك؟ غيِّر ما تتصفحه عبر الإنترنت

قضاء كثير من الوقت في تصفح الإنترنت من أهم العادات التي تؤثر سلباً على نجاحنا (رويترز)
قضاء كثير من الوقت في تصفح الإنترنت من أهم العادات التي تؤثر سلباً على نجاحنا (رويترز)
TT
20

هل تستنزف مواقع التواصل الاجتماعي حياتك؟ غيِّر ما تتصفحه عبر الإنترنت

قضاء كثير من الوقت في تصفح الإنترنت من أهم العادات التي تؤثر سلباً على نجاحنا (رويترز)
قضاء كثير من الوقت في تصفح الإنترنت من أهم العادات التي تؤثر سلباً على نجاحنا (رويترز)

تلعب شبكة الإنترنت -وخصوصاً وسائل التواصل الاجتماعي- دوراً مهماً في حياتنا حالياً؛ حيث نتواصل عبرها مع الآخرين، ويعدُّها البعض مصدراً رئيسياً لمعرفة ما يدور في مجتمعه والعالم.

ويلفت موقع «سيكولوجي توداي» إلى أهمية التدقيق فيما نتصفحه على تلك المواقع؛ حيث قال إن ما تنقر عليه اليوم يُشكِّل ما تراه وتشعر به غداً.

وذكر أن البحوث تُشير إلى أن خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي تُعزِّز التعرُّض للانفعالات التي تتفاعل معها أكثر من غيرها، وفي حين أن التعرض المتكرر للمحتوى السلبي يدرب الدماغ على التوتر، فإن المحتوى الإيجابي يعزز المرونة، لذا فإن الانتباه لما تتصفحه يؤثر على مشاعرك.

شخص يتصفح هاتفه (رويترز)
شخص يتصفح هاتفه (رويترز)

«اليد الخفية» للخوارزميات

وذكر الموقع أن ما نراه على الإنترنت ليس عشوائياً، فهو مُنتقى بعناية غالباً بواسطة خوارزميات مصممة لعرض مزيد مما نتفاعل معه ونعجب به. فكل نقرة تُرسل إشارة صغيرة تقول: «المزيد من هذا، من فضلك»، وتتراكم هذه الإشارات مُنشئة عالماً مُخصصاً يُمكنه إما توسيع وإما تقليص رؤيتنا لما هو ممكن.

وتُشير البحوث إلى أن الخوارزميات على وسائل التواصل الاجتماعي يُمكن أن تُعزز التعرض الانتقائي، مما يعني أنه كلما زاد تفاعلنا مع أنواع مُعينة من المحتوى، قَلَّ احتمال مواجهتنا لوجهات نظر بديلة.

وبعبارة أخرى، ما ننقر عليه لا يعكس فقط ما يثير اهتمامنا؛ بل يُشكل ما نُصبح مهتمين به، وإذا لم نُكن واعين، فقد يؤثر على حياتنا الرقمية وبالتالي حياتنا العاطفية.

وكثيراً ما يردد الأطباء عبارة: «أنت ما تأكله» للتدليل على أن الإنسان يتحكم في صحته من خلال ما يدخله لمعدته، فكذلك «أنت ما تتصفحه» عندما يتعلق الأمر بالصحة العقلية.

والتعرض المُتكرر للمحتوى المُشحون عاطفياً -وخصوصاً المواد السلبية أو المُثيرة- يُمكن أن يزيد من التوتر والقلق واليأس؛ حيث يُهيئ الدماغ ليكون في حالة تأهب قصوى، ويرصد التهديدات حتى في غيابها الآني. ولكن إذا استطعنا تدريب أدمغتنا عن غير قصد على توقع الأسوأ، فيُمكننا أيضاً تدريبها عمداً على ملاحظة الأمل والجمال.

