مضاد حيوي من الحشرات

فعال مع أنواع البكتيريا المقاومة للعلاج

آلية مقاومة حشرة «الجندي المغزول» للبكتيريا (بلوس وان)
آلية مقاومة حشرة «الجندي المغزول» للبكتيريا (بلوس وان)
TT

مضاد حيوي من الحشرات

آلية مقاومة حشرة «الجندي المغزول» للبكتيريا (بلوس وان)
آلية مقاومة حشرة «الجندي المغزول» للبكتيريا (بلوس وان)

نجح فريق بحثي سويسري في إجراء تعديلات على مادة «الثاتين» المستخرجة من الحشرات، بما يسمح باستخدامها مضاداً حيوياً فعالاً مع أنواع البكتيريا المقاومة للعلاج.

آلية مقاومة حشرة «الجندي المغزول» للبكتيريا (بلوس وان)

ويذكر أن «الثاتين» تم عزلها لأول مرة منذ حوالي 25 عاماً من حشرة «الجندي المغزول»، الشائعة في أميركا الشمالية، التي تفترس يرقات الخنافس مثل خنفساء البطاطس وخنفساء الفول، حيث وجد الباحثون من جامعة زيوريخ قبل سنوات، أن لتلك المادة دوراً مهماً في تعطيل جسر نقل المواد الغذائية بين الغشاء الخارجي والداخلي للبكتيريا سالبة الجرام، التي تصيب الحشرة، بما يؤدي لهلاك البكتيريا، فكان السؤال الذي حاول الباحثون الإجابة عنه، هو مدى إمكانية استخدام تلك المادة مضاداً حيوياً.

ووجد الباحثون أن هناك صعوبات تحول دون استخدام مادة «الثاتين» دواءً مضاداً حيوياً للبشر، حيث وجدوا أنه عند نقلها لهذا الاستخدام، ستكون فعاليتها قليلة، وستطور البكتيريا مقاومة سريعة لها، وهي المشكلة التي نجحوا في حلها خلال الدراسة الجديدة المنشورة في العدد الأخير من دورية «ساينس أدفانسيس».

وقام الباحثون بتعديل التركيب الكيميائي لـ«الثاتين» لتعزيز خصائصه، وللقيام بذلك، استخدموا الرنين المغناطيسي النووي (NMR) لتوضيح مكان وكيفية ارتباط تلك المادة بجسر نقل المواد الغذائية الخاصة بالبكتيريا لتعطيله.

وباستخدام هذه المعلومات، خطط الباحثون للتعديلات الكيميائية التي كانت ضرورية لتعزيز تأثيرات مادة «الثاتين» المضادة للبكتيريا، وتم إجراء المزيد من الطفرات لزيادة استقرار المادة.

وبعد ذلك، أجرى الباحثون اختباراً للمادة المطورة في الفئران المصابة بعدوى بكتيرية، وحققت نتائج باهرة.

ويقول الكيميائي أوليفر زيربي، رئيس مرافق الرنين المغناطيسي النووي في جامعة زيوريخ، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره السبت الموقع الإلكتروني للجامعة: «أثبتت المضادات الحيوية الجديدة فعاليتها الشديدة، خاصة في علاج التهابات الرئة، كما أنها فعالة للغاية ضد البكتيريا المعوية المقاومة لدواء (الكاربابينيم)، حيث تفشل معظم المضادات الحيوية الأخرى».

ويذكر أن المادة المطورة ليست سامة أو ضارة للكلى، وقد ثبت أيضاً أنها مستقرة في الدم على مدى فترة أطول، وكلها خصائص مطلوبة للحصول على الموافقة كدواء، كما يؤكد زيربي.

ويضيف أنهم سيواصلون العمل على هذا المضاد الحيوي للوصول إلى اعتماده، وعلاج مشكلة تصنفها منظمة الصحة العالمية بأنها شديدة الخطورة.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق ما هو التفكير المُفرط

«كفأرٍ يركض على عجلة»... 15 عادة تؤدي للإفراط في التفكير

هل شعرت يوماً أن عقلك عبارة عن فأر يركض على عجلة، ولا يتوقف أبداً للراحة؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص نائم  (د.ب.أ)

نصائح للاستغراق في النوم خلال الليالي الحارة

يعد النوم الجيد أمراً ضرورياً للصحة العقلية والجسدية، ولكن عندما يكون الجو حاراً يمكن أن يتأثر نومنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الأدلة تزداد على أن الروائح قد تؤثر بشكل مباشر على الحالة المزاجية (رويترز)