وقدم الموقع نصائح للتصفح المفيد:

انقر بوعي: في كل مرة تُعجب فيها بمحتوى ما، أو تُشاركه، أو حتى تتوقف عنده لفترة أطول، فإنك تُشكل ما سيُقدمه لعقلك غداً، وعندما ترغب في رؤية مزيد من الإبداع، تواصل مع الفنانين والمبتكرين، وعندما ترغب في الشعور بمزيد من الفرح، تابع الحسابات التي تُشيد بالإنجازات الصغيرة، أو الفكاهة، أو الصمود.

قد يبدو الأمر بسيطاً، ولكن مع مرور الوقت، تُحدث هذه الخيارات الصغيرة تحولاً جذرياً في كيفية إدراكنا للعالم.

ما تنقر عليه سيصبح مستقبلك: هناك مفهوم في علم النفس الإيجابي يُسمى نظرية التوسيع والبناء، والذي يشير إلى أن المشاعر الإيجابية -كالفرح والامتنان- تُوسِّع وعينا، وتساعدنا على بناء موارد نفسية دائمة.

في المقابل، تُضيِّق المشاعر السلبية نطاق تركيزنا، وتُبقينا حبيسي وضع البقاء.

وما نتصفحه عبر الإنترنت ليس مجرد ترفيه؛ إنه مُدخلات عاطفية تُوسِّع أو تُقلِّص قدرتنا على الانخراط في الحياة بإبداع وشجاعة، وكل نقرة هي بمثابة نقطة ماء تسقي بها إما الأعشاب الضارة وإما الزهور.

سيدة تتصفح هاتفها (رويترز)
سيدة تتصفح هاتفها (رويترز)

وإذا كنت تشعر بأنك عالق في دوامة من الإحباط أو الخوف، فإليك 3 نصائح:

- راجع محتوى حسابك: خصص 5 دقائق لمراجعة منشوراتك الأكثر استخداماً على وسائل التواصل الاجتماعي، واسأل نفسك: ما المشاعر التي يثيرها هذا المحتوى فيَّ؟ هل يجعلني أشعر بالنشاط، أو التواصل، أو الإلهام، أم بالاستنزاف والضآلة؟

وتوقف عن متابعة الحسابات التي تستنزف طاقتك باستمرار، حتى لو بدت مهمة أو شائعة.

- نظِّم المحتوى من أجل المتعة: بأن تبحث عن حسابات تتوافق مع مشاعرك التي ترغب في الشعور بها أكثر.

وإليك بعض الأسئلة لمساعدتك في عملية الاختيار: من يُضحكني دون أن أضغط على زر الإعجاب؟ ومن يُلهمني أملاً حقيقياً وواقعياً، وليس مجرد إيجابية سامة؟ ومن يُحفزني على التفكير بعمق أكبر دون أن أشعر باليأس؟

- تذكَّر أن حياتك مهمة أيضاً: حيث لا يقتصر تغيير خوارزميتك على التكنولوجيا فحسب؛ بل أيضاً على الأشخاص الذين تقضي وقتك معهم، والكتب التي تقرؤها.

واختتم الموقع بقوله: إننا لا يمكننا التحكم في كل رسالة تصل إلى شاشاتنا، أو كل أمر صعب يحدث في العالم، ولكن يمكننا التحكم فيما نُغذي به عقولنا بنقرة واحدة.

وإذا كنت تشعر بالإرهاق أو الإحباط فلا تُعاتب نفسك ولا تستسلم للأمر، وابدأ في خطوات صغيرة، مثل نقرتك التالية، وبتغذية عقلك بأشياء تُنعشك أو تُهدئك، ولو قليلاً.

وصدق أو لا تُصدق: تُظهر البحوث أن مجرد النظر إلى صور لطيفة لصغار الماعز، وأشياء أخرى رائعة، يُمكن أن يُعزز التركيز والإنتاجية؛ لأنه عندما تُغيِّر ما تُوليه اهتمامك، فإنك لا تُغيِّر مُتابعاتك فحسب؛ بل تُغيِّر حياتك أيضاً.