باحثون يربطون بين حاسة الشم والاكتئاب... ما العلاقة؟

هناك ظاهرة أقل شهرة مرتبطة بالاكتئاب، وهي ضعف حاسة الشم، وفقاً لتقرير لموقع «سايكولوجي توداي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تمارين تساعدك على زيادة سعة الرئة

تمارين تساعدك على زيادة سعة الرئة

تلعب الرئة دوراً مهماً في صحة الجهاز التنفسي واللياقة البدنية بشكل عام، وتشير سعة الرئة إلى الحد الأقصى من كمية الهواء التي يمكن أن تحتويها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
TT

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)

أظهرت دراسة ألمانية أن برنامجاً يركز على التدريبات البدنية يمكن أن يحسن جودة الحياة لدى مرضى سرطان الثدي النقيلي.

أوضح الباحثون بقيادة المركز الألماني لأبحاث السرطان، أن هذا البرنامج أدى إلى تحسن ملحوظ في جودة الحياة، وتراجع كبير في التعب، وفق النتائج التي نشرت، الخميس، في دورية «Nature Medicine».

وسرطان الثدي النقيلي، أو المتقدم، هو نوع من السرطان ينتشر من الثدي إلى أجزاء أخرى في الجسم، ويتضمن انتشار الخلايا السرطانية إلى العظام والرئتين والكبد والدماغ، ويحدث هذا الانتشار عندما تنتقل الخلايا السرطانية من الورم الأصلي في الثدي عبر الدم أو الجهاز الليمفاوي إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وتعد المحافظة على جودة الحياة أو تحسينها وتخفيف التعب أهدافاً مهمةً في رعاية مرضى السرطان، إذ يؤثر المرض نفسه وعلاجاته على جودة الحياة، كما يعاني العديد من المرضى من متلازمة التعب، التي تؤدي إلى الإرهاق البدني والعاطفي والعقلي المستمر.

وشملت الدراسة 355 امرأة ورجلين مصابين بسرطان الثدي النقيلي في ألمانيا، وقسموا إلى مجموعتين، الأولى انخرطت في البرنامج التدريبي، الذي شمل جلستين أسبوعياً على مدى 9 أشهر، فيما لم تشارك المجموعة الأخرى في البرنامج.

وتضمن البرنامج التدريبي الفردي تحت إشراف علاجي تمارين لتعزيز التوازن وقوة العضلات والقدرة على التحمل.

وحصل جميع المشاركين في الدراسة على توصيات أساسية لممارسة الرياضة، وتم تزويدهم بجهاز تتبع النشاط لتسجيل مقدار التمرين الذي قاموا به في حياتهم اليومية.

وجرى سؤال المشاركين عن جودة حياتهم باستخدام استبيان موحد يأخذ في الاعتبار الجوانب البدنية والعقلية والعاطفية لجودة الحياة في بداية الدراسة، وبعد 3 و6 و9 أشهر.

بالإضافة إلى ذلك، أجرى الباحثون استبياناً موحداً لتقييم أعراض التعب، وتم اختبار اللياقة البدنية في البداية، وفي فواصل زمنية مدتها 3 أشهر باستخدام جهاز الدراجة الثابتة.

ووجد الباحثون أن المجموعة الأولى انخفضت لديها الأعراض المرتبطة بالمرض والعلاج بشكل ملحوظ، ما أدى إلى تحسين جودة الحياة، مقارنة بالمجموعة الأخرى.

وأدى البرنامج التدريبي المنظم إلى تحسين ملحوظ في جودة الحياة وانخفاض كبير في التعب، حيث انخفضت شكاوى مثل الألم وضيق التنفس بشكل ملحوظ خلال فترة الدراسة. وكانت نتائج اختبار اللياقة البدنية في مجموعة التدريب أفضل من مجموعة التحكم.

وقال الباحثون إن النساء المصابات بالسرطانات المتقدمة مثل سرطان الثدي النقيلي، اللاتي يتلقين العلاج طويل الأمد، يمكن أن يستفدن بشكل كبير من إدارة الأعراض المرتبطة بالمرض والعلاج بشكل جيد.

وأضافوا أن التأثيرات الإيجابية المشجعة للغاية للبرنامج التدريبي يمكن أن تجعل مرضى سرطان الثدي المتقدم يعيشون حياة أفضل ويتمتعون بلياقة بدنية أكبر.